مملكة مروي

Coordinates: 16°56′N 33°45′E / 16.94°N 33.75°E / 16.94; 33.75
المواقع الأثرية في جزيرة مروي.
المواقع الأثرية في جزيرة مروي.
أهرام الحكام الكوشيين في مروي.
أسس الاختيارثقافي: ii, iii, vi, v
المراجع1336
Inscription2011 (35 Session)
خريطة توضح موقع مروي في السودان.

16°56′N 33°45′E / 16.94°N 33.75°E / 16.94; 33.75

مروي /ˈmerr/ (وتُنطق أيضاً مرواه[1][2]) (بالمروية: Medewi أو Bedewi؛ باليونانية القديمة: Μερόη، Meròe)، هي مدينة قديمة على الضفة الشرقية لنهر النيل على بعد حوالي 6 كم شمال شرق محطة الكبوشية بالقرب من شندي، السودان، حوالي 200 كم شمال شرق الخرطوم. بالقرب من الموقع توجد مجموعة قرى تسمى البقراوية. كانت مروي عاصمة مملكة كوش لعدة قرون. أُطلق اسم مملكة مروي الكوشية على جزيرة مروي، التي تشكل منطقة البطانة المعاصرة، والتي يحدها النيل (من نهر عطبرة إلى الخرطوم)، عطبرة والنيل الأزرق.

يرجع تاريخ تأسيس مملكة مروي إلى ما بعد الأسرة الخامسة والعشرين وتحديداً في القرن الثالث قبل الميلاد. ولم تكن الحضارة المروية تلك الحضارة البسيطة التى تستمد اوجها من حضارة نباتا ، ولكن كانت تمثل نهضة حضارية عظيمة تلت قروناً من الركود والتخلف. ولقد بلغت نهضة مروى ذروتها في القرن الأول الميلادى أى بعد أفول حضارة نباتا بفترة طويلة وبعد انتقال مراكز القوة والثراء في كوش إلى الجنوب . وخلال القرنين التاليين بدأت دولة الجنوب طريقها في الانحدار السريع ، وسرعان ما تحولت تلك المدينة العظيمة إلى مدينة مهجورة مع بداية القرن الرابع الميلادى واصبح اسمها منسياً. [3]

كانت مروي على أطراف البطانة وكان هناك مدينتين مرويتين أخرتان في البطانة، المصورات الصفراء و‏النقعة.[4][5]

يتميز موقع مروي بأكثر من مئتي هرم على ثلاث مجموعات، والتي تحول الكثير منها إلى أطلال. تعرف هذه الأهرام بالأهرام النوبية لاختلافها في الحجم والنسب. ما تزال آثار مروي ماثلة للعيان ما بين الشلال الخامس والسادس، على الضفة الشرقية لنهر النيل. وقد امتد تاريخ هذه العاصمة من بداية القرن السادس قبل الميلاد إلى القرن الرابع بعد الميلاد. ومن الجدير بالذكر أن تاريخ هذه العاصمة قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ مصر الفرعونية، وتأثر بكل الأحداث العظيمة التي سادت مصر، وينطبق هذا المبدأ على حضارة المملكة المروية. ساد المملكة المروية عدة أجناس من البشر، ولكن المؤرخين يشيرون إلى شعبين رئيسين برزا في الفترة الواقعة بين القرنين الثالث والسادس الميلاديين، الأول شعب البليمز والثاني النوباتي. [6]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

Relief of a ruler, a Candace of Meroë named Kandake Amanitore
الشرق الأدنى عام 200 ق.م، وتظهر مملكة مروي وجيرانها.

الهجرة إلى نپاتا

رفض كهنة آمون الاعتراف بسلطة الملك شاشانق - ذي الأصول الليبية - على مصر، ولذلك فرّ كثير منهم إلى السودان، حيث أسسوا أسرة ملكية واتخذوا من نباتا عاصمة لهم. ومن نباتا أرسل الملك بعنخي جيشاً أنقذ مصر من الفوضى التي كانت تسودها ووحدها تحت سلطته (750- 656ق.م).

فترة الاحتلال الآشوري

غزا الآشوريون مصر واحتلوها في عهد الملك آشور بانيبال (669 -631ق.م)، ولكنهم طُردوا منها في عهد الملك المصري بسمتيك الأول (664-610ق.م). ولم يكتف الملك بسمتيك الثاني (595-589ق.م) بتحرير مصر وحسب، بل سعى إلى السيطرة على المملكة النباتية، وتم له ذلك. وبسبب هذا الاحتلال، نقل النوبيون عاصمة مملكتهم جنوباً إلى مروى، وبقيت نباتا العاصمة الدينية للمملكة.

