بندر بن طلال بن عبد الله الرشيد
بندر بن طلال الرشيد (1849 - 1873) رابع حكام امارة آل رشيد حكم لفترة قصيرة (1869-1873) قبل أن يقتله عمه محمد بن عبدالله الرشيد الذي حكم بعده.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مطالبته بالحكم
كانت مسألة انتقال السلطة غير واضحة لدى أفراد أسرة الرشيد وهو ما أدى إلى وجود مصادمات امتدت حتى نهاية دولتهم، وكانت أولى المصادمات هي التي جرت بين الأمير بندر الطلال وبين عمه متعب. إذ أنه بعد وفاة عبد الله العلي المؤسس الأول، قام أخوه عبيد بتولية ابن عبد الله (طلال) حاكماً، أي أن السلطة انتقلت من الأب إلى الأبن وليس من الأخ للأخ. ومن هذا المنطلق اعتبر بندر الطلال أنه الأحق بالحكم من عمه متعب، لأنه وبصفته الابن الأكبر لطلال، يجب أن يرث الحكم.
من جانبه رفض متعب العبدالله التنازل عن السلطة، وحاول عمهم الأكبر عبيد أن يصلح فيما بينهم إلا أن متعب لم يستجب لمحاولات التسوية، وذلك أدى إلى أن يتخذ بندر الطلال قراراً بقتل عمه متعب وتولي الحكم بالقوة. وهو ما تم عام 1869 وكان عمره آنذاك 20 عام.
سنوات حكمه
كان بندر الطلال محبوباً من قبل أهالي حائل، نظراً لمحبتهم الكبرى لأبيه طلال العبدالله، وكان نبأ وصوله للحكم أشبه بالبشارة لدى الكثيرين، وتغنى الشعراء بذلك الحدث، وقال أحدهم: " يا من يبشر شمر شاخ بندر... كل الجماعة من غلا أبوه تغليه". وسار بندر الطلال على سياسة والده طلال وقرب منه عمه عبيد (الذي أصبح كبيرا في السن) طمعاً في هيبته وسلطته المعنوية على بقية أفراد الأسرة.
الخطر الأول
واجه بندر الطلال أولى الهزات بوفاة عم الأسرة عبيد العلي الرشيد في أواخر عام 1869، وهو الذي كان يستند عليه في مواجهة بقية أفراد الأسرة خصوصاً وأن جزءاً كبيراً منهم كانوا غير راضين عن قيامه بقتل عمه متعب العبدالله وانتزاع السلطة بالقوة، وأخطر هؤلاء الناقمين عليه كان عمه محمد العبدالله الرشيد، الذي كان ساعة مقتل أخيه متعب متواجداً في الرياض عند عبد الله بن فيصل بن تركي، فلما علم بمقتل أخيه متعب على يد ابن أخيه بندر، أراد الانتقام من بندر لكن وجود عمهم عبيد بالقرب من بندر جعل محمد العبدالله يؤخر ردة فعله لعدم قدرته على مواجهة عمه عبيد. فلما توفي عبيد عام 1869 قرر محمد التوجه إلى حائل، وحالما علم بندر بالأمر حتى توجه إلى الرياض ليلتقي عمه قبل أن يخرج، واجتمع معه هناك واتفقوا على تسوية من بندين:
- يبقى بندر الطلال حاكماً على حائل وتبقى بيده القوة العسكرية والسياسة الخارجية.
- يعين محمد العبدالله مسؤولاً عن المالية والقوافل التجارية والأمن الداخلي.
اتفق الإثنان على هذه المعاهدة وسارت الأمور بسلام حتى عام 1873.
انقلاب محمد العبدالله
في مطلع عام 1873 أصدر الأمير بندر الطلال أمراً للجميع بعدم التعامل مع أي فرد من قبيلة الظفير وألا يسمح لهم ولا لقوافلهم بدخول حائل. وكان للأمير بندر دوافعه وراء إصدار هذا القرار، إلا أن محمد العبد الله لم يقتنع بها فسمح لقافلة من الظفير بدخول حائل، فلما علم بندر الطلال بذلك خرج مسرعاً نحو محمد العبدالله، وسأله : " من هو الأمير؟ أنا ولاّ أنت ؟ " (أنا أم أنت؟).. وكانت تلك بداية مشادة كلامية انتهت بمقتل بندر الطلال على يد عمه محمد العبدالله، فأعلن محمد نفسه حاكما على حائل وتوابعها عام 1873. وبذلك انتهت فترة حكم بندر الطلال.