فرانشسكو گيتشارديني
فرانشسكو گيتشارديني Francesco Guicciardini | |
---|---|
وُلِدَ | |
توفي | 22 مايو 1540 | (aged 57)
المهنة | مؤرخ، رجل دولة |
فرانشسكو گيتشارديني ((بالإيطالية: Francesco Guicciardini)؛ 6 مارس 1486 - 22 مايو 1540) (بالإيطالية: Francesco Guicciardini) مؤرخ ورجل دولة إيطالي. صديق وناقد لنيكولو مكياڤلي، ويعتبر أحد الكتاب السياسيين الكبار في عصر النهضة الإيطالية. كما يعتبر گيتشارديني أب التاريخ الحديث، وذلك بسبب أسلوبه في استخدام وثائق حكومية لدعم كتابه تاريخ ايطاليا. كان گيتشارديني عم لودوڤيكو گيتشارديني الذي كتب وصفاً للبلدان المنخفضة في 1567.
إن عقل گيتشارديني لهو خلاصة لما حدث في ذلك الوقت من تشكك منشؤه خيبة أمله وتكشف الغشاء عن عيني أهله. وكان هذا العقل من أقوى عقول زمانه، لا يطبقه ذوقنا لإسرافه في سخريته، ولا يتفق مع آمالنا لإفراطه في تشاؤمه، ولكنه عقل نافذ كالضوء الكشاف يجوب أطراف السماء، صريح صراحة الكاتب الذي قرر بحكمته ألا ينشر ما يكتب إلا بعد وفاته.
وكان فرانتشسكو جيتشارديني يستمتع منذ البداية بميزة مولده الأرستقراطي. فكان منذ طفولته يستمع إلى حديث المتعلمين باللغة الإيطالية الصحيحة، وقد تعلم أن يقبل الحياة كما هي بواقعية الرجل الواثق من مكانته وطمأنينة باله. وقد شغل عم والده منصب حامل شعار الجمهورية عدة مرات؛ كما تولى جده معظم المناصب الرئيسية في الحكومة واحداً بعد واحد؛ كان والده يعرف اللغتين اللاتينية واليونانية وقد شغل هو الآخر عدة مناصب دبلوماسية. وكتب فرانتشيسكو يقول إن "أشبينه هو مستر مارچلو فتشينو أعظم الفلاسفة الأفلاطونيون في العالم في أيامه"(68) ولم يحل هذا بين المؤرخ وبين أن يكون أرسطوطاليسي النزعة. ودرس القانون المدني وعن وهو في الثالثة والعشرين من عمره أستاذا للقانون في جامعة فلورنس. وكان كثير الأسفار، ولم يفته حتى أن يلاحظ "المخترعات العجيبة التي لا يتصورها العقل"، والتي ابتدعها هيرونيمس بوش Bosch Hieronymus الفلمنكي(69) وتزوج ماريا سلفياتي Maria Salviati وهو في السادسة والعشرين من عمره "لأن آل سلفياتي كانوا، فضلا عن تراثهم العظيم، يفوقون غيرهم من الأسر في النفوذ والسلطان، وأنا مولع أشد الولع بهذه الأشياء"(70).
ولكنه مع ذلك كان شغوفا بالتفوق يروض نفسه على تأليف الكتب العظيمة في فن الأدب. وقد كتب وهو في السادسة والعشرين من عمره تاريخ فلورنسا Storia Fiorentina وهو من أعجب ثمار عصر نرى فيه العبقرية التي امتلأ إناؤها بتراثها المستعاد، ولكنها تحررت من التقاليد، تناسب حرة كاملة في عشرات المسايل، وقد اقتصر هذا الكتاب على جزء قصير من تاريخ فلورنس، وهو الجزء المحصور بين عامي 1378 و 1509 ، ولكّنه عالج هذه الفترة بدقة في التفاصيل، وبحث للمراجع ونقد لها، وتحلي نفاذ للعلل، ونضوج ونزاهة في الحكم، وقدرة على القصص الواضح في لغة إيطالية حلوة؛ لم يرق إلى شيء منها تاريخ فلورنسا Storie Fiorentine الذي كتبه مكياڤلي بعد أحد عشر عاماً من ذلك الوقت في العقد السابع من حياته.
وأرسل گيتشارديني في عام 1512، وهو لا يزال شاباً في الثلاثين، سفيراً لفرديناند الكاثوليكي، ثم عينه ليو العاشر وكلمنت السابع في أوقات متعاقبة متلاحقة حاكما لرجيو إميليا، ومودِنا، وپارما، ثم حاكما عاما على إقليم رومانيا كله، ثم قائداً عاماً لجميع الجيوش البابوية، وعاد إلى فلورنسا في عام 1534 وأيد ألسندرو ده مديتشي طوال الخمس السنوات التي فرض فيها هذا الوعد سلطته الاستبدادية على المدينة. وكانت له اليد الطولى في إقامة كوزيمو الأصغر دوقاً على فلورنسا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
تاريخ إيطاليا
ولما ذهب ما كان يأمله من السيطرة على كوزيمو هذا انسحب إلى قصره الريفي ليكتب في عام واحد المجلدات العشرة التي يتألف منها أعظم كتبه على الإطلاق وهو تاريخ إيطاليا Storia d' Italia.
