هبة الدين الشهرستاني
السيد "محمد علي"، المشهور بـ"هبة الدين الشهرستاني" (1301 هـ/1884 في سامراء - 26 شوال 1386 هـ / 7 أبريل 1967 في الكاظمية)، هذا العالم الكبير من الشيعة الإمامية في العراق.
هو محمد علي بن حسين بن محسن بن مرتضى الحسيني، هبة الدين الشهرستاني. قضى حياته في العراق ومصر.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة والسيرة
ولادته في سامراء ونشأ ودرس العلوم العامة في مقتبل عمره في النجف الاشرف ولازم حلقات دروس أعاظم أساتذة النجف الاشرف كالملا محمد كاظم الخراساني وشيخ الشريعة النائيني ونال درجة الاجتهاد بتفوق وعرف بيقظته ووعيه وعرف عنه بالنزعة الاصلاحية أو المشرب الثوري فطاف بالبلاد الاسلامية والعربية والهند وحج البيت الحرام وكانت له مقابلات ومناقشات في سفراته واثمرت كثيراً في تعريف فكر اهل البيت وخط اهل البيت ثم عاد الى العراق عام 1332 هجرية واستقر انذاك في مدينة كربلاء المقدسة وبدأت يحرك مشاريعه الثقافية والاصلاحية فأصدر مجلته المشهورة في النجف الأشرف بأسم مجلة العلم ونخى فيها منحى اصلاحياً لم تألفه الحوزة العلمية من قبل فهاجم بعض التقاليد والعادات وبعض الحالات التي تعود الناس عليها وقدسوها وهي دخيلة على الدين والحوزة فكان وضعه رحمه الله وضع كل مصلح وشائر وانقسم فيه رجال الحوزة فبارك له قسم من مشاريعه ودعموه واشادوا بجهوده خصوصاً وفي مقدمتهم المرحوم كاشف الغطاء الذي قال فيه من شعر له:
هبة الدين اتانا بعلوم مستفيضة ولو التاريخ اهدى طلب العلم فريضة
انتشرت افكار السيد هبة الدين الشهرستاني في الشرق الاوسط ودارت بينه وبين المرحوم شرف الدين اعلى الله مقامه نقاشات علمية على مستوى المقالات وكان يكتب في مجلة العلم وكان السيد شرف الدين يناقشه بمقالات تنشرها مجلة العرفان انذاك ويجدر ذكره ان السيد هبة الدين الشهرستاني اسس مكتبة عامة ضخمة في الصحن الشريف بالكاظمية كان يرتادها عامة الناس واسماها بمكتبة الجوادين اما على الصعيد الجهادي فأن السيد هبة الدين الشهرستاني كان في طليعة العلماء الكبار الذين قادوا الجهاد في وجه المحتل الانكليزي عام 1920 ميلادي عندما اندلعت ثورة العشرين وتصدى السيد هبة الدين الشهرستاني في الخط الاول لقتالهم وجهادهم وقد كتب رحمه الله ذكرياته عن الثورة ودوره الجهادي في كراس اسماه الخيبة في الشعيبة. طبعاً وقت البرنامج لا يسمح والا الحديث عن هذا العالم الرباني المجاهد طويل وجميل وفيه الكثير من الوحدات والمفردات الملفتة للنظر لكن بحسب ما يتفق والفرصة المسموحة اتكلم عن حياته بأيجاز، لعب ذلك الدور الجهادي في مواجهة الانكليز فقبض عليه الغزاة الانكليز واودعوه السجن بعد ان استجوبه المندوب السامي البريطاني لعدة ساعات ودهش فيها لصلابته وبطولته وبقي المرحوم السيد هبة الدين سجيناً تسعة اشهر في سجن قاسي قرب مدينة الحلة ثم أخلي سبيله عند استقلال العراق واختاره الملك فيصل آنذاك وزيراً للمعارف ثم بعد مدة استقال من الوزارة وعاد إلى كربلاء ليمارس دوره الثقافي والعلمي. إلا ان الحكومة الملكية انذاك اصرت عليه بالتصدي لرئاسة محكمة التمييز الشيعية العليا بعد ان اسس نظام المحاكم فكان رضوان الله عليه لمدة يشغل منصب رئيس مجلس التمييز الجعفري يعني الاستئناف.
