سكستوس يوليوس الأفريقي

سكستوس يوليوس الأفريقي Sextus Julius Africanus رحالة ومؤرخ سوري مسيحي من القرن الثالث الميلاد. وقد يكون قد خدم في جيش سپتيميوس سڤروس ضد الاوسرونيين عام 195. ونعرف القليل عنه عدا أنه عاش في عمواص Emmaus بفلسطين، وأنه قد ذهب في وفد إلى الامبراطور إلاگبلوس لطلب إعادة إعمار البلدة التى أصبحت خربة. نجحت مهمته، وعمواص أصبحت نيكوپوليس.

يوليوس ولد وثنياً ثم تنصر وقد وصفه اوسابيوس (في الكتاب 6 من تاريخه فصل 31) بالأفريقي وتابعه على ذلك كثيرون من المؤرخين على أن اوسابيوس لم يذكر محل مولده ووصفه بالأفريقي يتحمل المعنى أن أسرته كانت في أفريقية ثم هاجر أجداده إلى فلسطين وسموا فيها الأفريقيين كما يسمى الآن مثلاً البيروتي من ظعن أهله من بيروت وأقاموا في طرابلس وقد قال اوسابيوس فيه في المحل المذكور أنه ألف كتباً عنونها بكلمة جستا معناها أمور عديدة أو متفرقات أو لفيف وجاء في حواشي تاريخ أوسابيوس (في طبعة مين) ما ملخصه أن عبارته هذه يلزم إسقاطها إذ خلت عنها ترجمة روفينوس ولا ذكر لهذا الكتاب في تأليف ايرونيمس ولأن الجستا كتاب في التطيب بالأعشاب والمعادن والرقوات وهذا يترفع عنه مؤلف مسيحي ولأن يوليوس الأفريقي الذي كتبه هو غير الأفريقي المؤرخ فالأول ولد في ليبيا كما شهد سويدا وغيره والثاني ولد في فلسطين في قرية عمواص كما قال اوسابيوس في الكرونيكون وكان هذا مسيحياً والأول وثنياً كما يظهر من كتاب الجستا فهذه خلاصة ما جاء في الحواشي المذكورة وعليه فنود أن نحسب يوليوس الأفريقي سورياً وإن لم يكن سورياً مولداً فلا جرم أنه سوري موطناً لأن المؤرخين الذين يعتدونه أفريقياً يصرحون بسكناه في فلسطين والذي رواه روهر بخر وغيره أنه كان من عمواص.

الكتب التي ألفها يوليوس هذا فقد ذكرها اوسابيوس في المحل المذكور وغيره من المؤرخين وهي خمسة كتب في التاريخ ضمنها ذكر الأحداث التي كانت من بدء العالم إلى محبي المسيح ثم خلاصة تاريخ كل ما كان من مولد المخلص إلى أيام مكرين الملك. وكتب رسالة إلى اوريجانس في تاريخ سوسنة الذي كان يزعم أنه غير قانوني لخلو النص العبراني عنه ولعدم مطابقته لهذا النص وروى اوسابيوس أن أوريجانس أجابه جواباً مشبعاً على هذه الرسالة وله أيضاً رسالة إلى اريستيد يوفق بها بين نسبي المسيح اللذين ذكرهما متى ولوقا ويحل ما يرد على ذلك من الاعتراضات وقد اتبع القديس اغوسطنس أولاً قوله أن يوسف خطيب مريم كان ابناً طبيعياً ليعقوب وابناً شرعياً لهالي وعن نطاليس اسكندر (في تاريخ القرن الثالث فصل 4 جزء ثالث) أنه لم يبق من تأليف يوليوس الأفريقي إلا رسالته إلى أوريجانس وبعض فقر من باقيها رواها أوسابيوس في تاريخه والقديس ايرونيمس في كتابه في المشاهير البيعيين وقد كان يوليوس من العمدة التي أرسلها أهل عمواص إلى الملك اليوكبل ووكل إليه هذا الملك تجديد مدينتهم التي كانت احرقت وسمى الرومانيون هذه المدينة نيكوبولي أي مدينة النصر هذا وقد ذكر عبد يسوع الصوباوي يوليوس الأفريقي هذا في قصيدته التي يعدد فيها المؤلفين ووصفه بأسقف عمواص (ولم نر من وصفه بهذا الوصف غيره) وإليك ترجمة قوله عن السريانية "للطوباوي الأفريقي أسقف عمواص تفسيرات في العهد الجديد وكرونيكون (تاريخ) وقال العلامة السمعاني في حواشيه المعلقة على هذه القصيدة (مجـ3 من المكتبة الشرقية صفحة 14 ("اشتهر الأفريقي في عهد الملكين اليوكبل واسكندر ساويروس وعزا إليه موسى بركيفا في كتابه في الفردوس (كما رويت مجلد 2 صفحة 129) كتاب تفسير بشارة يوحنا وذكر ذلك فيريشيوس أيضاً (في المكتبة اليونانية صفحة 270) وقد أخذ ديونسيوس بطريرك اليعاقبة أخباراً كثيرة عن تاريخ الأفريقي مما لم يجد له ذكراً في كرونيكون اوسابيوس وله مقالة في تاريخ سوسنة مثبتة مع رسالة اوريجانس إليه في هذا الشأن في الكتاب المخطوط اليوناني في المكتبة الواتيكانية وأشرت إلى هذا الكتاب في آخر المجلد الثاني من المكتبة الشرقية صفحة 513 انتهى قول السمعاني.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر