العوامية، الأقصر

(تم التحويل من عويس الراوي)


العوامية، الأقصر
البلد مصر
المحافظةالأقصر
المركزالأقصر
منطقة التوقيتUTC+2 (التوقيت المحلي)
 • الصيف (التوقيت الصيفي)+3

العوامية، هي قرية تابعة لمركز الأقصر، محافظة الأقصر، مصر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أحداث 2020

في 29 سبتمبر 2020، لقى عويس عبد الحميد الراوي، 38 سنة، موظف في المستشفى الدولي، مصرعه، على يد ضابط في قوة أمنية من المباحث والأمن المركزي بحسب شهود العيان من أهالي القرية. في أعقاب ذلك بدأت قوات الأمن في محاصرة قرية العوامية.

مقتل الراوي جاء بعد سلسلة من الأحداث بدأت يوم الأحد 20 سبتمبر بخروج مجموعات للتظاهر في القرية. وأكدت المظاهر أن القرية غير مسيسة، وأن عشرات الشباب قد خرجوا للتظاهر في القرية اعتراضاً على سوء الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع نسبة البطالة بين غالبية أهالي القرية. يعمل معظم سكان القرية في السياحة، والتي توقفت منذ انتشار ڤيروس كورونا.

تقع القرية بالقرب من قسم شرطة ومديرية أمن الأقصر ومن استراحة المحافظ، كما أنها قريبة من كثير من الفنادق السياحية الكبيرة. وأكد شهود مختلفون أن المتظاهرين توجهوا في 20 سبتمبر إلى ميدان الصنايع على طريق الجولي ڤيل، القريب من قسم الشرطة ومديرية أمن الأقصر، وقطعوا الطريق بإشعال النيران في بعض إطارات السيارات، فيما رد الأمن بقنابل الغاز.

لم تكن العوامية الوحيدة التي خرجت في تظاهرات، حيث خرجت مظاهرة محدودة من قرية  الكرنك المجاورة لها، وانتهت بالقبض على عدد من شاب القرية، بحسب مصدرين من الأهالي. بينما أكد ثلاثة مصادر من أهالي القرية على خروج تظاهرات متفرقة ومحدودة في القرية لدقائق معدودة كل يوم وحتى الجمعة 25 سبتمبر، كان أغلب المشاركين بالمظاهرات من الشباب، يشعلون بعض الإطارات ويتفرقون.

ومنذ مساء 25 سبتمبر، بدأت قوات الأمن في شن حملات قبض يومية على مواطني القرية. بحسب اثنين من الأهالي، يتراوح عدد المقبوض عليهم من القرية بين 14-18 شخصاً لا يُعرف مكان احتجازهم حتى الآن.

وفي إحدى حملات القبض، توجهت قوة أمنية لمنزل عائلة الراوي فجر الأربعاء 30 سبتمبر بحثاً عن ابن عمه، ويدعى ضياء الراوي. وحين لم تجده القوات، قررت القبض على شقيق عويس الصغير واسمه الراوي الراوي. حاولت الأسرة إثناء القوة عن القبض على الشاب الصغير، لكنهم رفضوا واصطحبوه إلى الخارج. وبحسب رواية اثنين من الجيران، أحدهما تواجد أمام المنزل فور سماع الرصاص، خرج عويس خلفهم، وبعد مشادة كلامية بينه وأحد ضباط القوة، أخرج الضابط سلاحه، وأطلق أربع رصاصات، منهم رصاصة أصابت عويس في رأسه. أضاف الجيران أن القوة هربت في ارتباك، وجابت شوارع القرية بشكل هستيري، بينما حاول بعض الأهالي نقل عويس للمستشفى لكنه توفي في الطريق.

بعد الحادث، وبحسب الأهالي، قام عدد من الشباب الغاضب بالقرية باحتجاز ثلاثة أمناء شرطة على الأقل لبضع ساعات احتجاجاً على مقتل عويس. وأوضحت المصادر أن الأمناء ليسوا تابعين للقوة الأمنية التي ذهبت لمنزل الراوي أو القوات الأمنية التي انتشرت في القرية طوال أيام. بحسب أحدهم، يسكن أمناء الشرطة في القرية. ونتيجة للاحتجاز، رفض الأمن تسليم الأهالي الجثمان. يقول أحد الأهالي حضر عملية التفاوض إنه كان هناك تفاوض بين كبار الأهالي والأمن حتى يفرج الشباب عن أمناء الشرطة مقابل تسليم الجثمان، حضر التفاوض مسؤولين كبار من وزارة الداخلية جاءوا من القاهرة، أقنعوا الأهالي بتسليم أمناء الشرطة مقابل التحقيق في مقتل عويس، وبالفعل انتهى الموقف بخروج الأمناء وتسليم الجثمان.

كانت وزارة الداخلية قد نفت، في بيان نشرته على صفحتها بفيسبوك، ثم حذفته لاحقاً، ما تردد عن اختطاف أهالي القرية عدد من أفراد الشرطة على خلفية الواقعة. كما أكدت مصادر أمنية لعدة صحف أن رواية الاختطاف عبارة عن أكاذيب تروجها جماعة الإخوان المسلمين.

تجمع الأهالي خلال الساعتين التاليتين للواقعة. انتظاراً للجنازة، وجاء آخرون من القرى المجاورة ليصل عدد المشيعين للآلاف. ووصل الجثمان مساء الأربعاء 1 أكتوبر إلى ميدان الصنايع عند الأهالي المنتظرين للجنازة، مصحوباً بسيارة إسعاف، وسيارة شرطة، ومدرعة.

وقبل دخول الجثمان، ألقت المدرعة قنابل غاز مسيل للدموع على الأهالي لتفريقهم، بحسب ثلاثة من المصادر حضروا الجنازة. يقول أحدهم، وكان صديقاً للراوي، كانت قوات الأمن تريد ألا يزيد عدد المشيعين عن خمسة أفراد. بالفعل تفرق الناس، لكن بعد دفن الراوي، تجمع العشرات قرب ميدان الصنايع، وخرجوا في جنازة الراوي، مع تردد هتافات معادية للدولة ولرئيس الجمهورية.

بعد الجنازة، قامت قوات الأمن بإغلاق القرية وحدثت اشتباكات باستخدام المولوتوف والطوب من قبل المحتجين وقنابل الغاز من قبل الأمن، أسفرت عن احتراق منزل، وعن قطع الكهرباء عن القرية كلها، بعد أن أطلقت قنبلة غاز في سلك كهرباء عمومي، نتج عنه ماس كهربائي، بحسب أحد المصادر.

حادثة عويس الراوي ليست الحادثة الأولى من نوعها في قرية العوامية. في نوفمبر 2015، كانت دورية أمنية من وحدة المباحث التابعة لقسم شرطة الأقصر تمر عبر أحد شوارع قرية العوامية على بعد أمتار من شارع خالد بن الوليد الذي يفصل بين القرية وقسم الشرطة ومديرية الأمن. أحد ضباط الحملة أمر طلعت شبيب الرشيدي، مواطن أقصري من العوامية، بالصعود إلى عربة الشرطة، وهو ما رفضه الأخير. تطور الأمر إلى مشادة بينهما، صمم الضابط على إثرها إلقاء القبض عليه. لاحقًا قتل طلعت شبيب بسبب التعذيب في قسم الشرطة، الأمر الذي أثار احتجاجات الأهالي في القرية. في يناير 2016، أحيلت القضية للمحكمة. وفي يوليو 2016، حكم على ضابط بالسجن المشدد سبع سنوات، وثلاث سنوات لخمسة أمناء شرطة، بحسب المحامي خالد علي الذي كان موكلًا عن الضحية. ومنذ ذلك الحين أصبح هناك توتر كبير بين الأهالي والأمن.

في 3 أكتوبر 2020 اختفت الصحفية بسمة مصطفى أثناء عملها على تغطية ميدانية في أحداث العوامية، وظهرت في اليوم التالي في نيابة أمن الدولة. وكان موقع المنصة الإخباري الذي تعمل الصحفية لصالحه أفاد بتعذر الوصول إلى بسمة منذ يوم أمس. وكانت آخر مكالمة أجرتها بسمة، بحسب موقع المنصة، في الساعة الحادية عشرة والربع صباح أمس، قالت فيها إن شرطياً استوقفها فيمحطة قطارات الأقصر للاطلاع على هويتها ثم سمح لها بمواصلة السير قبل أن يقوم بتعقبها. [1]


المصادر

  1. ^ "عويس الراوي: تدوينة صباحي والتحقيق مع بسمة يعيدا قضية قتيل الأقصر للأَضواء". بي بي سي. 2020-10-04. Retrieved 2020-10-04.