مدينة الزهراء

Coordinates: 37°53′17″N 4°52′01″W / 37.888°N 4.867°W / 37.888; -4.867
مدينة الزهراء
Pórtico de Medina Azahara (Córdoba, Spain).jpg
بوابة مدينة الزهراء.
ملف:Spain
المساحة
37°53′09.6″N 04°52′03.5″W / 37.886000°N 4.867639°W / 37.886000; -4.867639
التاريخ
التأسيس936
الإلغاء1010
 • المركز الإداريخلافة قرطبة
مدينة الزهراء: قاعة استقبال عبد الرحمن الثالث.
بيت يعفر
"القاعة الملكية العلوية" أو "دار الجند"، يحتمل أنها كانت تستخدم للادارة.

مدينة الزهراء، هي بقايا مدينة تاريخية أندلسية بناها عبد الرحمن الثالث الناصر (912–961)، خليفة قرطبة الأموي، وتقع غرب مدينة قرطبة. كانت مدينة الزهراء بلدة عربية إسلامية في العصور الوسطة وعاصمة للأندلس، أو إسپانيا الإسلامية، وكان المركز الاداري والحكومي يقع داخل أسوارها. بدأ بناؤها عام 936-940، وكانت تضم قاعات استقبال، مساجد، مكاتب ادارية وحكومية، حدائق، دار صك النقود، متاجر، ثكنات، مساكن، وطرق. وكانت المياه تصل للمدينة عن طريق قنوات.[1]

السبب الرئيسي لإنشاء المدينة كان سياسياً-إيديولوجياً: كانت مكانة الخليفة تقضي بتأسيس مدينة جديدة، رمزاً لسلطته، مجاراة للخلافات الشرقية الأخرى. وفوق كل ذلك، لإظهار تفوقه الكبير على منافسيه، الفاطميين في أفريقية بشمال أفريقيا.[بحاجة لمصدر] وتقول الأساطير أيضاً أن المدينة بنيت تحية للخليفة المفضل: الزهراء.[2]

البوابة الشمالية.

تم توسيع المباني بالمدينة في عهد الحكم الثاني ابن عبد الرحمن الثالث (ح. 961-976)، وبعد وفاته بفترة قصيرة لم تعد المدينة المقر الرئيسي لإقامة الخليفة. عام 1010 نهبت المدينة في حرب أهلية، وفككت ليعاد استخدامها في أماكن أخرى. بدء التنقيب عن أطلالها في عقد 1910. فقط حوالي 10% من إجمالي 112 هكتار تم التنقيب عنهم وترميمهم، لكن المنطقة تضم المنطقة المركزية، "وبها مقران لاقامة الخليفة، والمجمعات الملحقة بهم، ومقرين سكنيين أرستوقراطيين، وضواحي الخدمات.. ومناطق حرس القصر؛ بعض المباني الادارية الضخمة... مجمع المحكومة الاستثنائية بالإضافة إلى قاعة الاستقبال... مساحات شاسعة من الحدائق، والمنطقة الخارجية، والمسجد الجامع".[3] هناك محطة مياه حديثة كبيرة (مبنية في تسعينات القرن العشرين) داخل حرم المنطقة الأثرية للمدينة وتخدم المنطقة المجاورة. محطة المياه تلك تحمل اللافتة الوحيدة باللغة العربية المطبوعة بشكل رسمي في الأندلس، مما يدفع للتساؤل إن كان هناك تمويل عربي للمحطة أو للتنقيب عن آثار مدينة الزهراء. فحتى لافتات الطرق قرب المعابر إلى المغرب تحمل أسماء المدن المغربية بخط عربي يدوي قميء، بل في كثير من الأحيان تظهر تلك الأسماء العربية معكوسة (من اليسار إلى اليمين).

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تأسيس المدينة

بيت الجند.

فتحت الأندلس في عام 92 هـ، وبعد قرنين من الزمان بلغت الفوارق ذروتها بين الغرب الاسلامي في الأندلس والغرب المسيحي في بقية أوروبا، وذلك في مجالات القوة والتنظيم العسكري، والرخاء الاقتصادي، والتعليم، والفنون والمعمار.