وهذا الكتاب أقل من كتابه الأول. في حلاوة أسلوبه وقوته. وكان جيتشارديني في هذه الأثناء قد درس كتابات الأدباء الإنسانيين وانزلق إلى الاهتمام بالشكل وجمال اللفظ؛ ومع هذا كله فالأسلوب جزل يبشر بنثر جبون Gibbon مضرب المثل في البلاغة. وعنوان الكتاب الفرعي وهو تاريخ الحروب يقصر موضوعه على المسائل العسكرية والسياسية، ولكن ميدان البحث يتسع في الوقت نفسه حتى يشمل كل إيطاليا، وكل أوربا من حيث علاقتها بإيطاليا؛ وهذا أول تاريخ ينظر إلى نظام أوربا السياسي على أنه كل متصل. وجوتشيارديني يكتب في الغالب عما شاهده بنفسه، وإذا ما قرب الكتاب من نهايته فإنه يكتب عن الحوادث التي اشترك فيها بنصيب، وقد بذل جهودا كبيرة في جميع الوثائق؛ وهو أكثر دقة وأجدر بالثقة من مكيفلي. وكان إذا ما رجع إلى العادة القديمة، التي يرجع إليها معاصره الذي يفوقه شهرة، عادة اختراع الخطب ليلقيها أشخاص قصته، يقول بصراحة إن هذه الخطب ليست صحيحة إلا في جوهرها، وينص على أن بعضها حقيقي؛ وهو يستخدم هذه وتلك ليعرض على القاريء جانبي موضوع من موضوعات النقاش أو يكشف عن سياسة الدول الأوربية في الداخل والخارج. وهذا التاريخ الضخم وتاريخ فلورنس الباهر مجتمعين يرفعان جوتشيارديني إلى مقام أعظم مؤرخ في القرن السادس عشر. وكما أن نابليون كان شديد الرغبة في أن يرى الفيلسوف گوته، كذلك أبقى شارل الخامس في بولونيا الأعيان وقواد الجيش جالسين في حجرة الانتظار بينما كان هو يتحدث مع جوتشارديني حديثاً طويلا، ويقولك "إن في وسعي أن أخلق عشرين نبيلا في ساعة، ولكني لا أستطيع إيجاد مؤرخ واحد في عشرين عاماً"(71).
أما من حيث هو رجل من رجال الدنيا، فإنه لم يكن ينظر بعين الجد إلى ما يبذله الفلاسفة من جهود لمعرفة أسرار الكون. وما من شك في أنه لو رأى ما يثيره بمبونتسي من حماسة لتبسم ساخراً منها. وكان يرى أن من العبث أن يثور بيننا النزاع حول خوارق الطبيعة لأن هذه الخوارق بعيدة عن مداركنا. والأديان كلها في رأيه تقوم على افتراض صحة الأساطير، ولكن هذا مما يمكن اغتفاره إذا كانت هذه الأديان تساعد على الاحتفاظ بالنظام الاجتماعي والتأديب الأخلاقي؛ ذلك بأن الإنسان، كما يراه جوتشيارديني، أناني يعمل لنفسه، فاسد الأخلاق، خارج على القانون؛ ولهذا وجب أن توضع في سبيله، في كل خطوة يخطوها، عوائق من العادات، والأخلاق، والقوانين، والقوة، والدين في العادة أقل الوسائل الموصلة إلى هذه الغاية مدعاة للنفور. ولكن إذا ما فسد الدين حتى أصبح عاملاً على فساد الأخلاق بدلا من أن يكون سبباً في صلاحها، فإن المجتمع تسوء حالته لأن الدعامة الدينية التي يستند إليها قانونه الأخلاقي قد تقوضت من أساسها، ويكتب جيتشياديني في سجله السري يقول:
ليس ثمة من يبغض الطمع، والشره، ومظاهر الإفراط في القساوسة كما أبغضها أنا، وليس ذلك لأن كل الشرور بغيضة في ذاتها فحسب، بل لأن... هذه الشرور يجب ألا يكون لها مكان عند رجال يفترض فيهم أنهم ذوو علاقة خاصة بالله... ولقد كانت علاقتي ببعض البابوات مما جعلني أرغب في مثل عظمتهم مضحياً في سبيل ذلك بمصالحي نفسها. ولولا هذا الاعتبار لأحببت مارتن لوثر كما أحب نفسي؛ وليس ذلك لأني أحب أن أكون حراً طليقاً من القيود التي تفرضها علينا المسيحية... بل لأني أحب أن أرى هذا الحشد من الأوغاد (questa caterva di scelerate) محصورين في نطاق الحدود الواجبة، فإما أن يحيوا حياة مبرأة من الإجرام أو حياة مجردة من السلطان(72).