محاولة الفرس احتلال مروي

مروي شمال شرق الخرطوم (وسط اليمين).

حاول قمبيز الملك الفارسي احتلال النوبة وعاصمتها مروى، فسار على رأس جيش من مصر إلى النوبة عام 525 ق.م، أخفق إخفاقاً ذريعاً، بسبب عدم الاستعداد الكافي، وسوء إدارة التموين، وعاد قمبيز إلى مصر بعد أن هلك الجزء القسم من جيشه في صحراء النوبة.

العصر البطلمي-الروماني

ازدهرت مملكة مروى في العصر البطليمي (323-30ق.م) وامتدت سلطتها شمالاً حتى جزيرة فيله الواقعة جنوبي أسوان، وسادت علاقاتها الطيبة مع مصر البطلمية حتى موت كليوباترا عام 30ق.م حين أصبحت مصر ولاية رومانية، وتأثرت مروى بالواقع الجديد، فكانت علاقاتها متذبذبة مع الرومان، فمرة تمتد سلطة المملكة المروية إلى أسوان، ومرة أخرى يهزمها الرومان ويحتلون نباتا العاصمة الدينية للمملكة، ونتج من هذه الحروب أن تلاشت سلطة المرويين وأقفرت المدن والقرى، وأصبحت مناطق كثيرة من البلاد غير آهلة بالسكان.

نهاية المملكة المروية

يرجح بعض الباحثين أن النوباتي وهم فرع من قبائل النوبة الذين انتقلوا من كردفان (وطنهم الأصلي) إلى الشمال قبل بداية العصر المسيحي بقليل، استقروا في الواحة الخارجة تاركين الجزء الأكبر من جنسهم يغزو منطقة المملكة المروية ويقضي عليها في القرن الرابع الميلادي.

الحضارة المروية

كتابة مروية.

كان لمظاهر الحضارة الفرعونية مكانة متميزة في مملكة مروى، وذلك نتيجة للجوار والعلاقات التجارية والدينية والسياسية بين مصر وبلاد النوبة، ولكن هذه المظاهر تقهقرت بسب ضعف مصر وتعرضها للغزو الأجنبي أكثر من مرة في الألف الأول قبل الميلاد، وحلّ محلها حضارة سمّاها الأثريون باسم العاصمة الجديدة «مروى»، فالكتابة الهيروغليفية فسدت ولم تُفهم إلا من الكهنة وبصعوبة وتغيّرت الأشكال تدريجياً، وظهر مكانها كتابة هيروغليفية مروية مكتوبة بخط مختصر، أصبحت فيما بعد الكتابة المعتمدة للغة أهل المنطقة. وقد بذل عدة علماء جهوداً كبيرة لحلَّ رموزها، لكنها لم تزل غير معروفة لأنها كُتبت للغة غير معروفة أيضاً.

تميزت حضارة مروي بطابعها الأفريقي الذي تفردت به خلافا لبقية الثقافات التي ازدهرت في وادي النيل . وتدل الآثار المتبقية من هذا العصر على تأثر مروي بالثقافات المختلفة التي عاصرتها ، ويبدو ذلك جليا في معابدها ذات الطابع الروماني والمصري والإغريقي . كان المعبود الأول في النوبة هو الإله ابيدماك وهو مصور في آثارهم على شكل كائن براس أسد ، وقد عثر في معبد الأسد على نقوش لإله له أربعة اذرع وثلاث رؤوس مما يدل على اختلاط النوبة بالثقافة الهندية في ذلك العهد.

الحياة بعد الموت

إله له أربعة اذرع وثلاث رؤوس

آمن المروي بالحياة بعد الموت مثلما في مصر، ولذلك بنى مقبرة للمتوفى، وزودها بكل الأدوات التي كان يستخدمها في حياته. وكانت مقابر الأغنياء تختلف عن مقابر الفقراء من حيث اتساعها وأثاثها الجنزي. وتعد الأهرامات (مقابر ملوك مروى) من أعظم الآثار في هذه العاصمة ، فقد عثر الباحثون على ثلاث مجموعات هرمية، مازال كثير منها يحتفظ بالأجزاء العلوية من مبناه، ومتوسط ارتفاعها بين 12-20 متراً مبنية بالحجر وبعضها باللبن.