مدينة الزهراء تمثل احدي ثمرات التميز. بناها معلن الخلافة في الأندلس، عبد الرحمن الناصر، الأمير الثامن من سلالة عبد الرحمن الداخل، صقر قريش. يقول المؤرخ ابن خلدون عن حقبة الناصر لدين الله: "ومدت اليه أمم النصرانية من وراء الدروب يد الاذعان، وأوفدوا عليه رسلهم وهداياهم من روما والقسطنطينية في سبيل المهادنة والسلم والاعتمال فيما يعن في مرضاته. ووصل الى سدته الملوك من اهل جزيرة الاندلس المتاخمين لبلاد المسلمين بجهات قشتالة وبنبلونة وما ينسب اليها من الثغور الوفية، فقبلوا يده والتمسوا رضاه واحتقبوا جوائزه وامتطوا مراكبة".

البوابة الرئيسية.

يقول أيضاً المؤرخ المقري في نفح الطيب: "ذكر ابن حيان وغير واحد ان مُلك الناصر بالاندلس كان في غاية الضخامة ورفعة الشأن، وهادنه الروم وازدلفت اليه تطلب مهادنته ومتاحفته بعظيم الذخائر، ولم تبق امة سمعت به من ملوك الروم والافرنجة والمجوس وسائر الامم الا وفدت خاضعة راغبة وانصرفت عنه راضية".

يوجز ابن الابار بالوصف التالي: "اذعن له ملوك الروم ورغبوا في مصاهرته".

كان من الطبيعي أن يتطلع الخليفة إلى بناء مدينة تليق بالتطورات، خصوصاً وأن قرطبة ضاقت على سكانها رغم كل التوسعات، ضاق قصر الخلافة في قرطبة بالحاشية والادارة، وارتفع الضجيج وسط المدينة وحول القصر قرب المسجد الجامع. اختير موقع الزهراء على مسافة ثمانية كيلومترات من قرطبة، وخلال اعوام اتصل العمار بين المدينتين.[4]

في الزهراء التقى الرواي سليمان مع الأمير هشام وتعلم معه درس أسبوعي، وتفرج في طفولته على حديقة الحيوان في الزهراء، وعاد للتواصل لاحقاً مع هشام عندما أصبح خليفة محجوزاً عليه بين أسوار الزهراء.

La Casa de la Alberca.

في عهدي والد هشام، الخليفة الحكم المستنصر بالله، وجده الناصر، كانت الزهراء مقر الخلافة والادارة وضرب النقود، ووصفها الادريسي الذي زارها بالقول: "مدينة عظيمة مدرجة البنية، مدينة فوق مدينة، فكان الجزء الأعلى منها قصوراً يقصر الوصف عن صفاتها، والجزء الأوسط بساتين وروضات، والجزء الثالث فيه الديار والجامع.


منطقة القصر

قاعة الاستقبال.
قصر يعفر.

حدائق مدينة الزهراء

المسجد الجامع.

تاريخ مدينة الزهراء

المسجد الجامع.
لوح من أرابيسك

اشتهر خلفاء وأمراء بني أمية بالبناء المعماري مثل المسجد الأقصى في القدس والجامع الأموي في دمشق ومدينة الرصافة في صحراء الشام وقصور أريحا والأردن المليئة بالرسومات. عبد الرحمن الداخل أقام في قرطبة رصافة له يختلي فيها ولا زالت المنطقة تحمل اسمها للآن، والعديد من مدن الاندلس بناها امراء بني أمية مثل المرية، وبلد الوليد، ومجريط التي أصبحت مدريد، وغيرها من المدن القائمة للآن، لكن الزهراء دمرتها أياد اسلامية قبل أن تبلغ الخمسين من العمر وتخربت في عز شباب وقوة الاندلس، ومن بعدها اخذ الانحدار التدريجي طريقة حتى انتهى عهد الغرب الاسلامي تماماً.

دار الملك.

اهتم الخليفة الناصر بأنجاز سريع للقصور في الجزء الاعلى، وببناء الجامع في الجزء المنخفض حتى يتمكن من الانتقال للزهراء قبل اكتمال البناء. تبع ذلك بتشييد الاسواق والحمامات والدور للاداريين والقوات وغيرهم. مساحة الزهراء العليا الف وخمسمئة متر في سبعمئة وخمسين. ومساحة الجامع خمسين في ثلاثين متر، وصلى فيه الخليفة للمرة الاولى يوم الجمعة التاسع من شعبان سنة ثلاثمئة وتسعة وعشرين.

