علم الاجتماع الديني
النظام الديني
الدين ظاهره عامة في كل المجتمعات الإتسانية وهو الإيمان بالأمور الغيبية المقدسة . هناك عناصر مشتركة تميز الاديان في مختلف المجتمعات وهي :
- المعتقدات: مجموعة المعتقدات التي توجه سلوك الفرد قد لا تتفق مع المنطق أو العلم ولكن الانسان مؤمن بها لأنها أمور متصله بعقيدته .
- المقدسات: جميع الأديان بهاامور مقدسه يجب على الفرد أن يؤمن بها وهي حسب ما يرى دور كايم متصله بالقوى فوق الطبيعية والتي تحتل مكانة أعلى من قدرات الإنسان والقوى الطبيعية المحيطة به .
- الشعائر : كل الأديان تحتوي على شعائر يومية ينبغي للفرد ممارستها لكي تقربه من الله و تدعم عقيدته بشكل يومي ، شهري أو سنوي كالتراتيل او الصلوات .
- الجماعات الدينية : كل دين له مؤسسة تكون مسؤله عنه تخدم أهدافه من نشر تعاليمه والاشراف على تطبيقه من معتنيقيه .
دور الدين في حياة الأفراد
الدين يلعب دوراً مهماً في تحديد وتوجيه سلوك الأفراد مهما اختلف تأثيره في حياة الأفراد ، إذ دوماً يبحث الأفراد عن تفسير لما يحيط بهم وتفسير مكانه بالنسبة لما حوله ..
أشكال المؤسسات الدينية
قسم الناس الدن إلى عدة مستويات :
- مذاهب : أحد تقسيمات المؤسسه الدينية التي تجمع مجموعة من أفراد الدين للإيمان بفكرة معينة فعلى سبيل المثال ينقسم الإسلام إلى مذهبين : سني و شيعي .
- طوائف : تعتمد على جماعات محددة من المجتمع يرتبط افراده بعلاقه قويه ويساعدون بعضهم البعض . مثال الطائفة اللوثريه في الديانة المسيحية .
- فرق دينية : فرق مكونة دينية مكونة من الاشخاص النشيطين دينياً المتمتعين بصفات قيادية .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأشكال الأولى للحياة الدينية
كان الدين جزء لا يتجزأ من حياة الناس في المجتمعات البدائية ، مثلاً كان الناس عندما يريدون انجاب فتى يتقربون بالقربان لآلة الانجاب و غيرهم يقوم باداء شعائر معينة لأيام لاسقاط المطر ونمو المحاصيل ..
النظام التوتمي
سمي بذلك نسبة إلى التوتم والتي تدل على كل أصل نباتي أو حيواني تتخذه عشيرة رمزاً لها ولقباً لجميع أفرادها، ويعتقدون أنها تؤلف معه وحدة اجتماعية وتنزل الأمور التي تنزل اليه منزلة القديس . له وظائف معينة منها:
- يجمع التوتم تفراد القبيلة الواحدة
- يرى دور كايم ان التوتم رمزاً للسلطة و الوحدة
أنواع الأديان
قسم علماء الأجتماع الاديان الى سماويه و شرقيه .
- الأديان السماوية
الأديان الإبراهيمية وتسمى في العالم العربي بـالأديان السماوية ، التي على الرغم من اختلافها الا انها تؤمن بوجود الله و تشترك ايضاً بوجود كتب مقدسه تستقي منها تعاليم دينها انزلت على رسل بعثوا لهم . وهي ثلاثة : اليهودية ، المسيحية و الاسلام .
