نظرية المعرفة الإسلامية
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها. وسم هذا القالب منذ: مارس 2016 |
نظرية المعرفة الإسلامية أو نظرية العلم الإسلامية للدكتور أحمد فؤاد علي باشا، هي نظرية عامة للعلم والتقنية في إطار من التصور الإسلامي السليم المستمد من القرآن الكريم والسنة الشريفة والجامع لأصول التراث وروح المعاصرة والمستشرف لآفاق المستقبل، وتكون إحدى مقوماتها الأساسية انطلاقا من حقيقة أن المنهج العلمي الإسلامي سيكون هو الأقدر على تهيئة الإنسان لكل ما يمكن أن تسفر عنه الثورة العلمية والتقنية المرتقبة في المستقبل القريب أو البعيد. خاصة وأن توصيف الواقع العلمي والتقنى المعاصر ينبئ بظهور تصدع ملحوظ في بعض النظريات العلمية الشهيرة، أو الأنظمة الفلسفية القائمة عليها، بحيث لم تصبح قادرة على تقديم تفسيرات شافية لسلوك بعض الظواهر العلمية المستحدثة وما يتعلق بها من مفاهيم جديدة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التطور التاريخى لمفهوم نظرية العلم
كان الفيلسوف الألمانى يوحنا فشته (1762 – 1814) Johann Gottlieb Fichte هو أول من أدخل مصطلح "نظرية العلم" Theory of Science، وأراد به أن الفلسفة نسق من المعرفة يحيط بما للعلوم من مبادئ ومناهج دون النظر إلى فحواها أو نتائجها. وقد لخص أهمية المعرفة عموماً في أنها تهتم بجلاء كيفية صدور صور الأشياء عن الفكر. ومع دخول العلم مرحلة جديدة من تطوره بظهور نظريات العلوم الذرية الخاصة بدراسة عالم اللامتناهيات في الصغر(مثل نظرية الكم للعالم الألمانى ماكس بلانك ونظرية عدم اليقين لهيزنبرج)، كما ظهرت النظرية النسبية لأينشتين وبدأ أثرها واضحاً في عالم اللامتناهيات في الكبر، اضطر فلاسفة العلم إلى أخذ جانب الحذر من مبدأ الحتمية المطلقة المستمد من قوانين الميكانيكا الكلاسيكية والجاذبية لإسحق نيوتن، واختفى المثل الأعلى لكون يخضع مساره لهذه القوانين، ويدور بطريقة يمكن للعقل الإنسانى أن يحددها مقدماً. وكان طبيعياً أن يتغير مع كل هذا مفهوم العلم الذي حدده يوحنا فشته، فظهر مصطلح "نظرية المعرفة العلمية" أو "إبستمولوجيا العلم" Epistemology of Science، وأصبحت مهمة هذه النظرية فحص وتحليل المعرفة العلمية للعالم الخارجي ونقدها على المستويين الاستقرائى والاستنباطى، بالإضافة إلى تقديم إجابات على الأسئلة المطروحة في الساحة الفكرية آنذاك حول العلاقة بين الذات والموضوع في إطار المعرفة العلمية، وكيفية مقارنة النظريات العلمية معرفيا ببعضها البعض على المستويين التحليلى والتركيبى، وإمكانية تبين التطور المعرفى أو الأبستمولوجى الذي يطرأ على المفاهيم العلمية.
فلسفة العلوم بنظرة إسلامية
يوضح الدكتور أحمد فؤاد علي باشا أن الأدبيات المعاصرة المهتمة بالرؤية الإسلامية لمجالات فلسفة العلوم تكاد أن تكون منعدمة سوى بعض الاجتهادات الفردية المهتمة بالتأريخ لتراث العرب العلمي في إطار الثقافة العلمية الإسلامية
ويقدم رؤية نقدية لما هو مطروح من فلسفات للعلم في إطارها العام والتي من أهم سلبياتها سيادة الاعتقاد بأن الانفصال بين العلم والدين شرط من شروط قيام الحضارة، أو أن العلم لابد أن يكون علمانياً. وقد أدى هذا الاعتقاد الخاطئ إلى الوصول بالأمة الإسلامية إلى حالة من الركود العلمي شلت في ظلها كل مقومات الإبداع والابتكار الحضارى في مختلف مجالات النشاط الإنسانى بعد أن كانت الأمة الإسلامية هي السبب الأساسي لقيام الحضارة
من هنا تظهر أهمية الدعوة إلى صياغة نظرية عامة للعلم والتقنية في إطار من التصور الإسلامي السليم, لكي تواكب حركة الصحوة الإسلامية المعاصرة عن طريق إجراء دراسات أكاديمية متأنية لما نراه مدخلا علميا أساسيا لهذه القضية, وذلك على النحو التالي:
- تحليل طبيعة العلاقة بين ثلاثية العلم والفلسفة والدين.
