مصطفى طيبة
مصطفى طيبة (و. 1923 - ت. 7 يوليو 1996[1])، هو كاتب وصحفي ماركسي مصري.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
مصطفى طيبة مناضل وزعيم شيوعي تم اعتقاله في 18 يوليو 1952 أي قبل قيام الثورة بخمسة أيام بتهمة محاولة قلب نظام الحكم. وحين قامت الثورة راودته هو وزملاؤه أحلام وردية بقرب الإفراج عنهم وتبرئتهم نظراً لتشابه الأهداف. إذ ما الذي فعله ثوار يوليو سوي قلب نظام الحكم الملكي؟ لكن المفارقة أن طيبة قضي في سجون ومعتقلات الثورة 12 عاما بالتمام والكمال. رسم ملامحها برومانسية متناهية في كتابه المميز رسائل سجين سياسي إلي حبيبته، وسجل في جزءيه كل خلجة، ولحظة ألم، وشاردة فكرة، ووقفة تأمل.
كان من الطبيعي ان يخرج ممتلئا بالحقد علي الحقبة الناصرية التي سلبته زهرة شبابه. لكنه علي العكس كان يتمتع بقدر هائل من التسامي والموضوعية ما جعله يتناسي الألم الخاص لينخرط في الوجع العام. كثيرا ما كنت أعجب منه ويصل العجب لحد الإنكار والشجار. وكانت الذروة مع صدور هذا الكتاب الذي اعتبرته أنا نوعا من المراجعة السياسية، وكان هو يراه تحليلا موضوعيا مجردا.[2]
بعد وفاة ناصر وفي فترة السادات ظهرت كتب عديدة تفضح العذاب والهوان الذي لاقاه المسجونون السياسيون في الفترة الناصرية خاصة من الشيوعيين والإخوان المسلمين وامتلأت السجون بكل الأطياف السياسية. لعل من أشهرها عن تلك الفترة كان كتاب رسائل طيبة بجزءيه، وأيضا ما وضعه مصطفى أمين في خماسيته عن سنوات السجن (سنة أولي حتي سنة خامسة سجن) فقد قبع بدوره - تسع سنوات كاملة في السجن.
مؤلفاته
رؤية جديدة للناصرية
القارئ لكتاب رؤية جديدة للناصرية قد يلتقي ببعض المفردات والمفاهيم الشائعة الآن التي تطالب بها ثورة يناير، وقد يجد ثوار يناير ضالتهم في بيان 30 مارس الذي استعار طيبة بعض فقراته مثل تدعيم عملية بناء الدولة الحديثة في مصر، والدولة الحديثة لا تقوم بعد الديموقراطية إلا استنادا علي العلم والتكنولوجيا.
قد يلفت انتباه كل من لم يقرأ تلك الكتب ما جاء في الميثاق حول الصراع الدائر علي تفسير " الدولة المدنية" و"الدولة العصرية "وموقف عبد الناصر منها فنقرأ هذه الفقرة: " إن جوهر الرسالات الدينية لا يتصادم مع حقائق الحياة، وإنما ينتج التصادم في بعض الظروف من محاولات الرجعية أن تستغل الدين ضد طبيعته وروحه لعرقلة التقدم، وذلك بافتعال تفسيرات تتصادم مع حكمته الإلهية السامية".
وبالرغم من أن طيبة استغرق أكثر من نصف الكتاب في تعديد مآثر ناصر، إلا انه تحلي بالموضوعية حين تناول في ثلثه الأخير - برؤيته الثاقبة وتحليله المنهجي الناقد - التجربة التاريخية لثورة يوليو وحدد عيوبها بصراحة وأهمها في رأيه كان: ازدواجية السلطة بينه وبين محمد نجيب، ثم في مرحلة تالية بعد الإطاحة بنجيب تحولت الازدواجية الي صراع علي السلطة، ثم كان العيب الجسيم عند انفراد ناصر بالسلطة وهو اعتماده المطلق علي المؤسسة العسكرية لثقته الزائدة في المشير عامر مما ادي في - رأي طيبة - الي خلق بذور انفصال هذه المؤسسة عن الإطار التنظيمي للدولة واكتسابها مركز قوة وسلطة صعب بعدها علي القيادة السياسية - بزعامة ناصر- السيطرة عليها؛ الأمر الذي أدي الي هزيمة 1967.
وأخيرا يعترف طيبة بفشل التجربة الناصرية في إدارة ملف الديموقراطية وهو الملف الذي كان هو شخصيا أحد ضحاياه.