سيدة الزمالك
المؤلف | أشرف العشماوي |
---|---|
البلد | مصر |
اللغة | العربية |
الناشر | الدار المصرية اللبنانية |
الإصدار | 2018 |
سيدة الزمالك، هي رواية من تأليف أشرف العشماوي، نشرتها الدار المصرية اللبنانية في 2018. تدور الرواية عن ليلة الحادث حيث تسلل خمسة أشخاص لفيلا شيكوريل بحي الزمالك الهادئ، يقودهم لص الخزائن الشهير جونا داريو، بينهم رجل مصري وضعته الصدفة في طريقهم، ليصبح الحادث نقطة تحول فارقة في حياته هو وكل أبطال الرواية التي تدور في أزمنة شهدت تغيرات اجتماعية وسياسية متعاقبة ومجتمع تتبدل فيه قواعد اللعبة مع كل جولة. يفاجئنا الروائي أشرف العشماوي بإبداع جديد في قالبه وبنائه، وبلغته البصرية التي تتميز بها كتاباته يسرد لنا الأحداث بأصوات أبطاله الخمسة، كل منهم يحكي مغامرته ليكون الرابح في مجتمع متقلب يقدم أوراقا جديدة للعب كل مرة، جمعتهم الأقدار حول مائدة تمتد بطول الزمن وعرض الوطن، يقامرون بمصائر بعضهم ويتلاعبون بالحقيقة، لكن لا أحد يدري كيف تكون النهايات مهما خطط لها.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
أحداث وشخصيات الرواية
تنطلق أحداث رواية سيدة الزمالك من حادثة مقتل المليونير اليهودي الإيطالي سولومون شيكوريل، صاحب المحلات الشهيرة، على يد أربعة أشخاص من بينهم سائقه الخاص، ويستغلّها الكاتب ليُضيف شخصية خامسة هو عباس المحلاوي، القادم من إحدى قرى الدلتا، برغبته القاتلة في امتلاك النفوذ ومصادر القوة، سواء عن طريق المال أو المناصب السياسية، مهما اختلفت أنظمة الحكم أو تعارضت أيدلوچياتها السياسية والاقتصادية، وهو نموذج معروف ومشهور من الناس الذين تأقلموا مع كل المُتغيّرات في البلد، فكانوا مَلَكيين أكثر من الملك، واشتراكيين أكثر من أصحاب النظرية نفسها، ثم حملوا رايات السلام والصلح مع العدو، وهم في كل ذلك لا يهدفون إلاّ لخِدمة مصالحهم الخاصة، وبناء امبراطورياتهم المالية.[2]
البطل الثاني: زينب المحلاوي
شقيقة عباس وشريكته، التي صممّت أن تكون “سيدة الزمالك” بأي شكل وبأية طريقة، ومهما كلّفها تصميمها، وذلك بسبب “عقدة نفسية” من “هوانم الزمن الجميل” اللاتي لم يقبلنها أبدًا، حتى بعد الغِنى والثروة في زمن ما بعد ثورة يوليو، وكان هدفها الأساسي هو إذلالهن، وهكذا ظلت تفعل، بالإضافة طبعًا -مثلها مثل شقيقها- للطابع الإجرامي في شخصيتها!
هاتان الشخصيتان لابُدّ وأن تُذكّرانا بـ”البارونات اللصوص”، وهو مصطلح أطلقه الرئيس الأمريكي الأسبق “ثيودور روزفلت” على غالبية رجال الأعمال الأمريكيين الذين بدأوا حياتهم كلصوص وقاطعي طرق، لا تهمهم طريقة جمع المال سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة، وفي نهاية عمرهم يحاولون التكفير عن أخطائهم سواء بالتدين أو المشاريع الخيرية، وهم في ذلك -سواء رضينا أو أبينا- يتحوّلون إلى “أرستقراطية” رسّخت أقدامها في المجتمع، وهنا هو الفارق بينها وبين “بارونات مصر” الذين جمعوا المال بكل الطرق واغتنوا على حساب كل القيم والمبادئ، ومع ذلك ظلوا “طبقة طفيلية” بلا جذور أو هوية محددة، وكان ضررهم أكثر من نفعهم على المجتمع، حيث حوّلوا كل شيء لـ”سلعة” لها ثمن، يمكن شراؤها إذا كانت تلك رغبتهم. ومع أن الكاتب يُدين تلك الطبقة على طول صفحات روايته إلا أن جُلّ تركيزه كان على فترة ما بعد ثورة يوليو وحتى عصر حسني مبارك. ومع أنّ قصة “الأرستقراطية المصرية” تكاد تكون واحدة ومتكررة منذ بداياتها في عصر محمد علي باشا، وحتى حفيده الخديوي إسماعيل.. إلا أنّ هناك استثناءات قليلة تُعد على أصابع اليد.
البطل الثالث: ناديا
التجسيد الحي والضحية الكبرى لأخطاء وخطايا كل من حولها، بدءًا من والدها الحقيقي الذي “رهنها” لإتمام صفقة كبرى، مرورًا بعباس وزينب الذين “لعبوا” بمصيرها باعتبارها “كارت” على مائدة القمار، ثم حبيبها طارق الضعيف المتردد، وبعده زوجها الأول مراد الكاشف مدير مكتب وزير الحربية، وكذلك زوجها الثاني الهوائي المغامر، الذي تركها مع ابنتها وهرب من المشاكل، ثم كان خلاصُها عندما قررت أن تواجه كل “حقائق” حياتها المزيفة ولا تستسلم للابتزاز فكتبت كل شيء في كتاب ونشرته، وذلك هو الطريق الأسلم والأصح في حالة ناديا، وفي حالات الآخرين، فكشْف الحقيقة ومواجهتها (في حياة الفرد والمجتمع) وإن كان مؤلمًا بعض الشيء إلا أنه يُبدد كل المشاكل ويضمن السلامة العقلية والنفسية للفرد والمجتمع، ثم هو طريق لتصحيح المسار، أو على الأقل عدم تكرار الأخطاء.