هيثم مناع
هيثم مناع | |
---|---|
![]() هيثم مناع | |
وُلِدَ | هيثم يوسف ناصر العودات 16 مايو 1951 |
المدرسة الأم | جامعة دمشق |
المهنة | مؤلف، ناشط حقوقي، سياسي |
الزوج | منى عساف (توفيت)، فيوليت داغر |
هيثم مناع (و.16 مايو 1951 - ) واسمه الحقيقي هيثم يوسف ناصر العودات، وهو باحث وناشط حقوقي سوري ومن ابرز دعات التغيير اللاعنفي، وهو من مؤسسي اللجنة العربية لحقوق الإنسان. وقام بتغيير اسمه الثاني من العودات إلى مناع، تخليداً لذكرى زوجته الأولى، منى عساف، إذ أن كلمة "مناع" هي جمع، لإسم "منى"، والحرف الأول من أسم العائلتين عساف، والعودات.
النشأة والتعليم
ولد هيثم مناع في 16 مايو 1951 في درعا جنوب سوريا، في عائلة سياسية بإمتياز، والده يوسف ناصر العودات، بدأت نشاطاته في الإبتدائية بإعداد مجلة الطلبة، وفي الثانوية حرر مجلة الفجر التي تأثرت بالقراءات الإسلامية عقب نكسة 1967[1].
في الجامعة درس الطب والعلوم الاجتماعية في جامعة دمشق وحصل على الدكتوراه في الأنتربولوجيا مختص في المعالجة النفسية الجسدية واضطرابات النوم واليقظة، كتب في عدّة مجلات أسبوعية وكتب لمجلة دراسات عربية وهو في الواحدة والعشرين من عمره، وأصدر النشرة الطبية الدورية في جامعة دمشق ومجلة "دراسات فلسطينية" وحرر نشرة "الثوريون".
النشاط السياسي
تنظيم الفتية ومنظمة الإنسانيون العرب
كون مع عدد من الأصدقاء تنظيما للتلاميذ سموه (الفتية) وعند نجاحهم في الثانوية اجتمع أهم كوادر التنظيم وقرروا تشكيل منظمة باسم (الإنسانيون العرب) وكلفت المنظمة شخص بكتابة نقد للفكر القومي وشخص لكتابة نقد للفكر الإخواني وكلف هيثم بكتابة نقد للفكر الماركسي. تطوع لمساعدة العمل الفدائي الفلسطيني أثناء أيلول الأسود وقد كلف بالعمل في المطابخ في إربد لقلة خبرته العسكرية، وعندما عاد باشر بناء حلقات سورية وفلسطينية ضمن تصور ضرورة وحدة نضال شعوب طوق إسرائيل كأساس نضالي لوحدة عربية تقدمية.
رابطة العمل الشيوعي
انتخب هيثم مناع في أول مكتب سياسي لرابطة العمل الشيوعي في مؤتمرها التأسيسي في أغسطس 1976 وبقي لمدة عامين قبل تركه لمهامه التنظيمية. و اضطر هيثم مناع لمغادرة سوريا سراً بعد ملاحقات أمنية له استمرت عامين اعتقل خلالها شقيقه وأمه في محاولة للضغط عليه وسليم نفسه، إلا أنه رفض، ووصل إلي فرنسا في 27 مايو 1978 ولم يتمكن من العودة لبلده إلا بعد 25 عاما بعد مرسوم جمهوري بإعادة الحقوق.
أسس اللجنة العربية لحقوق الإنسان مع منصف المرزوقي وفيوليت داغر ومحمد حافظ يعقوب ومحمد السيد سعيد وناصر الغزالي ومحمود الخليلي في 1998، وهو عضو في مجلس إدارة ومجلس أمناء قرابة 130 منظمة غير حكومية وشغل مناصب عربية ودولية قيادية في المنظمات غير الحكومية ورفض أي منصب حكومي. وقد انتخب في سبتمبر 2007 رئيسا للمكتب الدولي للمنظمات الإنسانية والخيرية في العالم للمرة الثانية.
مواقف وأراء متفرقة
- بعد وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد صرح هيثم مناع، بأن حالة الإرتباك الحادثة في صفوف السلطة في وريا طبيعية، وأنه قد نوه بأن تركز السلطات بيد شخص واحد، سيجعل مصير البلاد مرتبط بمصيره وهذا أمر غير مقبول ولا يمكن استمراره، داعياً لبدء مرحيلة جديدة في تاريخ سوريا، يتم في اطلاق الحريات، والتطبيق الفعلي للديموقراطية.