ولكن أخلاقه مع ذلك قلما كانت خيراً من أخلاق القساوسة؛ وكان القانون الذي وضعه لحياته هو أن يكيف نفسه في كل ساعة حتى تتفق مع أقوى سلطة قائمة. أما مبادئه العامة فقد اختص بها كتبه، وفيها هي أيضا يستطيع أن يكون ساخراً سخرية مكيافلي:
"إن الإخلاص مجلبة للسرور ويكسب صاحبه الثناء؛ أما الخداع فمجلبة للوم والكراهية، بيد أن أولهما أكثر نفعا للناس منه لصاحبه؛ ولهذا فإن من واجبي أن أثني على من كان أسلوب حياته متسما بالصراحة والإخلاص، فلا يلجأ إلى الخداع إلا في بعض الأشياء ذات الخطر العظيم، وفي هذه الحالة يكون الخداع أكثر نجاحا كلما كثرت محاولات الإنسان في أن يشتهر بين الناس بالإخلاص."
وكان ينفذ ببصره وراء دعاوى الأحزاب السياسية المختلفة في فلورنسا، ويرى أن كل حزب وإن نادى بالحرية إنما يسعى وراء السلطان:
"يبدو واضحا لي أن الإنسان قد طبع على الرغبة في السيطرة على زملائه وإثبات تفوقه عليهم، ولهذا فما أقل من يحبون الحرية حباً يحول بينهم وبين تحين الفرصة المناسبة لحكم الناس وفرض السلطان عليهم. انظر عن كثب إلى سلوك الناس الذين يقيمون في مدينة واحدة، ولاحظ خلافاتهم وتقص أسبابها، تجد أن هدفهم التسلط عليهم لا طلب الحرية لهم. ولهذا ترى أن أكبر الأهلين مقاماً لا يسعون إلى الحرية، وإن كانوا لا ينفكون يلوكون هذا بلسانهم، بل كل ما يضمرونه في سرائرهم هو ازدياد سلطانهم وتفوقهم على غيرهم. أما الحرية عندهم فهي خداع وتصنع يخفى وراءه شهوة التفوق في السلطان والشرف."
وكان يحتقر جمهورية سدريتي التجارية التي اعتادت أن تحمى حريتها بالذهب لا بالسلاح، ولم يكن يؤمن بالشعب ولا بالديمقراطية.
"إن الحديث عن الشعب حديث عن الجنون، لأن الشعب وحش جبل على الاضطراب والأخطاء، ومعتقداته الباطلة بعيدة عن الحقيقة بعد اسبانيا عن الهند... وتدل التجارب على أن الأشياء قلما تحدث كما تتوقع الجماهير... وسبب ذلك أن النتائج... تعتمد في العادة على رغبة عدد قليل من الأفراد تختلف نواياهم وأهدافهم في جميع الأحوال تقريبا عن نوايا الكثرة وأهدافها"(75).
وكان گيتشارديني مثلا كآلاف في إيطاليا إبان عصر النهضة، لا إيمان لهم في شيء على الإطلاق، فقد أحبوا المسيحية، وعرفوا أضواء السياسة؛ ولم تكن لهم مثل عليا، أو أحلام؛ ألقوا بأنفسهم في أماكنهم لا حول لهم ولا طول بينما كانت الحرب والهمجية تكتسحان إيطاليا؛ وكانوا شيوخاً مفكرين تحررت عقولهم وتحطمت آمالهم، تبينوا بعد فوات الأوان أنه إذا ماتت الأساطير فلن تتحرر إلا القوة.
أعماله
The following list contains alternate names used for his works in Italian and English:
- Storie fiorentine (first "History of Florence"; 1508–1510)
- Diario di Spagna (1512)
- Discorso di Logrogno ("Discourse of Logrogno"; 1512)
- Relazione di Spagna (1514)
- Consolatoria (1527)
- Oratio accusatoria (1527)
- Oratio defensoria (1527)
- Del reggimento di Firenze or Dialogo e discorsi del reggimento di Firenze ("Dialogue on Florentine Government" or "Dialogue on the Government of Florence"; 1527)
- Considerazioni intorno ai "Discorsi" del Machiavelli sopra la prima deca di Tito Livio ("Observations on Machiavelli's Discourses"; 1528, or possibly 1530[1])
- Ricordi or Ricordi politici (as the 1911 Encyclopædia Britannica refers to it) or Ricordi civili e politici (the name given by Giuseppe Canestrini when he first published the book in 1857) or Ricordi politici e civili (as the Catholic Encyclopedia refers to it); in English, usually "the Ricordi" but called "Maxims and Reflections (Ricordi)" in one translation and "Counsels and Reflections" in another (1512–1530).
- Le cose fiorentine (second "History of Florence"; 1528–1531)
- Storia d'Italia ("History of Italy"; 1537–1540)
المصادر
- ديورانت, ول; ديورانت, أرييل. قصة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود.
الهامش
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةRubinstein