كوما وايدي
المؤلف | |
---|---|
العنوان الأصلي (إذا لم يكن بالعربية) | KOMA WAIDI |
البلد | مصر |
الموضوع | قاموس للغة النوبية |
الناشر | |
الإصدار | 2020 |
كوما وايدي (وتعني "حكايات زمان") KOMA WAIDI، هو قاموس للغة النوبية صدر عن مبادرة تحمل نفس الاسم في مصر عام 2020.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مبادرة كوما وايدي
يضم القاموس ما يقارب من 230 كلمة نوبية مترجمة إلى عدة لغات أبرزها العربية، الإنگليزية والإسپانية.
وتأتي مبادرة كوما وايدي ضمن برنامج تنمية أبناء الصعيد، وتحت رعاية وزارة الشباب والرياضة المصرية؛ للحفاظ على تراث النوبة العريق ولغتها العظيمة. وبدأ مؤسسي المبادرة هذا الأمر، من خلال تجميع كل الكلمات والمصطلحات النوبية التاريخية والقديمة من كبار السن ومشايخ القرى أثناء جولاتهم الميدانية بين قرى النوبة المختلفة بأسوان.[1] ويسعى مؤسسي مبادرة «كوما وايدي» إلى توثيق إصدار أفلام تسجيلية عن كل ما يخص النوبة، وبالتالي إحداث دعاية غير مباشرة للسياحة بأسوان.
لطالما سيطرت فكرة الحفاظ على التراث على ذهن حفصة أمبركاب، حتى أن اسمها اقترن باسم قريتها النوبية، وطيلة شهور ماضية عملت الفتاة العشرينية على حفظ سيرة أجدادها من الزوال، سحر لغتهم وكلماتهم الخاصة، تحولت الفكرة إلى حقيقة حين ضمّت بين دفتي كُتيب 230 كلمة نوبية، صارت قاموسًا للوافدين لبلاد الجنوب، إذ يحتوي ترجمة للكلمات النوبية بثلاث لغات؛ العربية، الإنگليزية، والإسپانية، فيما كان هدف الفتاة الأساسي، تمرير المصطلحات النوبية إلى الأجيال القادمة في بلادها، وأن يكون حفاظًا على تراثهم أولًا.
تجميع القاموس
بأدوات بسيطة سعت حفصة على توثيق التراث النوبي بشكل مرأي بعدما تلقّت ورشة تدريبية في القاهرة لصناعة الأفلام الوثائقية. بهاتفها المحمول وسؤال واحد أخذت تجوب على القرى، مطلقة مشروعها كوما ويادي لتوثيق التراث النوبي.[2]
تطوف حفصة على القرى ثم تسأل الأجداد "احكي لي حاجة عن النوبة"، ثم تترك للكلمات الانسياب أمام شاشتها الصغيرة، أحيانًا تنتهي الحكاية في خمس دقائق وأخرى تمتد لساعات "وأنا بصور كان في كلمات غريبة بسمعها لأول مرة ومش فاهماها"، كان هذا المفتاح بالنسبة لها لتكوين قاموس للمصطلحات النوبية "لإن الأجيال الجديدة زيي مش بتستخدم اللغة النوبية كتير".
مع انتهائها بتسجيل مقاطع الڤيديو، شرعت حفصة في العمل بتفحص الكلمات النوبية الغريبة، ثم العودة لمعرفة معناها إلى أن جاءت لها فكرة إنشاء قاموس.
بدأت حفصة الكُتيّب بالأفعال "مثل قوم، نام، افرح، غني وارقص"، ثم أفردت فصلًا لأجزاء الجسد، الأعشاب، الحيوانات، الأرقام، الألوان، كذلك المصطلحات التي أفرزها أهل النوبة في حياتهم "عندنا كلمة زي القيف، كانت بتتقال زمان لوصف الجزر الطميية في منطقة الفيضان". 230 كلمة كانت الحصيلة النهائية "ودورت على أصدقاء مرشدين سياحيين في أسوان عشان نترجمهم"، فصارت لكل كلمة نوبية مقابلها العربي، الإنجليزي، والإسباني.
في ديسمبر 2019، صار في يد حفصة وفريقها 150 نسخة، باتت تتخير الأماكن النوبية المعروفة بوجود أفواج سياحية بها مثل جزيرة هيسا وغرب سهيل "عشان أقابل جنسيات مختلفة"، وأخذت توزع القاموس بالمجان، وخلال مرحلة التوزيع تشرح حفصة ورفاقها هدف الكُتيب "دي كانت أهم خطوة عندنا، نقول للناس ليه عملناه، وإننا نفسنا اللغة النوبية تفضل باقية".
ما إن وزع الفريق القاموس، انهمك الوافدون في تصفحه، فرحة تملّكت حفصة حين وجدت أجانب مهتمين بالكُتيب، وبأن لغتها ستجري على ألسنة جنسيات مختلفة، فيما كانت لها سعادة خاصة حينما وجدت طفلًا من القاهرة يُدعى يحيى مهتم باللغة النوبية، كان الوضع معاه مختلفًا إذ غير من طريقة الفتاة العشرينية في الشرح "أنا اللي كنت بروح للناس عشان أفهمهم، هو كان أول واحد يجيلي بنفسه"، وجدت شغفًا للاكتشاف بداخل الصغير "مامته قالتلي إنه كان نفسه يعرف معنى أسامي البيوت لإنها مكتوبة بالنوبي"، بفرحة بِكر أخذ يُردد الصبي الكلمات التي أمامه "وبقى يسألني إزاي أقول بالنوبي لماما إني بحبها".
كما كان لوقع القاموس في نفس أبناء النوبة مكانة مميزة داخل نفس حفصة، حين جاءها المدح من كِبار السن لحفظ سيرتهم، لكن أكثر ما علق بذهنها حين أتاها شاب نوبي يحكي لها إنه لأول مرة يعرف أن للأرقام معادل بالنوبية "كان بيعرف يعّد لحد عشرة بس"، يتذكر الشاب حين تتفوّه جدته بكلمة وهو لا يفهم معناها فتخبره "إزاي متعرفش اللغة بتاعتك؟"، لكن حينما صار القاموس بين يديه "قالي هروح اتناقش معاها في المعاني دي". كانت فرحة لا تُقدّر بالنسبة لها "إن الكتيب وصل للنوبيين، وإنه بيوثق تراثنا لينا إحنا قبل أي حد".
خلال فترة العمل، كبر فريق حفصة، وبعد أنا كانت هي ورفيقتها فاطمة فقط في مشروع "كوما وايدي"، صار لها داخل كل قرية نوبية مندوبًا عنها، يلتقط بهاتفه المحمول حكايات الأجداد في النوبة، شكل الحياة، الماضي، الأغاني، وصولًا إلى الأكلات النوبية "بقى في أكتر من 44 متطوع".
تهيم حفصة حُبًا في تراثها النوبي، فيما تغمرها أيضًا هموم بكيفية الحفاظ عليه، لذا لا تتوانى عن الدخول في مشاريع تحفظ الماضي، قبل شهور صنعت فيلمًا برفقة صديقتها المونتيرة فاطمة عدار باسم "حُرّاس النيل" تحكي فيه عن ارتباط النوبيين والأطفال بالنيل، وكيف تشكّلت عاداتهم بناء على وجوده "وشاركنا في مهرجان وكسبنا أحسن إخراج"، لكن كانت جائزتها الكُبرى حين عرض الفيلم على الجمهور داخل الجامعة الأمريكية في القاهرة "كان نفسي أكسب عشان الناس اللي موجودة في القاعة يوصل لهم حاجة عن النوبة وأهلها".
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "إصدار أول كتيب يترجم «اللغة النوبية» إلى العربية والإنجليزية". مجلة الجوهرة. 2020-01-01. Retrieved 2020-02-04.
- ^ "للأجيال القادمة.. شباب أسوان يصنعون قاموسًا صغيرا للغة النوبية". مصراوي. 2020-01-28. Retrieved 2020-02-04.