سمك

هذه مقالة جيدة. لمزيد من المعلومات، اضغط هنا.
(تم التحويل من لأسماك)

سمك
A giant grouper at the Georgia Aquarium, seen swimming among schools of other fish
A giant grouper at the Georgia Aquarium, seen swimming among schools of other fish
The ornate lionfish as seen from a head on view
The ornate lionfish as seen from a head on view
Scientific classification
مملكة: الحيوانية
Phylum: فقاريات
Groups included
Hagfishes
Lampreys, sharks and rays,
Ray-finned fishes
Coelacanths
Lungfishes
Cladistically included but traditionally excluded taxa

Tetrapods

أسماك نهرية
أسماك بحرية
سمكة الأَسَد الجميلة لها زعانف تشبه ريش الطير، ولكنها حادة مثل الإبر وتفرز سًما قوًيا. وتستخدم زعانفها عادة لمهاجمة الأسماك الأخرى، بل إنها قد تهاجم الغواصين القريبين منها.

السمك أو الأسماك هي من الحيوانات الفقارية ذوات الدم البارد التي تعيش في الماء, هناك أنواع عديدة من الأسماك أكثر 27000 نوع مما جعلها أكثر الفقاريات تنوعاً. للسمك حراشف وزعانف وغلاصم (خياشيم) يتنفس بها.

الأسماك بعضها يعيش في الماء العذب في البحيرات والأنهار والأهوار وبعضها الأخر يعيش في المياه المالحة في البحار والمحيطات.

بعض الأسماك تكون صغيرة وبطول 1 سم أو أقل وبعضها الأخر كبيرة وطويلة قد يصل طولها إلى 15 متر ووزنها إلى 15 طن كما في سمك القرش و الحوت.

أكثر أنواع الأسماك تعتبر غذاء رئيسي للبشر, ومن أنواع الأسماك التي تكون مرغوبة أكثر من غيرها مثل سمك الكارب Carp وسمك القدّ Cod وسمك الرنجة Herring وسمك السردين Sardines وسمك التونة Tuna.

أغلب أنواع الأسماك لها عظام وبعض الأنواع الأخرى مثل القرش ليس لها عظام حقيقية بل هي غضروفية. بعض العلماء لا يعتبرونها أسماك حقيقية, ولكن أغلب الناس يدعونها بالأسماك.

بعض الأنواع الأخرى من الحيوانات التي تعيش في البحر مثل نجمة البحر Starfish وقنديل البحر Jellyfish تدعى كذلك بالأسماك ولكنها ليست بالأسماك ولا يحوي جسمها على عظام, وكذلك نوع آخر من الكائنات المائية تعرف بالكائنات الرخوية ذات الصدف مثل المحاريات المختلفة ، وهناك القشريات مثل الروبيان والجمبري والسلطعونات.

A giant grouper at the Georgia Aquarium, seen swimming among schools of other fish

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تاريخ الأسماك

أسماك الراس والبليني التي تبدو متشابهة في الظاهر تسلك سلوكًا مختلفًا جدًا، فسمكة الراس، في الأسفل، تقوم بمساعدة الأسماك الأكبر بتخليصها من الطفيليات الجلدية.
سمكة السَّرْقَسُم (أعلى) تشبه الأعشاب البحرية التي تعيش فيها ومن الصعوبة بمكان تمييزها أثناء وجودها بين الأعشاب مستعينة بزعانفها الشبيهة بالمخالب.

لا يعرف بدقة متى انتقلت اللافقاريات إلى فقاريات، لأن هذا الانتقال تم منذ عهد سحيق يتجاوز أربعمائة و خمسين مليون سنة، أي في الالعصر السلّوري الأدنى، والمعروف أن الأسماك هي الفقاريات الأولى التي ظهرت على سطح الأرض، وكانت جميعها في أول الأمر تنتمي لمجموعة الأسماك المدرعة.

وحتى العصر السلّوري الأعلى كانت أنواع الأسماك لا تزيد في الطول على عشرة سنتيمترات، ثم بدأت تظهر بعد ذلك أنواع من الأسماك المدرعة أرقى و أكبر حجماً وقد أمكن العثور على بقايا الهياكل العظمية الخارجية من هذه الأسماك و قلّما عُثر على هياكلها الداخلية، و يمكن اعتبار الأسماك مستديرة الفم المعاصرة من أحفاد تلك الأسماك المدرعة القديمة.

و لا يمكن على وجه الدقة تحديد أصل الأسماك المدرعة، بيد أن هناك احتمالاً يشير إلى فصيلتين يمكن أن تكون إحداهما أصل هذه الأسماك، وهما الجرابتوليتا وهي من صف الهِيدرَوَانيات التي تنتمي إلى شعبة الجوفمعويات مثل الهيدرا والمران وغيرهما، و الفصيلة الثانية هي التريلوبيتا " أو ثلاثية الفصوص، و هي حيوانات قشرية تنتمي إلى شعبة المفصليات.

و مما يرجح هذا الاحتمال أن كلاً من الجرابوليتا والتريلوبيتا و صلتا إلى أقصى مراحل تطورهما في العصر السلّوري. قد تكون فصائل أخرى تفرعت عن هاتين الفصيلتين، إلا أنه من الأرجح أن المفصليات كانت هي الأصل في نشأة الأسماك، فلكيّ يعيش كائن حي في الماء على شكل سمكة، ينبغي أن تتوافر فيه بعض الشروط لكي يتلاءم مع هذه البيئة المائية، حتى يضمن سرعة الحركة في الوسط المائي الثقيل، و طبيعة الجوفمعويات لا تؤيد احتمال وجود هذه الشروط، لكن ثبت أن المفصليات منذ العصر الكامبري في أول الحقب القديمة كانت تتحرك و تزحف على قاع البحر، فمن المحتمل لذلك أنها عاشت على أكثر من صورة، كما يفعل بعض أنواع سرطان البحر حتى الآن في المحيط الهندي.

ولكي يعيش الكائن الحي بطريقة سليمة، يجب أن يزود جسمه بما يساعده على الإحساس بالوسط المحيط به. وقد نتج عن هذه الحاجة نمو أعضاء الحس، و هي أجسام عضوية يمكن أن تتأثر بالجاذبية و الطاقة الضوئية و الحرارية و غير ذلك .

حلقة الانتقال الاولى بين الفقاريات واللافقاريات لابد أنها كانت كائناً يشبه إلى حد كبير حيوان السهم، و لم يكن لهذا الكائن هيكل داخلي، لكنه كان مزوداً تحت النخاع الشوكي بجهاز عصبي مركزي، عبارة عن خيط من الخلايا المرنة يسمى الحبل العصبي، و من هذا الكائن البدائي الذي يشبه السهم نشأت الأسماك الغضروفية الأولى، التي تطورت فيما بعد إلى الأسماك العظمية، و تكونت فقرات حول الحبل العصبي لحمايته من الأخطار التي تنتج عن الحركة السريعة التي كانت تقتضيها حياة هذه الأسماك في الماء، ثم تضخم الجزء الأمامي من حبلها العصبي ليكوّن المخ. و نشأت الخياشيم فيما بعد متطورة من الجزء الأمامي من القناة الهضمية في السهيم البدائي، الذي كان يعمل كجهاز للتنفس يمتص الأكسجين المذاب في الماء و يحوله إلى الدم.

سمكة الشيهم تغطيها أشواك للحماية. ولمضاعفة حمايتها، تملأ السمكة نفسها بالماء لتغير من شكلها المعتاد (أسفل الصورة) إلى شكل البالون الشائك (أعلى).
سمكة السهم تقتنص حشرة ساكنة فوق سطح الماء بتوجيه سيل من قطرات الماء إليها. وتضرب قطرات الماء بقوة كافية لإسقاط الحشرة في الماء حتى يمكن للسمكة أن تأكلها.

بسبب التطور الفجائي العظيم الذي مرت به اللافقاريات خلال العصر السلوري، يرجح أن التريلوبيتا أو ثلاثية الفصوص اضطرت إلى أن توسع مجال حياتها، وأن تزيد من سرعة حركتها، حتى يتسنى لها ضمان البقاء في صراعها مع غيرها من الكائنات البحرية، و يبدو أن بعضها نجح في التلاؤم مع الظروف الجديدة.

وتتطلب سرعة الحركة في الماء شكلاً خاصاً للجسم، يحقق أقل قدر من المقاومة، وتتطلب أيضاً جهازاً يساعد على الاندفاع في الماء، فكان شكل السمكة نتيجة حتمية لظروف البيئة التي عاشت فيها الأسماك الأولى. وهكذا تطورت اللافقاريات إلى هيئة الأسماك المعروفة برؤوسها المدببة التي تتصل بالجسم اتصالاً مباشراً دون عنق. كما بدأ الجزء الخلفي يتدرج في الانحدار عند الوسط، حتى يصل إلى نهاية مدببة عند الذنب، وتطلب الأمر وجود قائمة على نهاية الجسم تساعد سرعة الحركة، فكان لابد أن تتشابه الزعنفة الذيلية ، كما دعمت الزوائد الزعنفية الصدرية بأشعة قوية قصيرة تساعد السمكة على السباحة السريعة.

و خلال العصر الديفوني -أي منذ حوالي ثلاثمائة و خمسين مليون عام- حدثت في القشرة الأرضية تغيرات هائلة، نتج عنها أن تطورت الكائنات الحية التي كانت موجودة حينذاك؛ حتى تتلاءم مع ظروف الحياة الجديدة، و حين تعاقبت على الكرة الأرضية فترات من المطر الشديد، و فترات من الجفاف و الحرارة، كان على الأسماك أن تتطور حتى تتلاءم مع الظروف المحيطة بها، فكان أن تتطورت إلى أسماك رئوية تستطيع أن تبني لنفسها في الطين جحراً تعيش فيه، وبها ثقب يدخل منه الهواء الجوي، و كانت تبقى في جحورها حتى تجتاز الجفاف، ثم تعاود حياتها في الماء عند هطول الأمطار. و كانت هذه الأسماك الرئوية تنتمي إلى صف الأسماك المصلبة الأجنحة وفيها نشأت البرمائيات، كالضفدع والسلمندر.

وقد كانت هناك عدة أنواع من ذوات الغلاصم الكيسية، منها صفّان عاشتا خلال العصرين السلّوري و الديفوني، هما الأناسبيدا و كانت تعيش على القاع، و لها درع عظمي صلب يغطي جزءها الأمامي عند الرأس.

وهناك صفات مميزة في تركيب الجسم تدعو إلى الاعتقاد بأن سمك الجلكي والسمك المخاطي - وهما من الأسماك عديمة الفكوك- هما السلالة المباشرة الباقية لهذه الكائنات البائدة التي بدأ حجمها صغيراً لا يتجاوز بضعة سنتيمترات، ثم ازدهرت في العصرين الديفوني و العصر الكربوني الأدنى، حيث عثر على حفريات من الأسماك المدرعة الرؤوس يبلغ طولها أكثر من ستة أمتار، يرجح أنها أسلاف سمك القرش الذي وجدت له حفريات منوعة مبعثرة في العصرين السلّوري الأعلى و الديفوني الأدنى، مما يدل على أن أسماك القرش جاءت بعد الأسماك ذات الغلاصم الكيسية.

من المعتقد أن الأسماك الأصلية، و هي الأسماك العظمية، كانت امتداداً لتطور أحد فروع سمك القرش في أوائل العصر السلّوري، و أقدم فصيلة معروفة من هذه الأسماك هي الحفشيات الأولية التي كانت موجودة في خلال العصر الديفوني، و وصلت إلى أوج نموها خلال العصر الكربوني، و بقيت حتى نهاية العصر الجوراسي و مازالت هناك فصائل قليلة تنتمي إلى هذه الحفشيات الأولية تعيش حتى وقتنا هذا. إلا أن الرتب التي تكون معظم الأسماك العظمية الباقية للآن لم تظهر في الحقب المتوسطة، و كان تطورها سريعاً و يتمثل معظمها في العصر الإيوسيني و في بداية الحقب الحديث.

و تعرف العصور الثلاثة المتأخرة في الحقب القديم بعصر الأسماك، و هي العصر السيلوري و الديفوني و الكربوني و لكن الأسماك الحقيقية أو العظمية لم تبلغ أوج حياتها إلا في العصر الكربوني و لم تظهر أنواع يمكن مقارنتها بالأسماك الموجودة الآن إلا في عصر الزواحف الذي جاء بعد ذلك، كما لم تظهر الفصائل السائدة للآن إلا في عصر الزواحف الذي جاء بعد ذلك، كما لم تظهر الفصائل السائدة للآن إلا في عصر الثدييات و هو أحدث هذه العصور الجيولوجية.

هناك من أنواع الأسماك العظمية الآن ما يفوق في العدد أي شعبة من شعب الحيوانات الفقارية الأخرى، و تتعدد فيها الأشكال والأحجام والألوان كما يختلف بعضها عن بعض في كثير من الأحيان اختلافاً كبيراً في تركيبها الداخلي، و تعيش في جميع البيئات المائية.

The ornate lionfish as seen from a head on view


الصفات العامة للأسماك

مفقسات الأسماك تُعنى بتربية الأسماك التي تستخدم لإعادة تزويد الأنهار بالأسماك. ويمكن مشاهدة العاملين (على اليمين) وهم يقومان بتفريغ البيض من إحدى إناث سمك السالمون وبعد ذلك، يخصب البيض بالمني من ذكر سمك السالمون (في الوسط) ثم يحفظ البيض المخ

الأسْماك فقاريات (حيوانات ذوات عمود فقاري) تعيش في الماء. ويزيد أنواعها على عدد جميع أنواع الفقاريات الأخرى التي تعيش في الماء وعلى اليابسة مجتمعة. وتتفاوت أنواع الأسماك تفاوتًا كبيرًا في شكلها ولونها وحجمها. وكذا من العسير الجزم بأنها تنتمي للمجموعة نفسها من الحيوانات. فمثلاً تشبه بعض الأسماك كتلة الصخر، ويشبه بعضها الآخر الديدان الملتوية. وبعضها ذو أجسام مفلطحة مثل الفطائر، وبعض الأسماك الأخرى تنتفخ أجسامها كالبالونات. وللأسماك ألوان قوس قزح جميعها. وللكثير منها ألوان بديعة كألوان الطيور الزاهية. وتشكِّل ألوانها الحمراء والصفراء والزرقاء والأرجوانية الغنية مئات الأنماط الجميلة من خطوط وأشرطة مزركشة وبقع ملونة.

وأصغر الأسماك قاطبة سمكة القوبيون القزمة التي تعيش في الفلبين. وهذه السمكة لا يتجاوز طولها 15مم. أما أكبرها على الإطلاق فهو قرش الحوت الذي يصل طوله إلى 12م ووزنه إلى 15طنًا. ولا يضر قرش الحوت معظم الأسماك الأخرى والإنسان. وأخطر الأسماك على الإطلاق لاتزن سوى بضعة كيلوجرامات ومنها السمكة الحجرية التي يمكنها قتل الإنسان خلال دقائق معدودة بوساطة أشواكها السامّة.

تتغذّى معظم الأسماك بالمحاريات والديدان المائية والأسماك الأخرى، ويتغذّى بعضها بالنباتات المائية كالطحالب وبعضها الآخر مترمم أي يأكل الأجسام الميتة للأسماك والحيوانات الأخرى، ويأكل قرش الحوت الكائنات الحية الصغيرة التي تطفو على سطح البحر.

تعيش الأسماك أينما وُجِد الماء. فتوجد في المياه القطبية الشمالية حيث تقترب درجة الحرارة من درجة التجمد. بينما يعيش بعضها الآخر في المياه الدافئة التي قد تصل إلى درجة الغليان في الأدغال الاستوائية. وتعيش الأسماك أيضًا في الجداول الجبلية الهادرة وفي الأنهار الهادئة تحت سطح الأرض. وتقوم بعض الأسماك برحلات طويلة عبر البحار. ويقضي بعضها الآخر معظم حياته مدفونًا في الرمل أو في قاع البحر. ولا تترك أغلب الأسماك الماء. وبالرغم من ذلك فبإمكان بعض الأسماك أن تبقى حية شهورًا طويلة مدفونة في قيعان الأنهار الجافة.

وللأسماك أهمية كبرى للإنسان. فيصطادها عشّاق رياضة الصيد ويحتفظ بها الكثير من الناس للزينة. وإضافة إلى ذلك، فالأسماك ضرورية لحفظ التوازن في الطبيعة؛ لأنها تأكل النباتات والحيوانات وبدورها تصبح غذاء للنباتات والحيوانات. وبذلك تحفظ الأسماك التوازن في العدد الكلي للنباتات والحيوانات على الأرض.

وتشترك جميع الأسماك في صفتين رئيسيتين: 1- لها عمود فقري، ومن ثم فهي من الفقاريات. 2- تتنفس أساسًا بوساطة الخياشيم. والأسماك من الحيوانات ذوات الدم البارد، أي أنها غير قادرة على تنظيم درجة حرارة الجسم التي تتغير تبعًا لدرجة حرارة الماء المحيط بها. وإضافة إلى ذلك فللأسماك كلها تقريبًا زعانف تستخدمها في السباحة وتختلف جميع الحيوانات المائية عن الأسماك في صفة واحدة في الأقل من هذه الصفات. وتبدو الدلافين وخنازير البحر والحيتان مثل الأسماك ولها عمود فقاري وزعانف ولكنها من الثدييات (وهي الحيوانات التي ترضع صغارها) وتتنفس الثدييات عن طريق رئاتها دون خياشيم. وهي أيضًا حيوانات ذات دم حار؛ إذ تبقى درجة حرارة أجسامها ثابتة تقريبًا حتّى وإن تغيّرت درجة حرارة الماء أو الهواء المحيط بها. ويطلق على بعض الحيوانات المائية اسم أسماك، ولكنها ليست أسماكًا، إذ لا يوجد لها عمود فقاري. وتشمل هذه الحيوانات قناديل البحر ونجوم البحر. ويُطلق على البطلينوس وسرطان البحر والكَرْكَنْد والمحار، والأسْقَلوب (المحار المروحي) والروبيان، المحاريات. وتخلو هذه الحيوانات أيضًا من عمود فقاري.

وقد ظهرت أول سمكة على سطح الأرض منذ نحو 500 مليون عام. فكانت أول الحيوانات الفقارية. ويعتقد بعض العلماء أن تلك الأسماك المبكرة هي أسلاف لفقاريات أخرى.

الأسماك والتوازن في الطبيعة. تساعد الأسماك في حفظ أعداد الأحياء على الأرض على نحو متوازن حيث تتغذى ببعض الأحياء المائية كما تصبح بدورها غذاء لأحياء أخرى. ويطلق على هذه العملية السلسلة الغذائية وتكون الأسماك جزءًا من كثير من السلاسل الغذائية كما هو موضّح في الشكل (أسفل). وتمثل العلامات الزرقاء العديد من الأحياء المائية التي تأكلها الأسماك، بينما تمثل العلامات الحمراء الكائنات الحية التي تتغذّى بالأسماك، أو التي تتغذى بالمواد العضوية المتبقية بعد موت الأسماك أو تحللها.
تأخذ الأسماك أشكال متعددة ومنها سمكة تنين البحر وهي قريبة جدا من سمك حصان البحر

أهمية الأسماك

تفيد الأسماك الإنسان بطرق شتى، إذ تعد الأسماك من الوجبات الرئيسية التي يتناولها أبناء الخليج العربي و اليابانيون و النرويجيون. ويأكل الناس في الأقطار الأخرى الأسماك بوصفها أحد أنواع الغذاء الإضافية ضمن وجباتهم. وقد استمتع الناس منذ آلاف السنين برياضة صيد الأسماك. ويحتفظ كثير من الناس بأسماك الزينة في بيوتهم. وللأسماك أيضًا أهمية في حفظ التوازن الطبيعي، حيث تأكل الأسماك النباتات والحيوانات وبعد أن تموت تتحول هي نفسها إلى مادة غذائية لغيرها من الكائنات الحية الأخرى من نبات أو حيوان.

أسماك الطعام والرياضة تصنف الأسماك ضمن الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية فيُصاد تجاريًا كل عام ملايين الأطنان من أسماك القدّ ، والرنجة والتونة وغيرها من الأسماك البحرية التي تستخدم غذاءً. ويتم الصيد على نطاق تجاري في المياه الداخلية حيث تُصاد أسماك المياه العذبة التي تستخدم غذاءً مثل: سمك فرح (سمك)الفرخ والتّروتَة.

استدعى النشاط التجاري إنشاء مزارع سمكية لتربية أنواع معينة من الأسماك تستخدم غذاءً، ففي بعض الأقطار تُربى في المزارع السمكية أسماك الشبُّوط والسِّلَّوْر والسالمون والتروتة. ويربي مزارعو الأسماك، الأسماك في برك، ويستخدمون طرقًا خاصة لتغذيتها حتى تنمو لأحجام أكبر وبمعدل أسرع من نموها الطبيعي.

يستمتع بعض الناس بصيد الأسماك لمجّرد المتعة، وكثير منهم يحبّون السعي وراء أسماك الرياضة. وتتصف الأسماك التي تصاد للرياضة بمكرها ودهائها أو ببعض الصفات الأخرى التي تزيد من الإثارة والمتعة في صيدها. وتشمل هذه الأسماك أنواعًا من أسماك البحر العملاقة مثل سمك المَرْلين وسمكة السَّيْف، وأسماك المياه العذبة مثل سمك الفرخ وتروتة قوس قُزح. وتُستخدم الغالبية العظمى من أسماك الرياضة أيضًا غذاء. انظر: صيد الأسماك.

الأنواع الرئيسية للأسماك
التّروتَة القافزة من المناظر المألوفة للكثير من الناس. لكن يندر رؤية بعض أنواع الأسماك إذ يعيش العديد من الأسماك في مناطق مثل أنهار الأدغال أو الأجزاء العميقة في المحيط.

الأسماك المفيدة الأخرى. تُصاد بعض أنواع الأسماك على نطاق تجاري رغم كونها غير صالحة غذاء للإنسان. هذه الأسماك تستخدم لصناعة الغراء وأغذية الدواجن والمواشي (مسحوق السمك وجريش السمك ـ السيلاج) وكذلك بعض المنتجات الأخرى. ويُستخدم مايربو على ربع الإنتاج العالمي للأسماك لصناعة جريش السمك الذي يستفاد منه في صناعة غذاء الحيوانات أو استخراج زيت السمك. وتستخدم أوروبا وحدها نحو 65 مليون كجم من أنْقَليس الرمل لتصنيع منتجات سمكية كل عام. وكذلك يستخدم سمك الإسْبَرْط. وتُصنع في أمريكا الشمالية المنتجات السمكية من سمك الأنشوفة والمنهيدين. ويستخدم مسحوق الأسماك أساسًا غذاء للخنازير والدواجن والدواب.

وكثيرًا ما يستخدم العلماء السمك الذهبي وغيره من أنواع السمك الصغيرة كحيوانات تجارب في البحوث الطبية لأنها لا تحتاج إلى مكان كبير أو عناية كثيرة كغيرها من حيوانات التجارب. فمثلاً، تستخدم مادة كيميائية تنتجها الأسماك الكروية لمعالجة مرض الربو. كما يستمتع كثير من الناس بحفظ الأسماك وتربيتها في أحواض الأحياء المائية بمنازلهم للزينة. انظر: الأحياء المائية، حوض. ومن أسماك الأحواض المائية الشائعة السمك الذهبي والجوبي والتترة.

أين تعيش الأسماك البحرية يعيش كثير من أسماك المياه الملحة بعيدًا عن الشاطئ. يمكن تقسيم البحر إلى ثلاثة مستويات طبقًا لكمية ضوء الشمس التي تصل إلى الأعماق المختلفة كما هو واضح في الشكل ( على اليمين)، وتعيش أنواع مختلفة من الأسماك عند كل مستوى.

الأسماك الضارة

تهاجم أنواع قليلة من الأسماك الإنسان أحيانًا ومنها أنواع معينة من أسماك القرش ، خاصة قرش أبي مطرقة وأسماك القرش البيضاء وأسماك البرّكودة و أنقليس الموراي. كما أن بعض أنواع سمك البرانيهْ متعطشة للدماء وفكوكها مزودة بأسنان حادة. وبإمكان مجموعة من هذه الأسماك نزع لحم إنسان أو أي حيوان كبير آخر خلال دقائق، بل ثوانٍ. ولبعض السمك، مثل سمك الشِّفْنين اللّساع والسمكة الحجرية، أشواك سامة تؤذي أو تقتل أي شيء يلامسها. ولحم سمك القادوح والأسماك الكروية وبعض الأنواع الأخرى سام، وقد يسبب أكله المرض وأحيانًا يسبب الوفاة.

وقد أصبحت أنواع قليلة من السمك عند استقدامها في مياه معينة آفات. ففي أمريكا الشمالية مثلاً، نجد أنَّ الجَلَكي البحري الذى دخل البحيرات العظمى وكذلك السلور الآسيوي الذي استُقدم إلى المياه الداخلية في فلوريدا أصبحا يهددان الأسماك الأخرى المستوطنة بتلك المياه.

الأسماك والتوازن الطبيعي

أسماك البحار الجنوبية

تؤلف مجموعة الأسماك المستوطنة في بيئة معينة مثل بحيرة أو جزء معيّن من البحر جماعة سمكية. والأسماك في جماعة ما جزء من نظام أشمل تنتقل فيه الطاقة من كائنات حية إلى أخرى في شكل غذاء. ويُطلق على هذا النظام السلسلة الغذائية. وتبدأ كل سلسلة غذائية بالطاقة المستمدة من ضوء الشمس. وتستخدم النباتات هذه الطاقة لصنع غذائها. إن أكثر أنواع الكائنات أهمية في البحر أو في المياه العذبة هي العوالق المائية وهي الكتلة الكبيرة من النباتات والحيوانات الدقيقة التي تنجرف قريبًا من السطح. وتتغذى بعض أنواع الأسماك بالعوالق وتشكل هذه الأسماك بدورها غذاء الأسماك الأخرى بعد ذلك. وقد يأكل الإنسان أو الطير أو الحيوانات بعضًا من تلك الأسماك أيضًا، كما يموت كثير من السمك موتًا طبيعيًا. وتغوص أجسامه في الماء وتتحلل وتزود المادة المتحللة النباتات والحيوانات المائية بالغذاء.

تُكون كل جماعة سمكية جزءًا من جماعة طبيعية أكبر تتكون من كافة النباتات والحيوانات الموجودة في منطقة معينة. وتشتمل كل جماعة طبيعية ما على العديد من السلاسل الغذائية، التى يطلق عليها إجمالاً الشبكة الغذائية. وتمنع الأنماط الغذائية المعقّدة الداخلة ضمن شبكة غذائية التكاثر المفرط لأيّ نوع واحد من الكائنات الحية على حساب الكائنات الأخرى، وبهذه الطريقة، تتم المحافظة على التوازن الطبيعي.

ويمكن أن يضطرب التوازن في جماعة ما إذا ما قُضي على أعداد كبيرة من نوع بعينه. فقد يقلب الناس التوازن بصيد أحد أنواع السمك بكثافة عالية. أو قد يلوث الناس الماء بشدة بحيث يكون من الصعوبة بمكان أن تعيش أنواع معينة من النباتات أوالحيوانات التي تشمل السمك في تلك المياه.

أسماك أعماق المحيط
أسماك المياه الشاطئية وعرض البحر
أسماك الخليج العربي والبحر الأحمر
أسماك الخليج العربي والبحر الأحمر



. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أنواع الأسماك

أسماك المياه العذبة الإستوائية
أسماك المياه المعتدلة العذبة

قام العلماء بتسمية ووصف مايقرب من 24,000 نوع من السمك، ويكتشف العلماء كل عام أنواعا جديدة، وبذلك يزيد عددها دومًا. وتُكوِّن الأسماك أكثر من نصف أنواع الحيوانات الفقارية المعروفة كلها. ويُطلق على دراسة السمك علم الأسماك، أما العلماء المتخصصون في هذا المجال فهم علماء الأسماك. ويقسم أولئك العلماء الأسماك إلى مجموعتين رئيسيتين:

1- أسماك فكية.

2- أسماك لافكية.

وكل الأسماك تقريبا لها فكوك ، والأنواع الوحيدة اللافكية هي الجَلَكَي والجرِّيث. ثم تُقسم مجموعة الأسماك الفكية بدورها إلى مجموعتين طبقًا لتركيب هياكلها ويتكون هيكل مجموعة منها من مادة صلبة مرنة تسمّى الغضروف. وينتمي لتلك المجموعة القروش والشِّفنين والكمِّير. أما هيكل المجموعة الأخرى فيتكون في معظمه من العظم. ويطلق على أفراد تلك المجموعة الأسماك العظمية وهي أكبر مجموعة من الأسماك في العالم.

يُجَدْول (يسجل في قائمة) جزء من هذه المقالة وعنوانه تصنيف الأسماك المجموعات الرئيسية التي تنقسم إليها الأسماك. ويناقش الجزء التالي الصفات الرئيسية لكل من: 1- الأسماك العظمية 2- القروش، الشفنين الكمِّير، 3- الجلكي والجرِّيث.


الأسماك العظمية

التشريح الخارجي للسمكة
أنواع حراشف الأســماك

تنقسم الأسماك العظمية ـ طبقًا لتكوين هياكلها ـ إلى مجموعتين رئيسيتين، إحداهما مجموعة الأسماك العظمية الحديثة التي يتكون معظم هياكلها من العظم. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة الأسماك العظمية البدائية التي يتكون هيكلها جزئيًا من العظم وجزئيًا من الغضروف.


الأسماك العظمية الحديثة

تشتمل على نحو 23,000 نوع تكوِّن مايقارب 95% من جميع الأسماك المعروفة، ولبعضها هيكل عظمي. ويطلق عليها التليوستات وهي كلمة مشتقة من كلمتين إغريقيتين معناهما كامل وعظم وتنتمي كل أسماك الرياضة تقريبًا إلى التليوستس التي تشمل كل مجموعات الأسماك المعروفة مثل القاروس والقُد، والرنجة والمنّوة والفرخ والتروتة والتونة. وتحتوي كل مجموعة من هذه المجموعات على العديد من الأنواع، فمثلاً سمك الكولي والبلوق هي أنواع مختلفة من الأسماك الشبيهة بالقّد.

والآلاف من أنواع التليوستات غير معروفة تمامًا ، فالكثير منها يعيش في أنهار الأدغال أو الشعاب المرجانية وبعضها يعيش في أعماق البحار ونادرًا ما يراه الإنسان، وتشمل أسماك المياه العميقة ما يربو على 150 نوعًا من الأسماك ذات الشصّ (أبوصنارة). وهذه الأسماك الصغيرة ذات الشكل المخيف مزّودة بأسنان شبيهة بالناب وأعضاء ضوئية متوهجة، وهي تعيش في أعماق المحيط ونادرًا ما تصعد نحو السطح أو قد لا تصعد أبدًا. وتسمىّ الكثير من الأسماك العظمية بأسماء غريبة وهي في غرابتها وألوانها كأسمائها، فمثلاً سمكة أنومة (قنومة) ـ أنف الفيل ـ لها مقدمة طويلة تشبه إلى حد كبير خرطوم الفيل تستخدمه في صيد غذائها الموجود على قيعان الأنهار، وثمة سمكة غريبة أخرى هي السِّلَّور المقلوب وهي تسبح دائمًا على ظهرها.

وكانت توجد منذ عدة ملايين السنين أنواع قليلة من التليوستات. وقد كانت أسماك القرش تفوقها كثيرًا في أعدادها وكذلك أسلاف الأسماك العظمية التى تعيش حاليًا. وقد تشابهت الأسماك العظمية المبكرة كثيرًا، واقتصرت معيشتها على مناطق قليلة في العالم وبالرغم من ذلك أصبحت أكثر الأسماك أعدادًا وتنوعًا وانتشارًا.

ويُعزى ذلك إلى قدرتها الفائقة مقارنة بالأسماك الأخرى على التكيف مع التغيرات البيئية. فقد تغيرت أجسام وأعضاء تلك الأسماك بطرق مختلفة ويطلق على مثل هذه التغيرات التكيفات.

هيكل السمكة

تختلف الأنواع المتباينة من التليوستات الموجودة اليوم بعضها عن بعض في كثير من النواحي حتىّ يبدو وكأن لديها القليل من الصفات المشتركة. فمثلاً، للكثير من التليوستات زعانف مرنة ذات كفاءة عالية تساعدها على السباحة بمهارة، إذ يمكن مثلاً للسمكة الشراعية والتونة السباحة لمسافات طويلة وبسرعة عالية. ومعظم الأسماك العظمية التي تعيش بين الشعاب المرجانية خبيرة في الاندفاع الصاروخي من المرجان وإليه، ولكن هناك عددًا من التليوستات الأخرى التي لا تكاد تسبح البتة.وتقضي بعض الأسماك ذات الشصّ المكتملة النمو أغلب حياتها قابعة في قاع المحيط. وهناك تليوستات شبيهة بالأنقليس خالية من الزعانف ولذلك فهي لا تتمكن من السباحة بصورة جيدة وإنما تحفر في طين القاع وتبقى هناك زمنًا طويلاً، وقد تكيفت زعانفها لاستخدامات أخرى غير السباحة. فمثلاً للأسماك الطيارة زعانف شبيهة بالأجنحة تساعدها على الانزلاق فوق سطح الماء. ولسمكة السراب زعانف عضلية تستخدمها للحجل على الأرض.

وتشتمل الأسماك العظمية الحديثة الأخرى على سمك الحَفْش (الاسترجون) وسمك الجَدْف، والسمك الجراح وعنز البحر. ويعد الحفش من أضخم أسماك المياه العذبة على الإطلاق، فقد بلغ وزن أضخم سمكة حفش صيدت في إحدى المرات نحو 1,500 كجم. ويغطي أجسام أسماك الحفش غطاء شبيه بالدرع بدلاً من القشور يتكون من خمسة صفوف من الصفائح العظمية السميكة. ويعيش بعض أنواع الحفش في المياه الملحة، ولكنه يعود إلى المياه العذبة لوضع البيض. أما سمكة الجدْف فهي سمكة غريبة الشكل تعيش فقط في الصين ووادي المسيسيبي بالولايات المتّحدة الامريكية، ولها أنف ضخم يشبه تقريبًا مجاديف الزورق.

يعيش السمك الجراح وسمك عنز البحر في المياه الدافئة الضحلة للشعاب المرجانية، وهي أسماك ذوات ألوان زاهية في الغالب ولبعضها أنماط جميلة.

كيف يعمل خيشوم السمكة
الأعضـاء الداخليـة للسـمكة
جهاز الخط الجانبي

الأسماك العظمية البدائية. تشمل نحو 15 نوعًا من سمك البتشير والسيلاكانث والسمكة الرئوية. وتمثل هذه المجموعة أقل من 1% من أنواع الأسماك. ولهذه الأسماك ذات الأشكال الغريبة صلة وثيقة بالأسماك التي عاشت منذ ملايين السنين.

وتعيش جميع الأسماك العظمية البدائية ـ ما عدا أسماك السيلاكانث ـ في المياه العذبة. ويعيش السيلاكانث في المياه البحرية المتاخمة للشاطئ الجنوب الشرقي لإفريقيا وهي ليست وثيقة الصلة بأي سمكة أخرى تعيش حالىًا. ويوجد نوع واحد فقط من أسماك السيلاكانث.

وتعيش أسماك البتشير في إفريقيا الاستوائية. وهي أسماك بطيئة الحركة وجسمها طويل ونحيل ومغطى بقشور سميكة. وتعيش الأسماك الرئوية في إفريقيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية وهي تتنفّس بأعضاء تشبه الرئات ، وبالخياشيم أيضًا، ويمكن للأنواع التي تعيش في إفريقيا وأمريكا الجنوبية أن تبقى دون غذاء أو ماء أطول من أي فقاريات أخرى. ويمكنها أن تعيش مطمورة في الطين شهورًا طويلة في كل مرة، وهي لا تشرب ولا تأكل طوال هذه الفترة.

أسماك القرش والشِّفْنين والكمِّير

يوضع هذا البيض البالغ الصغر لسمكة التروتة بين حبيبات الرمل. ويوجد داخل كل بيضة سمكة متكورة غير كاملة يُطلق عليها الجنين والنقطتان الكبيرتان هما عينا الجنين. ويتغذى الجنين بمحِّ البيضة.
يطلق على السمكة التي فقست حديثًا اليرقة أو الفراي. وهي تستمر في سحب الغذاء من مح البيضة بوساطة الأوعية الدموية التي تمتد داخل المح. ويوجد المح داخل كيس المح.


يبلغ العدد الكلي لأنواع أسماك القرش والشفنين نحو 965 نوع أي مايقارب 4% من الأسماك المعروفة كلها، وتمتاز أسماك القرش بوجود فكوك ولديها هيكل غضروفي. وتعيش كلها في المياه الملحة تقريبًا. وتعّدُّ أسماك القرش والشفنين أكثر أعضاء هذه المجموعة أهمية وتكون نحو 925 نوعًا.

للغالبية العظمى من أسماك القرش أجسام شبيهة بالطوربيد. وتشبه أجسام معظم الشفنين فطيرة مفلطحة تقريبًا بينما تمتد زعنفة كبيرة شبيهة بالجناح من كل جانب من جانبي رأس وجسم الشفنين المفلطحين. أما القرش الملائكي فجسمه مفلطح، ولكن سمكة أبو منشار وقليلاً من أنواع الشفنين الأخرى، تشبه الطوربيد في شكلها. ونتيجة لذلك فإن أفضل طريقة للتفرقة بين القرش والشفنين هو موقع الفتحات الخيشومية حيث تشبه الفتحات الخيشومية في أسماك القرش والشفنين شقًا صغيرًا يقع خلف العينين مباشرة وتؤدّي إلى الخياشيم. أما الفتحات الخيشومية للقرش فتوجد على جانبي الرأس وخلف العينين مباشرة. بينما توجد الفتحات الخيشومية للشفنين أسفل الزعانف الجانبية.

وتشمل أسماك الكمير أو سمك الجرذ مايقارب 40 نوعًا. والسمكة من هذين النوعين متوسطة الحجم وعيناها كبيرتان وذيلها طويل مسحوب ومدبب وتعيش بالقرب من قاع البحر، وللعديد من الأنواع فم طويل مدبب.


الجَلَكَي والجرِّيث

استخدمت سمكة التروتة هذه، وعمرها 3 أشهر، مخزونها الغذائي من المح، وحاليًا تتصيد طعامها. وستأخذ هيئة سمكة تروتة مكتملة النمو. وتصل معظم أسماك التروتة طور اكتمال النمو خلال عامين أو خمسة أعوام.
طعم لحمي ينمو من أعلى رأس السمكة ذات الشص (أبو صنارة)، على اليمين، وخارجًا من الفم في السمك المنجم على اليسار. ويجذب الطعم الدودي الشكل الأسماك الصغيرة. وتتلقف الأسماك ذات الشص والسمك المنجم الأسماك الأخرى بسرعة، ولكنها تتحرك ببطء أغلب الأوقات.


يُعدّ كل من الجلكي والجريث من بين جميع الأسماك الأكثر بدائية ويوجد نحو 40 نوعًا من الجلكي وقرابة 50 نوعًا من الجريث. ويكوّن الجلكي والجريث أقل من 1 % من جميع أنواع الأسماك، ويعيش الجلكي في المياه المالحة والعذبة بينما يعيش الجريث في المياه المالحة فقط.

وأجسام الجلكي والجريث لزجة عديمة القشور وشكلها يشبه أجسام الأنقليس (ثعبان الماء). ولكن ليست وثيقة الصلة بالأنقليس فهو من الأسماك العظمية.

ويتكون هيكل الجلكي والجريث من الغضروف مثلهما كمثل أسماك القرش، والشفنين والكمير ويختلف الجلكي والجريث عن الأسماك الأخرى بافتقارهما للفكوك. ويتكون فم الجلكي أساسًا من عضو مستدير ماص ولسان مسنن. وتستخدم أنواع معينة من الجلكي عضوها الماص للالتصاق بالأسماك الأخرى. وتستعمل لسانها المسنن لتحفر داخل أجسام ضحاياها وتتغذّى بدمائها. انظر: الجلكي. وللجريث فم على شكل شق طويل مزوّدٌ بأسنان حادة، ولكن ليس لها عضو ماص، وهي تأكل ما بداخل الأسماك الميتة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ألوان الأسماك

كيف تسبح الأسماك

تختلف ألوان الأسماك ما بين الرمادي الفاتح، و الأحمر الزاهر، و البني الذي تشبه خضرة، إلى الألوان القاتمة التي اختصت بها أسماك القاع، و تمتاز الأسماك العظمية عادة بجمال ألوانها وتعددها، بينما تتجانس الألوان في الأسماك الغضروفية .

تكتسب الأسماك ألوانها من أصباغ راسبة أو معلقة في خلايا خاصة ذات أضلاع أو فروع؛ و تحتوي الخلايا المضلعة على الصبغ الأصفر، بينما تحتوي المتفرعة على الصبغ البرتقالي والأحمر والبني والأسود. وهناك خلايا أخرى متفرعة، تتكدس فيها بلورات عاكسة للضوء من مادة تسمى " الجوانين"، وهي من إنتاج المواد الزلالية المهضومة، ويحملها الدم إلى هذه الخلايا التي تكثر على بطن السمكة ويعزي إليها اللون الأبيض والفضي.

وتختلف مقادير الصبغ والبلورات من سمكة لأخرى.. فإذا ما كثرت الخلايا المحتوية على الصبغ، وكانت الألوان زاهية وواضحة؛ وإذا ما كثرت الخلايا البلورية، أصبحت الألوان باهتة؛ وعند انتشار السوائل الملونة داخل الخلايا يكتمل لون السمكة ويزداد وضوحاً، وإذا تراكمت الخلايا المختلفة الأصباغ بعضها فوق بعض ينتج منها ألوان متعددة، كما أن الغوانين يستطيع أيضاً تحليل الضوء إلى ألوان الطيف.

وتستطيع الأسماك في كثير من الاحيان أن تماثل بيئتها، للتتقي عدوها أو تباغت فريستها.. فتأخذ بعضها ألوان الأعشاب البحرية، وتأخذ الأخرى أشكال المرجان وألوانه، كما تتخذ أسماك القاع ألواناً تشبه الألوان السائدة فيه.

ولا يعد انتشار الضوء وتخلله طبقات المياه أكثر من أربعمائة متر، وينتج من هذا أن أسماك السطح تكون زاهية اللون، بينما تتجانس الألوان كلما ازدادا العمق حتى تصبح باهتة في الاعماق السحيقة وكذلك تبهت ألوان الأسماك التي تسكن المغاور والكهوف المائية المظلمة، ولكنها تستعيد ألوانها عندما تتعرض للضوء

السمكة المفلطحة التي توجد عيناها على جانب واحد، تستلقي على أرض المحيط حيث تتجه عيناها لأعلى. وتغير هذه الأسماك أنماط ألوانها لتحاكي الخلفية التي تعيش فيها.
الأنقليس الرعاد يصعق أعداءه وفريسته بصدمة كهربائية قوية، وتشمل الأعضاء المولدة للكهرباء معظم الجسم. أما الأعضاء الداخلية الأخرى فتوجد خلف الرأس مباشرة.

هناك عوامل أخرى، إلى جانب الضوء، كثيراً ما تؤثر في ألوان الأسماك. كشفت علاقة بين عين السمكة و الألوان عندما غطي الجزء الأسفل من العين صار لون السمكة زاهياً، و لم تسبب تغطية الجزء العلوي أي تغيير في لون السمكة، مما يدل على أن جزء الشبكية الأسفل يؤثر في لون الحيوان. كما لوحظ أن سمك موسى يستطيع أن يكتسب ألوان القاع بعد أن يطيل النظر إليها و ذلك لأن عين السمكة تنقل صور المرئيات إلى العصب البصري ثم إلى المخ ثم إلى العصب الودّي الذي يتصل بجميع الخلايا الملونة و بذلك تأخذ السمكة لون البيئة التي تعيش فيها.

للحرارة أثرها في ألوان الأسماك، فهي تسبب انتشار السوائل الملونة في داخل الخلايا؛ كما أن حالة السمكة الصحية تؤثر إلى حد كبير على لونها.

كما تتغير ألوان الأسماك بوجه خاص في وقت التزاوج. إذ يبدو الذكر في أبهى حلة وأزهى لون، حتى يستطيع إغراء الانثى واجتذابها، ويرجع هذا إلى التغيير في الألوان إلى نشاط الغدد التناسلية.

Swim bladder of a Rudd (Scardinius erythrophthalmus)
Tuna gills inside of the head. The fish head is oriented snout-downwards, with the view looking towards the mouth.

معيشة الأسماك

تعيش الأسماك في أي مكان يوجد به الماء ، فهي تكثر في المياه الدافئة بجنوبي المحيط الهادئ ومياه المنطقتين القطبية الشمالية والجنوبية حيث المياه المتجمدة، ويعيش بعضها على ارتفاعات عالية في الجداول الجبلية فوق سطح البحر. ويعيش بعضها الآخر تحت سطح البحر في الأعماق السحيقة من المحيط. وقد تكيّف الكثير من الأسماك للعيش في بعض المناطق الغريبة كالكهوف، وحفر المياه الصحراوية، والسَبْخَات، والمستنقعات. بل يمكن لقلة من الأسماك بما فيها السمكة الرئوية الإفريقية والأمريكية الجنوبية العيش في الطين المبلل شهورًا عدة.

وهكذا تعيش الأسماك في كثير من البيئات. ويمكن تقسيم تلك البيئات إلى قسمين رئيسيين طبقًا لملوحة الماء:

1- بيئة المياه الملحة.

2- بيئة المياه العذبة.

ويمكن لبعض الأسماك أن تعيش في المياه الملحة فقط وبعضها الآخر يمكنه العيش في المياه العذبة فقط، ومع ذلك فيمكن لأنواع أخرى أن تعيش في المياه الملحة والعذبة جميعًا. ويناقش الجزء الخاص بأجسام الأسماك وكيف تعيش الأسماك، كيف تتكيف الأسماك مع بيئتها التي تعيش فيها. ويصف هذا الجزء من المقالة بعض بيئات المياه الملحة والعذبة الرئيسية، وتوضح مجموعة الأشكال الملونة أنواع الأسماك التي تعيش في البيئات المختلفة، ويبين شكل كل سمكة اسمها الشائع والأسماء العلمية ومتوسط وأقصى طول تبلغه السمكة المكتملة النمو.

الأسماك المحمية بالأشواك تشمل سمك الشيطان اللاسع، على اليمين، والسمكة الحجرية على اليسار. وتطلق كلتا السمكتين سمًا من خلال أشواكها. وسم السمكة الحجرية أكثر السموم المميتة على الإطلاق في جميع الأسماك، إذ يمكنه أن يقتل إنسانًا خلال بضع دقائق.

بيئات المياه الملحة. يعيش في البحار نحو 14,400 نوع أو ما يقرب من ثلاثة أخماس الأسماك المعروفة، وتعيش أسماك المياه الملحة أو البحرية في بيئات بحرية متنوعة لا حصر لها تتواءم أغلبها مع المعيشة في نوع معين من البيئة، ولكنها لا تستطيع البقاء حية في بيئة أخرى تختلف كثيرًا عن بيئتها الأصلية. ودرجة الحرارة من العوامل الرئيسية التي تحدد المكان الذي تعيش فيه السمكة. وتتفاوت درجة حرارة سطح الماء من درجة التجمد في المناطق القطبية إلى نحو 30°م في المناطق الاستوائية.

يعيش الكثير من أنواع الأسماك البحرية حيث يكون الماء دافئًا دائمًا. وأدفأ المناطق في المحيط هي المياه الاستوائية الضحلة المحيطة بالشعاب المرجانية. ويعيش أكثر من ثلث أسماك المياه الملحة المعروفة حول الشعاب المرجانية في المحيطين الهندي والهادئ وتعيش أنواع كثيرة أخرى حول الشعاب في جزر الهند الغربية. وتعج الشعاب المرجانية بالسمك الملائكي والزبدي والسمكة الببغائية وآلاف الأنواع الأخرى ذات الأشكال الغريبة والألوان الزاهية. وتجوب أسماك البرّكُودة وأسماك القشر، والأنقليس الموراي في مياه الشعاب الصافية بحثًا عن فرائسها.

آلاف أسماك السردين تعيش معًا معظم الوقت. ولكن قد تتفرق أسماك السرب خلال الليل للبحث عن غذائها. وإذا هددها عدو ما تسبح مرة ثانية بسرعة لإعادة تكوين السرب.
ترُوتة الشعاب والسمك الشفاهي، تساعد الواحدة منهما الأخرى. فتزيل الصغيرة الطفيليات العالقة بخياشيم تروتة الشعاب، وبهذه الطريقة، تحصل السمكة الشفاهية على طعامها وتُنظف تروتة الشعاب من الطفيليات.
ثلاث من أسماك الريمورا تلتصق بقرش الليمون. ويستخدم سمك الريمورا قرصًا أعلى الرأس ليلتصق به على جسم القرش. وهو أيضًا يتغذى ببقايا طعام القرش.

كما تعيش أنواع كثيرة أخرى من الأسماك البحرية في مياه فاترة لا دافئة جدًّا ولا باردة جدًا. وتوجد مثل هذه المناطق المعتدلة شمالي المناطق الاستوائية وجنوبيها، وتعدّ من أغنى مناطق الصيد. وتقع أهم مناطق الصيد شمال غربي شواطئ أوروبا وشمال شرقي شواطئ أمريكا الشمالية. وتُنتج هذه المناطق إنتاجًا ضخمًا من أسماك القدّ والأسماك المفلطحة والرّنجة وغيرها من أسماك الطعام. وتوجد مناطق صيد مهمة حول جزر فوكلاند. ويتم معظم الصيد في أستراليا ونيوزيلندا في المياه الضحلة على الرصيف القاري. وتشمل الأسماك التي تُصاد في تلك المناطق السمكة المفلطحة والنهّاش والبوري والأبراميس.

تعيش في المياه الباردة للقطبين الشمالي والجنوبي أنواع أقلّ من أسماك المناطق المعتدلة والاستوائية منها أسماك قدَّ الأنهار، والإلبُوت، والورنك وسمك عديم القشور يشبه قناديل البحر يسمّى قوقع البحر. وتشمل أسماك المحيط القطبي الجنوبي الأسماك الصغيرة شبيهة الفرخ، وقدّ القطب الجنوبي والإلبوت، وسمك الجليد ذا الدم الشفاف غير الأحمر.

تجهز أنثى التروتة في منتصف الشكل الأعلى عشًا لبيضها وتستخدم لذلك ذيلها لتحفر عشها على القاع المغطى بالحصى ولا يساعد ذكر التروتة، على يسار الشكل، في تجهيز العش.
وبعد تجهيز العشّ، يتحرك الذكر بمحاذاة الأنثى، وبينما تضع الأنثى بيضها يطلق الذكر المني الخاص به. ويتحد المني مع البيض داخل العش.
وبعد ذلك، تغطي الأنثى العش لتحميه، حيث تواجه تيار الماء برأسها وتهز ذيلها في الحصى فيحمل التيار الحصى المحرر ليعود ويغطّي العشّ.

تعيش أنواع مختلفة من الأسماك أيضًا عند أعماق مختلفة في البحر، وتعيش أكبر وأسرع الأسماك السبَّاحة بالقرب من السطح في عرض البحر وتوجد عادة على مسافات كبيرة من الشاطئ، وتشمل هذه الأسماك البينيت والماكريل والمرلين وسمكة السَّيف والتونة وأنواعًا مختلفة من أسماك القرش. ويقوم بعض هذه الأسماك بهجرات سنوية طويلة قد تمتد من المناطق الاستوائية إلى المناطق القريبة من المياه القطبية.

وتعيش أنواع كثيرة أخرى من الأسماك البحرية في المياه متوسطة العمق، وفي الأعماق بعيدًا عن سطح الماء. وتختلف بيئة هذه الأسماك كثيًرا عن بيئات الأسماك التي تعيش قريبًا من السطح. فلا يمكن لضوء الشمس أن يخترق المياه لأعماق تبعد كثيًرا عن السطح. وتتراوح إضاءة المياه عند عمق 180م تقريبًا بين إضاءة خافتة جدًا وظلام دامس. ويبلغ طول أغلب الأسماك التي تعيش في المياه متوسطة العمق أو العميقة داخل البحر أقل من 15سم، ولونها أسود أو أسود يميل للون البنفسجي أو الأحمر أو البني، وللكثير منها أعضاء ضوئية تومض وتنطفئ في الظلام، كما أن للكثير منها عيونًا كبيرة وأفواهًا واسعة.

وكثير من الأنواع التي تعيش في المياه متوسطة العمق ذات صلة بسمك الرنجة. وتشمل إحدى هذه المجموعات الأسماك هلبية الفم الدقيقة. ويعتقد العلماء أنّ عدد الأسماك هلبية الفم يفوق أعداد جميع الأسماك الأخرى. وقد قدر العلماء أعداد الأسماك هلبية الفم بالبلايين.

تعيش بعض أنواع الأسماك في قاع البحر، ويعيش الكثير من الأنواع في المياه الشاطئية الضحلة، ومثال ذلك سمك الأنقليس والفلاوندر (المفلطح) والأسماك الكروية وأفراس البحر وسمك موسى. ولكن عددًا آخر من الأسماك يعيش في القاع بعيدًا عن الشاطئ وتشمل أسماك ذيل الجرذ (الأزعر) وغيرها من الأسماك ذات الرؤوس والعيون الكبيرة والأذناب الطويلة النحيلة المدببة. و تنمو أنواع عديدة من أسماك ذيل الجرذ حتى يصل طولها 30سم وأكثر من ذلك. و من أكثر الأسماك الموجودة في قيعان المحيطات غرابة السمكة ثلاثية الأرجل أو سمكة العنكبوت. وهي سمكة ذات ثلاث زعانف طويلة شبيهة بأرجل حامل ذي ثلاث قوائم أو كرسي ثلاثي الأرجل. وتستخدم هذه السمكة زعانفها لتثبيت جسمها في قاع المحيط.

يعيش بعض أنواع الأسماك في المياه قليلة الملوحة وتوجد مثل هذه المياه عند مصبات الأنهار (حيث تصب الأنهار في البحر) وحيث تتجمع المياه الملحة مكونة مستنقعات شاطئية، أو في البرك المتكونة نتيجة لانحسار مياه الجزر. وتشمل أسماك المياه قليلة الملوحة أنواعًا معينة مثل: البرّكودة والأسماك المفلطحة والقُوبيون والرّنجة والكلِّيفش والأسماك فضية الجنبين وأبو شوكة. ويمكن لبعض أسماك المياه الملحة العيش في المياه العذبة أيضًا بما في ذلك أنواع عدة من الرنجة والجلكي والسالمون والفضية وأبو شوكة.

الأسماك التي تحمل بيضها وصغارها في الفم (الأسماك الفموية) تحتفظ بالبيض داخل أفواهها حتى يفقس ويحمل هذا الذكر للسمكة ذات الفك ملء فمه من البيض وتحمل إناث بعض الأنواع وذكور أنواع أخرى البيض في أفواهها.
صغير قرش الليمون يُولَد وهو متصل بالأنثى بوساطة الحبل السُرّي وقد يفقس بيض بعض أنواع أسماك القرش داخل جسم الأنثى ويضع بعضها الآخر البيض في الماء.
ذكر السمكة السيامية المقاتلة ينفخ فقاقيع يلتصق بعضها بالبيض ليكون عشا للبيض الذي تضعه الأنثى، وبعد ذلك يجمع البيض في فمه ثم ينفخه داخل العش.

بيئات المياه العذبة. توجد الأسماك في القارات كلها ماعدا القارة القطبية الجنوبية، وتعيش في معظم البحيرات والأنهار والجداول والغدران والمستنقعات، ويعيش بعضها في الجداول المارة عبر الكهوف أو الجارية في الأعماق تحت الأرض.

وقد صنف العلماء نحو 9,600 نوع من أسماك المياه العذبة التي تُكوّن قرابة خمسي جميع أنواع الأسماك، وكلها تقريبًا أسماك عظمية. وينتمي الكثير من تلك الأسماك العظمية لمجموعة كبيرة تشمل أسماك الشّبوط (المبروك) والسّلّور والكرسين والأنقليس الرعّاد واللّتش، والمِنّوة والأسماك الماصة ويمثل السّلّور وحده في هذه المجموعة أكثر من 2,500 نوع.

وتوجد أكبر أعداد من أسماك المياه العذبة على الإطلاق في المناطق الاستوائية في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية بما فيها مئات الأنواع من السّلّور. ويوجد في إفريقيا أيضًا العديد من البلطيات والأنومات، بينما تعيش في آسيا مجموعات من أسماك اللّتش والمنّوة الغنية بألوانها الخلابة. وتشمل الأنواع التي تعيش في أمريكا الجنوبية الأنقليس الرعّاد والبرانيه والتترة، ويعيش في المناطق المعتدلة من العالم كثير من أسماك المياه العذبة كأسماك القاروس والشبّوط والمنّوة والفرخ والتروتة. وتعيش سمكة التُوتوج وسمكة الكراكي في المنطقة القطبية الشمالية.

وفي كل مناخ، يلزم لأنواع معينة من أسماك المياه العذبة نوع خاص من البيئة. فبعض الأنواع ومنها الكثير من أنواع الجريلنج والمنَّوة والتروتة تعيش أساسًا في جداول باردة سريعة التيار ومياهها صافية. وتعيش أنواع عدة من الشّبوط والسلَّور في الأنهار العكرة الدافئة ذات التيار البطيء. وتعيش بعض الأسماك مثل الشار وتروتة البحيرة والسمك الأبيض أساسًا في البحيرات. وتعيش أسماك قد الأنهار البني والقاروس كبير الفم والكراكي الشمالي والتروتة القزحية والفرخ النيلي وغيرها من الأنواع الكثيرة في البحيرات والأنهار.

وتعيش أسماك المياه العذبة مثلها مثل الأسماك البحرية في مستويات مختلفة في الماء، فمثلاً، يعيش العديد من أسماك الكهوف والجداول والمستنقعات بالقرب من سطح الماء. ويعيش أبو منقار، و السمك الأبيض عادة في أعماق متوسطة، أما الأسماك التي ترتاد القاع فتشمل سمك الحفش (الأسترجون) والعديد من أنواع السلور والأسماك الماصة.

سمكة عاشت منذ 58 مليون عام تركت صورتها في هذه الأحفورة. وتكشف مثل هذه الأحافير عن الكثير من تفاصيل الأسماك المنقرضة حاليًا. ويدرس العلماء الأحافير ليكتشفوا كيف نشأت الأسماك على مر العصور.

وتعيش بعض أنواع أسماك المياه العذبة في بيئات فريدة. فمثلاً، يعيش بعضها في الجداول الجبلية التي يكون التيار فيها من السرعة والشدة بحيث لايمكن أن يعيش فيها سوى أنواع قليلة من الكائنات الحية. وتتعلق تلك الأسماك بالصخور بوساطة الفم أو بوساطة عضو معين ماص. ويعيش عدد من الأنواع في الكهوف والجداول تحت سطح الأرض ولا ترى هذه الأسماك ضوء النهار على الإطلاق. وللغالبية العظمى منها جلد باهت أو أبيض اللون والكثير منها أعمى. وتعيش أنواع قليلة من أسماك المياه العذبة في الينابيع الحارة، حيث ترتفع درجة الحرارة إلى 40°م.

هجرة الأسماك

إن عددًا قليلاً نسبيًا من الأسماك يمكنه التنقل بحرية بين المياه العذبة والملحة، ليضع بيضه. ويُطلق على أسماك المياه الملحة التي تصعد نحو المياه العذبة لتضع بيضها الأسماك الصاعدة وتشمل الألوايف والجلكي البحري، والسمكة الفضية ومعظم أنواع السالمون وسمك الشابل. ويطلق على أسماك المياه العذبة التي تبيض في المياه الملحة الأسماك الهابطة وتشمل الأنقليس (ثعبان الماء) الأوروبي والأمريكي الشمالي وبعض أنواع سمك القوبيون. وبعض أنواع الأسماك الصاعدة من البحار إلى الأنهار في المعتاد، والتي تشمل أعدادًا كبيرة من أنواع الألوايف والجلكي والسالمون والسمكة الفضية قد حُصرت في المياه العذبة، أي أنها بدلاً من عودتها إلى بيئتها الطبيعية من المياه الملحة أصبحت مستوطنّة في المياه العذبة، لذلك لا يمكن لصغار هذه الأسماك الهجرة إلى البحر بعد الفقس. ويشرح الجزء الخاص بـ كيف يمكن للأسماك أن تتكيف للتغيرات، لماذا لايمكن لمعظم الأسماك الانتقال بحرية بين المياه الملحة والعذبة.

يهاجر كثير من أنواع أسماك المياه الملحة من منطقة ما إلى أخرى في البحر، في وقت معين من السنة. فمثلاً ترحل أنواع عدة من الماكريل وبعض الأنواع الأخرى من الأسماك التي تعيش في عُرض البحر نحو الشاطئ لتبيض. ويهاجر كل صيف عدد كبير من أنواع الحَدوق وبعض أسماك المياه الباردة من المياه الشاطئية إلى المياه الأكثر برودة بعيدًا في البحر، وتقوم بعض أسماك المياه العذبة بهجرات مماثلة. فمثلاً، تسبح بعض أنواع التروتة من البحيرات متجهة نحو الأنهار لتبيض. وتعيش بعض الأنواع الأخرى من أسماك البحيرات والجداول المعتدلة مثل سمك القاروس والفرخ بالقرب من السطح الدافئ خلال الصيف. وعند حلول فصل الشتاء، يتجمد الماء عند السطح، ولكنه يبقى دافئًا قليلاً تحت الجليد وعندها تهاجر الأسماك نحو القاع وتبقى هناك حتى عودة المناخ الدافئ.


أجسام الأسماك

يشبه جسم السمكة في نواح عدة أجسام الفقاريات الأخرى فمثلاً، يوجد في الأسماك ـ مثلها مثل الفقاريات الأخرى ـ هيكل داخلي، وجلد خارجي وأعضاء داخلية مثل: القلب والأمعاء والدماغ، ولكن تختلف الأسماك في العديد من النواحي الأخرى عن بقية الفقاريات. فمثلاً للأسماك زعانف بدلاً من الأرجل وخياشيم بدلاً من الرئات. ويختلف الجلكي والجريث عن الفقاريات الأخرى كلها، وعن كل الأسماك الأخرى أيضًا في كثير من النواحي. وقد نوقشت الصفات الجسمية للجلكي والجريث في أجزاء سابقة. ويتضمن هذا الجزء الصفات الطبيعية المشتركة بين أغلب الأسماك الأخرى.

التشريح الخارجي

الشكل

لمعظم الأسماك جسم انسيابي ورأس مستدير بعض الشيء في مقدمتها ولا يوجد لها رقبة وبذلك يُدغم الرأس بنعومة بالجذع، ومن ثم يضيق الجذع ناحية الذنب. وفضلاً عن ذلك التماثل الأساسي، فللأسماك أشكال متنوعة حيث يتمّيز سمك التونة وغيره من الأسماك سريعة السباحة بأشكاله الشبيهة بالطوربيد. أما الرنجة وسمكة الشمس التي تعيش في المياه العذبة وبعض الأنواع الأخرى من الأسماك فهي مفلطحة من الجانبين. وأجسام الكثير من الأسماك التي تعيش في القاع مثل أغلب أنواع سمك الشفنين مفلطحة من أعلى لأسفل وهكذا. وتتشكل أجسام العديد من الأنواع لتشبه الأشياء المحيطة بها، فمثلاً تشبه السمكة ذات الشص والسمكة الحجرية الصخور، وتشبه السمكة الأنبوبية الأعشاب الطويلة. ويطلق على هذا التمويه التشابه الواقي وهو يساعد السمكة على التخفي من أعدائها أو فرائسها.

الجلد واللون

للغالبية العظمى من الأسماك جلد متين نوعًا ما يحتوي على أوعية دموية وأعصاب ونسيج ضام، كما يحتوي على خلايا خاصّة يفرز بعضها مخاطًا لزجًا. مما يجعل الأسماك ملساء. ولبعضها الآخر خلايا لونية تسمّى الخلايا الصبغية. وتحتوي الخلية الصبغية على أصباغ حمراء وصفراء وبنية مائلة للسواد. وقد تتحد تلك الألوان لينتج عنها ألوان أخرى مثل البرتقالي والأخضر. ولبعض الأنواع صبغات ذات ألوان مختلفة عن الأنواع الأخرى. أو قد تكون الخلايا الصبغية مرتبة على نحو خاص. تؤدّي هذه الاختلافات إلى كثير من التباين في الألوان بين الأنواع. ويوجد لدى كثير من الأسماك بالإضافة إلى الخلايا الصبغية أصباغ فضية في جلودها وقشورها ينتج عنها في ضوء الشمس تركيبة مختلفة من ألوان قوس قزح المتألقة.

يضاهي لون أغلب الأسماك لون الأجسام المحيطة بها، فمثلاً لمعظم الأسماك التي تعيش قريبًا من السطح في عرض البحر ظهر أزرق اللون يضاهي لون سطح الماء. ويطلق على هذا النوع من التمويه التلوين الوقائي ولكن بعض الأسماك ذات الألوان الزاهية بما فيها تلك الأسماك المزودة بأشواك سامة لا تندمج مع البيئة المحيطة بها. وقد تحمي الألوان الزاهية السمكة بإرباك أعدائها أو تحذيرهم بأن لها أشواكًا سامة.

تغيّر معظم الأسماك من ألوانها لتضاهي تغيّر الألوان في البيئة المحيطة بها. ويمكن للأسماك المفلطحة وغيرها من الأسماك الأخرى التي تتميز بلونين أو أكثر تغيير أنماطها اللونية أيضًا. وتستقبل السمكة منبهات خاصة عن طريق العين لإحداث التغير اللوني المطلوب، من خلال الإشارات العصبية، حيث تقوم الإشارات العصبية الناجمة عن وجود المنبهات بحثّ الخلايا الصبغية على إعادة ترتيب الأصباغ الموجودة بها ليصبح لونها أكثر قتامة أو أكثر شحوبًا، مما ينتج عنه تكون أنماط لونية مختلفة.


الحراشف

لمعظم الأسماك الفكية غطاء واقٍ من الحراشف، فللتليوستات حراشف مستديرة عند الحافة. ويوجد نوعان رئيسيان من تلك الحراشف مشطية الحاشية ودائرية. وللحراشف مشطية الحاشية أسنان دقيقة على سطوحها. وللأسماك ذات الملمس الخشن مثل القاروس والفرخ حراشف مشطية الحاشية. أما الحراشف الدائرية المستديرة فسطحها أملس. وتوجد في أسماك معينة مثل الشبوط وسمك السالمون.

ولبعض أنواع الأسماك البدائية بما فيها أسماك البتشير وأبو منقار حراشف سميكة وثقيلة جانويدية لامعة. ويغطي أجسام القرش والشفنين حراشف سنية تشبه الأسنان الدقيقة المتراصة. وتخلو بعض أنواع الأسماك من الحراشف بما فيها أنواع معينة من الإنقليس والسلور الذي يعيش في المياه العذبة.

الزعانف

تراكيب متحركة تساعد السمكة على السباحة وحفظ التوازن. وتحرك السمكة زعانفها بعضلاتها ولكل الأسماك العظمية الحديثة زعانف مشعة ماعدا أنواعًا قليلة تخلو من الزعانف. ولبعض الأسماك البدائية زعانف مشعة أيضًا. وتتركب هذه الزعانف من نسيج من الجلد المدعم بهيكل من القضبان يسمى الأشعة، ولبعض الأسماك المشعة الزعانف أشعة لينة ولبعضها الآخر أشعة لينة وأشعة شوكية، وكلها صلبة وحادة في ملمسها. ولبعض الأسماك البدائية زعانف مفصصة تتكون من قاعدة لحمية ذات حافة مزودة بالأشعة. ولكن الزعانف المفصصة أقل مرونة من الزعانف المشعة. ويوجد لأسماك القرش والشفنين والكمير زعانف لحمية مغطاة بالجلد ومدعمة بعديد من الأشعة الزعنفية التي تتكون من مادة صلبة تسمى القِرَتين (كراتين).

وتنقسم زعانف الأسماك طبقًا لموقعها في الجسم وأيضًا طبقا لتركيبها. وبناء على ذلك، تكون الزعنفة إما وسطية وإما مزدوجة. والزعانف الوسطية زعانف رأسية توجد على ظهر السمكة أو تحت الجسم أو الذيل وتشمل الزعانف الظهرية والشرجية والذيلية. وتنمو الزعنفة الظهرية على امتداد الظهر وتساعد السمكة على البقاء منتصبة. وغالبًا ما تكون لكل الأسماك زعنفة ظهرية واحدة، وللكثير منها زعنفتان أو ثلاث. وتنمو الزعنفة الشرجية على السطح البطني قريبًا من الذيل، وهي تساعد السمكة على البقاء منتصبة مستقيمة مثلها في ذلك مثل الزعنفة الظهرية.

وتوجد الزعنفة الذيلية في نهاية الذيل. وتهز السمكة زعنفتها الذيلية من جانب لآخر لتدفع نفسها خلال الماء للتجديف.

تتكون الزعانف المزدوجة من زعنفتين متطابقتين واحدة على كل جانب من جانبي الجسم. لمعظم الأسماك زعانف مزدوجة صدرية وحوضية. وتنمو الزعانف الصدرية أو الكتفية لمعظم الأسماك على جوانب الجسم خلف الرأس مباشرة وتوجد الزعانف الحوضية أو الرجلية في أغلب الأسماك أسفل الزعانف الصدرية وخلفها تمامًا. ولكن ربما توجد الزعنفة الحوضية في بعض الأسماك ناحية الأمام حتى الحنجرة أو تقريبًا ناحية الخلف حتى الزعنفة الذيلية. وتسمى الزعانف الحوضية أيضًا زعانف بطنية وتستخدم أغلب الأسماك زعانفها المزدوجة أساسًا للدوران أو الوقوف أو للقيام بغيرها من المناورات.


الهيكل والعضلات

يتكون جسم السمكة من الرأس والجذع والذيل والزعانف. ويعد العمود الفقري الإطار المركزي للجذع والذيل، وهو يتكوّن من عدد كبير من قطع منفصلة من العظم أو الغضروف تسمّى الفقرات. يوجد لكل فقرة شوكة في أعلاها في الأسماك العظمية، كما يوجد لكل فقرة ذيلية شوكة في أسفلها. وتتصل الضلوع بالفقرات. وتتكوّن الجمجمة أساسًا من قحفة المخ ودعائم الفم والخياشيم. وتتصل الزعانف الصدرية للغالبية العظمى من الأسماك بمؤخرة الجمجمة بتركيب يطلق عليه الحزام الصدري. ويُدعم الزعانف الحوضية تركيب يسمى الحزام الحوضي يتصل بالحزام الصّدري أو يُدَعَّم بوساطة النسيج العضلي للبطن. وتُدعَّم الزعانف الظهرية بوساطة تراكيب عظمية أو غضروفية تمتد جذورها إلى النسيج الواقع فوق العمود الفقري، ويدعم الذيل الزعنفة الذيلية، بينما تدعم الزعنفة الشرجية تراكيب عظمية أو غضروفية تقع أسفل العمود الفقري.

وللأسماك كما هي الحال في جميع الفقاريات ـ ثلاثة أنواع من العضلات: 1- عضلات هيكلية 2- عضلات ملساء 3- عضلات قلبية. وتستخدم الأسماك العضلات الهيكلية لتحريك عظامها وزعانفها. ويتكون لحم السمكة كله تقريبًا من العضلات الهيكلية التي تترتب الواحدة تلو الأخرى في شرائط رأسية عريضة تسمّى قطعًا عضلية ويمكن مشاهدة القطع العضلية بسهولة في سمكة أُزيل جلدها. ويتحكّم في كلّ قطعة عضلية عصب منفصل. ونتيجة لذلك، يمكن للسمكة ثني الجزء الأمامي من جسمها في اتجاه واحد، بينما تثني ذيلها في الاتجاه المضاد. وتقوم الغالبية العظمى من الأسماك بمثل هذه الحركات بأجسامها للسباحة.

وتعمل عضلات السمكة الملساء والقلبية بطريقة تلقائية لا إرادية.والعضلات الملساء مسؤولة عن تشغيل الأعضاء الداخلية كالمعدة والأمعاء، ويتكون القلب من العضلات القلبية التي تقوم بتشغيله.

أجهزة الجسم

تُصنّف أعضاء السمكة الداخلية ـ كما في الفقاريات الأخرى ـ إلى أجهزة متباينة طبقًا للوظيفة التي تقوم بها. وتشمل الأجهزة الرئيسية: الأجهزة التنفسية والهضمية والدورية والعصبية والتناسلية. وتشبه بعض هذه الأجهزة نظيراتها في الفقاريات الأخرى، ولكن بعضها الآخر يختلف عنها من نواح عدّة.

الجهاز التنفسي

تحصل الأسماك بخلاف الحيوانات الأرضية على الأكسجين اللازم لها من الماء، ويحتوي الماء على كميّة معينة من الأكسجين الذائب. ولكي تحصل الأسماك على الأكسجين، فإنها تبلع الماء عن طريق الفم وتدفعه فوق الخياشيم. ولمعظم الأسماك أربعة أزواج من الخياشيم توجد بداخل حجرة خيشومية تقع على كل جانب من جانبي الرأس. يتركّب كلّ خيشوم من صفّين من خيوط لحمية تتّصل بقوس خيشومي، ويمر الماء داخل الحجرات الخيشومية خلال الفتحات الخيشومية. وتحمي قطعة عظمية ـ يطلق عليها الغطاء الخيشومي ـ خياشيم الأسماك العظمية، ولا توجد أغطية خيشومية لأسماك القرش أو الشفنين. وتكون فتحاتها الخيشومية فتحات واضحة خارج الجسم.

تبدأ العملية التنفسية في الأسماك العظمية بإغلاق الأغطية الخيشومية وفتحة الفم؛ وفي الوقت نفسه، يتمدد جدار الفم إلى الخارج، وبذلك يدخل الماء إلى الفم. وبعد ذلك يتحرّك جدار الفم إلى الداخل ويُغلق الفم وتُفتح الأغطية الخيشومية. وبهذه العملية يندفع الماء من الفم إلى الحجرات الخيشومية حيث يمر الماء على الخيوط الخيشومية، وفي أثناء ذلك، تمتص الخياشيم الأكسجين الذائب في الماء ويخرج ثاني أكسيد الكربون الذي يتكون من خلال عمليات الأيض، ويتم إخراجه في أثناء التنفس، ثم يمّر الماء بعد ذلك عبر الفتحات الخيشومية، وتتكرّر هذه العملية.

الجهاز الهضمي

الجهاز الهضمي (القناة الهضمية) ، يقوم هذا الجهاز بتحويل الطعام إلى مواد تغذي خلايا الجسم كما يتم بوساطته التخلص من المواد غير المهضومة. ويبدأ هذا الجهاز في الأسماك بالفم وينتهي بفتحة الشرج، وهي فتحة تقع أمام الزعنفة الشرجية. ولأغلب الأسماك فم مزود بفكوك ولسان وأسنان. ولا يمكن للسمكة تحريك لسانها. وأسنان معظم الأسماك مثبتة في الفكوك، وتستخدم الأسماك أسنانها للإمساك بالفريسة أو لقضم وتمزيق قطع من لحم ضحاياها. ويوجد لبعض الأسماك أيضًا أسنان على سقف الفم أو على اللسان. كما يوجد في أغلب الأسماك أسنان في البلعوم وهو أنبوب قصير خلف الفم، وتستخدم الأسماك هذه الأسنان لسحق غذائها أو طحنه.

يمر الطعام في جميع الأسماك خلال البلعوم في طريقه إلى المريء ، وهو عضو آخر أنبوبي الشكل، ويمكن لمريء السمكة التمدد بسهولة، وبذلك يسمح للسمكة ببلع غذائها كاملاً. يمر الغذاء من المريء إلى المعدة حيث يتم الهضم جزئيًا. وقد يتضخم مريء أو معدة بعض الأسماك لتكون قانصة. وتقوم القانصة بتفتيت الغذاء إلى قطع صغيرة قبل مروره إلى الأمعاء، وتتم عملية الهضم في الأمعاء ويُمتص الغذاء المهضوم من خلال الأمعاء ومنها إلى تيار الدم. وتمر النفايات والغذاء غير المهضوم من الشرج.

الجهاز الدوري

يوزع الجهاز الدوري الدم على جميع أجزاء الجسم. ويتكون من القلب والأوعية الدموية. ويتركب قلب السمكة من حجرتين رئيسيتين: الأذَيْن والبُطَيْن ، ويمر الدم خلال الأوردة ومنها إلى الأذين، ثم يمر بعد ذلك إلى البطين. وتعمل عضلات البطين على دفع الدم إلى الخياشيم خلال الشرايين الخيشومية، حيث يحصل الدم على الأكسجين ويتخلص من ثاني أكسيد الكربون. وبعد ذلك تحمل الشرايين الدم إلى جميع أجزاء الجسم بينما يحمل الدم الغذاء المهضوم من الأمعاء، والأكسجين من الخياشيم إلى جميع خلايا الجسم،كما ينقل النفايات أيضًا من الخلايا وتقوم كلية السمكة باستخلاص النفايات من الدم الذي يعود إلى القلب عن طريق الأوردة.

الجهاز العصبي

للسمكة جهاز عصبي مثل الأجهزة العصبية للفقاريات الأخرى يتركب من الدماغ والحبل الشوكي والأعصاب، ومع ذلك، فالجهاز العصبي للأسماك ليس معقدًا كما في الثدييات وغيرها من الفقاريات الأعلى. يمتد الحبل الشوكي ـ الذي يتكون من نسيج عصبي لين ـ من الدماغ ويمر داخل العمود الفقري. والدماغ انتفاخ للجزء الأمامي من الحبل الشوكي محاط بالجمجمة. وتمتد الأعصاب من الدماغ والحبل الشوكي لكل جزء من أجزاء الجسم. وتحمل بعض الأعصاب التي يطلق عليها الأعصاب الحسية الرسائل من الأعضاء الحسية إلى الحبل الشوكي والدماغ. وتحمل أعصاب أخرى تسمّى الأعصاب الحركية الرسائل من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات. ويمكن للسمكة أن تتحكّم إراديًا في عضلاتها الهيكلية ولكن ليس لها تحكّم إرادي في العضلات الملساء والعضلات القلبية وتعمل هذه العضلات لا إراديًا.

الجهاز التناسلي

يتكوّن الجهاز التناسلي في السمكة ـ كما هو الحال في جميع الفقاريات ـ من الخصي في الذكور والمبايض في الإناث. وتُنتج الخصي الخلايا الجنسية الذكرية أو النطف (الأمشاج الذكرية، الحيوانات المنوية). ويوجد المني في سائل يطلق عليه السائل المنوي. وتنتج المبايض الخلايا الجنسية الأنثوية أو البيض ويطلق على بيض الأسماك بطارخ أو بيض السمك وتطلق معظم الأسماك بيضها من خلال فتحة قريبة من فتحة الشرج. ولذكور بعض أنواع الأسماك تراكيب خاصّة لنقل المني مباشرة إلى الأنثى. ويوجد لذكور أسماك القرش مثلاً مثل هذا التركيب المسمى المساكة التي توجد على كل زعنفة حوضية. وتُستخدم المساكتان لإدخال المني إلى جسم الأنثى.

الأعضاء الخاصة

لمعظم الأسماك العظمية كيس يسمى مثانة العوم يقع تحت العمود الفقري. ويطلق أيضًا على هذا العضو الشبيه بالكيس المثانة الهوائية. وتساعد مثانة العوم الموجودة في معظم الأسماك الطفوية السمكة في البقاء عند عمق معيّن في الماء. وتعمل مثانة العوم في الأسماك الرئوية وقليل من الأسماك الأخرى كرئة للتنفس الهوائي، ومع ذلك تستخدم أسماك أخرى بما فيها السلّور مثانة العوم الخاصة بها لإخراج أصوات إلى جانب أنها تساعدها في الطفو. وتتصل بعض أنواع الأسماك ببعضها باستخدام مثل هذه الأصوات.

وقد تغوص السمكة نحو القاع إذا لم تكُن لديها وسيلة تحفظها طافية، وتكتسب غالبية الأسماك قابليتها للطفو بنفخ مثانة العوم بالغازات التي يزودها الدم بها. ولكن يزيد ضغط الماء مع العمق، وكلّما سبحت السمكة نحو مياه أعمق فإن الضغط يؤدّي إلى جعل مثانة العوم أصغر حجمًا وبذلك يقلّل من قابلية السمكة للطفو. لذلك يجب أن تزيد كمية الغاز في المثانة لكي تبقى منتفخة بدرجة تحافظ على قابليتها للطفو. ويقوم الجهاز العصبي للسمكة بالتنظيم الآلي لكمية الغاز بالمثانة حتى يمكن حفظها منتفخة بطريقة مناسبة. وليس لأسماك القرش والشفنين مثانة للعوم. ولكي تبقى هذه الأسماك طافية، يتحتّم عليها السباحة باستمرار. وعندما تستريح تتوقف عن السباحة وتغوص نحو القاع. يفتقر الكثير من الأسماك العظمية التي تعيش على القاع إلى مثانة العوم.

للكثير من الأسماك أعضاء تُولد الضوء أو الكهرباء. ولكن هذه الأعضاء مجرد تكيفات لتراكيب موجودة في جميع أو في معظم الأسماك. فمثلاً، للكثير من أسماك أعماق البحار أعضاء تولد الضوء، نشأت من أجزاء من الجلد أو القناة الهضمية. وتستخدم بعض الأنواع تلك الأعضاء لجذب الفريسة إليها، أو من المحتمل أن تكون وسيلة للاتصال بالآخرين من النوع نفسه. ولبعض الأسماك الأخرى أعضاء مولّدة للكهرباء نشأت من عضلات في عينيها، أو عن الخياشيم أو الجذع. وتستخدم بعض الأنواع هذه الأعضاء لتصعق أو تقتل أعداءها أو فرائسها.

أعضاء الحس في الأسماك

للأسماك ـ مثل كل الفقاريات الأخرى ـ أعضاء حسية تشعرها بما يدور حولها. وتُمكن هذه الأعضاء السمكة من الرؤية والسمع والشم والتذوق واللمس. بالإضافة إلى ذلك، فلأغلب الأسماك عضو حس خاص يسمى جهاز الخط الجانبي يمكنّها من تحسس الأشياء البعيدة. وللأسماك أيضًا أعضاء حس أخرى تساعدها على مواجهة الأحوال المعيشية تحت الماء.

الرؤية

تختلف عيون الأسماك عن عيون الفقاريات التي تعيش على اليابسة في نواح عدّة. فمثلاً يمكن للأسماك رؤية الأشياء التي تقع عن يمينها أو يسارها في الوقت نفسه، وتعوض هذه القدرة جزئيًا عن عدم وجود الرقبة عند الأسماك، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على الالتفات. ولا توجد جفون في الأسماك، علمًا بأن جفون العيون تساعد الحيوانات الفقارية التي تعيش على اليابسة على ترطيب العيون وحمايتها من ضوء الشمس. أما عيون الأسماك فتحافظ على رطوبتها بجريان الماء فوقها؛ كما أنها ليست بحاجة للحماية من ضوء الشمس؛ لأن من النادر أن يكون ضوء الشمس ساطعًا جدًا تحت سطح الماء. ولبعض الأسماك تكيفات فريدة في عيونها. فمثلاً، توجد عيون الأسماك المفلطحة المكتملة النمو على الجانب نفسه من الرأس إذ تقضي السمكة المفلطحة معظم حياتها مستلقية على جانبها في قاع المحيط، وبذلك تحتاج إلى أن تكون عيناها على الجانب المتجه إلى أعلى. وفي أنواع معينة من أسماك الأعماق توجد العيون في نهاية تراكيب قصيرة تبرز من الرأس، ويمكن رفع تلك التراكيب إلى أعلى، مما يسمح للسمكة برؤية ما فوق الرأس وأيضًا من الأمام وعلى الجانبين.

يُولد القليل من أنواع الأسماك أعمى. ومثال ذلك بعض أنواع سمك السلور الذي يعيش في ظلام تام في مياه الكهوف ، وكذلك سمك الحوت الذي يعيش في أعماق المحيط. ولبعض هذه الأسماك عيون لكنها لا تبصر بها، بينما يفتقر بعضها الآخر للعيون تمامًا.

السمع

تستطيع الأسماك جميعها سماع الأصوات التي تحدث في الماء،كما يمكن للأسماك كذلك سماع الأصوات المنبعثة من الشاطئ أو فوق سطح الماء إذا كانت عالية بدرجة كافية. ولأسماك السلور وبعض الأسماك الأخرى حاسة سمع حادة.

يوجد للسمكة أذُن داخلية محاطة بغرفة على كل جانب من جانبي الرأس. وتتكوّن كل أذن من مجموعة من الجيوب والقنوات أنبوبية الشكل. وتفتقر الأسماك لوجود أذن خارجية أو طبلة أذن لاستقبال ذبذبات الصوت وإنمّا يحمل النسيج العظمي الذبذبات الصوتية للأذن الداخلية.

الشم والتذوق

توجد حاسّة شّم لدى جميع الأسماك، وهي ذات تكوين عالٍ في كثير من الأنواع، بما في ذلك أسماك السلور والسالمون وأسماك القرش. وتتكوّن أعضاء الشم في معظم الأسماك من جيبين، واحد على كل جانب من خطم السمكة. وببطنهما نسيج عصبّي شديد الحساسية للروائح المنبعثة من المواد المطروحة في الماء. وتسمح فتحة الأنف الموجودة في مقدّمة كل جيب بدخول الماء إلى الجيب ليمّر فوق النسيج الحسّي، ويغادر الماء الجيب من خلال فتحة الأنف الخلفية.

ويوجد لمعظم الأسماك حُليمات ذوق منتشرة على أجزاء مختلفة من الفم، كما توجد حليمات ذوق في بعض أنواع الأسماك على أجزاء أخرى من الجسم. ولأسماك السلور والأسترجون (الحفش) وكثير من الأسماك الأخرى زوائد استشعار شبيهة بالشارب تسمّى الشوارب وتوجد بالقرب من الفم وتُستخدم هذه الشوارب للتذوق واللمس.

حاسة اللمس وجهاز الخط الجانبي

هناك علاقة وثيقة بين حاسة اللمس و جهاز الخط الجانبي. فلمعظم الأسماك حاسّة لمس جيدة حيث تستجيب نهايات الأعصاب المنتشرة على الجلد لأقل ضغط أو تغيرات طفيفة في درجة الحرارة. ويتكوّن جهاز الخط الجانبي أساسًا من مجموعات من القنوات الدقيقة الموجودة تحت الجلد، بينما تمتد القناة الرئيسية على طول كل جانب من الجذع. كما تمتد تفرعات القناتين إلى الأمام على الرأس. ويحس جهاز اللمس بالتغيرات في حركة الماء، وتحس السمكة بجريان الماء حولها وما يحدث من الاهتزازات. هذه الاهتزازات تدخل من خلال ثقوب لتنشط مناطق حساسة معينة على الخط الجانبي، فإذا تغير جريان الماء من حول السمكة، تغير أيضًا نمط الاهتزازات التي يحسّ بها الخط الجانبي، فتحمل الأعصاب تلك المعلومات إلى الدماغ. وقد تُحذر التغيرات في نمط الاهتزازات السمكة من خطر يقترب منها، أو تمكّنها من تحديد مواقع الأشياء التي ليست في مجال رؤيتها.

أعضاء حسية أخرى

وتشمل الأعضاء التي تساعد السمكة على المحافظة على توازنها وتجنّب المياه غير المناسبة. وتساعد الأذن الداخلية للسمكة على حفظ التوازن، حيث تحتوي الأذن على سائل وعدد من أحجار الأذن الصلبة (غبار التوازن) حرة الحركة. وكلّما بدأت السمكة في السباحة في مستوى آخر غير المستوى المستقيم، يتحرّك السائل وحجارة الأذن فوق نهايات الأعصاب الحسية بالأذن، فترسل الأعصاب إشارات للدماغ عن التغيرات في وضع الجسم. عندئذ يرسل الدماغ أوامر إلى عضلات الزعانف التي تتحرّك بدورها لتعيد توازن الجسم. وتحّس الأسماك بأي تغير في الضغط أو المحتوى الملحي أو درجة حرارة الماء، مما يساعدها على تجنّب السباحة في المياه غير المناسبة.

كيف تعيش الأسماك

تبدأ كل سمكة حياتها داخل البيضة. وفي البيضة تتغذى السمكة غير كاملة النمو التي تسمى الجنين بالمح حتى يكتمل نموها وتصبح مستعدة للفقس. ويناقش الجزء الذي جاء تحت عنوان كيف تتكاثر الأسماك، أين وكيف تضع الأسماك بيضها. ويطلق على السمكة بعد الفقس اليرقة. تصل السمكة طور اكتمال النمو حينما تبدأ في إنتاج الأمشاج. وتصل معظم الأسماك الصغيرة الحجم مثل القُوبيون والعديد من المنوّة، طور اكتمال النمو خلال بضعة أشهر من الفقس. لكن تصل بعض الأسماك الصغيرة إلى طور البلوغ بعد بضع دقائق فقط من الفقس، ويلزم الأسماك الكبيرة بضع سنين لتصل إلى اكتمال النمو. ويمر كثير من الأسماك بطور أو أكثر من الأطوار اليافعة قبل أن تصبح مكتملة النمو. وتستمر معظم الأسماك تقريبًا في النمو. وقد يزيد حجم السمكة خلال فترة حياتها عدة آلاف من المرات. ومن المحتمل أن تكون بعض أنواع سمك الأسترجون (الحفش) من أطول الأسماك عمرًا. فقد عاش بعضها في أحواض الأحياء المائية مايربو على 50 عامًا. ولمعرفة أعمار الأسماك المختلفة الأخرى في الأسر، انظر: الحيوان.

التغذية

معظم الأسماك لاحمة (آكلات لحوم) تتغذى بالصدفيات (الرخويات)، والديدان وغيرها من الحيوانات المائية، وفضلاً عن ذلك تتغذى بالأسماك الأخرى. بل تأكل الأسماك أحيانًا صغارها. غير أن بعض الأسماك أساسًا آكلات أعشاب (نباتية التغذية). وتتغذى بالطحالب وغيرها من النباتات المائية، ولكن معظم الأسماك التي تتغذى بالنباتات تأكل الحيوانات أيضًا. وتعتمد بعض الأسماك على العوالق (الهائمات) بدرجة رئيسية، وهي تشمل الكثير من أنواع السمك الطيار والرنجة. وأضخم ثلاثة أسماك على الإطلاق هي: قرش الحوت وشفنين شيطان البحر الضخم والقرش المتشمس. وبعض الأسماك مترممة (قمَّامة) تتغذّى إلى حد كبير بالنفايات وأجسام الحيوانات الميتة التي تغوص نحو قاع البحر.

وللكثير من الأسماك أعضاء جسمية مكيفة خصيصًا للإمساك بالطعام، وتجذب بعض أنواع الأسماك التي تعيش في قاع المحيط فرائسها بمُغْرٍ وَمْضي، وتتدلى الزعنفة الظهرية لبعض أسماك الشص فوق أفواهها، وتستخدم طُعمًا لجذب الأسماك الأخر ى. ويوجد لأسماك مثل أبو منقار وسمك السيف فكوك طويلة تشبه المنقار تستخدمها لطعن فرائسها أو تمزيقها إلى قطع صغيرة. وأسماك البرّكودة وبعض أنواع البرانيه والقروش معروفة بـأسنانها الحادة كشفرة الحلاقة التي تمزق بوساطتها لحم ضحاياها. ويصعق الأنقليس الرعاد وبعض الأسماك الأخرى فرائسهما بوساطة الكهرباء التي تولدها الأعضاء الكهربائية. وللكثير من الأسماك أسنان خيشومية تشبه المشط، وتقوم هذه التراكيب بتصفية العوالق من الماء المندفع خلال الخياشيم.

السباحة

تكتسب الغالبية العظمى من الأسماك قوة دفع بهز زعانفها الذيلية من جانب لآخر بينما تثني بقية الجسم يمنة ويسرة بالتبادل. وتعتمد بعض الأسماك مثل المرلين والتونة بصفة أساسية على حركة الذيل لدفعها بقوة للأمام، بينما تعتمد بعض الأسماك الأخرى بما فيها كثير من أنواع الأنقليس أساسًا على الحركة الانثنائية لأجسامها. وتناور الأسماك بتحريك زعانفها؛ فلكي تستدير ناحية اليسار مثلاً، تبسط السمكة زعنفتها الصدرية اليسرى، ولكي تتوقّف تبسط زعنفتيها الصدريتين.

تتوقف قدرة السمكة على السباحة على شكل وموقع زعانفها. فلمعظم الأسماك القوية سريعة السباحة مثل سمك السيف والتونة، زعانف ذيلية متشعبة جدا أو هلالية الشكل، وزعانف صدرية منجلية الشكل. وكل زعانفها كبيرة نسبيًا. ومن الناحية الأخرى، يوجد لدى معظم الأسماك التي تسبح ببطء مثل البَوفِن وقدِّ الأنهار زعانف ذيلية مستديرة أو مربعة وزعانف صدرية مستديرة.


الحماية

تعيش الأسماك كلها ـ ما عدا الأنواع الكبيرة منها ـ في خطر مستمر من هجوم الأسماك والحيوانات الأخرى التي تتغذى بها. ولكي تبقى حية، من الضروري أن تكون قادرة على حماية نفسها من مفترسيها. فإذا فقد أحد أنواع الأسماك أعدادًا كبيرة من كلّ جيل وبمعدلات تفوق معدلات الزيادة فلابدّ أن ينقرض ذلك النوع بمرور الوقت.

يعد التلوين الوقائي والتشبه من أكثر الوسائل شيوعًا للدفاع عن النفس. فالسمكة المندمجة مع ما يحيط بها لديها فرصة أكبر للإفلات من أعدائها مقارنة بسمكة أخرى ذات لون وشكل لافتين للنظر. ويعتمد كثير من الأسماك التي لا يمكنها الاندماج مع محيطها على سرعة السباحة والقدرة الفائقة على المناورة للإفلات من الأعداء.

للأسماك أيضًا وسائل أخرى للحماية، فبعض الأسماك مثل أبو منقار ، والسمك الأنبوبي (أبو زمارة)، وفرس البحر محمية بغطاء سميك من الحراشف أو الصفائح العظمية الثقيلة. ولبعض الأنواع الأخرى أشواك حادة يصعب على مفترسيها ابتلاعها. ولدى الكثير من الأنواع بما فيها عقرب البحر والشفنين اللساع، والسمكة الحجرية شوكة سامة واحدة أو أكثر. وعندما تُهدَّد سمكة الشَّيْهَم تنفخ جسمها المغطى بالأشواك بالهواء أو الماء لتتخذ شكل البالون، فالحجم الكبير للسمكة والأشواك المنتصبة قد تثبط العدو. ويحفر كثير من أنواع الأنقليس التي تعيش على قاع البحر حفرًا تختبئ فيها من أعدائها. وتغوص سمكة المِحلاق في رمال القاع، ويقوم عدد قليل من الأسماك بعكس ذلك. فمثلاً يفلت السمك الطيار والسمك الإبري من الخطر بدفع أجسامه خارج الماء.

الراحة

تحتاج الأسماك كغيرها من الحيوانات إلى الراحة. وللكثير من أنواع الأسماك فترات راحة يمكن أن نطلق علىها النوم. بينما يبقى بعضها الآخر خاملاً لفترات قصيرة فقط. حينما تكون الأسماك في راحة فإنها غالبًا ما تواصل تحريك زعانفها كي تبقى في مكانها في الماء.

لا توجد جفون في عيون الأسماك ولذا لا يمكنها إغلاق عيونها أثناء النوم غير أنه من المحتمل ألا تكون السمكة النائمة واعية بالمنبّهات الواردة إلى عينيها. وتنام بعض الأسماك في القاع مستريحة على بطونها أو على أحد جانبيها. وتنام بعض الأنواع الأخرى في وضع أفقي حينما تكون في وسط الماء. أما سمكة المراوغة وهي إحدى أسماك الشعاب المرجانية بالبحر الكاريبي، فتنام في قاع البحر تحت غطاء من الرمل. وثمة سمكة أخرى تعيش في الشعاب المرجانية هي السمكة البَبّغائية المخّططة التي تحيط نفسها بغلاف من المخاط الذي تفرزه من غدد خاصّة في حجراتها الخيشومية قبل الخلود إلى النوم.

وثمّة أسماك معّينة تتنفس هوائيًا، مثل الأسماك الرئوية الإفريقية والأمريكية الجنوبية التي تنام خارج الماء عدة شهور في المرة الواحدة. وتعيش هذه الأسماك في بعض الأنهار والبرك التي تجّف خلال موسم الجفاف. وتكون السمكة مدفونة في شرنقة من الطين الصلب حتّى عودة موسم الأمطار. ويُطلق على هذا النوع من النوم الطويل خلال فترات الجفاف السبات الصيفي وخلال هذه الفترة، تتنفس السمكة قليلاً وتعيش على البروتين والدهن المخزون في جسمها.

المعايشة

يعيش الكثير من أنواع الأسماك فرادى مستقلة إلى حد بعيد. وتشمل هذه الأسماك معظم الأسماك المفترسة. فمثلاً، كثير من أسماك القرش تصيد وتتغذى بنفسها ولا تنضم إلى أسماك القرش الأخرى إلا خلال موسم التزاوج.

من ناحية ثانية، تعيش أنواع كثيرة أخرى من الأسماك معًا في مجموعات متقاربة ومترابطة يُطلق عليها أسراب وقد تشمل المجموعة أعدادًا قليلة أو كبيرة من الأسماك فمثلاً تتكّون مجموعة أسماك التونة من 25 فردًا. بينما يصل العدد في كثير من أسراب الرنجة إلى مئات الملايين. وتكون الأسماك في سرب ما من الحجم نفسه تقريبًا، ولا يمكن أن توجد الأسماك حديثة الفقس مع الأسماك المكتملة النمو في السرب نفسه. لكن في بعض الأنواع تصبح الأسماك جزءًا من السرب منذ صغرها وتبقى فيه طوال حياتها. وتُكّون بعض الأنواع أسرابًا لبضعة أسابيع فقط بعد الفقس مباشرة. وترتحل الأسماك في السرب الواحد في تكوينات متقاربة ومترابطة دفاعًا عن نفسها ضد المفترسات. ولكن عادة ما تتفرق أسماك السرب خلال الليل لتقتات ثم تتجمع مرة ثانية في الصباح التالي. كما أنّها سريعّا ما تتجمع عند اقتراب أحد المفترسات.

تكون الأسماك أيضًا أنماطًا أخرى من العلاقات، فمثلاً قد يتجمَّع عدة أفراد من أسماك القدّ أو الفرخ وغيرهما من الأنواع في المنطقة نفسها للبحث عن الغذاء أو الراحة أو وضع البيض. ولكن هذه المجموعة مؤقّتة وليست وثيقة الترابط مثل السرب. وقد تكون بعض الأسماك ومنها أنواع معيّنة من السمك الملائكي والسمك الشفاهي علاقات فريدة مع الأسماك الكبرى من الأنواع الأخرى. ففي كثير من الأحيان، تقوم الأسماك الصغرى بتخليص الأسماك الكبرى من الطفيليّات أو الأنسجة الميتة. وبذلك تحصل الأسماك الصغيرة على غذائها، وتنظف الأسماك الكبيرة في الوقت نفسه.

التكيف مع البيئة

تحتاج الأسماك أحيانًا إلى التكيف مع التغيرات الحادثة في بيئتها وأكثر تلك التغيرات شيوعًا:

1- التغيرات في درجة الحرارة.

2- التغير في المحتوى الملحي للماء.

بوجه عام، فإنّ درجة الحرارة لكلّ نوع من الأسماك تساوي تقريبًا درجة حرارة الماء الذي تعيش فيه السمكة. فإذا ارتفعت أو انخفضت درجة الحرارة تتكيف السمكة طبقًا لذلك التغير، وتتغيّر درجة حرارة الجسم وفقًا لذلك، ولكن من الضروري ألا يكون التغير في درجة حرارة الجسم أكثر مما ينبغي بل يجب أن يكون تدريجيًا. وتستطيع الغالبية العظمى من الأسماك التكيّف مع تغيرات درجة حرارة الماء حتىّ نحو ثماني درجات مئوية إذا لم يكن ذلك التغير مفاجئًا. ومن المعتاد أن يكون التغير في درجة الحرارة بطيئًا وبذلك تتاح فترة كافية لإتمام التكيف اللازم. ولكنَّ درجة الحرارة قد تنخفض فجأة وبشدة أحيانًا مما يؤدّي إلى قتل الكثير من الأسماك. إضافة إلى ذلك، فإن أسماك المياه العذبة تتعرّض أحيانًا لخطر التلوث الحراري الذي يحدث عندما تصرف المصانع ومحطات توليد الكهرباء الماء الساخن في الأنهار والبحيرات. فقد يكون الارتفاع الناتج في درجة حرارة الماء أعلى بكثير مما تستطيع الأسماك التكيّف معه.

تحتوي كُل من أسماك المياه العذبة والملحة على أملاح مختلفة تحتاجها في غذائها، ولكن مياه البحر أكثر ملوحة من المياه العذبة، ولذا يتحتمّ على الأسماك المهاجرة بين المياه الملحة والعذبة أن تتكيّف مع التغيرات في المحتوى الملحي للمياه. ويمكن لأنواع قليلة نسبيًّا من الأسماك القيام بمثل هذا التكيّف.

تحتوي كلٌّ من أسماك المياه العذبة والملحة على كمية الأملاح الذائبة نفسها في سوائل أجسامها. لكن سوائل الجسم في الأسماك البحرية ليست بدرجة ملوحة ماء البحر نفسها؛ فحيث تعيش السمكة، يمكن أن يتحول الماء من محلول ضعيف إلى محلول قوّي تحت ظروف معينة. وهذه العملية الطبيعية التي تسمّى التناضج تحدث عند وجود غشاء رفيع يفصل المحلولين، ويمكن أن يمر خلاله الماء فقط. انظر: التناضح. يعد كل من الجلد والغشاء الخيشومي للأسماك بمثابة ذلك الغشاء، ولذلك السبب تفقد الأسماك البحرية الماء باستمرار من سوائل أجسامها إلى المياه القوية الملحية لماء البحر، ولكي تعوض الأسماك ذلك الفقد فإنها تشرب باستمرار كثيرًا من الماء. ولكن ماء البحر يحتوي على أملاح أكثر مما تحتاجه السمكة، ولذلك تفرز الأسماك الملح الزائد من خلال خياشيمها وقنواتها الهضمية. وتحتاج الأسماك البحرية لكلّ الماء الذي تشربه، و لذلك تخرج تلك الأسماك كميات قليلة من البول.

أما الأسماك التي تعيش في المياه العذبة فتقابلها مشكلة عكسية مع التناضج، فسوائل أجسامها أكثر ملوحة من المياه العذبة. ونتيجة لذلك تمتّص الأسماك الماء باستمرار خلال أغشيتها. وفي الواقع، تمتص أسماك المياه العذبة ماءً كثيرًا، ولذلك فهي ليست بحاجة إلى شرب الماء. وبدلاً من ذلك، على السمكة التخلّص من الماء الزائد الذي تمتصه أجسامها، ونتيجة لذلك تخرج أسماك المياه العذبة كميّات كبيرة من البول.


التكاثر

وبعد ذلك، تغطي الأنثى العش لتحميه، حيث تواجه تيار الماء برأسها وتهز ذيلها في الحصى فيحمل التيار الحصى المحرر ليعود ويغطّي العشّ. تتكاثر جميع الأسماك جنسيًّا. وفي التكاثر الجنسي يتحد حيوان منوي (نطفة) مع بيضة في عملية يطلق عليها الإخصاب أو التلقيح وتكوّن البيضة المخصبة فردًا جديدًا. وتُنتج الذكور المني، والإناث البيض في جميع أنواع الأسماك تقريبًا. وفي أنواع قليلة، ينتج الفرد نفسه المني والبيض جميعًا.

ويتم إخصاب بيض معظم الأسماك خارج جسم الأنثى، وتطلق الأنثى بيضها في الماء في الوقت نفسه الذي يطلق فيه الذكر المني. وتتّم عملية الإخصاب عندما يتلامس بعض المني ببعض البيض. ويطلق على هذه العملية الإخصاب الخارجي ويطلق على العملية كلها التي يتم خلالها إطلاق البيض والمني وإتمام إخصاب البيض عملية إطلاق الأمشاج وتتكاثر كل الأسماك العظمية تقريبا بهذه الطريقة.

وتتكاثر القروش والشفنين والكمير وعدد قليل من الأسماك العظمية كالجبي وسمك البعوض بطرق مختلفة، فيتّم إخصاب بيض هذه الأسماك داخل جسم الأنثى وهي عملية تسمى الإخصاب الداخلي، وينبغي أن تتزاوج الذكور مع الإناث لإتمام عملية الإخصاب الداخلي. ويكون للذكور أعضاء معّينة لنقل المني إلى الأنثى. وبعد عملية الإخصاب، تُطلق أناث بعض الأسماك بيضها في الماء قبل الفقس. ويفقس بيض بعض الأسماك الأخرى داخل أجسامها، وبذلك تضع صغارًا. وتشمل الأسماك التي تحمل صغارًا حية أسماك القرش والشفنين والجبي وأسماك أبي منقار وعقرب البحر.

ويناقش هذا الجزء عملية التزاوج (إطلاق البيض والمني) وهي الطريقة التي تتكاثر بها معظم الأسماك.

الاستعداد لإطلاق الأمشاج. لمعظم الأسماك موسم معين لوضع البيض كل عام يمكن خلاله أن تبيض الأسماك مرات عدة، ولكن بعض الأسماك الاستوائية تتكاثر طوال العام. وتبيض معظم الأسماك في الربيع أو الصيف المبكر، حينما يكون الماء دافئًا واليوم طويلاً. ومع ذلك، فقد تبيض أسماك المياه الباردة مثل تروْتّة الغدير في الخريف أو الشتاء.

وتعود معظم الأسماك إلى منطقة التزاوج عامًا بعد عام. ويلزم الكثير من أسماك المياه العذبة قطع مسافات قصيرة للوصول إلى مناطق إطلاق أمشاجها. فقد يكون ذلك مجرد انتقال الأسماك من المياه العميقة لأحد الأنهار أو البحيرات إلى المياه الضحلة القريبة من الشاطئ ولكن قد تهاجر أنواع أخرى من السمك لمسافات طويلة جدًا لتبيض، فمثلاً، يقطع أنقليس المياه العذبة الأوروبية نحو 5,000 كم في المحيط ليصل إلى مناطق إطلاق أمشاجه في غربي المحيط.

تسبح ذكور وإناث بعض أنواع الأسماك في أزواج لتبيض في مناطق تزواجها، ولكن من بين الأنواع الأخرى تطلق الذكور والأناث أمشاجها في مجموعات. وتتعرف الذكور والأناث بعضها على بعض باختلاف في مظهرها، فإناث بعض الأنواع تكون أكبر من ذكورها. وتكتسب ذكور الأنواع الأخرى ألوانًا زاهية فريدة في موسم التزاوج. وخلال بقية العام، تشبه ذكور هذا النوع إلى حد كبير الإناث من النوع نفسه. وقد تبدو الذكور والإناث مختلفة جدًا أحيانًا حتى إن العلماء اعتقدوا لسنوات كثيرة أنّها تنتمي لأنواع مختلفة. ومن بين الأسماك الأخرى، تبدو الأجناس متشابهة تماما بحيث لا يمكن التمييز بينها إلا باختلاف سلوكها فقط. فمثلا، تتخذ بعض الذكور نمطًا خاصًا من التودد لجذب الإناث. فقد يسبح ذكر منهمكًا في الغزل حول الأنثى عدّة مرات، أو يؤدّي رقصة مثيرة ليجذب انتباهها.

ومن بين الأنواع، بما فيها سمك القدّ والسمك السيامي المقاتل وبعض أنواع القوبيون وأسماك أبو شوكة، يعلن أحد الذكور عن منطقة نفوذ لإطلاق الأمشاج ويقاتل أيّ ذكر دخيل آخر. ويبني الكثير من الأسماك، وبخاصة تلك التي تعيش في المياه العذبة، أعشاشًا لتضع فيها بيضها. فمثلاً، يستخدم ذكر القاروس زعنفته الذيلية لكي يجوف عشًا في قاع البحيرة أو النهر.

إطلاق الأمشاج والعناية بالبيض. بعد إتمام الاستعدادات كلها تتلامس الذكور والإناث بطريقة خاصة أو تؤدي بعض الحركات بزعانفها أو أجسامها، وقد تضع الأنثى عددًا قليلاً أو كثيرًا من البيض -أحيانًا الملايين من البيض ـ وهذا يتوقّف على النوع خلال موسم التزاوج. ويبلغ قطر بيض معظم الأسماك نحو 3 ملم أو أقل.

وقد تترك بعض الأسماك مثل سمك القد والرنجة بيضها بعد عملية إطلاق الأمشاج، وقد تضع أنثى سمك القد عددًا كبيرًا قد يصل إلى تسعة ملايين بيضة خلال موسم إطلاق أمشاج واحد. وبيض القد كبيض الكثير من الأسماك البحرية الأخرى يطفو فوق سطح الماء أو ينتشر بمجّرد وضعه، وقد تأكل المفترسات الكثير من البيض وقد ينجرف بيض آخر إلى مياه ذات برودة شديدة لا تناسب الفقس، ولا ينمو من بين ملايين البيض لسمك القد، سوى عدد قليل ليصل إلى الطور اليافع. وتضع أنثى سمك الرنجة نحو 50,000 بيضة في الموسم الواحد، ولكن بيض الرنجة وأسماك بحرية معينة أخرى يغوص نحو القاع وله غطاء لزج يساعده على الالتصاق هناك. ونتيجة لذلك يفقس بيض الرنجة بنجاح على الأرجح.

وتبيض أسماك البترلنج بطريقة فريدة، إذ تستخدم الأنثى أنبوبة طويلة تسمى حاملة البيض (عضو وضع البيض الخاص بها) لتضع بيضها داخل بلح البحر أو في محار آخر. ويمتص المحار نطاف الذكر ويحدث الإخصاب داخل المحار.

ويقوم عدد من الأسماك بحماية بيضه. ومثال ذلك أسماك المياه العذبة التي تبني أعشاشها، مثل سمك القاروس وسمك السالمون وبعض أنواع معينة من سمك أبي شوكة والتروتة. وتضع أناث هذه الأنواع عددًا أقل بكثير مما تضعه مجموعات سمك القد والرنجة. ومثل بيض الرنجة يغوص بيض الكثير من أسماك المياه العذبة التي تبني أعشاشًا وتكون مغطاة بغطاء لزج، ولكن لديها فرصة أفضل للبقاء حيث إنها تحصل على بعض الحماية.

وتتغير كمية ونوعية الحماية؛ فتغطي أسماك السالمون والتروتة بيضها المخصب بالحصى، ولكنها سريعًا ما تترك العش بعد ذلك. ويقوم ذكر القوبيون الشائع بحماية البيض حتى يفقس. ومن بين الأسماك البحرية، تضع إناث فرس البحر والسمك الأنبوبي بيضها في كيس على السطح البطني للذكر ويفقس البيض داخل كيس الذكر. وتحمل بعض الأسماك، بما فيها بعض أسماك السلور البحرية وسمكة ديك البحر، بيضها في الفم طوال فترة الفقس. ويحمل الذكر البيض في بعض أنواع الأسماك وقد تحمله الأنثى في أنواع أخرى.


الفقس والعناية بالصغار. يفقس بيض معظم أنواع الأسماك في أقل من شهرين ويفقس البيض الذي وُضع في مياه دافئة أسرع من ذلك الذي وضع في مياه باردة. ويفقس بيض الأسماك الاستوائية في أقل من 24 ساعة. ويلزم بيض بعض الأنواع من أسماك المياه الباردة أربعة أو خمسة شهور ليفقس. وتقوم ذكور أنواع قليلة من الأسماك بحماية صغارها لفترة قصيرة بعد الفقس. وتشمل هذه الأسماك سمك القاروس كبير الفم. والبوفن وقد الأنهار البُنِّي والسمك السيامي المقاتل وبعض أسماك أبي شوكة. ولكن لا توفر معظم الأسماك الحماية لنسلها.

نشأة الأسماك

يدرس العلماء نشأة الأسماك بدراسة أحافير الأسماك المنقرضة حاليًا. وتبين الأحافير التغيرات التي حدثت في تشريح الأسماك على مر العصور.

الأسماك الأولى

ظهرت أولى الأسماك منذ نحو 500 مليون عام. وتسمى هذه الأسماك صدفيات الجلد. وقد كانت بطيئة الحركة وتعيش على القاع. وكانت تغطي أجسامها من الرأس إلى الذيل دروع ثقيلة من صفائح عظمية أو قشور. وكانت صدفيات الجلد عديمة الفكوك كالجلكي والجريث الموجودين حاليًا، وكانت زعانفها ضعيفة التكوين. ولهذا السبب يصنف العلماء الجلكي والجريث وصدفيات الجلد معًا. ولم تكن صدفيات الجلد أولى الأسماك فحسب، ولكنها أيضًا كانت أول الحيوانات الفقارية. ويعتقد معظم العلماء أن من الممكن تتبع تاريخ الفقاريات الأخرى جميعها عبر صدفيات الجلد.

ومن المحتمل أن تكون صدفيات الجلد قد بلغت أوج تكوينها منذ نحو 400 مليون عام. وقد كانت مجموعتان في طور النشوء في الوقت نفسه تقريبًا هما؛ الشوكيات وصفيحيات الجلد. وقد أصبحت الشوكيات أولى الأسماك الفكية المعروفة. وكانت صفيحيات الجلد كبرى الأسماك حتى ذلك الوقت. وقد نما بعض أعضاء مجموعة صفيحيات الجلد والمسمى دينيتشثيز حتى بلغ طوله تسعة أمتار. وكانت له فكوك قوية وصفائح عظمية حادة استخدمت أسنانًا.

عصر الأسماك

يقصد به الفترة من تاريخ الأرض التي تطورت فيها الأسماك بشكل ملموس. ويُطلِق العلماء على تلك الفترة العصر الديفوني. وقد بدأ منذ نحو 410 ملايين عام واستمر نحو 50 مليون عام. وقد سادت الدينيتشثيز وصفيحيات الجلد الضخمة البحار خلال معظم هذه الفترة.

وقد ظهرت أولى الأسماك العظمية في وقت مبكر من العصر الديفوني. وكانت غالبيتها العظمى صغيرة أو متوسطة الحجم، ومثل كل أسماك تلك الحقبة كانت مغطاة بدروع ثقيلة. وقد نمت تلك الأسماك العظمية المبكرة إلى مجموعتين رئيسيتين هما: الساركوبترجين (لحميات الزعانف) والأكتينوبترجين (شعاعيات الزعانف).

وقد كان للساركوبترجين زعانف لحمية مفصصة. بل إنّ أسماكًا قليلة تعيش حاليًا مازالت لها صلة بعيدة بتلك المجموعة. إن أسماك السيلاكانث والأسماك الرئوية هي الوحيدة الباقية من الساركوبترجين، ويضيف بعض العلماء سمكة البتشير الإفريقية إلى هذه المجموعة، ويعتقد بعضهم الآخر أن الأسماك الرئوية من بين الأسماك التي تُعد أشد صلة وعلاقة بالفقاريات على اليابسة. وللأكتينوبترجين زعانف مشعة بلا فصوص لحمية عند القاعدة. ومن بين الأكتينوبترجين المبكرة كانت الكوندروستين (العظميات الغضروفية) التي تختلف في نواح كثيرة عن الأسماك الحديثة ذات الزعانف المشعة، وقدكانت الكوندروستين أسلاف ذوات الزعانف المشعة الحالية، والتي تكون مايقرب 95% من أنواع الأسماك جميعها. والأسماك المجدافية وسمك الحفش (الأسترجون) هي الأسماك الوحيدة التى مازالت موجودة من الكوندروستين، ويعتقد معظم العلماء أن سمكة البتشير من أشد الأسماك صلة بها.

وقد ظهرت أولى أسماك القرش خلال العصر الديفوني وكانت تشبه إلى حد كبير بعض أسماك القرش الموجودة الآن. وقد ظهر أول شفنين بعد نحو 200مليون عام من أسماك القرش الأولى. وبحلول نهاية العصر الديفوني، انقرضت كل الأسماك الفكية تقريبًا. وكانت أسلاف الجلكي والجريث التي تعيش حالىًا هي الاستثناء الوحيد. وقد بقي بعض الشوكيات وصفيحيات الجلد خلال العصر الديفوني، ولكن هذه الأسماك انقرضت بمرور الزمن.

أولى الأسماك الحديثة. (أو التليوستات)، ظهرت خلال العصر الترياسي (الثلاثي) الذي بدأ منذ 240 مليون عام. وقد نشأت عن العظميات الغضروفية التي عاشت في العصر الديفوني مجموعة أخرى من الأسماك العظمية البدائية هي الهولوستين (كاملات التعظم) وبدورها، أصبحت الهولوستين أسلافًا للتليوستات. والأسماك الوحيدة التي بقيت إلى الآن من الهولوستين هي أسماك البوفن وأسماك أبو منقار التي تعيش في المياه العذبة.

فقدت التليوستات درعها الثقيل الذي كان يغطي أجسام الأسماك القديمة. وفي البداية، كان لكل الأسماك العظمية زعانف ذات أشعة لينة. وقد نشأ عن تلك الأسماك؛ سمك القط والمنوّه وغيرهما من الأسماك ذوات الزعانف اللينة الموجودة حاليا. وقد ظهرت الأسماك الأولى ذات الزعانف الشوكية خلال العصر الطباشيري الذي بدأ منذ نحو 138 مليون عام. وكانت تلك الأسماك أسلاف الأسماك الحالية ذوات التكوين العالي مثل: الفرخ والتونة. ومنذ العصر الطباشيري، كانت الأسماك العظمية إلى حد بعيد المجموعة السمكية الأكثر أهمية. انظر المقالات الخاصة بكل نوع من أنواع الأسماك المذكورة في المقالة.

تصنيف الأسماك

  • فوق طائفة اللافكيات الفم (عديم الفكوك)

ويتكون الهيكل من غضروف ولا توجد زعانف زوجية أو مثانة هوائية أو حراشف وتشمل نحو 90 نوعًا في رتبتين.

    • رتبة الجلكيات:الجَلَكَي. فم كبير ماص يتركب من سبعة أزواج من الفتحات الخيشومية الخارجية. بعض أنواعها متطفل يعيش في البحار والمياه العذبة.

الجلكي (الجلكيات)

    • رتبة المخطيات:

الجريث. فم صغير غير ماص به عدد يتراوح بين زوج واحد و 16 زوجًا من الفتحات الخيشومية الخارجية، غير متطفلة تعيش في المياه الملحة.

  • فوق طائفة الفكيات فم ذو فكوك:

وللغالبية العظمى من الأنواع زعانف مزدوجة وحراشف، ونحو 24,000 نوع تقع في طائفتين: طائفة الأسماك الغضروفية هيكل غضروفي، لاتوجد مثانة هوائية، حوالي 965 نوعًا تقع في ثلاث رتب:

  • رتبة القرشيات:

سكواليفورمس ـ أسماك القرش ـ الشكل الغالب طوربيدي، الذيل يتجه لأعلى. به ما بين خمس وسبع فتحات خيشومية. لا يوجد غطاء خيشومي، الحراشف سنية تعيش غالبا في المياه الملحة. القرش الأزرق (سكواليفورمس - القرشيات)

  • رتبة الراي:

الشفنين. جسم الغالبية العظمى مفلطح من أعلى لأسفل، الذيل شبيه بالسوط، به خمسة أزواج من الفتحات الخيشومية تحت الزعانف الصدرية بدلاً من الجوانب، لا توجد أغطية خيشومية، بها حراشُف سنية، يعيش معظمها في المياه الملحة.

الورنك الصغير الراي - ( راجيفورمس)

  • رتبة الكِمِّيري:

الكِمِّير. أنواع ذوات خرطوم كخرطوم الفيل، طويل أو قصير، وذيل مدبّب، وأربعة أزواج من الفتحات الخيشومية، وأغطية خيشومية تعيش في المياه الملحة فقط.

  • طائفة الأسماك العظمية الهيكل في معظمه أو جزء منه عظمي،:

ولمعظم الأنواع خمسة أزواج من الفتحات الخيشومية، أغطية خيشومية، حراشف دائرية أو مشطية الحاشية، تشمل ما يربو على 23,000 نوع تقع تحت طائفتين: تحت طائفة ساركوبتيرجياي الزعانف لحمية؛ الهيكل يتكون من جزء من الغضروف وجزء من العظم (عظمي بدائي)، وهي سبعة أنواع تقع في رتبتين:

    • رتبة قرنيات الأسنان:

الأسماك الأسترالية الرئوية، مثانة هوائية تعمل كرئة للتنفس الهوائي، تعيش في المياه العذبة. السمكة الرئوية الأسترالية (ديبتريفورمس)

    • رتبة الحيلائيات الحرشفية:

أسماك إفريقيا وأمريكا الجنوبية الرئوية، مثانتان هوائيتان تعملان للتنفس الهوائي، تعيش في المياه العذبة.

    • رتبة شوكيات الجوف:

شوكية الجوف أو السيلاكانث النوع الوحيد القديم، تعيش في المياه المالحة.

  • تحت طائفة شعاعية الزعانف زعانف مشعة:

الهيكل معظمه عظمي أو جزء منه، زعنفة ظهرية وشرجية واحدة في معظم الرتب، مايربو على 23,000 نوع تقع في 34 رتبة:

    • رتبة بوليبتريفورمس:

سمك البتشير. جسم نحيل. حراشف جانويدية سميكة، زعنفة ظهرية طويلة تتكون من زعينفات منفصلة. مثانة هوائية تشبه الرئة. تعيش في المياه العذبة.

    • رتبة أسبنسيريفورمس:

الأسماك المجدافية، الأسترجون (الحَفْش) لها جسم ثقيل، سمك المجداف خالٍ من الحراشف تقريبًا، وتغطيّ جسم الحَفْش صفائح عظمية بدلاً من الحراشف، تعيش في المياه العذبة، وبعض أنواع الحفش صاعد (يصعد من البحار إلى الأنهار لوضع البيض). الأسترجون (الحفش) (أسبنسيريفورمس)

    • رتبة سميونتيفورمس:

سمك أبو منقار، جسم وفكوك طويلة رفيعة، وزعانف ظهرية قصيرة قرب مؤخّرة جسم السمكة. حراشف جانويدية شبيهة بالمعين، مثانة هوائية شبيهه بالرئة. أبو منقار طويل الأنف (سميونتيفورمس)

    • رتبة أمييفورمس:

لبَوفِن، جسم بدين، زعنفة ذيلية مستديرة، الزعنفة الظهرية طويلة متموجة، حراشف دائرية، صفيحة عظمية تحت الذقن، نوع واحد فقط.

    • رتبة إلوبيفورمس:

السمك العظمي، التربون، أشعة زعنفية لينة، الزعانف الصدرية قرب السطح البطني، والحوضية بطنية، ذيل مشقوق بعمق، جسم فضي، يعيش معظمها في المياه الملحة. السمك العظمي (إلوبيفورمس)

    • رتبة ثعبانية الشكل:

الأنقليس أشعة زعنفية لينة، والعديد من الأنواع بلا زعانف صدرية، ولا توجد زعانف حوضية، بعض الأنواع خالية من الحراشف، شبيهة بالثعابين، يعيش أغلبها في المياه الملحة، يهاجر بعضها من الأنهار إلى البحار. الأنقليس الأمريكي (ثعبانية الشكل)

    • رتبة نوتاكانثيفورمس:

الأنقليس الشائك- الأشعة الزعنفية لينة وشوكية، الزعانف الصدرية قرب السطح البطني، والحوضية بطنية، لا توجد زعنفة ذيلية، الجسم مستدق الطرف، تعيش في المياه الملحة على القاع.

    • رتبة القريسيات الشكل:

الأنشوفة، الرنّجة، السردين، الشابل. أشعة زعنفية لينة. زعانف صدرية قرب السطح البطني، والحوضية بطنية. ذيل متشعب بقوة، والجسم فضّي مفلطح من جانب لآخر، تسبح في أسراب كبيرة، تعيش الغالبية العظمى في المياه الملحة. الشابل الأمريكي (القريسيات)

    • رتبة أنومية الشكل (مورميريفورمس):

الأنومة (القتومة)، ذات أشعة زعنفية لينة، الزعانف الصدرية قرب السطح البطني، والحوضية بطنية، للكثير منها طرف طويل، وأعضاء مولدة للكهرباء. تعيش في المياه العذبة. أنومة (قنومة) الأسماك القنومية (مورميريفورس)

    • رتبة أوستيجلوسيفورمس:

أسماك اللسان العظمي، سمك ملائكة المياه العذبة، عيون القمر، أشعة زعنفية كبيرة وزعانف ذيلية مستديرة وأشكال الجسم بالغة التنوع. تعيش في المياه العذبة.

    • رتبة الأسماك الشبوطية:

سمك الكَرسين، الأنقليس الجمنوتي اللّتش، المنوّة؛ السمك الماص. الأشعة زعنفية لينة. ولمعظم الكرسين زعنفة ظهرية ثانية دهنية، في أغلب الأنواع توجد الزعانف الصدرية قرب السطح البطني، والحوضية بطنية، تتصل المثانة الهوائية بالأذن الداخلية بمجموعة من العظام تسمى جهاز ويبر، أشكال الجسم بالغة التنوع، تعيش في المياه العذبة.

    • رتبة الأسماك السالمونية:

سمك الفنار، أشعة زعنفية لينة، للكثير من الأنواع زعنفة دهنية ثانية، الزعانف الصدرية قرب سطح البطن، والحوضية بطنية، للكثير منها أعضاء مولدة للكهرباء، يعيش معظمها في أعماق البحار.

رتبة مكتوفيفورمس سمك المشكاة. أشعة زعنفية لينة، للكثير من الأنواع زعنفة ظهرية دهنية ثانية، الزعانف الصدرية قرب سطح البطن، والحوضية بطنية، للكثير منها أعضاء مولدة للكهرباء، يعيش معظمها في أعماق البحار.
    • رتبة أسماك السّلور:

أسماك السّلور، لها أشعة زعنفية لينة، لكن لبعض الأنواع أشواك في الزعنفتين الظهرية والصدرية، ولبعضها زعنفة ظهرية دهنية ثانية، تقع الزعانف الصدرية بالقرب من سطح البطن، والحوضية بطنية وأغلبها عديم الحراشف، ويوجد لجميع الأسماك جهاز ويبر وشوارب، ويعيش أغلبها في المياه العذبة. سمكة السلور الزرقاء (سيليويفورمس)

    • رتبة جونورهانيكفورمس:

سمك الرمل، أشعة زعنفية لينة، الزعانف الصدرية قرب سطح البطن والحوضية خلف البطن. الجسم رفيع، طرف منقاري وجهاز ويبر بدائي، تعيش في المياه الملحة.

رتبة بركوبسيفورمس. سمك الكهف، فرخ القرصان، فرخ التروتة، ذات أشعة زعنفية لينة ماعدا قليلاً من الأشواك في فرخ القرصان وفرخ التروتة. ويوجد لفرخ التروتة زعنفة ظهرية إضافية، الزعانف الصدرية قرب سطح البطن، وتوجد الزعانف الحوضية في أقصى الأمام ولكنها غير موجودة في معظم أسماك الكهف. قنوات الخط الجانبي في الرأس كبيرة. تعيش في المياه العذبة.

فرخ التروتة (بركوبسيفورمس)

    • رتبة باتراكويفورمس:

السمك العلجومي. الأشعة الزعنفية لينة وشوكية ولديها زعنفتان ظهريتان إحداهما شوكية والأخرى لينة، تقع الزعانف الصدرية عند منتصف جانبي الجسم. والزعانف الحوضية أسفل الحلق، ولبعضها أعضاء مولدة للكهرباء، وللكثير منها أشواك سامة. يعيش معظمها في المياه الملحة.

    • رتبة جوبيسوسيفورمس:

السمك الملتصق، الأشعة الزعنفية لينة فيما عدا وجود أشواك فردية في الزعانف الحوضية، الزعانف الصدرية عند منتصف جانبي الجسـم، والحوضية تحـت الحلـق، وتكون قرصًا ماصًا تلتصق السمكة بوساطته بالصخور. خالية من الحراشف والجسم صغير. يعيش أغلبها في المياه الملحة.

    • رتبة لوفيفورمس:

الأسماك ذات الشص أبو صنارة، سمك الخفاش، الأسماك الضفدعية، سمك الإوزة، الأشعة الزعنفية شوكية ولينة، يوجد في الزعنفة الظهرية أشعة شوكية في المقدمة مكونة مُغريًا متدليًا. الزعانف الصدرية عند منتصف جانبي الجسم مكونة حاشية لحمية. الزعانف الحوضية تحت الحلق أو غير موجودة. الجسم عريض ومفلطح، وللكثير من أنواعها أعضاء مولدة للكهرباء، تعيش في المياه الملحة. سمك الإوز (لوفيفورمس)

    • رتبة جاديفورمس (الأسماك القُّديّة):

القُد، الإلبُوت، سمك اللؤلؤ. لأغلبها أشعة زعنفية لينة، ولبعض أنواع القد ثلاث زعانف ظهرية وزعنفتان شرجيتان، الزعانف الصدرية قرب السطح الأعلى للجسم وتوجد الحوضية في أقصى الأمام، يعيش معظمها في المياه الملحة.

    • رتبة أثيرينيفورمس:

السمك الطيار، أبو منقار، السمك الكلِّيفش، السمك الإبري، المنّوة العليا حاملة الحياة، لمعظمها أشعة زعنفية لينة، الزعانف الصدرية إما أعلى جانبي الجسم أو في المنتصف، والزعانف الحوضية بطنية. تعيش بالقرب من سطح المياه الملحة والعذبة وكذلك المياه ذات الملوحة القليلة. السمك الطيار ( أثيرينيفورمس)

    • رتبة بوليمكسيوفورمس:

سمك أبو لحية، الأشعة الزعنفية شوكية ولينة والزعانف الصدرية عند منتصف جانبي الجسم، والحوضية تحت الصدر. ألوانها زاهية تعيش في المياه المالحة.

    • رتبة بريسفورمس:

سمك قمع الصنوبر، سمك السنجاب. الأشعة الزعنفية شوكية ولينة، والزعانف الصدرية عند منتصف جانبي الجسم؛ والحوضية تحت الصدر؛ ألوانها زاهية. تعيش في المياه الملحة.

    • رتبة زيفورمس:

سمك الخنزير، الضَّوْري. الأشعة الزعنفية شوكية ولينة. والزعانف عند منتصف جانبي الجسم والحوضية تحت الصدر والجسم مفلطح جدًا من الجانبين، الفم متجه لأعلى. تعيش في المياه الملحة.

    • رتبة لمبريديفورمس:

سمك العرف، السمك المجدافي، الأوباه، سمك الشريط، الأشعة الزعنفية لينة وللكثير من الأنواع زعانف ظهرية وشرجية طويلة بشكل استثنائي، الصدرية عند منتصف جانبي الجسم والحوضية تحت الصدر أو غير موجودة، أشكال الجسم متنوعة تعيش في المياه العذبة. السمك المجدافي (لمبريديفورمس)

    • رتبة جاستيرستيورفورمس:

السمك الأنبوبي، أفراس البحر، الأسماك الشوكية، أسماك الطبلة. الأشعة الزعنفية شوكية ولينة والصدرية عند منتصف جانبي الجسم والحوضية تحت الصدر، الجسم نحيل وطرف الفم أنبوبي. والكثير منها مغلف بصفائح أو حلقات عظمية، تعيش في المياه الملحة والعذبة.

    • رتبة شانيفورمس:

سمك رأس الحية، الأشعة الزعنفية لينة والصدرية بالقرب من السطح الأسفل، والحوضية تحت الصدر أو غيرموجودة، لديها أعضاء خاصة للتنفس الهوائي. تعيش في المياه العذبة. سمك رأس الحية (شانيفورمس)

    • رتبة الأسماك العقربية:

عقرب البحر، الأُسكالبين، الأشعة الزعنفية شوكية لينة، في الغالب زعنفتان صدريتان، إحداهما شوكية والأخرى لينة، الصدرية عند منتصف جانبي الجسم الحوضية تحت الصدر. يغطي الخد صفائح عظمية، وللكثير منها أشواك حادة وسامة جدًا. أشكال الجسم متنوعة، تعيش في المياه الملحة والعذبة.

    • رتبة بيجازيفورمس:

فراشات البحر. الأشعة الزعنفية شوكية ولينة، الزعانف الصدرية شوكية تشبه الجناح وتقع عند أعلى جانبي الجسم، الحوضية صغيرة بين الصدر والبطن، الجسم صغير مغلف بصفائح وحلقات عظمية وطرف الفم ممتد، تعيش في المياه الملحة.

    • رتبة دكتيلوبيترفورمس:

الغُرنار الطيار، الأشعة الزعنفية شوكية لينة. لها زعنفتان ظهريتان إحداهما شوكية والأخرى لينة، الزعانف الصدرية ضخمة شبيهة بالجناح وتقع عند منتصف جانبي الجسم، الحوضية تحت الصدر تُغلف الرأس في عظم ثقيل، تعيش في المياه الملحة.

    • رتبة سنبرانتشيفورمس:

أنقليس المستنقعات، الأشعة الزعنفية لينة، وتخلو الظهرية والشرجية من الأشعة. لا توجد زعانف صدرية، والحوضية تحت الحلق أو غير موجودة. الفتحات الخيشومية تحت الرأس، أعضاء خاصة للتنفس الهوائي، الجسم ثعباني الشكل. تعيش في المياه العذبة وقليلة الملوحة.

    • رتبة بيرسفورمس:

القاروس، البليني، الجوبي، سمك جاك، الماكريل، الفرخ. الأشعة الزعنفية شوكية ولينة وللكثير منها زعنفتان ظهريتان إحداهما شوكية والأخرى لينة. الصدرية عند منتصف جانبي الجسم، الحوضية تحت الصدر، وتتكّون من شوكة واحدة وخمس أشعّات لينة في معظم الأنواع، أشكال الجسم متباينة إلى أبعد الحدود، أكبر رتب الأسماك وتحتوي على عدد يتراوح بين 8,000 - 10,000 نوع، تعيش في المياه المالحة والعذبة. الجاك الشائع (بيرسفورمس)

    • رتبة بليرونكتيفورمس:

السمك المفلطح، سمك موسى، سمك اللسان. لمعظمها زعنفة لينة، الزعانف الظهرية والشرجية طويلة، والصدرية والحوضية صغيرة أو غير موجودة، الجسم مفلطح، والعينان في الأسماك المكتملة النمو على الجانب نفسه من الرأس، يعيش معظمها في المياه المالحة. سمك موسى العادي (بليرونكتيفورمس)

    • رتبة تتراودونتيفورمس:

السمك الصندوقي، سمك الشمس المحيطي، السمك الكروي، عنز البحر. الأشعة الزعنفية شوكية لينة، الصدرية عند منتصف جانبي الجسم، الحوضية تحت الصدر أو غير موجودة، تخلو من الحراشف أو تكون مغطاة بأشواك، بها صفائح عظمية أو حراشف صلبة. الكثير منها سام عند أكله، أشكال الجسم متباينة يعيش أغلبها في المياه المالحة.


القرش الأبيض ويصل طوله من 3-4 متر
A Whale shark, the world's largest fish, is classified as Vulnerable.
Incarnation of Vishnu as a Fish
These squirrelfish are shoaling, not schooling: though swimming as a group, their speed and direction is not synchronised
These jacks are schooling because their swimming is synchronised.


إنقراض الأسماك

التطور الهائل الذي حدث في أجهزة الصيد منذ الخمسينيات والستينيات كان نكبة على ثرواتنا السمكية ، فقد دخلت أجهزة الرادار والسونار ، مدعومة بالأقمار الصناعية ومعلوماتها عالم الصيد ، بل استخدمت حبال للصيد ذات أحجام وأطوال كبيرة تصل إلى 8 كم بها آلاف من الخطاطيف تحمل الطعوم للأسماك. بهذه الإمكانيات استطاع الصيادون اصطياد من 40-80% من مختلف أنواع الأسماك في المحيطات والبحار خلال عقدين.

وقد ظن العلماء أن الأسماك يتزايد إنتاجها ؛ لأنها سريعة الإخصاب مما يحميها من الإبادة ، لكن هذا الاعتقاد كان خاطئا ، ولم تستطيع البيئة البحرية أن تعوض المفقود أولاً بأول ، بل إن فقدان الأسماك يعرض الثدييات العملاقة التي تتغذى عليها كالحيتان للمجاعة. لقد إنقرض بالفعل 40% من أسماك المياه العذبة في شمال أمريكا القرن الماضي وستفقد أمريكا معظم أحياء مياهها العذبة إذا استمر الحال بهذا المعدل ؛ حيث وجد أن 51% من أحيائها تقل أعدادها بشكل كبير. والأنواع المهددة بالانقراض حول العالم لا حصر لها ؛ حيث يتوقع العلماء كمثال أن ينقرض 26% من بين 1021 نوعًا من الأسماك خلال هذا القرن.

انظر أيضا

وصلات خارجية

المصادر