غرق الحضارات -كتاب
كتاب من تأليف أمين معلوف
الترجمة نهلة بيضون
الناشر دار الفارابي بيروت 2019
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
عن الكتاب
يتحدث الكاتب عن الدولة المصرية فترة ماقبل عبد الناصر وبعدة وكانت اسرة تعيش في القاهرة هذه الفترة وماحدث ايام الملك وخروجة ،والفرق بين زعيم مثل عبد الناصر ومانديلا ، عبدالناصر اصر علي خروج غير المصريين أما مانديلا صفح عنهم ، وبدا في بناء دولة جديدة من السود والبيض الذين ظلموة..ويظن الكاتب ان عبد الناصر لم يحسن التصرف في ذلك الامر
ويذكر الكاتب في ص56 ان جدتة باعت عمارتها بثمن بخس لاحد الضباط في الجيش المصري ،ويذكر الكاتب كيف تحولت بيروت في الستينيات محل القاهرة ، بسبب تضيق الخناق علي الصحف ودور النشر فانتقلت من القاهرة الي بيروت
وتتطرق للحديث عن لبنان وكيف اصبح نظام الطوائف سئ بعد التفاف المواطنين الي زعماء الطوائف الذين يملكون المناصب وليس الالتفاف الي الوطن والصالح العام
وحول كتابه «غرق الحضارات» كان لنا معه هذا الحوار:
*ما هي مناسبة كتابك؟
** يبدأ غرقُ «الحضارات كذكريات» في شكل ذاكرات حميمية. ثم، شيئاً فشيئاً، يتطوّر إلى منحى مختلف. يبدو الأمرُ كما لو أنني أنظر إلى عالم طفولتي، ثم أبتعد شيئاً فشيئاً، ومع ابتعادي تدريجياً أرى صورةً أكبر قليلاً. وهنا، خاصة عند سن العشرين، أبدأ في مراقبة العالم بطريقة أوسع قليلاً، وفي محاولة فهم ما حدث، وكيف وصلنا إلى ما وصلنا إليه.
* ما هو تعريفك للحضارة، وكيف تُرسِّخ وتوطِّد أركان المجتمعاتِ البشرية؟
** إن فكرة الحضارة كما أستخدمُها في هذا الكتاب، هي بالأحرى فكرة بسيطة. إنها إشارة إلى الفكرة التي نشأت، خاصة في نهاية القرن العشرين، عن ما سُمي صِدام الحضارات. ويلخص عنوان الكتاب هذه الرسالة التي مفادها أن جميع الحضارات في النهاية هي التي تغرق!
إنها ليست مجرد حضارة بعينها تصارع حضارة أخرى، بل إنها جميعها في ورطة، وجميعها بصدد الانهيار، وإذا حدث وغرقت، فستغرق جميعها معاً. إنني أتناول فكرة الحضارة بالمعنى التجريبي، ولا أحاول العودة إلى التمييز القديم الأكثر كلاسيكية، بين الحضارة والثقافة... أودّ أن أقول إنه استخدامٌ أكثر شيوعاً لمصطلح الحضارة.
* كيف حدّد الإرثُ الذي اكتسبتَه خلال نشأتك في لبنان، مسار روايتك؟
** ظني أنه عندما نكبر في منطقة توجد فيها ثقافات، ونزاعات مستمرّة... فإننا نعتاد على النظر إلى العالم بطريقة معيّنة. إن كونك مولوداً في مجتمع مقسّم إلى طوائف، لكلٍّ منها مسارها الخاص وتاريخها، سيؤدي إلى ظهور عادات معيّنة في التفكير، وكونك تعيش أحداثاً عنيفة، يؤثر أيضاً على الطريقة التي تنظر بها. لا يسعني أن أقول بالضبط: كيف أثّرت ولادتي في لبنان على رؤيتي، ولكنني متأكد من أنها قد أثرتْ عليها.
* اللغة علامة حضارية حقيقية. كيف نحافظ عليها حرّة، وما هي الصورة الرمز التي تضمن هذه الحرية؟
** هناك عاملان يلعبان دوراً: اللغة كوسيلة للتعبير -وهنا المصطلح يمكن استخدامه بمعانٍ مختلفة جداً- وهناك لغة أكثر تحديداً. لقد نشأتُ في مجتمع كانت فيه دائماً عدّة لغات. فكوني تحدّثتُ لغاتٍ مختلفة منذ الطفولة فقد أثّر ذلك أيضاً على رؤيتي، وعلى طريقة التعبير عن نفسي. لقد نشأتُ في بيئة تتحدّث العربية والإنجليزية والفرنسية. تلقّتْ عائلةُ والدي تعليمَها في مدارس اللغة الإنجليزية، وعائلةُ أمي في مدارس اللغة الفرنسية، وكانت اللغة المشتركة، لغة المنزل، والبلد هي العربية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك لغتان أخريان في اللغة العربية: هناك اللغة الكلاسيكية، وهناك اللغة المنطوقة المختلفة تماماً، ناهيك عن اللهجات المختلفة، لأننا في عائلتي، من جانب أمي، نتحدث اللهجة المصرية، ومن جهة والدي اللهجة اللبنانية. وهنا أيضاً هناك اختلافات. أعتقد أنّ كل هذا يمكن أن يشكل إثراء حقيقياً، وقد خبِرتُ وعشتُ تعدّدَ اللغات هذا بهدوء. لم أشعر إلا بقليل من التوتر. هناك دول يوجد فيها توتر بين اللغات. ليس هذا هو الحال في لبنان. في لبنان، هناك موقف براغماتي وهادئ إلى حد ما، تجاه اللغات.