- بعد غزو العراق عام 2003، ظهر هيثم مناع في مقابلة مع قناة الجزيرة سئل فيها عن موقفه من دعوات بعض المعارضين السوريين لدخول الجيش الأمريكي لسوريا، فكان جوابه:"افضل الموت في مقبرة مهجورة في فرنسا، على أن أدخل سوريا على متن دبابة أمريكية".
بعد ذلك تنبه فاروق الشرع لأهمية لموقف، وبعد اتصالات بين عدة شخصيات منهم عبد الرحمن اليوسفي، تم الأتفاق على منح هيثم المناع منح عفو خاص، إلا أنه رفض تلك الصيغة لأنها تعطى للمذنبين، وطالب بمرسوم جمهوري من بشار الأسد بإعادة حقوق، وتم ذلك بالفعل، وشمل هو ورياض الترك، وشخصيات أخرى.[2]
موقفه من الثورة والحرب الأهلية السورية
كان هيثم مناع -بصفته مدافعا عن حقوق الإنسان- أحد الشخصيات المعارضة التي دعت لإسقاط الحكومة البعثية بالطرق السلمية .
يعتبر من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية المعارضة والتي ترفض الحكومة البعثية بالقوة أو الاستعانة بالخارج أو بالجيش الحر، ويعد الشرخ السياسي بين هيئة التنسيق الوطنية والمجلس الوطني السوري أحد عوائق توحيد المعارضة.
استقال من قيادة هيئة التنسيق في 2015 معلنا عن تشكيل تيار قمح (قيم، مواطنة، حقوق) وقد انتخب غيابيا رئيسا لمجلس سوريا الديمقراطية واستقال بعد ثلاث أشهر لرفضه اعلان فدرالية الشمال. نظم المؤتمر الوطني الديمقراطي في 2016 في جنيف وهو قيادي فيه. رفض المشاركة في مباحثات جنيف لعدم إشراك الديمقراطيين والكورد بشكل يتناسب مع قوتهم في المجتمع. كان في رئاسة مؤتمر سوتشي للحوار الوطني في 2017 وكان له الدور المركزي في إقرار تشكيل اللجنة الدستورية. ما زال يعمل في المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان/مؤسسة هيثم مناع ويرفض فكرة التفرغ السياسي.
بعد سقوط نظام الأسد
في 5 فبراير 2025، كشفت صحيفة النهار أن قوى وشخصيات سورية لعقد اجتماع موسّع في 15 فبراير لرسم خريطة طريق للمرحلة الانتقالية في سوريا، ومواجهة بوادر ما يعتبرونه استئثاراً بالسلطة. ومن المتوقع أن ينعقد الاجتماع بشكل متزامن في كلٍّ من جنيف وعدد من المدن السورية أهمها السويداء وحلب، ما يمكن اعتباره أول خطوة سياسية تتبلور في وجه إدارة سوريا الموقتة بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، ومن المحتمل أن تتحول إلى أول جسم سياسي مدني ديموقراطي يعلن معارضته للحكم الجديد. وأفادت الصحيفة أن هيثم مناع هو الذي يتولى مهمة المنسق العام لهذه اللجنة. وأنه جرى تشكيل لجنة تحضيرية من داخل البلاد وخارجها تتولى مهمّة التنظيم والدعوة، مجلس سوريا الديموقراطية (مسد) الجناح السياسي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" التي تقود "الإدارة الذاتية" في شرق الفرات سوف يشارك في هذا الاجتماع.
وأكدت مصادر الصحيفة أنه جرى الاتفاق على الخطوط الأساسية للاجتماع والتي تتمثل في سيادة الدولة، والمواطنة المتساوية، والكرامة الإنسانية، وإحياء شعار الثورة السورية الكبرى "الدين لله والوطن للجميع"، وكذلك اعتماد التنمية الاقتصادية المستدامة من أجل إعادة البناء.