وفاته ورثاؤه
هذا العالم الكبير النحرير المجاهد بعد ان قضى هذا الاوطار من حياته في القلم والنظم والجهاد فقد بصره في سنين الاخيرة من حياته وتوطن الكاظمية متردداً على مكتبته حتى وافاه الاجل في 26 شوال من عام 1386 هجريه 1967 ميلادية في السابع من نيسان، خمسة وثمانين سنة حافلة بالجهاد والجهود، اتخطر انه اقيم احتفال اربعيني مهم له في مسجد براثا القى فيه العلماء والادباء كلمات وقصائد مهمة في رثائه وتأبينه واذكر منها قصيدة للشيخ محمد حسين الصغير يقول فيها:
- ألمثل مجدك يستطيل رثاء
وعلى يديك من الجهاد لواء
- ورسالة بنت الخلود كريمة
وعقيدة رأد الضحى غراء
- وصحائف سكر الزمان نجمرها
أرأيت كيف تجانس الندماء
- هي من تراثك شعلة وهاجة
لا الليل يحجبها ولا الظلماء
ثم يقول:
يا قائد الفكر الوهوب الى العلا بالعزم فكرك واهب معطاء لله درك المعيياً ثاقباً قفزت به قدسية واباء وترى الى جنب الرضى والمرتضى وعن المبرد يصدر السفراء
آثاره
أما على صعيد القلم والتأليف قله لما ذكرت الكتب التي ترجمته اكثر من عشرين مصدراً ذكرت هذه المصادر بأن له مقالات واثار كثيرة ولكن اهم كتبه في الواقع هو كتابه الخالد نهضة الحسين وهذا كتاب جديد بأسلوبه في زمانه واوجد في الاذهان صورة تقدميه رائعة عن قضية الطف وقضية الحسين وثورة الحسين عليه السلام بأسلوب معاصر وحديث وبعد هذا الكتاب له كتاب مهم خالد وهو الهيئة والاسلام وهو يتحدث فيه عن علوم الفلك والكائنات وغيرها وكان الكتاب هذا رائج وشيق بأختصار ان لهذا العالم الكبير اكثر من خمسين مؤلفاً في مختلف الفنون والعلوم الا ان المؤلف علي الخاقاني ذكر في كتابه شعراء العربي في الجزء العاشر صفحة 65 بأن للمرحوم السيد هبة الدين الشهرستاني 130 مخطوطاً لم تنشر ولم يذكر هذا المؤرخ ما حدث لها بعد وفاته رضوان الله عليه هذا على صعيد التأليف وقبله على صعيد الجهاد وقبله على صعيد العلم. أما على مستوى الادب والشعر فالمرحوم السيد هبة الدين الشهرستاني شاعر ملهم اشترك في معظم المهرجانات الادبية وهذا مقطع من شعره مثلاً من قصيدة له في العراق ووضعه ووصفه:
وطني الارض وقومي البشر اينما كانوا وممن ظهروا نحن في النوع جميعاً واحد شكلنا يجمعنا والصور نحن اخوان لام واب ليس في الازيا علينا ضرر ليس في التربة الوان فما خارطات الارض الا صور
بهذا هو يعكس فطرة الله، الله عزوجل يقول والارض وضعها للانام، هذه الحدود والخرائط والجغرافيا وهذا تابع لتلك الدولة وهذا تابع لهذه الدولة والشعب نصف مليون يسبح بواردات وعائدات وبجنبه شعب اخريمزقه الجوع، ذاك من فلان دولة هذه كلها من صناعة السياسة الحديثة الجائرة والتقسيمات التي سنها اعداء الاسلام.
ليس في التربة الوان فما خارطات الارض الا صور
وقرأت له بيتين كما ذكر كان يردد هما دائماً في اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم.
اذا ضاقت بك الاوهام ذرعاً فلذ ببني علي الطيبينا فأن حديثهم اكسير صدق يصير كل شتبه يقيناً
من آثاره: «ثقات الرواة» و«الساعة الزوالية» و«مواهب المشاهد في أصول العقائد» منظومة، و«الهيئة والإسلام»[2] وقد ترجم الكرمانشاهي هذا الكتاب الأخير إلى الفارسية.[3]
ولمحمد باقر أحمد بهادلي كتاب «السيد هبة الدين الحسيني آثاره الفكرية ومواقفه السياسية».
المصادر
- "هبة الدين الشهرستاني السامرائي". راديو إيران بالعربية.