وُلـِد علـَم

(تم التحويل من وُلِد علـَم)
غلاف برنامج مسرحية وُلـِد العلـَم. مقارنات مع الثورة الأمريكية. (يهودا ماگنس عارضها).[1]

وُلِد علـَم هي مسرحيَّة أُنتجت عام 1946، حيث دعت لإقامة وطن قومي لليهود في "أرض إسرائيل"، أو فلسطين الانتدابيّة. من أبرز الممثّلين الّذين شاركوا في هذه المسرحيَّة بول موني، وسيليا أدلر، ومارلون براندو. أُقيمت هذه المسرحيّة في مسرح برودواي في الرّابع من سبتمبر عام 1946، وقد كتب نصّها بن هكت وأخرجها لوثر أدلر، وأمّا المسؤول عن الموسيقى فكان كُرت ويل. وهذه المسرحيّة من إنتاج العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرّة، وهي منظّمة كان يرأسها هيلل كوك (المعروف في أمريكا بالاسم الإنجليزي بيتر برجسون)، لجمع الأموال من أجل القضايا الصهيونية.[2] وكانت هذه الرّابطة معروفة بتأييدها لمنظَّمة إرگون،[3] كما وأنّ كاتب نصّ المسرحيّة، بن هكت، كان قد شارك بجمع الأموال وتجنيد المقاتلين لصالح إرگون.[4] فقد تمّ استخدام عائدات المسرحيّة لتمويل أنشطة إرگون، ولشراء سفينة اسمها إس إس أبريل لتهريب يهود أوروبيّين إلى فلسطين.[5]


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ملخص

تتمحور مسرحيّة وُلِد علم حول ثلاث شخصيّات رئيسيَّة (مع بعض الشّخصيّات الثّانويّة)،[6] هم تيفي وزيلدا (لعب دورهما في برودواي الممثّل بول موني والممثّلة سيليا أدلر) وكانا ناجيان من معسكر الموت في تريبلينكا، وحاولا السّفر إلى فلسطين الانتدابيّة، وديفيد (مارلون براندو) وهو شاب غاضب من النّاجين من الهولوكوست.

تبدأ المسرحية ليلة يوم الجمعة، عندما كان تيفي وزيلدا يستعدّان ليوم السّبت اليهودي، في مكانٍ ما خلال رحلتهما. تضيء زيلدا الشّموع على شاهد قبر مكسور، وبعد تلاوة صلاة السبت، يحلم تيفي بالبلدة التي وُلد فيها، قبل تدميرها من قبل النازيّين. يتبع تسلسل الحلم بتشكّل رؤى لدي تيفي عن الملكين شاؤول وداوود الّذين ذُكرا في التّوراة، ثم يتخيّل تيفي نفسه يقف أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مطالباً بتشكيل وطن لليهود في فلسطين، لكنّ يتمّ تجاهله.

يستيقظ تيفي من الحلم ليجد أنّ زيلدا تُوفِّيت في اللّيل، فيقرأ صلاة الكاديش، ثمّ يرحِّب بملاك الموت، الّذي جاء من أجله أيضاً، كما ويقوم بتوديع ديفيد (الشّخصيّة الرّئيسيّة الثّالثة). كان ديفيد يفكّر في الانتحار، لكن يظهر فجأة ثلاثة جنود يهود (يمثّلون الهگاناه، والإرگون، ولـِحي) يناشدوه بالانضمام إليهم، حيث يصرخون: "ألا تسمع بنادقنا يا ديفيد؟ نحن نحارب الإنجليز، الإنجليز الماكرون والأقوياء. نحن نتحدَّث إليهم بلغة يهودية جديدة، لغة البنادق. لم نعد نلقي صلاة أو دموع على العالم. نحن نطلق الرصاص. نطلق القنابل ... ونعد بانتزاع وطننا من براثن البريطانيين".[7][8]

في ختام المسرحيّة، يلقي ديفيد خطاباً صهيونيّاً حماسيّاً، وينتقل عبر جسرٍ إلى فلسطين، حيث تعلو أصوات نشيد "هاتيكفا" وإطلاق النّار في الخلفية، فيرفع ديفيد شال الصّلاة الخاص بتيفي كعلم مؤقّت، وينطلق إلى الحرب.[8]


القضايا الصّهيونيّة

يهود، معظمهم ناجون من المحرقة، يبحرون إلى فلسطين على متن SS إكسودس في 1947. المسرحية وُلِد علـَم أُنتِجت لدعم مثل أولئك المهاجرين.

تم إنتاج وُلِد العلم من قبل العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرة (وهي منظّمة صهيونيّة) لزيادة الدّعم المالي والسياسي للقضايا الصهيونية، بما في ذلك نقل اليهود من أوروبا إلى فلسطين. وكانت هذه الرّابطة منفتحة تماماً فيما يتعلّق بدوافعها السّياسيّة - فقد ورد في المواد الدعائية: "وُلِد علم" ليست مسرحية عاديّة، لم تُكتب للتّرفيه أو السّلى، بل كُتِبت لجمع المال - لجمع المال لتوفير السّفن لنقل العبرانيّين إلى فلسطين ... و [لإثارة] الرّأي العام الأمريكي لدعم الكفاح من أجل الحرية والاستقلال الذي تخوضه المقاومة في فلسطين الآن".[2]