- إيضاح أهمية أن تكون هناك نظرية للعلم والتقنية من خلال تصحيح المفهوم الشائع لدى كثير من فلاسفة العلم حول هذه النظرية والتحليل التاريخي لنشأتها ومراحل تطورها.
- توصيف الواقع العلمي والتقني المعاصر بإلقاء الضوء على أهم مجالات البحث العلمي التي تنبئ بميلاد نظريات علمية جديدة على أنقاض النظريات والمفاهيم السائدة.
- محاولة تحديد ملامح الثورة العلمية والتقنية المرتقبة وأثرها المباشر على الإنسان.
- تقديم تصور عام عن أهمية الخصائص المميزة لنظرية إسلامية في المعرفة العلمية والتقنية تسهم في بناء نموذج عصري, أو نماذج معاصرة, للحياة وللتنمية والتقدم في إطار الفكر الإسلامي الرشيد وطبقا لمباديء الإسلام.
الخصائص العامة لنظرية المعرفة الإسلامية
يجب أن تتم الصياغة النهائية لنظرية العلم الإسلامية وفق منهاج إسلامي رشيد يضمن مواصلة التقدم العلمي والتقني, ويعيد للتفكير العلمي لدى البشر طبيعته الحقة بوصفه موضوعيا عن الحقيقة أينما وجدت ولكى يتم ذلك يجب أن تخضع الصياغة الإسلامية لنظرية في المعرفة العلمية والتقنية لدراسات متأنية في عدة موضوعات متعلقة بطبيعة التطور التاريخي لمفهوم العلم والتقنية, مثل :
- تصنيف العلوم وتأصيل منهجية الفكر الإسلامي.
- تنقية التاريخ العلمي للحضارة الإسلامية من مزاعم المستشرقين والمؤرخين, وتنقية العلوم جميعها من المفاهيم المعارضة لروح الدين الإسلامي الحنيف.
- المعالجة الإسلامية لمختلف جوانب العلوم المعرفية والاجتماعية والقيمية والتاريخية والانطولوجية وغيرها.
- الانطلاق في جميع عمليات التفكير العلمي من مسلمتي التوحيد الإسلامي والنظام الكوني, وربطهما باطراد الظواهر الطبيعية واحتمالية صدق الكشوف العلمية.
- صياغة أدوات وعناصر كل من المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي والمنهج الفرضي. الاستنباطي المعاصر في إطار إسلامي, مع بيان شمولية هذا المنهج الإسلامي وعدم مقدرة المحدثين على استيعاب كل جوانبه وأبعاده.
- تأكيد إسلامية المعرفة العلمية وبيان ضرورة ذلك لتقدم المجتمع الإسلامي وتمكين العقلية الإسلامية من المشاركة في الإبداع الحضاري بنصيب يتناسب مع مجد أمتنا ومكانتها السامية في تاريخ العلم والحضارة.
أهم المراجع والمصادر
1ـ د. أحمد فؤاد باشا, التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في تاريخ العلم والحضارة، دار المعارف، القاهرة 1983.
2ـ د. أحمد فؤاد باشا, فلسفة العلوم بنظرة إسلامية، دار المعارف، القاهرة 1984م.
3ـ د. أحمد فؤاد باشا, في فقه العلم والحضارة, المجلس الأعلى للشئون الإسلامية القاهرة 1997م.
4ـ د. أحمد فؤاد باشا, دراسات إسلامية في الفكر العلمي, دار الهداية, القاهرة 1997م.
5ـ د. أحمد فؤاد باشا, أساسيات العلوم المعاصرة في التراث الإسلامي, دراسات تأصيلية دار الهداية, القاهرة 1997م.
6ـ د. أحمد فؤاد باشا, الإسلام والعلم والعولمة, مفاهيم وقضايا, كتاب الجمهورية, القاهرة يوليو 2000م.