- اليهودية
من أهم الديانات و اقدمها و مازالت موجودة حتى الآن ، ترجع الديانة اليهودية إلى موسى عليه السلام في مصر في جبل سيناء قبل 3000 سنة أثناء وجود بني إسرائيل فيها يؤمن الشعب اليهودي بأنه شعب حامل للرسالة وبأنه شعب الله المختار حيث أنه يخدم ربه ويراعي الوصايا
الكتب المقدسة والدينية : تحتوي الديانة اليهودية على شريعة مكتوبة مثل التوراة و لا تغفل الشروحات الشفوية مثل شروح الحاخامات في التلمود و ايضاً يوجد كتابات سيطرت على جزء من تفكير اليهود الديني تسمى كتابات القبالاة
- المسيحية
المسيحيّة أو النصرانيّة، هي ديانة سماوية و أكبر الديانات أنتشاراً ، تعتمد في تعاليمها على الكتاب المقدس وبشكل خاص يسوع ( عيسى عليه السلام ) والذي هو في العقيدة ابن الله المتجسد والوسيط الوحيد بين الله والبشر؛ وينتظر معظم المسيحيين مجيئه الثاني، الذي يختم بقيامة الموتى، حيث يثيب الله الأبرار والصالحين .
- الإسلام
و هي ايضاً ديانة سماوية تعد ثاني الديانات من حيث الانتشار ، ومعنى الاسلام : الاستسلام لله و والمسلم أي المؤمن هو من يؤمن بالله رباً و بالاسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً . الكتاب المقدس هو القرآن ومنه يتخذ المسلمون تعاليم دينهم بالاضافة إلى سنة النبي محمد عليه السلام . الديانات الشرقية : الاديان الشرقية التي سميت بذلك نسبة لظهورها في جنوب شرق اسيا تجتمع بخصائص مع الديانات الأخرى إلا انها تختلف اختلافاً واضحاً بما يتعلق بالآله حيث تكونفي الديانات السماوية اله واحد أما الديانات الشرقية تتميز بتعدد الآله. حيث تجعل هذه الشعوب لكل قوة طبيعية إله يلجأون إليه في الشدائد و يتقربون ليبارك لهم ذريتهم و أموالهم .
- الهندوسية :
الهندوسية من أكبر الديانات الشرقية انتشاراً وتعد من اقدم الديانت اذ تمتد الى ما قبل الميلاد ، الديانة السائدة في الهند ونيبال. وهي مجموعة من العقائد والتقاليد التي تشكلت عبر مسيرة طويلة ولا يوجد لها مؤسس معين تنتسب إليه شخصياً وإنما تشكلت عبر امتداد كثير من القرون ، يؤمن الهندوس بفكرة تناسخ الارواح وأن روح الانسان ترجع بعد الموت إلى الأرض في جسد شخص أخر إعتماداً على الحياة السابقة وما عمل فيها .
- البوذية:
ثاني ديانة شيوعاً في شرق آسيا بعد الهندوسية ، استمدت تعاليمها من سيدهارتا جوتاما ، من اهم مبادئ البوذية هي عدم الموت و أن الروح تسكن جسداً آخر بعد الموت .
- الكونفوشيية :
الكونفوشية: هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ في الفلسفة الصينية، طُورت عن طريق تعاليم كونفيشيوس وأتباعه، تتمحور في مجملها حول الأخلاق والآداب، طريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية. أثرت الكونفشيوسية في منهج حياة الصينيين، حددت لهم أنماط الحياة وسُلم القِيم الاجتماعية. النظريات الاجتماعية والدين: الدين مهم جداً ونسق من الانساق الإجتماعية المكونة للمجتمع ، يوجد عدة نظريات حاولت تفسير الدين في المجتمع من أهمها : النظرية الوظيفية : أكد دور كايم ان الدين نظام اجتماعي يمكن دراسته كغيره من النظم بينما عده باقي العلماء انه من بقايا الجاهلية والتي ما زالت مستمرة إلى وقتنا هذا. حدد دور كايم وظائف الدين كما يلي :
- التماسك :
التماسك الإجتماعي يعني الإرتباط الوثيق بين أفراد الجماعة في أهدافهم القريبة و غاياتهم البعيدة. فهو وسيلة لترك إحساس مشترك لدى جميع الأفراد بالميل للبقاء و الإستمرار في مسيرة واحدة مع تعظيم الشعور بالإنتماء للجماعة. والدين يلعب دوراً مهماً في ترابط الناس وتماسكهم ، فبطبيعة الحال يتطلب كل دين من معتنقيه القيام بممارسات و شعائر سواء كانت فردية او كانت جماعية ، و الشعائر الجماعية تجمع الأفراد في مكان محدد و عام و وقت محدد وتسعى الديانات الى غرس قيم مشتركة بين الأفراد تميزهم عن غيرهم من الأديان وهذا بالتالي يساعد على ترابط الافراد و يؤدي الى تماسكهم و وحدتهم .
