كمران
الاسم الأصلي: كمران | |
---|---|
الجغرافيا | |
الموقع | البحر الأحمر |
الإحداثيات | 15°21′N 42°35′E / 15.35°N 42.59°E |
الإدارة | |
المحافظة | الحديدة |
كمران، هي كبرى الجزر اليمنية في البحر الأحمر. تقع جزيرة كمران قبالة الشاطئ الغربي للصليف بمسافة 6 كم، تبلغ مساحة الجزيرة حوالي 100 كم²، وهي بمثابة حزام أمني لميناء الصليف وكذا أمن دخول وخروج السفن الاستراتيجية
وتأتي أهميتها كونها تشرف على خطوط الملاحة الدولية المارة من جهتها الغربية، حيث كان البريطانيون قد استخدموها لهذا الغرض فيما مضى.. وتعد كمران لؤلؤة جزر البحر الأحمر بلا منازع، ويطلق عليها (سقطرى البحر الأحمر)! جزيرة سياحية جميلة تمتاز بثراء وتنوع حيوي، وشواطئ رائعة ومواقع مثيرة للاهتمام تجعلها من إحدى أكثر المناطق جذباً للسياح.. جزيرة ذات نكهة فريدة.. معالمها الأثرية والثقافية تحكي جانباً من تاريخها (الاستعماري)، فقد ظلت فترات طويلة من تاريخها عرضة لأطماع القراصنة والمستعمرين منذ عهد الرومان وانتهاء بالاستعمار البريطاني لها حتى العام 1967.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
عام 1513، أمضى أفونسو دي ألبوكرك ثلاثة أشهر في الجزيرة بعد حصار عدن الفاشل. تميزت إقامة الپرتغاليين على الجزيرة بنقص إمدادات الطعام، وقليل من الماعز والإبل فقط، إلى جانب تفشي وباء غامض تسبب في الحمى وتجلط الدم.[1]
عام 1523، خرج سلمان ريس على رأس تجريدة في البحر الأحمر.[2] خلال هذه التجريدة اكتشف سلمان ريس أن جزيرة كمران احتلت مؤخرًا من قبل الپرتغاليين،[3][4] الذين كانوا يستخدمونها كقاعدة للإغارة على سواحل الجزيرة العربية،[5] كان تحت قيادة سلمان ريس وحسين الرومي قوة عثمانية مكونة من 4.000 رجل. وبعد وصولهم إلى اليمن، هاجم العثمانيون الپرتغاليين، مما أدى إلى تدمير القوات الپرتغالية وطردها بالكامل واحتلال العثمانيون للجزيرة.[6][7]
خلال الأشهر الأولى من الحرب العالمية الأولى، كان هناك جدل بين البريطانيين حول مدى ملاءمة احتلال كمران وجزر البحر الأحمر الأخرى التي تسيطر عليها تركيا مثل جزر فرسان. وأشار أولئك الذين عارضوا هذه الخطوة إلى أنه عندما اندلعت الحرب، أعلنت بريطانيا العظمى رسميًا أنه ليس لديها أي طموحات إقليمية في المنطقة؛ ولو أن الاحتلال المؤقت قد يعتبره العرب، وخاصة إمام اليمن، نقضاً لهذا الوعد. أخيرًا، أُتخذ القرار باحتلال كمران وفي 9 يونيو 1915، أنزلت آرإمإس إمپرس أوف رشا مجموعة مسلحة على الجزيرة، التي كانت الحامية العثمانية قد أخلتها. كما وصل ج. رتشاردسون، نائب القنصل السابق في الحديدة وكمران، للعمل كمسؤول سياسي مع مسؤولية إضافية عن الشرطة والخزانة والجمارك.[8] بينما واصل البريطانيون إدارة كمران من عدن، إلا أنهم لم يعلنوا أبدًا عن حيازة الجزيرة رسمياً.
