علم البديع
علم البديع فرع من علوم البلاغة يُعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية مطابقته لمقتضى الحال ووضوح الدلالة. وأول من وضع قواعد هذا العلم وجمع فنونه الخليفة العباسي الأديب عبد الله بن المعتز، وذلك في كتابه الذي يحمل عنوان البديع في نقد الشعر، ثم تلاه قدامة بن جعفر الذي تحدث عن محسّنات أخرى في كتابه نقد الشعر، ثم تتابعت التأليفات في هذا العلم وأصبح الأدباء يتنافسون في اختراع المحسّنات البديعية، وزيادة أقسامها، ونظمها في قصائد حتى بلغ عددها عند المتأخرين مائة وستين نوعًا.[1]
ويقسم علماء البلاغة المحسنات البديعية إلى قسمين: محسّنات معنوية، ومحسنات لفظية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المحسّنات المعنوية
هي التي يكون التحسين بها راجعًا إلى المعنى، وإن كان بعضها قد يفيد تحسين اللفظ أيضًا. والمحسّنات المعنوية كثيرة، من بينها:
الطباق
هو الجمع بين الشيء وضده في الكلام، مثل قوله تعالى: ﴿وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود﴾ الكهف:18. وقول الشاعر:
- وننكر إن شئنا على الناس قولهم ولاينكرون القول حين نقول
المقابلة
هي أن يؤتى بمعنيين غير متقابلين أو أكثر، ثم يؤتى بما يقابـل ذلك على الترتيـب، مثـل قولـه تعـالى: ﴿فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا﴾ التوبة: 82
التورية
هي أن يُذكر لفظٌ له معنيان؛ أحدهما قريب ظاهر غير مراد، والثاني بعيد خفي هو المراد كقول الشاعر:
- أبيات شعرك كالقصـ ور ولا قصور بها يعوق
- ومن العجائب لفظهـا حُرّ ومعناها رقـيـق
فكلمة رقيق لها معنيان؛ أحدهما بمعنى مملوك وهو غير مراد، والثاني بمعنى لطيف سهل وهو المراد.
حسن التعليل
هو أن ينكر القائل صراحة أو ضمنًا علة الشيء المعروفة ويأتي بعلة أدبية طريفة تناسب الغرض الذي يقصد إليه، كقول الشاعر معللاً اصفرار الشمس:
- أما ذُكاء فلم تصفر إذ جنحت إلا لفرقة ذاك المنظر الحسن
المشاكَلة
هي أن يُذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبة ذلك الشيء كقول الشاعر:
- قالوا اقترح شيئًا نُجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصًا
وقد عبر عن خياطة الجبة بالطبخ لوقوع الخياطة في صحبة طبخ الطعام.
التوجيه أو الإيهام
هو أن يؤتى بكلام يحتمل، على السواء، معنيين متباينين، أو متضادين كهجاء ومديح ليصل القائل إلى غرضه بما لا يؤخذ عليه، ومثال ذلك قول بشار في خياط أعور اسمه عمرو خاط له قباء:
- خاط لي عمرو قبـاء ليت عينيه سواء
- قل لمن يعـرف هـذا أمديح أم هجاء؟
المحسّنات اللفظية
هي التي يكون التحسين بها راجعًا إلى اللفظ أصالة، وإن حــسّنت المعنى تبعًا لتحسين اللفظ، ومن المحسّنات اللفظية:
الجناس
- مقالة مفصلة: جناس
هو أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى، وهو نوعان:
جناس تام
وهو ما اتفق فيه اللفظان في أمور أربعة هي: نوع الحروف، وشكلها، وعددها، وترتيبها، مثل قوله تعالى: ﴿ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة﴾ الروم: 55.
جناس غير تام
وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة المتقدمة، مثل قول الشاعر:
- يمدون من أيد عواص عواصم تصول بأسياف قواض قواضب
السجع
هو توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد في الآخر، ومثاله قول النبي ³: (اللهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا) .
رد العجز على الصدر
هو أن يجعل أحد اللفظين المكررين أو المتجانسين في اللفظ دون المعنى، في أول الفقرة والآخَر في آخرها، مثل قوله تعالى: ﴿وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه﴾ الأحزاب: 37. ومثل قول الشاعر:
- سريعٌ إلى ابن العم يلطم وجهه وليس إلى داعي الندى بسريع
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "علم البديع". الموسوعة العربية الشاملة. Retrieved 2009-05-23.