أشرف على البناء ولي العهد الحكم، واكتملت المدينة بعد توليه الخلافة. اشترك في البناء عشرة آلاف رجل يومياً منهم ثلاثمئة من حذاق البناة ومئتان من النجارين وخمسمئة من المختصين الاخرين. ذكر المؤرخ المعاصر ابن حيان، ان عدد سواري الرخام التي استخدمت أيام الناصر، اي قبل اكتمال البناء، كانت اربعه الاف وثلاثمئة وثلاث عشرة، منها الف وثلاث عشرة أحضرت من أفريقية، وتسع عشرة من القسطنطينية، ومئة واربعين هدية من ملك روما.

La Cerámica zoomorfa de Madinat al-Zahra.

المياه سيرت الى الزهراء عبر قنوات ارضية لمسافة خمسة عشر كيلومترا من الجبال المجاورة، وصبت في خزان وزعها عبر مواسير رصاصية، لم يستعمل مثلها في العالم انذاك، لتصل للقصور والبيوت والمراحيض والحمامات وبرك السباحة والسمك والنوافير.

في الزهراء استقبل الناصر السفراء والملوك مما يرد ذكره بالتفصيل في "راوي قرطبة" وبعد وفاة الناصر في المدينة يوم الثاني من رمضان سنة 350 هجرية، تقلد ابنه الحكم الخلافة اذ اختاره والده من بين اخوته العشرة، وفي الزهراء مات الحكم بعد 15 عام وكان قد رضخ لرغبة صبح وقلد طفله هشام ولاية العهد ولم يكن قد بلغ سن الرشد. بدأت المؤامرات كما يرد بالتفصيل في "راوي قرطبة" وبما هو اشبه بالخيال من صراعات ودور النساء، حتى تحكم محمد العامري اثر تخلصه من الحلفاء الخصوم الاعداء واعتقل الخليفة الطفل في الزهراء وتلقب بالحاجب المنصور.

ألغى المنصور دور الزهراء وأقام مدينة خاصة به سماها الزاهرة، ثم تولى ولديه من بعده تباعاً حتى ثار بقايا الأمويين عام 399 للهجرة، ولكن اي منهم لم يكن بوزن الاجداد اذ قضوا ثلاثة عقود من الخوف واللجؤ والسجون والمطاردات كما يرد في الرواية بالاعتماد على مصادر التاريخ الموثقة.

فتنة، فحرب اهلية، فدمار لزاهرة المنصور، وتدمير للزهراء واحراقها ونهب خيراتها، حتى جدرانها وحجارتها بيعت لسد عجز خزائن من تكاثروا على الحكم واحدا بعد الاخر.

أثناء 200 عام تلت اندثرت الزهراء في بطن الجبل تحت الرمال، وعندما احتل القشتاليون قرطبة عام 631 هجرية كانت ذكرى واسم الزهراء قد ضاعت وبقيت كذلك حتى ترجم كتاب نفح الطيب الى اللغة الانجليزية قبل حوالي قرن ونصف فقط، فعرف الباحثون اسمها وموقعها واوصافها.

معرض الصور

الهوامش

  1. ^ Ruggles, D. Fairchild (2008). Islamic Gardens and Landscapes. University of Pennsylvania Press. pp. 152–153. ISBN 0-8122-4025-1.
  2. ^ Medina Azahara Guide
  3. ^ Triano, 3
  4. ^ "مدينة الزهراء". راوي قرطبة. Retrieved 2012-11-19.

المصادر

  • Barrucand, Marianne (2002). Moorish Architecture in Andalusia. Taschen. {{cite book}}: Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)
  • D. Fairchild Ruggles, Gardens, Landscape, and Vision in the Palaces of Islamic Spain, Philadelphia: Pennsylvania State University Press, 2000
  • D. F. Ruggles, “Historiography and the Rediscovery of Madinat al-Zahra',” Islamic Studies (Islamabad), 30 (1991): 129-40
  • Triano, Antonio Vallejo, "Madinat Al-Zahra; Transformation of a Caliphal City", in Revisiting al-Andalus: perspectives on the material culture of Islamic Iberia and beyond, Editors: Glaire D. Anderson, Mariam Rosser-Owen, BRILL, 2007, ISBN 90-04-16227-5, ISBN 978-90-04-16227-3, google books

وصلات خارجية

37°53′17″N 4°52′01″W / 37.888°N 4.867°W / 37.888; -4.867