* تستشهدُ بالعديد من القصائد في عملك. ما هو مكان الشعر في حياتك؟
** الشعرُ حاضرٌ في حياتي. تاريخياً، كان في عائلتي الكثير من الشعراء. كان والدي شاعراً، وكان ينشر مجموعات من القصائد، ودُرِّستْ بعضُ قصائده في المدارس. كان من دواعي سروري وجودُ قصائد والدي في كتابي المدرسي، كان ذلك إذن من دواعي فخرنا.
لستُ أملك هذه الموهبة: لقد كتبتُ القليلَ جداً من القصائد. ولكنني كنت دائماً أقرأ الكثير من الشعر، وقد راودتني الرغبة أحياناً في أن أقتبس، خاصة في بداية جزء من الكتاب، بضعَ أبيات لشاعر تبدو لي مناسبة لتلخيص موضوع هذا الجزء. الاقتباسُ الأوّل في هذا الكتاب لشاعرٍ يوناني من الإسكندرية. وهناك شاعرة روسية. وهناك شاعر أميركي شاب سنحت لي الفرصة للتعرّف عليه. أعتقد أننا بحاجة إلى وجود الشعر في الحياة، في وقت فقدَ الشعرُ مكانتَه بعض الشيء في الفضاء العام. في الماضي، كان الشعراء شخصيات عظيمة في المجتمع. لم يعد هذا هو الحال اليوم للأسف.
* أنت تستشهد بقصة «الجندب والنملة» و«الأخلاق العامة» التي تتناولها هذه الحكاية للافونتين. هل هذه القيم لا تزال ضرورية للمجتمع؟
** القيم ضرورية.. أعتقد أنّ ما يؤسّس المجتمع حقاً هي القيم. وبالنسبة للجندب والنملة، ففي نص القاص الفرنسي لافونتين، تبدو القيم التي كان يمتدحها ويشيد بها في هذه الحكاية، قِيماً شمولية. صرنا اليوم نودّ أن تكون القيم كذلك، ولكنها في الواقع لم تعد كذلك. لستُ متأكداً من أنني أنخرط في عالم صارت القيم فيه منعكسة تماماً على هذا النحو، ولكنْ كوني واقعياً فإني ألاحظ وأعيش معها.
أقتباسات
--ففي حين تغرق الطوباوية الشيوعية في أعماق الهاوية ، يواكب أنتصار الراسمالية جموح فاحش من الفوراق الاجتماعية ، ولذلك الجموح ربما يعلله من الناحية الاقتصادية ، ولكن لا سبيل للإنكار بأنة غرق علي المستوي الانساني ، وعلي المستوي الاخلاقي ، وبلا ريب علي المستوي السياسي
--أما وادي النيل ، ففيه زاذ من نوع أخر ، فميادين الموسيقي والادب وفنون كثيرة أخري(يقصد مصر)
--أستنادا الي الوثائق أن رئيس الوزراء البريطاني ذهب يمارس الضغوط في واشنطن لاقناع الامريكيين بتنظيم أنقلاب في طهران عام 1953 علي الرئيس مصدق ص 48
--إن أكثر الامبراطوريات تحضرا ستظل علي الدوام قريبة من الهمجية قرب السيوف الصقيلة من الصدأ، فااأمم شأن المعادن لاتبرق إلا في الظاهر أنطوان دي ريفارول
--يظهر أحفاد بناة الأمس العظام بأنهم غير جديرين بالإرث المؤتمنين عليه، لا بل وتشير الدلائل الي أنهم يسعون عمدا الي إحراج عشاق حضارتهم،وإعطاء حجج لمنتقديهم
--ما يحق لنا أن نتحسر علية ، فهو اختفاء الحيز السياسي الوحيد الذي كان يسمح لكل مواطن ، بغض النظر عن أنتماءاته ألإثنية أو الدينية أو غيرها من الانتمائات ، بأدارة دور رائد في وطنة
--عام 1966 كان دخل الفرد ، في كوريا الجنوبية 130 دولار مقابل 164 دولار لكل مصري ، وبعد خمسين عاما ، أصبحت هذة الارقام 30 الف دولار لكلوريا الجنوبية مقابل 2500دولار لكل مصري ص 125