سبخة السيجومي
سبخة السيجومي تقع في دائرة مدينة تونس ، ويتراوح ارتفاعها بالنسبة لمستوى سطح البحر بين 8 و10 أمتار. وقد أخذت اسمها من الولي حسين السيجومي المدفون غربيها. هذه السبخة هي بحيرة مغلقة تستقبل مياه العديد من المجاري المائية الصغيرة فضلا عن المياه المستعملة في الأحياء السكنية غير المرتبطة بقنوات التطهير. و تكثر بها الطيور إذ قد يصل عددها إلى عشرات الآلاف.[1]
سبخة السيجومي
|
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التلوث
يسبح سرب من البط المهاجر في سبخة السيجومي في تونس ويقتات وسط نفايات منزلية، وبالقرب من منفذ لمياه صرف في موقع يندّد عدد كبير من محبّي الطبيعة بعدم حمايته من التلوث والعمران المتزايد من حوله.
وتُعتبر سبخة السيجومي إحدى أهم المناطق الرطبة في تونس، ويشكّل التلوث والفيضانات خطرا على الطيور المهاجرةالتي تتخذ منها سكنا في فصل الشتاء. وتمثل البحيرة خزانا لمياه أمطار الفيضانات الموسمية وتُصنف ثروة طبيعية هامّة وملاذا للكثير من أصناف الطيور المهاجرة التي تصل تونس في فصل الشتاء للتعشيش والتكاثر على غرار النحام الوردي والبط وطيور أخرى. لكن على الرغم من جمال الموقع، فهو لا يستقطب التونسيين الذين يعتبرونه نقطة سوداء جرّاء التلوث المحيط به، وقد أصبح أشبه "بمصب للنفايات".
وتسعى الحكومة إلى القيام ببعض الأعمال في المكان بينها وضع إسمنت في جزء منه، الأمر الذي يثير قلق جمعية بيئية تخشى عدم مراعاة نظام التأقلم الخاص بأسراب الطيور المهاجرة التي تتخذ من الموقع مكانا للتكاثر.
وتمتد سبخة السيجومي على 2600 هكتار. وكانت تصل مساحتها الى 3500 هكتار لكنها تقلصت بسبب تكديس بقايا عمليات البناء والردم وبسبب التمدد العمراني وتوسّع الأحياء السكانية المتاخمة. وتتركز كثافة سكانية عالية حول سواحل البحيرة حيث يقيم حوالى 50% من مجموع سكان العاصمة بمعدل 2800 شخص في الكيلومتر المربع.
وتنقسم البحيرة الى جزءين: قسمها الشمالي تتكدس فيه أكوام من النفايات الصلبة وأسراب البعوض التي تمنع أيا كان من الوقوف مطوّلا في المكان، بينما النصف الجنوبي لا يزال محافظا على طابعه الطبيعي حيث يفرد النحام الوردي أجنحته الوردية في مجموعات ويضفي على المكان جمالا. ولم تعد البحيرة قادرة على استيعاب كل مياه الأمطار بسبب ارتفاع منسوب الترسبات فضلا عن مواد صلبة تُلقى عشوائيا فيها منذ 2009، وبلغت 1,8 مليون متر مكعب، حسب الدراسات الحكومية الأولية.[2]
اعتراض أحباء الطيور
توجد مجمّعات للخردة تحتوي على ملايين الأطنان من هياكل سيارات وشاحنات وبقايا أجهزة منزلية. ويمكن مشاهدة أزواج البط تسبح وتقتات على الفضلات بالقرب من هيكل ثلاجة تآكله الصدأ.
ويقول حمدي، وهو صاحب محل تجاري بمنطقة سيدي حسين المجاورة للبحيرة وحيث الكثافة السكانية عالية، "في الشتاء تُغمر كل هذه الأحياء بمياه الأمطار وتتعطّل الحياة وحتى المدارس تقفل أبوابها". أما البعوض في فصل الصيف، "فحدّث ولا حرج".
وإزاء تدهور الوضع البيئي للموقع، بدأت الحكومة التونسية في العام 2015 إعداد دراسة للبحيرة لحمايتها من التلوث وإعادة هيكلة قنوات تجميع مياه الأمطار وتطهيرها والاستفادة اقتصاديا من الموقع عبر تجهيز مساحات للبناء. كما أن المشروع الذي تبحث الدولة عن تمويل يتجاوز الـ150 مليون دولار لإنجازه، "سينقذ رئة العاصمة ويحافظ عليها بشكل مستدام"، وفقا لنادية قويدر، المسؤولة عن مشروع التهيئة في وزارة التجهيز. لكن أعضاء في منظمة "أحباء الطيور" يعترضون.ويشيرون الى أن الموقع حاصل الموقع على تصنيف "رامسار" في العام 2007، وهي معاهدة دولية للحفاظ والاستخدام المستدام للمناطق الرطبة.
ويؤكد المنسق العلمي لجمعية "أحباء الطيور" هشام أزفزف لوكالة فرانس برس أن سبخة السيجومي هي رابع أهم منطقة رطبة في شمال إفريقيا نظرا للتنوع الحيوي الفريد الذي تحويه، إذ وصل إليها أكثر من 126 ألف طائر مائي هذا الشتاء.
ويلفت أزفزف الى أن المنظمة ليست ضد المشروع الحكومي برمته، ولكن من بين النقاط السلبية التي يتضمنها حفر السبخة وتعميقها، وهذا "سيحرم العديد من الطيور مثل أنواع من البط والنحام الوردي من الغذاء لأنهم لا يستطيعون الغوص عميقا وسيهجرون المنطقة". ويضيف "هذا المشروع إن لم يأخذ بالاعتبار خصوصية المنطقة البيئية، سيقلب النظام البيئي فيها".
مراجع
- ^ سبخة السيجومي Archived 2016-04-26 at the Wayback Machine
- ^ "سبخة السيجومي ـ ملاذ الطيور المهاجرة بتونس في خطر".