محمد بن عبد الله الرشيد
الأمير محمد العبدالله الرشيد (اسمه الكامل: محمد بن عبدالله بن علي الرشيد)
خامس حكام دولة آل رشيد في حائل، تولى الحكم عام 1873، بعد أن قتل ابن أخيه بندر الطلال، لاختلافهما حول شؤون الدولة، ولوجود تراكمات خلاف بين الإثنين تأسست بعدما قتل بندر الطلال عمه متعب العبدالله (الأخ الشقيق لمحمد العبدالله) وتولى الحكم في حائل عام 1869.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ولادته
لا يوجد مرجع يوثق تاريخ ولادة الأمير محمد العبدالله الرشيد، إلا أنه يرجح أن ولادته كانت بين عامي 1820 - 1822 م. ولولادته قصة غريبة، إذ أنه ولد أثناء رحلة أبيه عبدالله من حائل إلى العراق بعد أن نفاه أمير حائل آنذاك صالح بن عبدالمحسن آل علي، وكان والده عبدالله قد غادر حائل برفقة أخيه عبيد وزوجته منيرة (التي كانت حاملاً بمحمد)، وابنيه طلال ومتعب.
وكانت ظروف السفر آنذاك صعبة للغاية بما فيها من الخطورة وارتفاع نسبة التعرض للإعتداءات من رجال القبائل والبدو في الصحراء، ما يعني ضرورة المسير بسرعة وعدم التوقف إلا لضرورة قصوى. وفي تلك الأثناء ولد محمد. فلما سمع عبدالله صوت الطفل يصرخ أمر أخيه عبيد بأن يقتل هذا الطفل، لأنه وجوده سيكون سببا مباشراً لتعرضهم جميعا إلى اعتداء من البدو ما يعني مقتلهم جميعاً فآثر التضحية بالطفل على فقدان كل شيء.
وتظاهر عبيد بالإستجابة لأخيه وقال أنه تخلص منه، إلا أن عبيد أوصى زوجة أخيه بأن تخفي الطفل وأن تعمل على ألا يعلم والده بوجوده حتى يصلوا إلى وجهتهم، وهكذا عاش محمد حياته الجديدة ليصبح فيما بعد أعظم أمراء آل رشيد قاطبة.
بداية حكمه
ابتدأ محمد العبدالله الرشيد حكمه في حائل بقتل ابن أخيه بندر الطلال الذي كان هو الآخر قد ابتدأ حكمه بقتل عمه متعب العبدالله. ولم تكن هذه البداية لمحمد جيدة بالنسبة لأهالي حائل، ففضلاً عن أنه وصل للحكم بقتل بندر الذي يحبه الأهالي، فقد أتم محمد يومه الأول في الحكم بقتل جميع إخوة بندر ( سلطان وعبدالله ونهار ومسلط ) كي لا يثوروا عليه فيما بعد، وكان بدر ونايف أخوي بندر وأبناء طلال المتبقين، خارج حائل في حينها، فلما عادوا قام محمد بقتل بدر، في حين أبقى على نايف لأنه كان صغيراً في السن إلا أنه فرض عليه الإقامة الجبرية في قصر برزان.
إلا أن هذه النزعة الدموية، توقفت تماماً بعد أن أتم محمد مهمته وتخلص ممن قد يعترضون على حكمه أو ينقلبون ضده ، حتى أنه لم يقتل أحداً فيما بعد على الإطلاق وحرّم قتل الأسرى واللصوص.
العصر الذهبي
اعتمدت سياسة الأمير محمد العبدالله على عنصرين: البناء والتنمية الداخلية أولاً، والتوسع الخارجي وتوحيد مزيد من الأقاليم ضمن دولته ثانياً وقام بتوزيع وتنظيم القوى العسكرية، وقسمها إلى ثلاث قطاعات :
- الشرطة الداخلية.
- الحرس الخاص.
- الجيش.
وهذا ساهم في بسط الأمن على كافة الأراضي التابعة لحكومته، ما أدى إلى حدوث ازدهار اقتصادي عام، فقد كانت القوافل في عصره تنطلق من العراق ودمشق حتى حائل ونجد والرياض وحتى الحجاز غرباً ونجران جنوباً دون أن تتعرض لأي أذى.
وكذلك عمل محمد على توسيع أراضي دولته وبلغت دولة الرشيد أقصى اتساع لها في عصره إذ وصلت حدودها الشمالية إلى بصرى وهي مدينة تبعد عن دمشق حوالي 60 كيلو متر جنوباً وضم ما يعرف اليوم بدولة الأردن بأكملها، وغربا وصلت حدوده حتى حدود منطقة الحجاز إلا أنه ضم كل من تيماء وتبوك في الشمال الغربي. وفي الشرق وصلت حدود دولته حتى الجهراء في الكويت وأجزاء من أراضي العراق اليوم. وفي الجنوب وصل حتى نجران وعقد معاهدة صلح مع بني يام شيوخ منطقة نجران.
ويعتبر عصر محمد العبدالله الرشيد، العصر الذهبي لدولة آل رشيد، من حيث الاستقرار وتوسع النفوذ وزيادة الموارد المالية للدولة.
علاقته مع آل سعود
كانت العلاقة بين آل سعود وآل رشيد جيدة منذ نشأة إمارة الرشيد كانت امارة ال رشيد تحت حكم ابن سعود، ولكن في عهد محمد العبدالله أصبحت الرياض ( منطقة نفوذ آل سعود ) ممزقة بفعل الخلافات الداخلية بين أسرة آل سعود، فاستغل محمد الفرصة وضم الرياض عام 1891 وأسر عبدالرحمن الفيصل وابنه عبدالعزيز (الملك عبدالعزيز لاحقاً) في قصر برزان وفرض عليهما الإقامة الجبرية، ثم أطلق سراحهما واتجها نحو قطر ومنه نحو البحرين ثم استقرا بالكويت.
علاقاته الخارجية
عمل الأمير محمد في علاقاته الخارجية وفق سياسة التوازن وحساب المصالح، فآثر عدم التوغل في الأراضي العثمانية ناحية الشمال، وحافظ على علاقة حيادية مع العثمانيين، وكذلك لم يحتك بالإستعمار البريطاني في العراق والكويت، وأما في الحجاز التي كان يحكمها الأشراف، فقد توقف عند حدودها, وأقام علاقات تعاون مع الأشراف، وحظيت الجزيرة العربية في وقته بفترة سلام طويلة امتدت من عام 1880 حتى 1901 حينما نشبت معركة الصريف الكبرى في عهد عبدالعزيز المتعب الرشيد.
وفاته
توفي الأمير محمد العبدالله الرشيد عام 1897، وفاة طبيعية، وكان عقيماً، فتولى السلطة من بعده ابن أخيه عبدالعزيز المتعب الرشيد.
مصادر ومراجع
- نشأة أمارة آل رشيد - الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين - رسالة دكتوراه منشورة.
- رحلة إلى بلاد نجد - الليدي آن بلنت.
- الأزهار النادية في روائع البادية - مصطفى كامل - الجزء السابع والحادي عشر.
- الروايات الشفهية الموثوقة والمتفق عليها.
→ سبقه بندر الطلال الرشيد |
أمراء آل رشيد |
خلفه ← عبدالعزيز المتعب الرشيد |