- تكوين هوية دينية:
هي مجموعة القيم والمعايير والمبادئ التي تفرضها الديانة الواحدة على الأفراد المؤمنين بها ، هذه القيم والمعايير و المبادئ المشتركة التي تمارس من قبل افراد الديانة الواحدة تخلق بينهم هوية دينية واحدة تميزهم عن غيرهم من افراد الديانات الأخرى .
- الطمأنينة و الراحة :
الدين يساعد الأفراد على مواجهة الصعوبات و تخطي المحن ، فعند تعرض الانسان لأي محنة قاسيه وحس بوجود قوة عليا تسانده تهون عليه هذه المحنة و تساعده على تخطي هذه المحنة لاعتقاده أن الصبر ما هو الا فعل يثاب عليه في الأخره .
- الضبط الإجتماعي :
يؤثر الدين على سلوك الأفراد في مختلف المناسبات الاجتماعية كالزواج و الميلاد و الموت ، كما يحدد الدين ايضاَ القيم التي تنضم العلاقات و التي يجب ان يتحلى بها الفرد خلال تعامله مع الغير ف مختلف المواقف ، ويشعر الفرد بحتمية التزام هذه التعليمات و الانصياع اليها مثل : من شروط الزواج في الإسلام موافقة المرأة على الزواج و تقديم المهر وغيرها وعدم توفر هذه اي من شروط الزواج يفسد العقد لذلك نرى هنا ان الدين مارس نوع من الضبط الاجتماعي على حياة الافراد وعدم التزام الافراد بهذه القيم والمعايير لا تؤدي الى تعريضهم للسخط من قبل مجتمعهم بل وايضاً شعورهم بتأنيب الضمير وعدم الرضا عن النفس لذلك يقدس الناس الامورد الدينية ويحاولون اتباعها وعدم تجنبها قدر ما امكنهم ذلك .
- اعطاء هدف لحياة الإنسان :
تكثر الاسئلة حول ماهية الحياة ؟ ومالهدف منها ؟ وماهو مصيرنا ؟ وماذا سوف يكون مستقبلنا ؟ وماذا سيحدث لنا بعد الموت تظل هذه الاسئلة حائرة في عقولنا بلا إجابة علمية واضحة ، لذلك يلجأ الافراد إلى الدين ليجدوا فيه الطمأنينة و الراحة النفسية و السلوى ، فعند الرجوع إلى الدين نجد اجوبة لهذه الأسئلة و نجد أن الدين يؤكد لنا أن حياتنا لها هدف محدد وهو أعمار الأرض مادياً و معنوياً عن طريق الاعمال الصالحة و الأهم عبادة الله و أن حياتنا لن تذهب سدى ، فهناك يوجد حياة أخرى ننال فيها عقابنا و ثوابنا . نقد نظرية دور كايم في الدين : وجه علماء الاجتماع بعض الانتقادات لنظرية اميل دور كايم في الدين أهمها : ان دور كايم يرى في جميع المجتمعات فرق بين الأمور الدنيوية و الامور المقدسة وان هناك حدود بينها لكن علماء الاجتماع يرون أنه في الواقع ليس هناك حدود واضحة بينهما فاختلاط الأمور المقدسة بالأمور الدينية كثير ، على سبيل المثال ما يراه ايفانز يريتشارد أن قبيلة الأزاندي تستخدم الأماكن المقدسة في أوقات معينة فقط وفي بقية الأوقات تستخدم لوضع الأسلحة بها وهذا غرض دينوي . كذلك افترض اميل دور كايم ان التوتم اقدم الأشكال الدينية و افترض وجوده في جميع المجتمعات البدائية وعمم أحكامه على جميع المجتمعات