انتشار المسيحية

بعد صراع مرير مع المسيحية والرومان دعاة الدين الجديد، اهتدى ملك الشعب النوباتي عام 450م إلى اعتناق الدين المسيحي وكذلك فعل البليمز، وبهذا اختفت تعاليم العقيدة الفرعونية واختفت معها بعض المظاهر الحضارية الفرعونية كبناء الأهرامات.

أهميتها الجغرافية

Im19.jpg

تمتاز مروي بخصائص كثيرة أهلتها لان تكون العاصمة الجديدة للمملكة النوبية، أهمها الموقع الجغرافي المتميز في مفترق طرق القوافل التي تربط مصر بإثيوبيا وكافة بلاد أفريقيا، بالإضافة إلى طبيعة المنطقة الجديدة الغنية بمواردها الطبيعية من أراضي واسعة وأمطار غزيرة.

أهميتها التجارية

نمت مروي سريعا وبرزت للوجود كأحد أهم المراكز التجارية في المنطقة حيث قامت فيها العديد من الصناعات المهمة كالتعدين وازدهرت فيها العلوم وأنشئت العديد من الأضرحة والمراكز الدينية الهامة مثل معبد الشمس الشهير الذي كان يؤمه الناس من كل البقاع. في هذه الفترة انتعشت المملكة النوبية وازدادت قوتها الاقتصادية نتيجة لانتعاش الصناعة والتجارة، وقد بدت ملامح هذا الثراء واضحة في آثارها وموجودات مدافنها الملوكية الباقية إلى اليوم.

علم الآثار

من حسن حظ الأثريين أن العصر المروى كان عصراً للعمران وقد تركت لنا حضارة مروى أطلال بعض القرى هذا بجانب أطلال المدينة العاصمة وفى الجنوب كانت مدينة المصورات الصفراء هى مركز الأحداث لعدة سنين وفى الشمال كانت توجد أطلال الحضارة المروية بوفرة في مناطق النوبة السفلى وبطن الحجر. وهناك نص من العصر المروى يرجع إلى القرن الثانى قبل الميلاد حيث بدأ أهل النوبة ولأول مرة في التاريخ في استخدام لغتهم الخاصة في الكتابة والتى قاموا فيها في بادئ الأمر باستخدام بعض الرموز الهيروغليفية القديمة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

إدراجها في قائمة التراث العالمي

في يونيو 2011، أُدرجت المواقع الأثرية في مروي على [[قائمة مواقع التراث العالمي|قائمة اليونسكو للتراث العالمي].[7]

انظر أيضاً

الهوامش

  1. ^ Meroe, Encyclopædia Britannica, v.15, p.197, Encyclopædia Britannica Inc., William Benton, London, 1969.
  2. ^ Meroe, Encyclopedia Americana, v.18, p.677, Encyclopedia Americana Corporation, New York, 1961.
  3. ^ متحف النوبة
  4. ^ ""The Island of Meroe", UNESCO World Heritage". Whc.unesco.org. Retrieved 2012-09-06.
  5. ^ "Osman Elkhair and Imad-eldin Ali, ''Ancient Meroe Site: Naqa and Musawwarat es-Sufra'' (recent photographs)". Ancientsudan.org. Retrieved 2012-09-06.
  6. ^ محمود عبد الحميد أحمد (2013-09-07). "مروي". الموسوعة العربية.
  7. ^ "World Heritage Sites: Meröe". Retrieved 14 July 2011.

المصادر


  • Bianchi, Steven (1994). The Nubians: People of the ancient Nile. Brookfield, Conn.: Millbrook Press. ISBN 1-56294-356-1. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  • Davidson, Basil (1966). Africa, History of A Continent. London: Weidenfeld & Nicolson. pp. 41–58. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  • Adams, W. Y. (1977), Nubia: Corridor to Africa, London: Allen Lane, pp. 294–432.
  • Shinnie, P. L. (1967). Meroe, a civilization of Sudan. Ancient People and Places. Vol. 55. London/New York: Thames and Hudson. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)
  • Török, László (1997). The Kingdom of Kush: Handbook of the Napatan-Meroitic Civilization. Handbuch der Orientalistik. Erste Abteilung, Nahe und der Mittlere Osten. Vol. 31. Leiden: Brill. ISBN 90-04-10448-8. {{cite book}}: Cite has empty unknown parameter: |coauthors= (help)

وصلات خارجية