واطّلعت "النهار" على نص الدعوة التي وجّهتها اللجنة التحضيرية إلى القوى والشخصيات للمشاركة في الاجتماع، والتي تضمنت تحديد أهم الخطوات التي سيطالب المشاركون بتحقيقها وأهمها: تشكيل مجلس عسكري وطني يشمل الضباط المنشقين والخبراء المتقاعدين والأكاديميين الأكفاء على أن يتولى هؤلاء تشكيل مجلس للإشراف على إعادة بناء جيش وطني سوري موحد، وعقد مؤتمر وطني عام يضم كل القوى الوطنية السورية، من دون استثناء أحد، تحت رعاية دولية بما يتماشى مع تنفيذ القرار 2254 الهادف إلى إنشاء هيئة حكم انتقالية، ولجنة صياغة دستورية، وهيئة قضائية مستقلة للعدالة الانتقالية.
وتضمنت الدعوة أيضاً المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط موقتة، تنتهي ولايتها بانتخاب حكومة بموجب الدستور الجديد، واحترام الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وكذلك تجريم خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، وختاماً المطالبة برفع العقوبات الاقتصادية الأحادية الجانب عن سوريا.
وكشف عضو اللجنة التحضيرية محمد عبيد عن تكليف نخبة من الاقتصاديين والحقوقيين وأساتذة القانون الدستوري والمحامين والقضاة وكبار الضباط المنشقين إعداد أوراق تقدم إلى الاجتماع حول مختلف الموضوعات الواردة في الدعوة.
وأكد عضو اللجنة محمد الأحمد أيضاً أن "الدعوات مفتوحة لكل من يشعر بضرورة الاجتماع والتشاور والنقاش الحر، ولا تسمح اللجنة التحضيرية باستبعاد أو إبعاد أي طاقة سورية خلاقة تطمح لبناء سوريا التي تشبهنا ونشبهها".
وعن توافر الظروف الأمنية في الداخل السوري لعقد الاجتماع في عدد من المدن بالتزامن مع انعقاد جلسة في جنيف، قال صالح النبواني من السويداء لـ "النهار": "تعرفون الأوضاع الحالية والضغوط المتزايدة على أي ندوة أو اجتماع يعقد داخل البلاد، لذا سنقوم بتنظيم الاجتماع في السويداء بحضور أبناء المحافظة ومن لا يستطيع الحضور في مدينته، أهلاً وسهلاً به في جبل العرب الأشم".
وعلمت "النهار" من المصادر السابقة نفسها بأن الاتصالات جارية لاختيار أكثر من مكان يشارك فيه أبناء المدن التي تشهد أوضاعاً أمنية سيئة.
وأكد هيثم مناع في حديث مع "النهار" أن عدد الذين سيشاركون في الاجتماع بلغ حوالى 1000 شخصية سورية سياسية ومدنية، مشدداً على أنه حتى الضباط المنشقون سيشاركون بصفتهم مواطنين مدنيين وليس بزيهم العسكري.
وشدد مناع على أن أهم المآخذ على السلطة الانتقالية في سوريا هي أنها جاءت بتفويض من العسكر في مؤتمر النصر، ولم تشارك أحداً معها من الفاعليات والأحزاب، كما أنها ذات لون طائفي ومناطقي واحد، ونحن نرفض ذلك.
وعن إمكان عقد الاجتماع بالتزامن بين عدد من المدن السورية وجنيف وما يستلزم ذلك من تحضيرات لوجستية ونفقات ضخمة، أجاب منّاع: "شاركت منذ 2012 في مؤتمرات عدة من أجل سوريا ديموقراطية ودولة مدنية، وفي كل مرة كان السوريون من أهل الخير يسعفوننا بما نحتاج حتى لا نطلب من غير السوريين أي مساعدة. وكان مؤتمر القاهرة المؤتمر الوحيد الذي جاء في نص القرار 2254 لم نقبل فيه قرشاً من أحد"، مضيفاً: "لا تتصوروا أن رجال الأعمال السوريين الشرفاء والكوادر العلمية والطبية السورية غير مهتمين بأن يتكون في وطنهم دولة قانون لكل مواطنيها".
وبما أن من المحتمل أن يتطور الاجتماع إلى ولادة أول معارضة سياسية مدنية ديموقراطية للحكم الموقت في سوريا، سألت "النهار" منّاع حول فاعلية هذه الخطوة في ظل الدعم الذي يلقاه الرئيس السوري المؤقت وفريقه من أهم الدول الإقليمية، فضحك مناع وأجاب: "نحن نسبح في مواجهة التيار منذ خمسين سنة، جدي ترك لأبي الاستقلال الأول عن المستعمر الفرنسي، هل تظن أن بإمكاني وإمكان الديموقراطيين السوريين النظر إلى أبنائنا وأهلنا ونحن نكوع أمام مشروع يحرمهم من دولة سيدة ومواطنة كريمة؟"
وأضاف منّاع: "لكن أقول بقناعة ومنطق، هذه المرة، ومع كل خطوة تسلطية تقوم بها السلطات الجديدة، فإن على كل دول الجوار أن تدرس نتائجها وما يترتب عليها، ليس فقط على الشعب السوري، وإنما على أمنها القومي والمجتمعي، صار العالم أصغر من صغير، وعندما ينتشر فيروس الأنفلونزا في سوريا، ستصاب المنطقة كلها، عاجلاً أو آجلاً بالزكام".
واطّلعت "النهار" على إحدى الأوراق المعدة للتقديم في الاجتماع تضمنت إشارات إلى حالة "الهرج والمرج"، بحسب وصفها، التي سادت في سوريا بعد 8 ديسمبر، وجاء فيها: "شكل هذا الحدث الوطني الكبير (سقوط نظام الأسد) بشائر نهاية الظلم والتسلط والتفرد لملايين السوريين في داخل البلاد وخارجها، إلا أنه ومنذ الأيام الأولى، بدت على السطح مظاهر غريبة وتصرفات لا عهد للسوريين بها، وقرارات لم يعثر فيها الناس على ما قدموا من أجله غالي التضحيات مثل غرفة العمليات العسكرية، وحكومة لتسيير الأعمال جرى نقلها من إدلب إلى دمشق، وما سمي بعملية تنظيف البلاد من فلول النظام البائد، ليكتشف السوريون أول بأول بأنهم في مواجهة وضع تغيب عنه كل طموحاتهم لبناء سوريا جديدة لكل أبنائها".
وجاء في ورقة أخرى: "...شهدنا ممارسات ومبادرات لا تتفق مع الثوابت الأساسية لثورة 18 آذار/مارس 2011: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد، دولة المواطنة لكل السوريين، مواطنون لا رعايا، الكرامة والحرية، الموت ولا المذلة إلخ. هذه المسلمات الأساسية التي دفع السوريون من أجلها قرابة نصف مليون شهيد وسنوات من النزوح واللجوء والقهر والترهيب".[3]
المرض
في 6 فبراير 2025 نشر هيثم مناع مقالاً على صفحته الشخصية، تحدث فيه عن الاجتماع القوى والشخصيات المدنية والسياسية المزمع عقده في جنيف والداخل السوري في 14 و15 فبراير، والذي يُنسق عقده هيثم نفسه. موضحاً أنه لن يشارك بفعالية بعد بسبب المرض إذ كتب: ".. مهما كانت مخرجات الاجتماع الموسع، فإنني بعده غير قادر على المشاركة بفعالية فيها، والبركة في الطاقات الخيرة والصاعدة التي تحتاجها سوريا اليوم. فقد أخرت دخولي المشفى شهرا من أجل نجاح هذه المبادرة ولن يقبل الطبيب أي تأخير إضافي." وأضاف "لكل الأحبة الذين بصدق يتحدثون عن عني بهذا المنصب أو ذاك، أريد أن أعيد للمرة الألف: هل تريدون رؤيتي كما رأيتم بايدن في آخر أيامه؟ رجاء عدم التحامل والكذب عليّ بأحد ثلاثة: السلطة أو الإيديولوجية أو الفساد، فالميزة الوحيدة لي، أنني سأموت دون ميراث ودون دين في رقبتي، ومحاربتي لكل الإيديولوجيات الظلامية والظالمة، وأجمل آمالي أن أموت وفي سجلي الدفاع عن كل مظلوم ومناهضة كل ظالم ولكن ليس بأضعف الإيمان."[4]
انظر أيضاً
وصلات خارجية
المصادر
- ^ (كتاب منبوذو دمشق، هيثم مناع، 2016، ص 29)
- ^ لقاء متلفز مع هيثم مناع على قناة الآن: https://www.youtube.com/watch?v=r4MbcM1JqRw
- ^ "اجتماع موسّع لتشكيل أوّل معارضة للنظام السوري الجديد... هيثم منّاع لـ"النهار": لا لعسكرة السلطة والاستئثار بها". النهار.
- ^ "هيثم مناع العودات". facebook.