البدائية ولكن الدراسات الانثروبولوجيه أكدت وجود مجتمعات بدائية لا تعرف التوتم . ثانياً : منظور الصراع : من أهم علماء نظرية الصراع : كارل ماركس و ماكس فيبر و الذين بدورهم أهتموا بدراسة الدين و دوره في المجتمع . كارل ماركس : حاول كارل ماركس تطبيق نظرية الصراع على الدين ، فرأى ان الدين يستخدم لإباحة عدم المساواة والتمييز بين الطبقات ويضفي طابع الشرعية على الفروق الطبقية في المجتمع عن طريق خلق الوعي الزائف لدى الناس . وعرف كارل ماركس الوعي الزائف بأنه قبول الناس لشيء ضد مصالحهم . كارل ماركس ينظر للدين نظرة سلبية ويرى أن الدين يسعى إلى حفظ المجتمع على ما هو عليه و لا يشجع على التغيير و من هنا أطلق كارل ماركس كلمته : أن الدين افيون الشعوب ، لأنه لا يعالج مشكلة الظلم أو الفقر أو عدم المساواة ولكنه يحاول القيام بتخفيف معاناة الأفراد بوعدهم بالثواب في الأخره . نقد نظرية كارل ماركس: اهم الانتقادات التي تعرضت لها : ليس صحيحاً أن الدين يدعو الناس إلى الإستسلام لأوضاعهم ، فجميع الأديان جاءت لرفع الظلم وليس هناك دين يحث الناس على الظلم بل جميع الأديان تدعو إلى العدالة و المساواة . ليس صحيحاً أن الدين يدعو إلى استمرار أوضاع المجتمع على ماهي عليه وأنه يعارض التغيير ، بل على العكس جميع الأديان جاءت من أجل التغيير و جميع الأديان أحدثت تغيرات فعلية في حياة الأفراد المؤمنين بها . وهذه مغالطة اخرى هي اعظم من سابقتها لان الدين ليس من صنعه حتى يتعود عليه ولايتركه انما هورسالة من الخالق لتقويم الانسان والمجتمع واستنهاض الفطرة واثارة الانسانية ثم لخدمة المصالح الاخرى والدين ليس عادة اذا مورست يدمن عليها الانسان بل هو ماء للفطرة الانسانية ففيه تحيا ومنه تكتسب الصفاءوالنضارة ثالثاً : نظرية التفاعلية الرمزية : يهتم علماء التفاعل الرمزي بدراسة الدين و أثره على الأفراد و على علاقاتهم الاجتماعية . و يؤكد علماء التفاعل الرمزي أن أهم وظيفة للدين هي دوره في تحديد الهوية الدينية للافراد في المجتمع . فالدين يحدد الإطار المرجعي الذي ينتمي إليه الفرد ، فعادة ما يطمئن الفرد ويتعامل براحة مع أفراد يتفقون بنفس العقيدة لأن ذلك يعني وجود قيم مشتركة بينهم . التغير الاجتماعي و الدين : الكتب السماوية تحتوي تعاليم دينية و لا يحق لأحد مساسها أو التعرض لها أو تحريف ما جاء بها ، ولكن فهم الناس للدين و تفسيرهم و ممارستهم له تختلف من مجتمع لأخر نتيجة إلى اختلاف الثقافة السائدة و طريقة التفكير . العوامل الاجتماعية المؤثرة في الدين : الاسرة : يوجد علاقة قوية بين الأسرة و الدين فكل منهما يؤثر على الاخر ويتأثر بالأخر ، فالأسرة تلعب دوراً مهماً في حياة الفرد وفي تحديد الديانة التي يؤمن بها . فالطفل يولد على الفطرة ، و أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمسلمانه ، وهما اللذان يحددان القيم التي يؤمن بها ، و يتبعها في حياته ، و حتى الطريقة التي سيدفن بها عند مماته . فالدين منظم لسلوك الفرد مع اسرته ومجتمعه المحيط به و أكثر الناس يكونون على معرفة تامة بما للدين من تأثير فعَّال على سلوك أفراد مجتمعاتنا ، وتكوين أفكارهم وأسلوبهم في الحياة ، وتعاملاتهم في دقائق الأمور اليومية ، فهو شريعة تملأ الحياة نضارة وتكسبها رونقا جميلا . فالدين ينظم سلوك الفرد و سلوك الزوجين داخل الأسرة الواحدة على مستوى التربية ، والتعامل ، واكتساب القيم ، وإقامة العلاقات والروابط داخل الأسرة ثم الانطلاق الى المجتمع . فالاسرة ليست مصنعا لانتاج الأولاد فقط ، بل هي مدرسة نفسية أيضاً ، يتعلمون الاولاد فيها من الأبوين ، ويتخلقون بأخلاقهما وسلوكهما ، لذا يجب على الوالدين تحسين سلوكهما حتى لا يمدوا المجتمع بابناء منحرفين ومشوهين نفسيا فان ذلك سيعكس سلبا على المجتمع . الأسرة هي المسؤولة عن بثِّ روح المسؤولية واحترام القيم ، وتعويد الأبناء على احترام الأنظمة الاجتماعية ، ومعايير السلوك . فالدين على ضوء ذلك هو الضابط للسلوك الفردي والاجتماعي وهو المعيار الامثل لقيمة الانسان والدين اذا مافهم بشكل صحيح فهوبناء للشخصية الانسانية السليمة وهو سعادة للانسان في الدارين واذا اراد الانسان الوصول الى غاية ومنتهى السعادة فهو الطريق الموصل وهو السبيل المنجي للفرد والمجتمع . أثر الدين في إصلاح المجتمع كل أمة تنشد الإصلاح، وكثيرًا ما يختلف زعماء الأمم في طرقهم ، بل وكثيرًا ما تزلُّ أقدامهم إلى الفساد، والحقيقة التي نقولها هي أن الإصلاح الذي يرفع الأمة إلى منزلة تجلُّها القلوب، وتهابها العيون، وتجعلها في مأمن من أن تتداعى على أركانها، وتسقط إلى خمول واستكانة، هو الإصلاح الذي يرشد إليه الدين ، ذلك أنَّ الدين يسير بالناس على الطريقة الوسطى، فلا يأمر بما فيه حرج، كما يفعل بعض الدعاة المتنطعين مثال : دين الاسلام و إصلاح الناس: أصلح النفوس بالعقائد السليمة، وزوَّدها بالأخلاق الزاهرة، وشرع من العبادات ما يؤكِّد الصلة بين العبد وربِّه، ثم نظر إلى أنَّ الإنسان لم يُخلق ليعيش في عزلة عن الناس، وإنَّما خُلِق ليكون واحدًا من جماعة، تتعاون على القيام بمرافق حياتها، والأخذ بوسائل سعادتها، فعُني بحقوق ذوي القربى، فقرَّر النفقات والمواريث في نظم محكمة، وحرَّض على إسعادهم، والبرِّ بهم من طرق المروءة وكرم الأخلاق.
ووجد الإسلام في الناس مزاعم شأنها أن تكدر صفو الفكر، أو تعوق عن كثير من الأعمال الفاضلة، فأماطها عن الطريق السويِّ، كالتشاؤم ببعض الأمور، والإخلاد إلى البطالة بدعوى التوكل أو الزهد، وزعْمِ الاطلاع على الغيب.