فتحي غراس
فتحي غراس (و. 1975)، هو سياسي جزائري يساري معارض.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
سيرته
كان فتحي غراس أحد أبناء الحركة الإسلامية قبل الحرب الأهلية القرن العشرين. وفي لقاء أجرته صحيفة L'Humanité الفرنسية، مع غراس وقالت هذا الرجل الذي أصبح مرشح اليسار الجزائري في الانتخابات الرئاسية، والذي يبلغ الأربعينات من عمره، يجسد الجيل الذي تخطى كل العواصف السياسية التي شهدها التاريخ الحديث للبلاد.[1]
فتحي غراس هو خريج كلية الصيدلة، لكنه استقال في أواخر 2018 من أجل التفرغ للعمل السياسي. حيث أنه يمثل أول مرشح رسمي يعلن عن خوضه الانتخابات الرئاسية أبريل 2019. وقد وقع اختيار أعضاء حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية على هذا الرجل، بوصفه متحدثاً بارعاً، وقادراً على منافسة أي خصم سياسي.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، هذا الناشط السياسي الجزائري اختار أن يحط الرحال في اليسار قبل أكثر من 20 عاماً، إلا أن مسيرته السياسية لم تبدأ من تلك النقطة. فهو ينتمي إلى جيل أكتوبر الذي ثار ضد الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني. وحول تلك المرحلة، يقول غراس: "كان عمري حينها 15 عاماً، في الخامس من أكتوبر 1988، كنت مصدوماً أمام وحشية القمع، حيث سقط أكثر من 500 قتيل. وقد انخرطت حينها داخل التيار الإسلامي، وبدأت حياتي السياسية داخل المساجد، المكان الوحيد حينها الذي كنا نستطيع فيه التعبير عن رأينا بحرية، والاحتجاج على المنظومة الاجتماعية والعائلية." في تلك الفترة كان فتحي غراس من المتعاطفين مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وقد قضى معظم أوقاته إلى جانب الملتحين من الإسلاميين، وحضر الخطب الشهيرة لعباسي مدني وعلي بلحاج.
ورغم ذلك، فإن غراس وفي 11 يناير 1992، عبر بكل صراحة عن تأييده لإجهاض المسار الانتخابي بين الدورتين الأولى والثانية للانتخابات التشريعية، عندما كان إسلاميو الجبهة الوطنية للإنقاذ يتجهون نحو تحقيق الانتصار.
واليوم يقول هذا الرجل إنه كان حينها يتوقع حصول مواجهة، فقد كان يستمع للخطابات المتشددة. وهو يبرر موقفه ذلك بأنه "لم يسامح الإسلاميين لأنهم كانوا يكرهون المرأة، وكانوا يعتبرونها أصل كل الشرور في البلاد، ويرفضون خروجها للعمل". في وقت كان فيه هو يشعر بأن عائلته لم تكن لتتمكن من العيش دون عمل الزوجين، حيث كانت والدته تعمل كمدرّسة. صالح البعض كانت أهم من مصير البلاد اليوم يطوي فتحي غراس هذه الصفحة دون أي تأنيب للضمير، فهو يعتبر في النهاية أنه كان من الضروري مواجهة الإسلاميين دون رحمة. وقد كانت القطيعة بينه وبينهم سياسية وإنسانية أيضاً. وهو يقول أن بعض أصدقائه القدامى انضموا لصفوف الجيش الإسلامي للإنقاذ، وقد قتلوا في سن 17 و20 عاماً، أي في بداية حياتهم، بحسب الصحيفة الفرنسية. ويضيف غراس: "ما حدث في الجزائر هو أول مواجهة مباشرة بين الجيش والإسلاميين. لقد لعبنا بالنار، ومصالح البعض كانت أهم من مصير البلاد."
وقد كان غراس يقضي وقته في مستغانم، حيث كان يتردد على الجامعة، ويستمتع بمسرح ولد عبد الرحمان كاكي، رائد المسرح الجزائري الحديث، واكتشف أيضاً الرسم مع محمد خدة، وبدأ تقاربه مع الشيوعيين، وانتهى به الأمر إلى الانتماء لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية في 1998، فهل يعتبر هذا انقلاباً في مواقفه، يقول فتحي غراس: "أنا أحلم بمجتمع العدالة والمساواة. في المسجد اكتشفت أخلاق العدالة، وأنا لم أنس هذا الأمر، ولكنني وجدته أيضاً في أماكن أخرى."
ويقول غراس: "إن الجزائر تشهد ثراء أقلية على حساب المصلحة الوطنية. لقد تحولت البلاد إلى مستعمرة للاستهلاك، تبيع النفط وتستورد كل شيء. يجب قطع هذه الحلقة الاقتصادية. أحلم بمجتمع العدالة والمساواة، وهذه الرسالة التي حملتها ثورة التحرير الجزائرية في 1 نوفمبر 1954. والجزائر التي أريدها هي بلد العربي بن مهيدي وموريس أودان."
اعتقاله
في 9 يناير 2022، قضت محكمة بالجزائر العاصمة بسجن الناشط المعارض الموقوف منذ يونيو 2021 فتحي غراس لمدة عامين على خلفية تهم أبرزها إهانة رئيس الدولة، وفق ما أفادت اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين. وقالت اللجنة التي تدافع عن المعتقلين على خلفية الحراك الاحتجاجي "صدر الحكم في قضية فتحي غراس: السجن لسنتين وغرامة 200 ألف دينار" (نحو 1200 يورو). [2]
وكان الادعاء قد طلب السجن ثلاث سنوات لغراس، منسق حزب "الحركة الديموقراطية والاجتماعية" اليساري الصغير. وكان غراس أوقف نهاية حزيران/يونيو وفُتّش منزله في ضواحي الجزائر العاصمة. ووفق اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين، حوكم فتحي غراس بتهم "الإساءة إلى رئيس الجمهورية" عبد المجيد تبون و"إهانة هيئة نظامية" و"نشر معلومات كاذبة من شأنها تعريض النظام العام للخطر وتقويض الأمن والوحدة الوطنية". ومن المنتظر أن يستأنف غراس الحكم.
شارك فتحي غراس (47 عاماً)، وهو ناشط معروف في صفوف اليسار والمعارضة العلمانية، منذ عام 2019 في الحراك الاحتجاجي الشعبي الداعي إلى تغيير جذري في نظام الحكم القائم منذ الاستقلال عام 1962. ويقبع حالياً أكثر من 200 شخص وراء القضبان في الجزائر على خلفية قضايا تتعلق بالحراك، وفق اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين.
حياته الشخصية
فتحي غراس متزوج من امرأة من منطقة القبائل، ويتحدث العربية والفرنسية، مهتم كثيراً بتاريخ الموسيقى الشعبية، ويفتخر بكل خصوصيات الهوية الجزائرية، ومن ضمنها الجذور الأمازيغية. كما يهاجم بكل قوة الفساد وانتهاك الحريات الفردية، والمضايقات القضائية التي يتعرض لها الصحافيون والنشطاء السياسيون.
المصادر
- ^ "بدأ في التيار الإسلامي والآن يعد من رموز اليسار.. من هو فتحي غراس، المرشح الوحيد لمنافسة بوتفليقة على رئاسة الجزائر؟". روسيا اليوم. 2018-11-17. Retrieved 2022-01-09.
- ^ "محكمة جزائرية تقضي بسجن الناشط فتحي غراس لعامين". مونت كارلو الدولية. 2022-01-09. Retrieved 2022-01-09.