عام 1923، أعلنت معاهدة لوزان، التي قسمت الدولة العثمانية المهزومة، نهاية سيادتها على شبه الجزيرة العربية والجزر المجاورة، والتي كان من المقرر أن "تحسم مستقبلها الأطراف المعنية" دون تحديد تلك الأطراف. واصلت بريطانيا إدارة الجزيرة رغم اعتراضات اليمن التي ادعت السيادة على الجزيرة. وفي 1949 أعلنت بريطانيا رسمياً أن حاكم عدن هو حاكم كمران لكن الجزيرة لم تصبح جزءاً من المستعمرة.[9]
محطة الحجر الصحي
بعد خروج الأتراك، فُرضت رقابة دولية على محطة الحجر الصحي، لكنها في الواقع وضعت تحت الإدارة البريطانية. تحسبًا لزيادة كبيرة في عدد المسلمين من الهند البريطانية، وجزر الهند الشرقية الهولندية، وما إلى ذلك، الذين سيقومون بأداء فريضة الحج، تم توسيع المعسكر بشكل كبير. وشُيدت طوابير طويلة من أماكن النوم الشبيهة بالثكنات[when?] حيث لم يوفر الأتراك سوى أكواخ الماشية. وتم تركيب محطات تعقيم كبيرة حيث كان الحجاج يخضعون للتطهير تحسباً لانتشار الأمراض. بثنيت محطة كهرباء. نظرًا لعدم كفاية إمدادات المياه المحلية، أنشئت محطة تقطير ضخمة لتحلية مياه البحر. كانت هناك ورش نجارين، وورش آلات، وخط سكة حديد صغير لنقل الوقود والمخازن، ومحطة لاسلكية، ومنصة هبوط ممتازة، ومعسكر من طابق واحد للمسؤولين. كان هذا بمثابة مكافأة لسكان الجزيرة. لقد ازدهروا من خلال هذه التجارة في الأمراض المحتملة بين المتدينين، وازداد عدد السكان. في قرية كمران، أنشئت المستوطنة الوحيدة باستثناء مجموعات قليلة معزولة من أكواخ الصيادين والمنازل الجميلة والمسجد الرائع، وانتعشت التجارة مع البر الرئيسي تلبية لمتطلبات الحجاج.[10] استمرت محطة الحجر الصحي للحجاج في العمل حتى عام 1953، عندما افتتح السعوديون محطة الحجر الصحي الخاصة بهم في جدة وأوقفوا مخيمات الحجاج الكبيرة المربحة في كمران عن العمل.
يصف نورمان لويس أنه خلال فترة تكليف طومسون، عمل سكان الجزر المقيمين في المقام الأول كغواصين لؤلؤ ونادراً ما كانوا يستمرون في ممارسة هذه المهنة بعد سن الخمسين بسبب الضغوط القاسية الناجمة عن العمل.[11]
ومع ذلك، فإن هذا الازدهار لم يدم طويلا. عندما عقدت الحكومة السعودية عزمها السيطرة على الحج من جميع جوانبه، قررت بناء محطة الحجر الصحي الخاصة بها والإصرار على تجاوز كمران. وسرعان ما أصبحت طوابير المباني الطويلة في المخيمات فارغة ومهجورة؛ زعمت مجموعة من الرجال أنها أصبحت مدينة أشباح بينما جرى مناقشة الترتيبات الخاصة بتفكيكها والتخلص منها.[10]
نهاية الوجود البريطاني
في 30 نوفمبر 1967، أصبحت كمران جزءًا من جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي) عند استقلالها عن بريطانيا، ولكن الجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي) المجاورة ضمتها عام 1972[12] وأصبحت جزءاً من اليمن الموحد عام 1990.
التاريخ البريدي
كان لجزيرة كمران مكتب بريد عثماني حتى عام 1915 وكان بها مكتب بريد فرعي لعدن ابتداءً من عام 1924. ومن 1967، كانت منطقة تابعة لليمن الجنوبي، ومن عام 1972 أصبحت تابعة لليمن الشمالي، ومن عام 1990 أصبحت تابعة للجمهورية اليمنية.
السياحة
تتمتع كمران بطبيعة رائعة، وطقس جميل على مدار العام. والجزيرة كا لو كانت هضبة من صخور مرجانية تبدو واضحة في معظم شواطئها الشرقية، ويبدو جلياً النحر البحري الذي أحدثته الأمواج هنا على مر العصور تاركاً أشكالاً رائعة في التشكيلات الصخرية هنا وهناك.. وتحيط بالجزيرة شواطئ جميلة من جميع الجهات تتنوع ما بين رملية وصخرية.
