مسجد العمرى
مسجد العمرى من بين مساجد أثرية في مصر يحتل المسجد العتيق في إسنا بالصعيد موقع الصدارة، ليس فقط بسبب معماره الإسلامي الفريد الذي خضع للترميم مرات عدة وإنما بسبب مئذنته التي تعد واحدة من أقدم وأهم المآذن الفاطمية التي لا تزال باقية حتى اليوم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تاريخ
ويرجع تاريخ بناء هذا المسجد العتيق المعروف لدى العامة “بالمسجد العمري” إلى العام 474 هجرية، حيث بني في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وأطلق الخليفة عليه اسم “المسجد العمري” تيمنا بمسجد عمرو بن العاص في القاهرة ، وهو الاسم ذاته الذي يطلق على معظم المساجد الكبيرة التي بنيت في العهد الفاطمي في جنوب مصر ، مثل “المسجد العمري” بقنا و”المسجد العمري” بأسوان.
وإن ظل المسجد العتيق في إسنا يحتل موقعا متقدما بين المساجد حتى إنه أطلق عليه في فترة من الفترات “أزهر الصعيد” نظرا لضخامة بنائه واحتوائه على “أعمدة جرانيتية” ضخمة
التصميم
وتعد مئذنة المسجد العتيق في إسنا تحفة معمارية فريدة من نوعها وعنها يقول د. أنور مهران القائم بأعمال الترميم: تتكون المئذنة من بدن سفلي مربع ارتفاعه 5.10 متر، وفوق هذا الطابق المربع يأتي طابق اسطواني بارتفاع 8 أمتار، تشغل ثلثه الأخير من أعلى شرفة خشبية محمولة على “كوابيل” خشبية يعلوها طابق مثمن بارتفاع متر ونصف المتر ويتميز بأضلاعه المقعرة.
ويبلغ إجمالي ارتفاع المئذنة حوالي 25 مترا وقد دمج البنّاء المسلم بين الطوب الآجر والخشب في عملية البناء.
وتتميز المئذنة من الداخل بسلم داخلي يدور حول عمود في الوسط تلتف حوله درجات المئذنة التي تصعد من باب الدخول حتى أرضية القبة، وذلك من خلال 99 درجة من الطوب بنيت مقدمتها من الخشب.
وتعرضت المئذنة للعديد من العوامل التي أحدثت بها الكثير من مظاهر التلف مثل تسرب المياه بعد إنشاء قناطر إسنا من خلال فجوات بالتربة أسفل المدينة ومنها التربة الحاملة للمئذنة بالإضافة إلى إنشاء غرف الصرف بجوار الضلع الجنوبي الشرقي لها.
وعندما حدث زلزال العام 1992 كان الطريق مهيئا لإحداث ميل واضح لها ناحية الجنوب الشرقي الأِمر الذي تم استدراكه من خلال عمل “صلبات حديدية” تفاديا لزيادة الميل ومنع انهيارها.
واستمر وضع المئذنة على هذه الحال لمدة عشر سنوات قبل أن تتم إزالة “الصلبات الحديدية” من على بدنها لتحتفظ بميولها ولكن في ثبات لا يتزحزح، ولتصبح واحدة من المباني النادرة في مصر، فهي في حالة ميول ثابت وعن ذلك يقول د. أنور مهران: نفذنا برنامجا ترميميا شاملا لإبقاء المئذنة على هذا الوضع، هذا البرنامج يتمثل في مجموعة من الخوازيق لنقل أحمال المئذنة بعد تحلل خامات أساساتها الأصلية، وتم حقن التربة المحيطة بها بالمواد الأسمنتية المعالجة كيميائيا لسد الفجوات حتى تكون أكثر تحملا وأمنا.