فخر الدين القبطي

محمد بن فضل الله القبطي المشهور بـ فخر الدين القبطي (و. 1261 - ت. 1332) كان ناظر الجيش في سلطنة المماليك البحرية والرجل الثاني بعد السلطان المصري الناصر محمد بن قلاوون.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

سيرته

ولد سنة 1261 (659 هـ) في عائلة مصرية مسيحية ودخل الديوان السلطاني المصري في شبابه ثم بعد مده أسلم وسمي نفسه محمد ولقب بفخر الدين لأعماله التي سيقوم بها في حياتة لخدمة الناس والدين الإسلامي. اثبت محمد بن فضل الله القبطي كفائة عاليه في عمله في الديوان السلطاني حتى اخذ يترقى في المناصب حتى تسلم منصب ناظر الجيوش المصرية في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون.[1] وكان في أول أمره كاتب المماليك إلى أن مات بهاء الدين الحلي فوليَّ نظر الجيش مكانه، واتصل بخدمة الناصر محمد الذي غضب عليه لما حضر من الكرك في المرة الثالثة وقرر تعيين قطب الدين ابن شيخ السلامية مكانه وأخذ منه أربعمائة ألف درهم وذلك في ربيع الآخر سنة 712 هـ. وبعد أشهر أعيد إلى وظيفته وأمر بإعادة ما أخذ منه فقال "ياخوند أني خرجت عنها لك وأريد أن ابني لك بها جامعاً" فبنى له الجامع الجديد.

وأوحى على السلطان الناصر محمد بعزل نائب السلطنة أرغون الناصري سنة 1327 (727 هـ)، وكان أرغون النائب يكرهه فلم يزل فخر الدين يعمل عليه إلى أن أخرج إلى الشام فقال للناصر يوما ما يقتل الملوك إلا نوابهم فتخيل الناصر من أرغون فلما رجع أرسله نائبا بحلب ويقال أنه لما مات لعنه الناصر وسبه وقال له خمس عشرة سنة ما يدعني أعمل ما أريد ومن بعده تسلط السلطان على الناس وصادرهم وعاقبهم وتجرأ على كل شئ. كذلك كان القبطي وراء الإطاحة بالوزير مغلطاوي الجمالي سنة 1329 (729 هـ)، وأغرى الناصر بتعطيل هاتين الوظيفتين لينفرد الفخر بمهامها وصلاحياتهما مع ما يبده من نظر الجيش، وليصير هو المعول عليه في أمور الدولة بعد السلطان.[2] وخلال تولي فخر الدين القبطي منصبه، اخذ بفعل الخير في كل ارجاء السلطنة المصرية وخدمة الأمة المصرية بكل إخلاص فبنى عدد كبير من المساجد والمدارس، وبيمارستان (مستشفى كبير)، ومدرسة في نابلس بفلسطين وبنى بيمارستان ثاني في الرملة بفلسطين، هذا غير مساجدة ومدارسة في القاهرة ومدن مصر اشهرهم مسجده بجزيرة الروضة بالقاهرة. حتى أصبح الأمير فخر الدين القبطي أقوى رجل في السلطنة المصرية المعروفة بالدولة المملوكية بدون منازع، حيث أن فخر الدين القبطي كان محبوبا من كل الشعب، وكان مهاباً من السلطان الناصر محمد بن قلاوون نفسه فكان السلطان محمد لا يستطيع ان يتخذ قرار دون الرجوع الى فخر الدين القبطي واذا رفض فخر الدين القرار يرجع السلطان في قرارة فورا، ففي احد المواقف التي تدل على ذلك أن أميرا طلب من السلطان محمد ان يعطية اقطاع، فقال له السلطان "لو كتب ابن قلاون ما أعطاك القاضي فخر الدين" فكان فخر الدين القبطي هو أقرب رجال السلطان وأكثرهم إخلاصا بجانب القائد إبراهيم بن شداد مقدم الدولة الذي هو الآخر اصوله ريفية مصرية.[3]

لاحقاً غضب الناصر منه لكثرة معارضته له فصاح عليه أ"خرج من وجهي ولا أرى وجهك" من بعدها خرج وهو يقول "لقد أراحني الله" فغضب منه الناصر ونزع خفيه وضربه بهما فقال القبطي: "وسطني ما أخدمك بعدها" فأمر الناصر بإخراجه، لكن بعد ذلك رضي عليه عن قرب ووصاه أن لا يعترض عليه في المجلس العام. وكان لا يأخذ من معاليمه سوى كماجة واحدة يزعم أنه يتبرك بها كل يوم. مات فخر الدين القبطي في عام 1332 (رجب سنة 732 هـ) وبعد موته صودرت أملاكه، وكان جملة ما حمل إلى الناصر من أمواله ألف ألف درهم سوى ما ترك لأولاده وأوقافه.[4]

المصادر

  1. ^ تاريخ ابن وردي الجزء الثاني صفحة ٢٨٩
  2. ^ "الفخر ناظر الجيش المملوكي ودوره في تعطيل نيابة السلطنة والوزارة 659 - 732 هــ / 1261 - 1332 م". دار المنظومة.
  3. ^ الدرر الكامنة في اعيان المئة الثامنة الجزء الخامس صفحة ٣٩٨
  4. ^ "محمد بن فضل الله القبطي فخر الدين ناظر الجيش". موسوعة تراجم.