تتوسط الجزيرة منخفضات واسعة صالحة للزراعة في معظمها، في حالة هطول أمطار أو توفر مياه عذبة، وبخاصة جنوب الجزيرة، وفي نصف الجزيرة الشمالي الارض مسطحة تنتهي بواشطئ رملية ناعمة، كما تغطي أشجار الجندل أو ما يعرف بأشجار المانجروف الساحلي مساحات واسعة من شمال وشمال شرق الجزيرة تبلغ مساحتها بين 25 - 30 كيلو متراً مربعاً، وهي ملاذ للغزلان التي يتناقص أعدادها باستمرار نتيجة الصيد، وتعتبر المنطقة موائل للعديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة، إلى جانب أن المكان بيئة ملائمة لتكاثر أسماك الجمبري وعدد من الاسماك والأحياء المائية الاخرى والمكان مرشح لاعلانه محمية طبيعية.. إذ تتوفر مقومات البحث العلمي في التنوع البيلوجي من نباتي وحيواني وتكثر فيه الاعشاب البحرية والاسفنج وقنافذ البحر ومناطق تعشيش السلاحف، ناهيك عن غابات من الشعاب المرجانية التي تحيط بالمكان ممتدة على معظم الشواطئ الشرقية والغربية للجزيرة تشكل مواقع مثالية (عالمية) للغوص.. زد على ذلك مجموعة الجزر الواقعة ضمن ارخبيل كمران عند شواطئها الغربية والجنوبية التي تتوفر فيها مواقع غوص عدة على أعماق مختلفة لهواة ومحترفي الغوص وسط الشعاب المرجانيةالكثيفة والرائعة حول تلك الجزر.
يوجد في الجزيرة ثلاثة تجمعات سكانية، فإلى جانب مدينة كمران العاصمة هناك قرية «مكرم» عند منتصف الساحل الغربي وتبعد 8 كم عن مدينة كمران، وهي قرية شاطئية جميلة وموقع لتجمع الصيادين في الجزيرة.. وفي أقصى الجنوب تقع قرية اليمن بمسافة 10 كم من مدينة كمران.. أما عند نهاية الجنوب الغربي للجزيرة والمسمى بالفُرّة أو الفُرَّعْ) فيوجد واحد من أجمل المواقع الشاطئية في الجزيرة.. المكان عبارة عن واحة خضراء من أشجار الدوم الكثيفة والنخيل والممتدة حتى الشاطئ والمكان من المواقع الرائعة الصالحة لاقامة العديد من المنشآت السياحية للسياحة والاستحمام، وممارسة مختلف أنواع الرياضات المائية.. شاطئ رملي بمياهه الصافية الزرقاء ومناظر خلابة بمحاذاة الشاطئ تجبرك على استنفاد ما جلبته معك من أفلام تصوير!.. وفي هذا المكان بالذات يمكن تسجيل أجمل لحظات غروب الشمس.
أما كمران المدينة فتعتبر بحق درة الجزيرة ومتحفاً مفتوحاً يجمع كل مفردات المنتج السياحي (البيئي والثقافي) الذي يبحث عنه الزائر والسائح والباحث والمستثمر، والمدينة هي أول ما يصادفه الزائر إلى الجزيرة عبر القارب القادم من رصيف الصليف على البر الرئيسي وخلال دقائق.. ومن على رصيف القوارب في المدينة فإن أول ما يطالعك مباني المدينة التي هي شبيهة بمثيلاتها في المدن الساحلية بسهل تهامة، كما يمكنك مشاهدة جامع كمران الأثري وقلعتها التاريخية القديمة المعانقة للبحر.. أما من جهة الشرق فالمباني تأخذ طابعاً مختلفاً وهي من مخلفات المستعمر البريطاني ومنها استراحة الملكة اليزابيت ومقر الحاكم العسكري البريطاني وثكنات الجنود والضباط ومحطة تحليل المياه.. كما يوجد قبالة الرصيف مباشرة مبنى قديم لوكالة تجارية أقامها الهولنديون. وهناك بقايا لأرصفة وجسور صغيرة.
إلى الغرب من مدينة كمران توجد واحة خضراء لأشجار مثمرة وغيرها والمكان مجرى واد يسمى «حديقة باريس» يبدأ في الأعلى بسد قديم لتجميع مياه الأمطار ويليه عدد من الآبار الصخرية التي تمتلئ بالماء المتدفق من السد في حال إمتلائه من مياه الأمطار. ويبدو أنها أقيمت فيما مضى لمواجهة الشحة في المياه العذبة بالجزيرة.. وفي ضواحي المدينة شمالاً هناك بقايا المطار الذي دمره البريطانيون عند رحيلهم ويمكن إعادة تأهيله ليخدم حركة النقل من والى الجزيرة.. أما في الضاحية الجنوبية للمدينة فهناك المقبرة الملكية ومعلم آخر رائع يسمى الحديقة الملكية، حيث كان يفر إلى هنا الجنود البريطانيون من ختلف مستعمرات الكومنولث لقضاء اجازاتهم.. والمكان يمكن اعادة تأهيله والاعتناء باشجار النخيل والدوم التي تزينه وكذا المرافق الملحقة بالحديقة واستغلال المكان بما يخدم البنية التحتية للسياحة في الجزيرة.
وفي جزيرة كمران هناك ما يمكن اليوم رصده أيضاً: آثار زائلة لسكة قطار داخلي، بقايا قلعة فارسية متآكلة، سارية منتصبة أمام باحة منزل الحاكم البريطاني، قبر الولي العراقي، جبل المجاذيم.. وغابة مائية عائمة. نزل فيها الملك فاروق ست ساعات، في زيارة سياحية خاطفة، مطلع الخمسينيات، ويقال إن الملكة إليزابث قضت فيها شهر العسل. وقد كانت جزيرة كمران الواقعة في البحر الأحمر على بعد سبعة كيلو مترات من ميناء الصليف، تحفة طبيعية، تؤكد المعلومات الرسمية أن البريطانيين غادروها عام 1967 وفيها 20 ألف غزال. تحيطها خمس جزر رئيسة، وتاريخ حافل بالحملات العسكرية، منذ بداية القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين: البرتغال، المماليك، العثمانيين، البريطانيين، والفرس قبل ذلك. ولقد تعدى الأمر مسألة الغزو إلى التجارة: اشترى التاجر المعروف محمد بن عقيل الجزيرة من الشريف حمود، حاكم أبي عريش، لحساب الفرنسيين
انظر أيضاً
المراجع
- ^ Roger Crowley, "Conquerors: How Portugal Forged the First Global Empire", p. 295.
- ^ Öztuna, Yılmaz. Kanuni Sultan Süleyman Turkey: Kültür Bakanlığı, 1989.
- ^ Shah, Azmat Ali. "OTTOMAN DOMINATION IN THE ARAB LAND AND IT’S EFFECTS ON MUSLIM INDIA." p.11.
- ^ Qutb ad-Dīn an-Nahrawālī. 1511-1582. al-Barq al-Yamānī fī al-fatḥ al-ʿUṯmānī. p .39 [1]
- ^ Qutb ad-Dīn an-Nahrawālī, p .39
- ^ Sind University Research Journal: Arts series. Humanities & social sciences, Vol 9[2]
- ^ Gerald De Gaury, Rulers of Mecca, p. 126 [3]
- ^ John Baldry, "British Naval Operations against Turkish Yaman 1914-1919", Arabica, T. 25, Fasc. 2 (Jun., 1978), p. 163.
- ^ The Kamaran Order in Council, 1949 (SI 1949/137)
- ^ أ ب Nigel Groom, "The Island of Two Moons: Kamaran 1954", British-Yemeni Society Journal, 2002.
- ^ Lewis, Norman (2001). A Voyage by Dhow (in الإنجليزية). London: Jonathan Cape. ISBN 0-224-06171-2.
- ^ Daniel McLaughlin, Yemen: The Bradt Travel Guide (2007) pp.162-163 ISBN 1-84162-212-5
المصادر والوصلات الخارجية
- WorldStatesmen- Yemen
- Kamaran Island page
- Kamaran Island Photo Gallery
- Nigel Groom. The island of two moons: Kamaran 1954 at The British-Yemeni Society webpage
- Small Islands in the Near East