سترابون
سترابون (باللاتينية[1]: Strabo؛ باليونانية: Στράβων ؛ عاش 64 أو 63 ق.م. ـ 21 م) هو مؤرخ وجغرافي وفيلسوف إغريقي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
يعود بنسبه من ناحية أمه إلى عائلة عريقة تسنمت مناصب مهمة في بلاط ميثريداتس الخامس Mithridates الخامس (150- 120ق.م) وميثريداتس السادس الكبير. يعتقد أنه ولد في أماسيا Amasya عاصمة مملكة پونتوس Pontos على الساحل الجنوبي للبحر الأسود. درس النحو على أريستودموس Aristodemos ودرس الجغرافية على تيرانيون Tyrannion والفلسفة على زنارخوس Xenarchos وعرف بوسيدونيوس الأبامي Posidonios. اعتنق الرواقية، وكان معجباً أشد الإعجاب بالنظام الروماني ولا سيما الامبراطوري.
وتنحدر أسرة أسترابون من فرعين مختلفين، يونانى وآسيوى، ولكن كان استرابون يونانيا محضا في لغته وعاداته ولابد أن أسرته عاشت في رغد من العيش مما مكنه من أن ينال قسطا وافرا من التعليم. وبعد أن أتم أسترابون مراحل التعليم الأول في البيت أرسل إلى نيسا (بالقرب من مدينة تراليس في إقليم كاريا) حيث درس النحو والأدب على يد أريستوديموس. وفى سنة 44 ق. م (وهو في العشرين من عمره) ذهب أسترابون الى روما لمتابعة دراسته العليا. وتتلمذ على أيدى تبرانيون الأميسوسى، وهو العالم النحوى والجغرافى (ولعل هذا العالم هو الذى أجاز لسترابون الاشتغال بالجغرافيا). وكان من أساتذة استرابون كذلك كسينارخوس السليوكى في إقليم قيليقية، وهو أحد الفلاسفة المشائين. وعرف أسترابون عددا من الرواقيين أمثال بوسيدنوس وبؤيتوس الصيداوى وأثينودوروس الطرسوسى في قيليقية. ولذا صار أسترابون رواقيا متحمسا للرواقية، وأدرك ضرورة الأساطير والطقوس والأسرار الدينية لعامة الناس ولكن ديانته هو كانت (الرواقية).
كان أسترابون من أرمينيا شرقا إلى إيطاليا غربا، وزار بلاد اليونان (على الأقل كورنثة) ومصر ـ حيث صعد في النيل حتى أطرافه واستمد الكثير من معلوماته من الكتب، أى الكتب اليونانية، اذ أن ما كان من الكتب الجغرافية بلغات أخرى قليل في هذا المجال.
ويشير أسترابون في كتاب الجغرفيا إلى بعض مراحل حياته. فكان في روما في سنة 44 ق .م كما كان بها سنوات تالية 35، 31، 29، 7 ق .م وأقام أسترابون في مصر من سنة 25 إلى سنة 20 أو بعد ذلك (إذ لايمكنه في غيرها أن يحصل على جميع ما احتاج إليه من مؤلفات). (عاش استرابون متمتعا بمجده في عصر الإمبراطور أغسطس كله وبداية حكم تيبريوس (14 ـ 37م) ومن المحتمل أنه أمضى أعوامه الأخيرة في بلدته أماسيا، ومات في سنة 21م. أو بعد ذلك.
وقد أعطتنا مؤلفات أسترابون فكرة عن مجموع المعروف لدى الأقدمين. وكانت مؤلفاته وصفيه وتهتم كثيرا بالتاريخ على خلاف بطليموس الذى كان جغرافيا رياضيا اهتم خاصه بحساب درجات الطول والعرض.
موسوعة "مقتطفات تاريخية"
تذكر المصادر حول حياته أنه ارتحل من آسيا الصغرى إلى رومة التي أقام فيها بين عامي 44- 31 ق.م.، كما أمضى المدة بين 25- 19 ق.م. في مصر، ثم عاد إلى بلدته أماسيا (7 ق.م.) حيث عاش حتى وفاته. كتب إبان إقامته في رومة أول كتبه الموسوعية التاريخية بعنوان «Historika Hypomnimata» وتعني «مقتطفات تاريخية» وجاءت هذه الموسوعة في 47 كتاباً، يعتقد بأنها نُشِرَت نحو سنة 20ق.م، بقيت منها أجزاء متناثرة في كتابات مؤرخين متأخرين. ويبدو من دراستها أنها كانت محاولة من استرابون لإتمام ماكتبه پوليبيوس Polybios عن «تاريخ العالم».
شملت موسوعة استرابون تاريخ العالم المعروف وقتئذ من سنة 145ق.م، وهي السنة التي غزا فيها الرومان بلاد اليونان، حتى سنة 31 ق.م. وهي السنة التي قضت فيها رومة على آخر مملكة هلنستية في موقعة أكتيوم. وتبين شذرات الموسوعة التي بقيت أن استرابون كتب تاريخه من دون إيراد أي تفصيل إلا حينما يكون عرض التفصيل مشوقاً أو مهماً إلى حد كبير.
كتاب الجغرافيا
كتب استرابون بعد مغادرته مصر موسوعته الجغرافية بعنوان «Geographia» وجاءت في 17 كتاباً، خصص الكتابين الأول والثاني منها للتعريف بالأهداف والوسائل الخاصة بهذه الموسوعة، وذلك عن طريق نقد كتابات من سبقه وتصحيح خرائطهم. ولعل أشهر إنجازاته في هذا المجال تصحيحه خريطة للعالم كان قد رسمها إراتوستين (276-194ق.م) Eratosthenes ونقده معلومات الفلكي هيبارخوس Hipparchos (القرن الثاني ق.م) ولا سيما في مجال عدم نجاحه في وصف كوكب الأرض، ومدحه تاريخ بولوبيوس الذي تضمن في مقدمته وصفاً دقيقاً لجغرافية أوربة، كما مدح المؤرخ بوسيدونيوس الأبامي (135- 51ق.م) لمعرفته بالجغرافية الطبيعية والبشرية، وإن كان رفض نظريته حول المناطق المناخية ولا سيما فرضيته حول إمكانية سكنى البشر مناطق خط الاستواء. وصرح في مقدمة جغرافيته بأنه يكتب الجغرافية كرجال السياسة الذين يجب أن يعرفوا كل شيء عن البلاد التي يتعاملون معها.
وخصص استرابون كتبه الأربعة التالية (من الثالث حتى السادس) للحديث عن جغرافية كل من إسبانية وإيطالية وبلاد الغال (فرنسة)، ومهد لهذه الكتب بالاعتراف بأنه اعتمد على مشاهدات بولوبيوس وبوسيدونيوس إضافة إلى كتابات الجغرافي الإغريقي أرتميدوروس Artemidoros (أواخر القرن الثاني ق.م)، الذي ضمن كتابه «رحلة حول العالم المأهول» وصفاً مسهباً لسواحل أقاليم كل من إسبانية وإيطالية وبلاد الغال وحجمها. ومع أن الكتاب السابع استند إلى المصادر السابقة نفسها فإنه أفرده لوصف جغرافية حوض الدانوب وسواحل البحر الأسود الأوربية فقط، في حين خصص الكتاب الثامن والتاسع لوصف جغرافية بلاد اليونان معتمداً على كل من أبولودوروس الأثيني (القرن الثاني ق.م) ودمتريوس السكبسي Demetrios of Scepsis (ولد نحو 205 ق.م) وأبدى فيها اهتماماً ملحوظاً بجغرافية المدن التي تحدث عنها هوميروس في إلياذته. وعاد مرة أخرى في كتبه، من الحادي عشر إلى الرابع عشر، إلى وصف سواحل البحر الأسود الآسيوية إضافة إلى بلاد القفقاس وشمالي إيران وآسيا الصغرى. ويلاحظ أن استرابون أضاف إلى ملاحظاته الخاصة اقتباسات من أعمال مؤرخين محليين أرّخوا لبعض الحروب التي جرت في تلك المنطقة، أما الكتاب الخامس عشر فقد أجمل فيه استرابون حديثاً سريعاً عن الهند وفارس معتمداً بصورة أساسية على ماخلّفه مؤرخو حملات الاسكندر (356 - 323 ق.م)، وقد أفرد كتابه السادس عشر لوصف بلاد سورية ومابين النهرين وفلسطين والبحر الأحمر.
وتذكر المصادر الرومانية أن حملات كل من ماركوس أنطونيوس (83 - 30 ق.م) وأوغسطس (63ق.م - 14 م) في هذه المنطقة اعتمدت اعتماداً كاملاً على ما كتبه استرابون عنها. وميّز جغرافية مصر من غيرها (كما فعل هيرودوت من قبل) بتخصيص كتاب كامل لها ضمّنه حديثاً عن الساحل الإفريقي حتى موريتانية وهو الكتاب الأخير الذي حمل رقم 17.
وعلى الرغم من الفخر الذي كان يدوي في كتابات استرابون حول قيامه برحلات شملت المناطق من أرمينية في الشرق إلى توسكانة المقابلة لجزيرة سردينية غرباً ومن البحر الأسود في الشمال إلى إثيوبية جنوباً، فإن التدقيق فيما كتبه يثبت أنه زار أجزاء متفرقة محدودة من الأقاليم التي مرّ بها، وأنه اعتمد كثيراً على المرويات التي ذكرت له في أثناء زياراته. ومع هذا فقد أثبتت الدراسات الجغرافية الحديثة أن مؤلَّف استرابون الجغرافي احتوى معلومات دقيقة عن المسافات بين المدن والحدود بين الأقاليم والزراعات الرئيسة والأنشطة الصناعية والأوضاع السياسية والخواص العرقية والعقائد الدينية والحوادث الطبيعية كالزلازل ومنابع النفط وفيضانات الأنهر. إضافة إلى تواريخ المدن والدول ومنها الأساطير والخرافات والحروب ونتائجها. وبوجه عام تمثل كتابات استرابون أصدق رواية جغرافية تاريخية عن منطقة المتوسط والأقاليم المجاورة في التاريخ القديم.
المصادر
مفيد رائف العابد. "استرابون". الموسوعة العربية.
- الخالدون من أعلام الفكر، أحمد الشنواني، ج1، دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع، 2007.
الهامش
- ^ Strabo ("الأحول") كان مصطلحاً يستخدمه الرومان لأي شخص عيناه غير سليمتين. فوالد پومپي Pompey كان يدعى "پومپي الأحول Pompeius Strabo." المولود في صقلية، والذي دُعي كذلك لعيب في نظره جعله يرى الأشياء البعيدة كما لوكانت قريبة، فلقـِّب "Strabo."
المراجع
- Meineke, Augustus (Editor) (MDCCCLXXVII (1877)). Strabonis Geographica. Lipsiae: B.G. Teubneri.
{{cite book}}
:|first=
has generic name (help); Check date values in:|date=
(help) - Strabo in Greek, Teubner Edition. Downloadable Google Books at [1].
- "Biography of Strabo", Tufts, webpage: Bio-Strabo.
وصلات خارجية
| Strabo
]].