في التّرويج للمسرحيّة، حاولت مجموعة برگسون مساواة المنظّمات الصهيونية في فلسطين، بالوطنيّين الأمريكيّين الّذين شاركوا في الثورة الأمريكية. فأظهر غلاف المسرحيّة ثلاثة صهاينة - أحدهم يحمل بندقية، والآخر يحمل مجرفة، والآخر يحمل علمًا صهيونيًا - متراكبة على ثلاث شخصيات ثوريّة أمريكية. واستخدمت الإعلانات شعار "إنها 1776 في فلسطين!"، وصوّرت أعضاء منظمة الإرگون على أنّهم "ناثان هالز في العصر الحديث"، في إشارة إلى "ضرائب بدون تمثيل" في فلسطين، واقتبست عبارة توماس جفرسون "مقاومة الاستبداد طاعة لله. . " وعندما كان تيفي يحلم بمخاطبة الأمم المتحدة، قارن فلسطين في الأربعينيات مع المستعمرات الأمريكية في سبعينيات القرن الثامن عشر.[2] تمّ تقديم مسرحيّة وُلِد العلم في ست مدن أمريكيّة، وجمعت أكثر من 40,0000 دولار للعصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرّة، وقد كان أكبر مبلغ مالي حصلت عليه.[2]

تمّ التّصويت لمارلون براندو كـ""الممثل الواعد في برودواي" نظراً لدوره في مسرحيّة "ترَك-لاين كافيه"، لكن هذه المسرحيّة لم تكن ناجحة تجاريّاً، وكان براندو لا يزال شابّاً وغير معروف نسبيّاً وفاقداً للسُّمعَة. وقد صرّح براندو أنّ الناجين من الهولوكوست يستحقّون أن تكون لهم أرضهم الخاصّة حيث يمكنهم العيش بحريّة، كما أنّه لم يقبل سوى الحد الأدنى من مدفوعات إنصاف الممثل، كي تذهب المزيد من عائدات "وُلِد العلم" لدعم القضايا الصّهيونيّة.[2][9]

الاستقبال والتّقييم

وتعليقاً على المسرحيّة، التي افتتحت في الخامس سبتمبر عام 1946، كتب برنارد ليرنر في صحيفة أتلانتيك-سيتي اليهودية في سياق ما بعد الحرب العالمية الثانية: "لقد كانت تبسيطًا مفرطًا للمقاومة اليهوديّة في فلسطين، ولكن المهم هو أن جمهورها كان بمثابة هيئة المحلفين، التي أشارت بتصفيقها إلى تبريرها لكل الوسائل، وأي وسيلة قد يستخدمها اليهود لتحقيق أهدافهم - الحريّة في فلسطين، التّحرّر من معسكرات الأشخاص المشرّدين".[10][11]

بعد أن أصبحت المسرحية تحظى بشعبية كبيرة، تمّ تمديد عرض برودواي وترتيب جولة عروض إضافيّة. ضمّت اللجنة الرّاعية للمسرحيّة العديد من الشخصيات البارزة، مثل الملحِّن ليونارد برنشتاين، والرّوائي ليون فوشتوانجر، وعمدة مدينة نيويورك ويليام أودوير، وإليانور روزفلت.

بعد عرض المسرحيّة في برودواي، تمّ عرضها في شيكاغو وديترويت وفيلادلفيا وبوسطن. كان من المقرر أيضاً أن تُعرَض في المسرح الوطني في واشنطن. وفي تحرّكٍ مبكّرٍلحركة الحقوق المدنية، بدأ الأمريكيون الذين عارضوا التمييز العنصري مقاطعة مسارح واشنطن، نظراً لمنعها الأمريكيّين السّود من الحضور، فانتقلت اللجنة المسرحيّة إلى مسرح مريلاند في بلتيمور. وتمّ جلب قطار خاص لأعضاء الكونغرس لحضور المسرحيّة.[2] تعاونت العصبة الأمريكية من أجل فلسطين حرة مع الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين[2] (الّتي كانت معروفة آن ذاك بتأييدها لإسرائيل)[12]، لاستغلال الفرصة لإجبار إدارة مسرح ماريلاند على إلغاء سياسة الفصل العنصري (السود مقيدون على الشرفة) طوال مدّة عرض المسرحيّة، الأمر الّذي اعتُبِر في سياق ذلك العصر انتصاراً للحقوق المدنية.[2]


المصادر

  1. ^ خطأ استشهاد: وسم <ref> غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماة wymaninstitute.org
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د https://web.archive.org/web/20150325063213/http://www.wymaninstitute.org/articles/2004-04-flagisborn.php
  3. ^ https://www.upenn.edu/gazette/0598/wilf2.html
  4. ^ https://www.jewishvirtuallibrary.org/ben-hecht
  5. ^ Saidel, J.M. (1994). Revisionist Zionism in America: The campaign to win American public support, 1939-1948. https://core.ac.uk/download/pdf/215520056.pdf
  6. ^ https://www.ibdb.com/broadway-produc
  7. ^ Bird, Kai: Divided City: Coming of Age Between Arabs and Israelis.
  8. ^ أ ب Wertheim, Albert: Staging the War: American Drama and World War II, p. 279.
  9. ^ Kemp, Louie (October 7, 2004). "My Seder with Brando". The Jewish Journal of Greater Los Angeles. Los Angeles: Tribe Media Corp. Retrieved 17 April 2015.
  10. ^ Bernard Lerner, the Atlantic City Jewish Record, 25 September 1946.
  11. ^ Schumacher, Claude; Bradby, David (1998-09-24). Staging the Holocaust: The Shoah in Drama and Performance. Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-62415-2.
  12. ^ https://mondoweiss.net/2018/12/rights-movements-israel/

قالب:Ben Hecht