محمد بن عبد الرحمن المستكفي بالله
محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله المستكفي بالله أو محمد الثالث
بويع بالخلافة وتلقب بالمستكفي بالله، ويكنى بأبي عبد الرحمن، بدأ عهده بقتل الخليفة السابق وواصل بداية عهده بقتل ابن عمه محمد بن العراقي خنقاً سنة 415 هـ، فكان هذا الخليفة سيء الخلق، عاهراً، عاطلاً من الخصال والفضائل، منصرفاً إلى اللهو والعبث.[1] تشبهه المصادر التاريخية بالخليفة العباسي المستكفي بالله لاشتراكهما في صفات مشتركة (واستظهارهما الفسق، واعتداء كل منهما على ابن عمه. ومن العجب أنهما اتفقا في الأخلاق والعهر واللعب، وأن كل منهما عاش 52 سنة، وكل منهما ملك سنة ونحو خمسة أشهر، وكل منهما تركه أبوه صغيراً، وتوافقا في اللقب، وبالجملة فهما رذلى قومهما).[1] وكان المستكفي بالله (همه لا يعدو فرجه وبطنه، وليس له هم ولا فكر سواهما)[2]. وإنه (لم يكن محمد هذا من الأمر في ورد ولا صدر إنما أرسله الله تعالى إلى أهل قرطبة الخاسرين بلية، وكان منذ عـُرف عطلاً منقطعاً إلى البطالة، محمولاً على الجهالة، عاطلاً من طل ظلة تدل فضيلة). كما شهد عهد المستكفي دماراً امتد إلى قصور عبد الرحمن الناصر في قرطبة وقصور الزهراء. ولكن المستكفي قد خلّف ابنته الأديبة الشهيرة ولادة بنت المستكفي[3]، والتي هي أبرز مآثره الحسنة كما نرى.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
روايات نزوله عن الخلافة
ولقد ظل المستكفي في خلافته (أسير الشهوة عاهر الخلوة) وهو أمر لم يتحمله أهل قرطبة كثيراً، فبعد ستة عشر شهراً ثاروا عليه وخلعوه[2]. وأخرجوه من قرطبة بعد أن اقام ثلاثة أيام مسجوناً لا يصل إليه طعام ولا شراب، ثم نفوه. وتذهب رواية ابن عذارى إلى أنه لبس ثياب الغانيات متنقباً بين امرأتين، لم يميز منهما. وبعد سبعة عشر يوماً وُجد مقتولاً، وقيل مسموماً في قرية من أعمال مدينة سالم، في ربيع الآخر سنة 416 هـ/1025 م[1].
وفي رواية أخرى أنه في 25 من ربيع الأول سنة 416 هـ، دخل عليه وزراؤه وأمروه أن يخرج معهم لقتال يحيى بن علي بن حمود الذي زحف إلى مالقة بقصد الاستيلاء على قرطبة. فتظاهر بالقبول وهو يضمر في قرارة نفسه النجاة بحياته، فتسلل من قصره بقرطبة في زي غانية بين امرأتين لم يميز منهما، وخرج من قرطبة مع بعض رجاله، واختلف معهم في الطريق، فقتلوه في بلدة أقليج. ومن خلال سير الأحداث في قرطبة كان يحيى بن على المعتلي بالله، يراقب الموقف ويوثق من منزلته وشأنه في مالقة، إذ كان لا يزال يخطب لنفسه فيها بالخلافة، مما كان من أهل قرطبة أن (كتبوا إليه، وخاطبوه بالخلافة، وكتبوا له في رمضان سنة 416 هـ فأجابهم إلى ذلك). ودخل قرطبة في 16 رمضان سنة 416 هـ، مستعيداً خلافته على الأندلس للمرة الثانية.
المصادر
- ^ أ ب ت ابن عذارى المراكشي. "ج 3". البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب. p. 141.
- ^ أ ب ابن الأثير. "ج 7". الكامل في التاريخ. pp. 287–288.
- ^ المقري. "ج 1". نفح الطيب في غصن الأندلس الرطيب. p. 437.
محمد بن عبد الرحمن المستكفي بالله فرع أصغر من بني قريش
| ||
سبقه عبد الرحمن الخامس |
خليفة قرطبة 1024 - 1025 |
تبعه هشام الثالث |