علم الكلام في العصر العباسي
علم الكلام في العصر العباسي
بعد الفتوحات الإسلامية تعرض المسلمون لمؤثرات داخلية وخارجية، واختلطوا بالأمم الأخرى، واطلعوا على عقائدها، وترجموا كتب الفلسفة و المنطق و الجدل ؛ كل هذه العوامل دعت إلى البحث في العقيدة الإسلامية وتوضيح أصولها والدفاع عنها بأساليب لم يعرفها العرب من قبل، فقد استخدموا الحجج المنطقية والتعابير الفلسفية؛ فتولد "علم الكلام" وسمى المشتغلون به "المتكلمين". ويتناول علم الكلام مسائل العقيدة : كإثبات وجود الله تعالى وصفاته و الأنبياء ومعجزاتهم، والبعث وما يتعلق به من الثواب و العقاب في الآخرة، ولا شك أن هذه المسائل كانت موضع خلاف بين المسلمين . وعلى هذا فعلم الكلام علم إسلامىّ أصيل ذو نشاة إسلامية خالصة، وغايته إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج عليها ودفع الشبهة عنها، فالعقيدة عند المتكلم مقدمة على الدليل، فهو محام مخلص اعتقد صحة قضية وتولى الدفاع عنها بحماس وإخلاص. وأول من وضع أسس هذا العلم المعتزلة ورئيسهم: واصل بن عطاء ، ومن أعلامهم الذين زادوا من تحكيم العقل في مسائل العقيدة: النظام ، و العلاف ، و الجاحظ ، ويسمى المعتزلة أهل العدل والتوحيد كما يسمون أيضا القدرية ، ويتفقون حول أصول خمسة هى: التوحيد و العدل ، الوعد و الوعيد ، السمع و العقل ، الصلاح و الإصلاح ، ويختلفون حول فروع كثيرة، وقد كان الأشاعرة -وهم المنافسون الكبار للمعتزلة- ذوى نزعة عقلية أيضًا، وقد ساد مذهبهم في العالم الإسلامى، وعرف باسم "مذهب السنة والجماعة".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .