سائيگو تاكاموري

سائيگو تاكاموري
西郷隆盛
Takamori2.jpg
سائيگو تاكاموري (西郷 隆盛)
الميلاد 24 يناير 1827/1828]
كاگوشيما، اليابان
الوفاة 27 سبتمبر 1877
كاگوشيما، اليابان
المهنة ساموراي، سياسي
الكانجي لاسم "سائيگو تاكاموري".

سائيگو تاكاموري (西郷 隆盛) ع(1827-1877 م.) هو قائد عسكري وسياسي ياباني، أحد الثلاثة الكبار مع "أوكوبو توشيميتشي" (大久保 利通) و"كيدو تاكايوشي" (木戸孝允) الذين قادوا الحركة (إستعراش مييجي) التي أسفرت على إعادة الحكم للإمبراطور والقضاء على النظام الإقطاعي القديم. كان في بداية أمره من المعارضين لمظاهر سلطة نظام الـ"شوگون"، فقاد عدة حركات لإعادة السلطة الإمبراطورية، ثم انقلب في آخر حياته ضد حلفاءه فقاد حركة المعارضين وانتهى أمره بأن اختار الانتحار طواعية ("سوبوكو") بعد هزيمته أتباعه.

الولادة والنشأة

ولد في "كاگوشيما" (جزيرة "كيوشو")، من عائلة متواضعة من الـ"ساموراي"، تلقى تربية تقليدية مشبعة بتعاليم المحاربين المحليين في منطقته، تابع دروسا تعليمية في المدرسة الرسمية لعشيرة الـ"شيمازو" (島津)، أصحاب معقل "ساتسوما" (薩摩)، تعرف أثناءها على "أوكوبو توشيميتشي" (大久保 利通) ، زميله في الدراسة. كان لـ"سائيگو" بنية قوية وقامة فارعة (كان من مصارعي الـ"سومو")، ساعده ذلك في أن يشتهر بين الناس بالهمة والنشاط، فأصبح محبوبا. قام بالانضمام إلى قوات معقله المناصرة للإمبراطور التي التي كانت تحارب قوات الـ"شوگون" من أسرة الـ" توكوگاوا". غادر سنة 1854 م "ساتسوما" برفقة "شيمازو ناري-آكيرا" سيد عشيرة "شيمازو" حكام المعقل المحلي ("ساتسوما")، كانت وجهتهم العاصمة "إيدو" (اليوم "طوكيو") للمشاركة في إحدى المناورات العسكرية الموجهة ضد قوات الـ"شوگون". توفي "ناري-آكيرا" سنة 1585 م، فأصبح "سائيگو" مطاردا بعد الحملة التي شنها القائم بأعمال الشوگون "إيئي نا-أوسوكي" ضد أتباع "ناري-آكيرا". اضطر أثناء فراره من رجال شرطة الـ"شوگون" إلى أن يلقي بنفسه ورفيقه دربه الكاهن "گيشو" في خليج "كاگوشيما"، كاد "سائيگو" أن يلقى حتفه على أثرها، إلا أنه تم انتشاله وإعادة تنشيطه. أمضى الفترة التالية في المنفى في إحدى الجزر. قام أثناء منفاه بمساعدة مزارعي قصب السكر المحليين، كما أصبح ربا لعائلة صغيرة.


قائد الجيوش

سائيگو تاكاموري في زي عسكري مستوحى من الزي الپروسي.

شمله العفو سنة 1861 م فتم إطلاق سراحه، إلا أنه لم يطل به الحال حتى قام بحركة جديدة للسيطرة على العاصمة "كيوتو" (العاصمة الإمبراطورية)، كان قد استبق في ذلك سيده الجديد "شيمازو هيزاميستيو" والذي كان يطمح إلى قيادة هذه الحركة بنفسه، فغضب الأخير عليه. وجد "سائيگو" نفسه مرة أخرى في المنفى، وطال به الأسر حتى 1864 م . تم الصفح عنه مجددا، فعين رئيسا لمجلس الحرب في معقل "ساتسوما" (薩摩) ثم موفدا مع "أوكوبو توشيميتشي" إلى البلاط الإمبراطوري في "كيوتو". قاد سائيگو القوات التي واجهت جماعة المتشديدين من معقل "تشوشو" والذين حاولوا اقتحام القصر الإمبراطوري. أعلنت هدنة بين البلاطين (الـ"شوگوني" والإمبراطوري)، فأرسل "سائيگو" على رأس جيش موحد لتأديب معقل "تشوشو"، ثم فتح على أثرها الباب للتفاوض مع ممثلين عن هذا المعقل. مع قيام حملة ثانية سنة 1866 م ضد نفس المعقل أوعز "سائيگو" لأصحابه في "ساتسوما" بالتزام الحياد حتى تهدأ الأمور.

تمثال أقيم على شرف سائيگو تاكاموري في حديقة أوئي-نو والتي تعتبر من أكبر الحدائق العامة في العاصمة طوكيو

بعد انهيار النظام القديم واستقالة الـ"شوگون"، تولى "سائيجو" قيادة القوات النظامية، فقضى على الثورات في كل من "توبا" و"فوشيمي"، كما نظم عملية الانتقال السلمي للسلطة في "إدو" (والتي أصبحت تسمى "طوكيو")، كما أصر على يتم العفو عن كامل أفراد جيش الـ"شوگون" السابق.

بعد إشرافه على عملية نقل السلطة إلى الإمبراطور "مييجي" ("موتسو هيتو")، رفض كل التشريفات التي عرضت عليه فاعتزل السياسة والحكم وانسحب إلى مقاطعته الأصلية. بعد إلحاح الحكومة الجديدة، عاد إلى "طوكيو" سنة 1871 م ليرأس حكومة انتقالية بعدما غادر "أوكوبو" والعديد من كبار المسئولين البلاد إلى الغرب. أصبح القائد الأعلى للقوات سنة 1872 م ثم رقي إلى رتبة "مارشال" في العام الموالي (1873 م). بعدما قامت "كوريا" بإهانة اليابان سنة 1873 م، أصر "سائيگو" على شن الحرب عليها، وأمام رفض الحكومة القاطع لفكرته لم يجد أمامه خيار آخر غير الاستقالة.

الساموراي الأخير

سائيگو تاكاموري (جالساً، في زي غربي)، ويحيط به ضباطه، في زي الساموراي. مقالة إخبارية في لو موند المصورة، 1877.

عاد مجددا إلى "ساتسوما" وقام بتأسيس مدارس حربية حتى يشغل أتباعه من رجال الـ"ساموراي" السابقين. علمت الحكومة بالأمر فأرسلت سفينة حربية في مهمة تجريد دار الصناعة الحربية في ميناء "كاگوشيما" من الأسلحة. بعد هذه العملية ثارت ثائرة أتباع "سائيگو" على الحكومة، كان العديد منهم حانقا على الإمبراطور والحكومة بعد الإجراءات التي تم اتخاذها ضدهم منذ 1868 م (تجريدهم من الأراضي، الرواتب والحق في حمل السلاح). تطورت الأمور وأصبحت ثورة مفتوحة على النظام الجديد. غادر "سائيگو" "كاگوشيما" والتحق بالثوار، أصبح زعميهم الجديد، كان قد اقتنع باستبداد وفساد "أوكوبو" وحكومته. بعد عدة أشهر من المعارك المتواصلة ضد جيش من النظاميين، حوصرت قوات الثوار بالقرب من مغارة في "كاگوشيما". خاض "سائيگو" وأتباعه معركتهم الأخيرة يوم 24 سبتمبر 1877 م، جرح على أثرها، وتأكد من هزيمته المحقة، ففضل أن ينتحر طواعية ("سوبوكو" أو "هاراكيري") ، قام أتباعه باغتيال رئيس الحكومة "أوكوبو توشي-ميتشي" سنة 1877 م لمسؤوليته في مصرع قائدهم.

سنة 1891 م قامت الحكومة اليابانية بإصدار مرسوم عفو عن "سائيگو" نظرا لأعماله الجليلة وتفانيه في خدمة وطنه، أصبح يلقب باسم "سائيگو الكبير" كما يعده اليابانيون من الأبطال القوميين.

انظر أيضاً