يوم الفرز
يوم الفرز هو أحد أيام العرب التي وقعت بين خثعم و بني كلاب وسببه أن خَثْعم قتلت الصميل أخا ذي الجوشن الكلابي يوم فيف الريح، فقد طعنه عمرو بن صبيح النهدي وهو يجود بنفسه، حتى ألقاه فرسه إلى جانب الوادي فمر به رجل من خَثْعم فأجهز عليه وأخذ درعه وفرسه فغزا ذو الجوشن خثعما وسانده عُيينة بن حصن الفزاري على أنَّ لذي الجوشن الدماء، ولعينة الغنائم، فغزوا خَثْعم جميعًا فلقوها بالفرز - وهو جبل - فاقتتلا وأثخنا وغنما، وأن حمران توقل في الجبل فجعلوا يأمرونه أن يستأسر، فأنشأ يقول وهو يقاتل:
أقسمت لا أقتل إلَّا حرا … إني رأيت الموت شيئا مرا
أكره أن أخدع أوأغرا
فقتل، فقالت أخته ترثيه:
ويل حمران أخا مضنه … أوفى على الخير ولم يمنه
والطاعن النَّجلاء مرثعنِه … عاندِها مِثلُ وكيف الشَّنَّه (٢)
وكان هناك أيام كثيرة بين خَثْعم وبني عامر بحكم تجاوزهم في المنازل والديار إلَّا أن كتب التاريخ لَمْ تفصل القول فيها ومن هذه الأيام، ما ذكره عامر ابن الطفيل في معرض الافتخار ومن ذلك قوله:
ونحن صبحنا حي أسماء غارة … ابالت حبالي الحي من وقعها دما
وبالنقع من وادي أبيدة جاهرت … أنيسا وقد أردين سادة خثعما
قال الشارح: أبيدة أرض خَثْعم ويريد أنس بن مدرك الخثعمي [1]، وهذا يعني أنهم قاتلوا قبائل خَثْعم وانتصروا عليهم.
وقوله:
يا لهفي على ماضل سعيي … وسيري في الهواجر ما أقيل
فإن الحي خَثْعم أحرزتهم … رماحهم وتنذرهم سلول
بمخرجنا فلا يخفى عليهم … ويأتيهم بعورتنا الدليل
ولو أني أطعت لكان مني … لمدرك أكلب يوم طويل[2]
فهو يتلهف لأنَّ قومه لَمْ يطيعوه فلم يكن النصر حليفه ومدرك أكلب الوارد في النص هو أبو أنس بن مدرك الأكلبي فارس خَثْعم وسيدها في الجاهلية والإسلام، ومضمون القصيدة يوحي بأن عامر بن الطفيل أغار بقومه على قبائل خَثْعم فهزمتهم فأخذ يلوم قومه.
ويقول أيضًا:
وبالكور إذ ثابت حلائب جعفر … إليكم وجاءت خَثْعم للتحاشد
لينتزعوا علقاتنا ثم يرتعوا … فاردت قناني منهم كل ماجد
فهو يذكر ما دار بينه وبين القوم ويعدد أفعاله وبلاءه في الحروب ردا على من ينكرون فضله ولم ينزلوه منزلته.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .