كتاب الأحضان
كتاب المعانقات (إسپانية: El libro de los abrazos) هي مجموعة من 191 قصة قصيرة من الكاتب الأوروگوائي إدواردو گاليانو، كتبها في 1989، ونشرها في نفس العام. ترجمة أسامة اسبر، عدد الصفحات 181، طبعة دار الطليعة الجديدة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
رأي في الكتاب
حکایات رمزية، مفارقات، أحلام، وسيرة ذاتية، وكل ذلك يمتزج برؤية للعالم غنية وبتأكيد للإمكانية الإنسانية. کسي الهيكل العظمي الحقيقي لحياة الكاتب باللحم والدم في هذا الكتاب الجميل بشكل غريب، الذي يمتزج فيه ويدعم بعضه بعضا بشكل غير متوقع كل من الشعر، والقصة، والسيرة الذاتية، والتاريخ، والفنتازيا، والتعليق السياسي.
اقتباسات
--الكاتب المحترف ينبغي أن يعرف أنه في السرد القابل للتصديق، تكون أصغر التفاصيل أكثر أهمية.
-- ويقول هنود الغواراني إن كل من يكذب أو يبدد الكلمات يخون الروح.
--علي جدران مدينة كيتو: حين امتلكنا جميع الأجوبة، غيّروا الأسئلة.
--إذا كان العنب مصنوعا من الخمر ، فربما نكون الكلمات التي تروي من نحن ...
--أرادت الديكتاتورية في الأوروغواي من كل شخص أن يقف وحيدا ، ألا يكون أحدة : في السجون والثكنات ، وفي البلاد كلها ، كان التواصل جريمة . أمضى بعض السجناء أكثر من عشر سنوات مدفونين في زنزانات منفردة بحجم التوابيت ، لا يسمعون شيئا سوى صوت القضبان أو الخطوات في الممرات . فرنانديث ويدوبرو ومورینیو روزنکوف اللذان حكم عليهما كذلك ، بقيا على قيد الحياة لأنهما استطاعا التحدث مع بعضهما بعضا من خلال النقر على الحائط . بتلك الطريقة تحدثا عن الأحلام والذكريات ، الدخول في الحب والخروج منه ، تناقشا ، تعانقا ، تقاتلا ، تقاسما المعتقدات والحسناوات ، الشكوك والذنوب ، وتلك الأسئلة التي ليس لها أجوبة . حين يكون الصوت الإنساني حقيقيأ ، حين يولد من الحاجة إلى لا يستطيع أن يوقفه . حين يمنع عنه الفم ، يتحدث بالأيدي والأعين ، بالمسام ، أو بأي شيء آخر . لأن كل واحد منا لديه شيء يقوله للآخرين ، شيء يستحق أن يحتفي به الآخرون أو يصفحوا عنه . .
--تاريخ مدينة سانتياغو
كانت سانتياغو دي تشيلي ، مثل المدن الأميركية اللاتينية الأخرى ، تمتلك وجها متوهجة . مقابل أقل من دولار في اليوم كانت فيالق العمال تلمع القناع . في مق مقاطعات الطبقات العليا ، كان البشر يعيشون كما يفعلون في ميامي ، كما يعيشون في ميامي ، الحياة تم تحويلها وفق تلك المدينة : ملابس بلاستيكية ، طعام بلاستيكي ، بشر بلاستيكيون ، والفيديوهات والكمبيوترات دلائل على السعادة . لكن كان هناك القليل من هؤلاء التشيليين ، والكثير من أولئك التشيليين الزائفين . الاقتصاد يلعنهم ، الشرطة تطاردهم والثقافة تنكر وجودهم . أصبح البعض شحاذين . هازئين من عمليات المنع ، رتبوا الظهور تحت إشارات المرور الحمراء أو في أي مدخل . ثمة شحاذون من جميع الأحجام والألوان ، کاملون ومشلولون ، مخلصون وزائفون ، البعض في يأس کامل وعلى حافة الجنون ، البعض يعرضون وجوه ملوية وأيدية مرتجفة تدربوا عليها بشكل جيد : محترفون مثيرون للإعجاب ، فنانو تسول حقيقيون . في عز الدكتاتورية العسكرية ، كان أفضل الشحاذين التشيليين شخص يثير شفقة طريدته بقوله : أنا إنسان . »
--
البيروقراطية / ۲
نجح تيتو سكالبو بأن يرى وينسخ بعض الوثائق الرسمية في السجن الذي يدعي ليبرتي ( الحرية ) في فترة الديكتاتورية في الأروغواي . كانت حشمة للعقاب . السجن ، الذين يرتكبون جريمة رسم الطيور أو الأزواج أو النساء الحوامل ، أو الذين يقبض عليهم وهم يستخدمون مناديل مطرزة بالأزهار ، يحكم عليهم بالسجن الانفرادي . أحد السجناء ، الذي حلق شعره على الصور مثل الجميع ، عوقب لأنه دخل غرفة الطعام دون أن يمشط شعره . آخر لأنه أدخل رأسه تحت الباب - رغم أن ميليمترا واحدا من الضوء يمكن أن يمر تحت الباب . انتظر السجن الانفرادي كذلك السجين الذي حاول أن يصادق كليبا عسكرياء ، وآخر أهان كلبا يعتبر عضوا في القوات المسلحة . وعوقب آخر بالطريقة نفسها لأنه « بح ککلب دون سبب معقول .
البيروقراطية / ۳
أكمل سيكستو مارتينيث خدمته الإلزامية في ثكنة في سيفيا ( إشبيلية ) . في وسط ساحة الثكنة مقعد صغير يحرسه جندي . لم يعرف أحد لماذا كان ينبغي أن يخرس المقعد . كان المقعد يحرس على مدار الساعة ، فقط لأنه : كل نهار ، كل مساء ، ومن جيل ضباط إلى آخر كان الأمر يصدر والجنود ينفذونه . لم يعبر أحد عن أية شكوك أو يسأل لماذا . إذا كان هذا ما حصل دائما يجب أن يكون هناك سبب . وهكذا استمر الأمر إلى أن أراد شخص ما ، جنرال أو كولونيل ، أن يعرف السبب، الأمر الأصلي . كان عليه أن يقلب في الملفات . بعد وقت طويل من البحث ، عثر على الجواب . منذ واحد وثلاثين عامة وشهرين وأربعة أيام ، أمر ضابط حارسة أن يقف قرب المقعد ، الذي كان قد دهن لتوه ، لكي لا يفكر أحد بالجلوس على الدهان الطري .
--أللا أحد يحلمون بالنجاة من البؤس
--في بلداننا ، الارقام تعيش بشكل أفضل من البشر . كم من البشر يزدهرون في أوقات الازدهار ؟ وكم من البشر يجدون أن حياتهم تطورت بسبب التمية
-- تاريخ مدينة ريو
وسط ليل مدينة ريو دي جانيرو يقف المسيح الأحدب ، مضيئة وكريما ، بذراعين ممدودتين . وكان أحفاد العبيد يلوذون تحت تلكما الذراعين . امرأة حافية تنظر إلى المسيح من الأسفل وتقول بحزن كبير وهي تشير إلى الضوء المشع لن يمكث هناك طويلا . سمعت أنهم سيأخذونه إلى مكان بعيد . » لا تقلقي ، أكدت لها جارتها . لا تقلقي . سيعود . قتل رجال الشرطة الكثير من البشر ، وقتل الاقتصاد المزيد . صدحت أصوات الطبول والطلقات كذلك عبر المدينة العنيفة : الطبول ، فاقدة للصبر من أجل العزاء والانتقام ، استدعت الآلهة الأفريقية . ذلك أن المسيح لوحده ليس كافيا
--حياة مهنية / ۲
لهما الاسم نفسه ، والكنية نفسها . يعيشان في المنزل نفسه وينتعلان الأحذية نفسها . ينامان على المخدة نفسها ، قرب المرأة نفسها . كل ليلة تتحداهما المرأة بالوجه نفسه . لكن هو وهو ليسا الشخص نفسه : وأنا ، ما الذي حصلت عليه لأتخلص منه ؟ » يقول هو ، متحدث ويهز كتفيه . يقول ، أو هو يقول : أنا أنفذ الأوامر . هذا ما يدفعون لي من أجله . » أو هو يقول : إذا لم أفعل ذلك فإن أحد ما سيفعل . » وكأنه يقول : أنا شخص آخر . » يدهش حقد الضحية الجلاد ، ويتركه يشعر بإحساس ما بالظلم : في النهاية ، هو موظف ، موظف عادي يذهب إلى العمل في الوقت المحدد ويقوم بعمله . حين ينجز عمل اليوم المنهك ، يغسل الجلاد يديه . أحمد غراب ، الذي قاتل من أجل استقلال الجزائر ، قال في هذا . أحمد عذبه موظف فرنسي لمدة شهور . كل يوم ، في الساعة السادسة صباحا ، الجلاد العرق عن جبينه . ينزع منخاس الماشية الكهربائي ويضع جانب أدوات المهنة الأخرى . ثم يجلس قرب الرجل المعذب ويحدثه عن مشكلاته الأسرية وعن ترفيعه الذي لم يأت وعن غلاء المعيشة . يتحدث الجلاد عن زوجته التي لا تطاق وطفلهما حديث الولادة الذي لم يسمح بالنوم طوال الليل ، شتم مدينة أوران ، تلك المدينة الخرائية ، وعقیدا ابن قحبة الذي ... أحمد ، المستحم بالدم ، المرتجف من الألم ، المشتعل من الحمى ، لا يتفوه بأية كلمة .
--حياة مهنية / ۳
صرافو العالم الكبار ، الذين يمارسون إرهاب النقود ، هم أكثر قوة من الملوك والمارشالات ، ومن بابا روما نفسه . لا يوسخون أيديهم مطلقا . لا يقتلون أحدة : يحصرون عملهم في التصفيق للمشهد . موظفوهم ، التكنوقراطيون العالميون ، يحكمون بلداننا : ليسوا رؤساء أو وزراء ، لم ينتخبوا ، لكنهم يقررون مستوى الرواتب والإنفاق العام ، الاستثمارات والتعرية ، الأسعار ، الضرائب ، نسبة الفوائد ، الإعانات المالية ، متی تشرق الشمس ، وكيف تمطر غالبا . على أية حال ، لا يشغلون أنفسهم بالسجون أو غرف التعذيب أو مراکز الإبادة ، رغم أن هذه الأماكن تؤوي النتائج المحتمة لأعمالهم . يدعي التكنوقراطيون أنهم يملكون امتیاز اللامسؤولية قائلين : « نحن حياديون . »
ماباموندي / ۱
النظام يسرق بید ما أقرضه باليد الأخرى . ضحاياه كلما دفعوا المزيد أصبحوا مدينين . وكلما حصلوا على المزيد يقل ما يملكونه . وكلما باعوا المزيد ، يقل ربحهم .
نسيان / ۲
الخوف يجفف الفم ، يبلل اليدين ويبتر ، خوف المعرفة يحكم علينا بالجهل ، خوف العمل يجعلنا عاجزين . تفرض الديكتاتورية العسكرية ، الخوف من الإصغاء ، الخوف من الكلام ، وتجعلنا صما وبكم " . والآن ، الديموقراطية ، بخوفها من التذكر ، تصيبنا بداء فقدان الذاكرة ، ولكن لا ينبغي أن تكون سيغموند فرويد لتعرف أنه ليس هناك سجادة تستطيع أن تخبئ قمامة الذاكرة .
حالات طلاق 6
نظامنا هو نظام فصل : لمنع الصامتين من طرح الأسئلة ، لمنع المحكومين من الحكم ، لمنع المنعزلين من الاجتماع مع بعضهم البعض ، والروح عن جمع قطعها . يفصل النظام الشعور عن التفكير كما يفصل الجنس عن الحب ، الحياة الخاصة عن العامة ، الماضي عن الحاضر . إذا لم يكن عند الماضي شيء يقوله للحاضر ، يمكن أن يتابع التاريخ نومه دون إزعاج في الخزانة التي يضع فيها النظام أقنعته القديمة. 56 يفرغ النظام ذاكرتنا أو يملؤها بالقمامة ، وهكذا يعلمنا أن نكرر التاريخ بدلا من أن نصنعه. تكرر المأساة نفسها كمسرحية ساخرة، كما النبوءة القديمة أعلنت . ولكن معنا ، الأمر أكثر سوءا : المأساة تتكرر كمأساة.
--ينبغي أن تبدا حرية الانسان من المنزل، هذا ما قاله لي أندريه دومنغيث في تشيلي
انظر أيضاً