مالي المسلمة

مالي المسلمة تنظيم سلفي تأسس بمساندة الحكومة المركزية في باماكو ويقوده محمود ديكو.

كان يسيطر التيار السلفي علي مالي في عهد القذافي كان ياخذ التمويل من ليبا وعند موت القذافي توجهوا للتيار السلفي للحصول علي مساندة السعودية لاستعطافها والحصول على اموال دعم لنظامهم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

محمود ديكو

ولد عام 1954،استمد نفوذه في مالي حيث يسود خطاب اسمه "مالي المسلمة" وهو أحد الاجنحة التي تصدر نظام باماكو بها لضرب مطالب الأزواديين والشعوب الاخرى وكذلك التقرب من الدول الاسلامية لاستعطافهم والحصول على اموال دعم لنظامهم


خطاب مالي المسلمة

خطاب مالي المسلمة في عام 1991

يسود خطاب اسمه "مالي المسلمة" وهو أحد الاجنحة التي تصدر نظام باماكو بها لضرب مطالب الأزواد والشعوب الاخرى وكذلك التقرب من الدول الاسلامية لاستعطافهم والحصول على اموال دعم لنظامهم

وكوّن هذا التيار نفسه تحت شعارات "مالي المسلمة" بتجنيد مئات من يسمون لاحقا "الدعاة" وارسالهم لتلقي التعليم والمناهج الدينية وتحديدا حينها في السعودية التي كانت منفتحة على استقبالهم ورعايتهم وهو ما دفع المئات للانخراط بغية تلقي الهبات والتكوين وكان محمود ديكو من ضمنهم

بعد مراحل التكوين بدات مرحلة العودة وتشكيل عديد من الجمعيات الدعوية بغطاء تعليمي وديني وتتلقى الدعم والهبات من الجهات المرتبطة بها في الدول الاسلامية متمركز بين السعودية والكويت والسودان وليبيا، ومنه شكلت لها نفوذا قويا جذب السلطة لمدى تأثيرهم وقربهم المباشر من الشارع المحلي

حينها جعل النظام المالي في باماكو بزعامة توماني توري قادة خطاب "مالي المسلمة" تحت أذرعهم، وتغليبهم على الاتجاه الديني السائد ذو النزعة الصوفية، في حين انتهج الدعاة منهجا سلفي اخواني للانخراط في الحراك الاسلامي من خلال رابطة علماء افريقيا وعلماء المسلمين وحضور ندواتهم ومؤامراتهم

ومن خلال الغطاء الذي منحه رئيس مالي توري لتلك الجمعيات وحتى لا تتصادم مع مصالحه في توظيفهم له أسس مجلس اسلامي اعلى واسند رئاسته لهم وهو ما اكسب الدعاة حضورا بارزا لدى الدول الاسلامية الكبرى وتمثيلهم الرسمي للدولة ومنه بدأ شكل حراكهم السياسي في الصعود

في نفس الوقت كان لتوماني توري ذراع اخر ذو نزعة صوفية استغل به فترة السخاء من القذافي تجاه باماكو لجذب اكبر قدر من الاموال اليه من خلال تنظيم واحياء المولد النبوي خصوصا في تنبكتو وايلاء اهتمام خاص بهذا التوجه على حساب الدعاة وهو ما دفعه الى تقديم مزيد من السخاء والنفوذ لهم

ولم تنته تلك الفترة الا وظهرت الجماعات القاعدية في المنطقة وهو ما دفع الدعاة الى تشكيل انفسهم واظهاره لتمييز انفسهم عن خطاب الجماعات القاعدية، ومن خلالها كسب الدعاة وجودا لهم واصبحوا هم الاداة الرسمية للدولة في التفاوض والتناقش مع الجماعات القاعدية واطلاق الاسرى بين الاطراف

في جميع تلك المراحل كان الدعاة في خط متكامل مع الرئيس في باماكو واعمالهم الدعوية بغطاء تعليمي وخيري ومشاركاتهم مع مختلف التوجهات السلفية والاخوانية في الدول الاسلامية واشرافهم على تعيين الائمة والخطباء ، وفي نفس الوقت يرفضون مطالب استقلال ازواد وحملهم مشعل تشويهم لدى الخارج

ولم تمر تلك السنوات الا وقد كون الدعاة قاعدة شعبية لهم وايضا نفوذا لدى الحكومات وكذلك الحركات الاسلامية والتنظيمات ، الا انه مع نجاح تحرير أزواد وما تلاه من انقلاب على الرئيس وتدخل القاعدة في المنطقة ، اضاف الفراغ السياسي دورا كبيرا للدعاة لتصدر المشهد.

وبعد بسط أنصار الدين نفوذها في أزواد أجرى الدعاة علاقتهم معها ونظموا قافلة دعم من باماكو لهم، على عكس عداوتهم المعلنة للحركة الأزوادية والتي يصفونها بالعميلة لفرنسا والعلمانية، وموقف الدعاة متطابق مع السلفيين الجهاديين في حكم الشريعة وبخطاب "مالي المسلمة" والذي اتخذته القاعدة ايضا

من تلك الفترة 2012 بدأ يتبلور الحراك السياسي للدعاة والذي تصدره محمود ديكو بصفته رئيس المجلس الاعلى الإسلامي في مالي، ومع التدخل الفرنسي اظهر موقف متناقضا حوله مع رابطة علماء أفريقيا ومع علماء المسلمين حول التدخل، ومع وصول الرئيس الحالي إيبيكا للسلطة غيّر الاطماع لاغتنام الفرصة.

الفرصة تمثلت في استمرار دور الدعاة وهذه المرة تحت خطابات الوحدة إلا ان العنجهية المالية حالت دون استقرار الامور وتطور الصدام العسكري إلى معركة كيدال ومنه بدأ خطاب السلام والدعوة له والحشد له وكان الجميع يعتقد أن ديكو منسجم مع ايبيكا في ذلك الا ان بعد اتفاق السلام بدأت الاختلافات.

مع لمسات اتفاق السلام برعاية الجزائر بين حركات أزواد وحكومة باماكو وجد ديكو نفسه خارج الحسابات المباشرة للرئيس واحالته بانقلاب على مكانته في المجلس الأعلى الإسلامي وعين خلفه عثمان حيدرا، وهو ما أغاظ أنصار الامام ديكو ، وهو ما دفع ايبيكا لتكريم ديكو بحضور رموز الدين المسيحي.

واستمر ديكو الى جانب حيدرا بالدعوة هذه المرة لخطاب المصالحة والصلاة من أجله والدعاية للسلام، إلا أن الطرق تقاطعت مرة اخرى لسببين رئيسيين: الأول: رؤية ديكو أن لا سلام بدون الحوار مع الجماعات السلفية الجهادية ومطالب تطبيق الشريعة وهو ما لا يقدر الرئيس ايبيكا الاستجابة له في ظل فرنسا[1]

حياته المبكرة

ولد في قرية طنكا (محافظة تمبكتو) بجمهورية مالي، وينتمي أبواه لأسرتين من الأسر العلمية الشهيرة في المنطقة.حفظ القرآن على يد جده الذي كان يدير أحد كتاتيب تحفيظ القرآن، وكان عمره آنذاك 15 سنة، ثم درس عليه بعض المتون الفقهية في المذهب المالكي ومبادئ اللغة العربية.

الدراسة

التحق ديكو 1970 بمعهد العلوم الإسلامية في مدينة أبي تلميت بموريتانيا، وحصل منه 1973 على إجازة علمية. ثم ذهب إلى المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية فتتلمذ على العلامة عمر الفلاتة مدة سنتين.

عينته حكومة بلاده مدرسا للغة العربية في المرحلة الثانية بعد عودته من السعودية، وعمل في مجال التعليم إلى غاية اختياره 1981 إماما في مسجد السلام (بدلابوغوا) الذي يعد من أهم مساجد العاصمة باماكو.

التوجه الفكري

يعتبر محمود ديكو أحد أتباع المدرسة السلفية العلمية، وقد تأثر بالفكر السلفي أثناء دراسته في السعودية، مما أهله لأن يؤدي دورا كبيرا في حركة الإصلاح والتجديد الفكري في بلاده.

كانت هذه الخلفية الفكرية سببا في علاقته بإياد آغ زعيم حركة أنصار الدين السلفية التي كانت تسيطر على أجزاء من شمال مالي قبل تدخل القوات الفرنسية والأفريقية مطلع 2013 لطرد الجماعات الإسلامية المسلحة من شمال البلاد.

الوظائف والمسؤوليات

شغل ديكو العديد من المناصب والمسؤوليات في بعض المؤسسات الدعوية والخيرية في البلاد. فقد تقلد منصب الأمين العام لـ"جمعية مالي للاتحاد وتقدم الإسلام"، وهي أول جمعية إسلامية بالبلاد أسست 1980، وتهدف إلى تعزيز وحدة المسلمين بالبلد، وتمويل بناء المساجد والمدارس القرآنية، كما تقوم بالوساطة والتهدئة أثناء الأزمات السياسية والاجتماعية.

عمل بعد ذلك مديرا لبرامج الإذاعة الإسلامية في مالي التابعة للجمعية نفسها، ثم مديرا عاما لبرامج الإذاعة، واختير مطلع 2000 رئيسا لتجمع الجمعيات الإسلامية في مالي، ثم صار رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى 2008.

المصادر

  1. ^ "من هو محمود محمد ديكو".