عروة بن حزام

عروة بن حزام
وُلِدَ
عروه بن حزام

الحجاز

عروة بن حزام عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة. شاعر، من متيّمي العرب، كان يحب ابنة عم له اسمها عفراء نشأ معها في بيت واحد، لأن أباه خلفه صغيراً، فكفله عمه.

ولما كبر خطبها عروة، فطلب أبوها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن، وعاد بالمهر فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء بالشام فلحق بها، فأكرمه زوجها.

فأقام أياماً وودعها وانصرف، فضنى حباً، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى (قرب المدينة). له ديوان شعر صغير ولكنه ممتاز.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

عروة بن حزام وعفراء العذرية

كان لعروة بن حزام ابنة عم من أعظم مشاهير عصرها حسنًا وجمالًا وأدبًا وظرفًا وفصاحة تُدعى عفراء، فرُبِّيا معًا وله من العمر أربع سنين، فكان يألفها وتألفه ويلعبان معًا غالب الأحيان، فلما بلغا الحُلُم سأل عمه تزويجها فوعده ذلك وأخرجه إلى الشام فجاء ابن أخ له يدعى أثالة بن سعيد بن مالك فرأى عفراء خارجة من خدرها حاسرة عن وجهها ومعصميها وعليها إزار خز فوقعت من قلبه بمكانة عظيمة فخطبها من عمه فزَّوجه بها وعادوا إلى الشام، فلما بلغ عروة ذلك بهت لا يحر جوابًا وزادت به لواعج النوى فأنشد:[2]

وإني لتعروني لذكراكِ رعدة لها بين جلدي والعظام دبيبُ
فما هو إلا أن أراها فجاءة فأبهت حتى ما أكاد أجيب
فقلت لعراف اليمامة داوني فإنك إن أبرأتني لطبيب
فما بي من حمى ولا مس جنة ولكن عمي الحميري كذوب
عشية لا عفراء منك بعيدة فتسلو ولا عفراء منك قريب
وبي من جوى الأحزان والبعد لوعة تكاد لها نفس الشفيق تذوب
وما عجب موت المحبين في الهوى ولكن بقاء العاشقين عجيب


وما بلغ الحي حتى أخذه الهذيان والقلق وأقام أيامًا لا يتناول طعامًا حتى شفت عظامه ولم يخبر بسره أحدًا، ولما أشفى ويئس من الشفاء وعلم الضجر من أهله قال لهم: احتملوني إلى البلقاء فإني أرجو الشفاء، فلما حلَّ بها وجعل يسارق عفراء النظر في مرورها عاودته الصحة فأقام كذلك إلى أن لقيه شخص من عذرة فسلَّم عليه، فلما أمسى دخل العذري على زوج عفراء وقال له: متى أتى هذا الوغد فقد فضحكم بكثرة تشبيبه، فقال: من تعني؟ قال: عروة، قال: أنت أحق بما وصفت، والله ما علمت بقدومه، وكان زوج عفراء مُتَّصفًا بالسيادة ومحاسن الأخلاق في قومه، فلما أصبح جعل يتصفح الأمكنة حتى لقي عروة فعاتبه وأقسم أن لا ينزل إلا عنده، فوعده ذلك، فذهب مطمئنًا، أما عروة فإنه عزم ألا يبيت الليل وقد علموا به، فخرج فعاوده المرض فتُوفي بوادي القرى دون منازل قومه، فلما بلغ عفراء موته قالت لزوجها: قد تعلم ما بينك وبيني، وبين الرجل من النسابة وما عندي من الوجد وإن ذلك على الحسن الجميل فهل تأذن لي أن أخرج إلى قبره فأندبه فقد بلغني أنه قضى؟ قال: ذلك إليكِ، فخرجت حتى أتت قبره فتمرغت عليه وبكت طويلًا ثم أنشدت:

ألا أيها الركب المجدون ويحكم بحقٍّ لقيتم عروة بن حزامِ
فإن كان حقًّا ما تقولون فاعلموا بأن قد نعيتم بدر كل ظلامِ
فلا لقي الفتيان بعدك راحة ولا رجعوا عن غيبة بسلامِ
ولا وضعت أنثى تمامًا بمثله ولا فرحت من بعده بغلامِ


ولما فرغت من الشعر ألقت نفسها على القبر وأنشدت تقول بطرف قد عراه الأفول:

}}
عداني أن أزورك يا خليلي معاشر كلهم واشٍ حسودُ
أشاعوا ما علمت من الدواهي وعابونا وما فيهم رشيدُ
فأما إذ ثويت اليوم لحدًا فدور الناس كلهم اللحودُ
فلا طابت لي الدنيا مذاقًا فبعدك لا يطيب لي المديد

وما فرغت من شعرها حتى غابت عن الوجود فحُرِّكت فإذا هي ميتة فدُفنت إلى جانب حبيبها.



المصادر

  1. ^ الموسوعة العالمية للشعر العربي Archived 2016-03-04 at the Wayback Machine
  2. ^ "عروة بن حزام وعفراء العذرية".