وجيه غالي
وجيه غالي | |
---|---|
وُلِدَ | 1920s |
توفي | لندن |
الجنسية | مصري |
المهنة | كاتب |
اللقب | بيرة في نادي البلياردو |
وجيه غالي (25 فبراير 1930 -5 يناير 1969) كاتب مصري اشتهر بروايته (بيرة في نادي البلياردو ، 1964). خوفا من الاضطهاد السياسي ، أمضى غالي سنواته فقيرا يعيش في المنفى في أوروبا. توفي في 5 يناير 1969 ، بعد تناول جرعة زائدة مميتة من الحبوب المنومة قبل 10 أيام.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
وُلد وجيه غالي وعاش بالقاهرة، لا أحد يعرف على وجه الدقة أية معلومات بشأن القسم الأول من حياة وجيه غالي، والبعض يشك في أن هذا اسمه المستعار، تاريخ ميلاده غير معروف ولكن تاريخ الوفاة مؤكد بواسطة الكاتبة الإنجليزية ديانا آتهيل[1]، وأغلب الظن أن رواية بيرة في نادي البلياردو هي سيرة شبه ذاتية لوجيه غالي.[2] حيث يشترك وجيه غالي مع البطل "رام" في أن كلاهما مصري كاثوليكي بثقافة إنجليزية وفرانكوفونية، ينحدر من عائلة أرستقراطية سابقة، فقدت أملاكها بعد ثورة يوليو. كما أن لوجيه غالي ميول يسارية واضحة، ولا يُعرف حقيقة إن كان قد انتمى إلى الحزب الشيوعي المصري في أيامه، لكن بطل الرواية "رام" كان كذلك. وربما أهم الأحداث في حياة وجيه غالي هي زيارته لإسرائيل في الستينيات كمراسل صحفي، والتي جلبت عليه الكثير من الانتقاد والجدل. أمضى وجيه غالي الفترة الأخيرة من حياته مقيماً بشقة الكاتبة الإنجليزية ديانا آتهيل، بحسب ديانا آتهيل لم يهتم غالي بالبحث عن عمل، كان يعتمد عليها مادياً ومر في نهاية حياته باكتئاب حاد، وكان يكثر من معاقرة الخمر، بحسب كتاب ديانا آتهيل عن علاقتهما، "بعد الجنازة"، أمضى وجيه غالي آخر يوم من حياته يعاقر الخمر مع صديق، دون أن يبدو عليه أنه في حالة نفسية مضطربة، حين تركه الصديق في شقة آتهيل الخالية، انتحر، وقد علّق غالي ورقة على باب الشقة موجهة لآتهيل: "ديانا، لا تدخلي، اتّصلي بالشرطة فوراً"، ترك غالي رسالة خلفه مكتوب بها: " أظن أن الانتحار هو الشيء الأصيل الوحيد الذي فعلته في حياتي."[3]
الحياة الشخصية
هاجر والد وجيه غالي من صعيد مصر لدراسة الطب، وبعد تخرجه تزوج من والدة وجيه، أنجيل ابنه خليل باشا إبراهيم (1832- 1924)، الذي كان محامياً شهيراً من عائلة قبطية ترجع أصولها لمحافظة سوهاج.
وتوفي والد وجيه مبكراً، لتتزوج أمه من فؤاد أنطون، مدير مصنع الملح والصودا في الإسكندرية، الذي لم يتحمل وجيه، ولم يتحمله وجيه أيضاً، لينتقل من الإسكندرية إلى القاهرة، لينشأ في بيت خالته "كيتي" ووسط أولادها.
وشقيقة أنجيل هي والدة الناقد والمترجم المصري الشهير مجدي وهبة، والذي عمل نائباً لوزير الثقافة المصرية السابق ثروت عكاشة.
وربما كانت علاقة غالي المرتبكة بوالدته هي سر عذابه، ثمّة إشارات عديدة إليها في يومياته، منها قوله "لم أكن أعرف لمن سأترك أموالي إذا أصبحت ثرياً من خلال كتابي. فكرت وفكرت. لم أكن لأتركها لإخوتي لأنهم ما كانوا ليحتاجوا إليها، أو لأمي لأنها لا تستحق ذلك، وفكرت وشعرت بالحزن، لم أكن أحب أي شخص بما يكفي لأترك له أموالي".
أعماله
لوجيه غالي رواية وحيدة هي بيرة في نادي البلياردو والتي نُشرتْ عام 1964 عن دار بينجوين الإنجليزية. ولا توجد معلومات حول إذا ما كان هنالك أي إنتاج أدبي آخر لوجيه غالي. وعادة ما يشار إليه كأول كاتب مصري تكون له مطبوعات بينجوين.
يوميات وجيه غالي: مصري في الستينيات المتأرجحة ، محرر. مي حواس
مؤخراً، أصدرت الجامعة الأميركية بالقاهرة يوميات غالي التي حررتها مي حواس، وترجمها محمد الدخاخني إلى العربية، وحملت عنوان: "يوميات وجيه غالي: كاتب مصري من الستينيات المتأرجحة".
أحمد رمزي ينقذ وجيه من الانتحار
كانت قاهرة غالي في سنوات ما قبل يوليو 1952، هي عاصمة الصخب، يتنقل بين البارات المختلفة، ونادي البلياردو، مفلساً دائماً، متطلباً للصرف على ما اعتبرته الأسرة ملذاته الخاصة، لم يكمل دراسته في كلية الطب بجامعة القاهرة، التي كان زميلاً فيها للفنان أحمد رمزي، الذي لم يكمل هو أيضاً دراسته.
أنقذه رمزي من محاولة انتحار عندما كانا في الكلية، يومها كان وجيه مقيماً في أحد بنسيونات القاهرة الفقيرة، وأصيب بما أسماه "نوبة تشنّج ذهني"، تجعله راغباً في الموت حسبما كتب لديانا في إحدى رسائله، ولكن أنقذه صديقه رمزي، الذي جاء بالمصادفة في تلك الليلة لزيارته.
كانت مفاهيم النجاح لدى عائلة غالي الأرستقراطية مرتبطة بالثراء، أو التفوق في الدراسة أو المنصب المحترم، لذا يبدو شخص مثل وجيه بالنسبة لهم فاشلاً، صعلوكاً، سكيراً لا يفيق من الشراب، مثيراً للمشكلات ومنبوذاً ومستبعداً.
ففي بيت أحد أصدقاء غالي، احتفظ بنسخة من رواية "بيرة في نادي البلياردو"، أهداها غالي لأحد أقاربه كتب عليها عبارات بالفرنسية، معناها: "أنظر إليّ، إلى قريبك (..) لقد نجح، يا فلاح، انظر إليّ فأنت لا شيء".
كان غالي يريد أن يقول للعائلة بعد صدور روايته، إنه نجح بمفاهيمه هو لا بمفهومهم عن النجاح!
رسائل
لا شيء يُثبت انضمام وجيه غالي إلى أي من تنظيمات اليسار، أو ممارسته العمل السياسي في مصر قبل رحيله عنها عام 1950، تكوينه النفسي يجعله أبعد ما يكون عن الالتزام السياسي.
في واحدة من رسائله إلى ديانا، يخبرها بقبوله العمل في معسكرات الجيش البريطاني بألمانيا، فكتب: "هل تصديقين هذا، لقد أجازوني في تحريات الأمن!"، وروى حواره معهم: "هل أنت شيوعي: لا (..) هل انضممت إلخ إلخ: لا (..) متعاطف مع النظام: لا".
وواصل في رسالته: "سوف أؤتمن على أسرار الناتو والجيش البريطاني"، وأضاف ساخراً: "لا توجد أسرار، بالطبع، هي فقط وظائف سهلة للجميع مع أحواض سباحة، وملاعب تنس إلخ".
ربما لم يكن وجيه منتمياً بالمعنى التنظيمي، ولكن متعاطف إلى حد كبير مع حركات سياسية معارضة، أو مع المهمشين كموقف ضد العائلة - عائلته بالتأكيد - في قصصه. [4]
بطل تراجيدي
ورغم ما يكتنف حياة وجيه من إثارة وغموض، إلا أن كتاباته تقدم لنا شخصاً أشبه بالأبطال التراجيديين، الذي يعرف نهايته، ويسعى إليها، بل يسعى حثيثاً إلى تدمير ذاته نفسها.
ابن الأسرة البرجوازية المصرية الذي يفقد أباه مبكراً، وتتزوج أمه شخصاً آخر، فيترك الإسكندرية المدينة التي ولد فيها إلى القاهرة متنقلاً بين بيوت الخالات، يفشل في دراسة الطب في القاهرة، فيتركها إلى باريس لدراسة الطب لكنه يفشل أيضاً، فيتنقل بين مهن مختلفة ومدن متعددة، ما بين باريس، ولندن، والسويد، ثم هامبورج ورايت في ألمانيا، قبل أن يستقر في لندن خلال سنواته الأخيرة.
تطارده فكرة الانتحار، أو يطاردها، ويعرف تماماً أنها مصيره الذي لا يحاول أن يتفاده، بل يسير إليه بكامل إرادته، ويفعل كل شيء ممكن من أجل أن يعجل به.
يكتب في يومياته: "الذهاب إلى طبيب نفسي لن يكون سوى مزحة. أعرف في أعماقي أنني منتحر محتمل".
ويكتب: "إنني أحدب يستطيع أن يٌقوّم ظهره، لكنني ضعيف جداً، كسول جداً عقلياً، شديد الاستهتار واللامسوؤلية لأواظب على استقامة ظهري، أواسي نفسي بفكرة الانتحار، نتيجة ضعف وجبن تامّين".
كتب غالي هذه المقاطع في يومياته في مايو 1964، وبعد 4 سنوات اكتملت المأساة تماماً، عندما انتحر في إحدى ليالي شتاء لندن، ليموت في أحد مستشفيات لندن بعد عشرة أيام، فشل الأطباء خلالها في إنقاذه حياته.
المحاولة الأخيرة للانتحار تمّت، بعد فشل محاولات أخرى سابقه، منها ما حكاه ابن خالته سمير بسطا في حوار معه في مقدمة اليوميات: "ذات مرة، أخبرني أنه حاول قتل نفسه بالغاز في سيارته فولكس فاجن، ضحك وضحك من ذلك، لأن أحد رجال الشرطة قرع نافذته، وأخبره بأنه يركن السيارة بشكل غير قانوني".
كانت كتابة اليوميات وسيلة وجيه، من "أجل التشبث بمسحة من سلامة العقل"، ووسيلته لكي يتوقف عن السير في "طريق الجنون"، ألا يبقى وحيداً.
وعلى الرغم أن اليوميات تقدم لنا شخصاً صاخباً، متعدد العلاقات، محاطاً بالأصدقاء، والأقارب الذين يترددون عليه، ولكن لم تكن هذه العلاقات سوى محاولة منه، كما يكتب: " لأمنح نفسي الثقة، لأتباهى أمام نفسي أيضاً".
هذه الثقة المفقودة في الذات قديمة لدى غالي، إذ وصفه أحد أساتذته أثناء الدراسة في مدرسة فيكتوريا كوليدج، بأنه "شخص لا يمكن ملاحظته، تقريباً لم يكن ماهراً".
المصادر
- ^ After a Funeral, Beer in the Snooker Club - Diana Athill and Waguih Ghali - Literary Review | Dusty Wright's Culture Catch Archived 2017-07-16 at the Wayback Machine
- ^ مثقفون القاهرة يبحثون عن الرجل الغامض... وجيه غالي[[تصنيف:مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة from خطأ: زمن غير صحيح.]]<span title=" منذ خطأ: زمن غير صحيح." style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة] Archived 2020-09-26 at the Wayback Machine
- ^ عبد الرشيد صادق محمودي، البحث عن وجيه غالي، مجلة وجهات نظر عدد يوليو 2009 Archived 2020-03-14 at the Wayback Machine
- ^ "وجيه غالي.. الروائي الذي اختُزلت مسيرته بزيارة إسرائيل في 1967".