ربابة
الرَبَابَة آلة موسيقية مصرية قديمة ذات وتر واحد أول من أوجدها قدماء المصريين. فهي من التراث المصري، وأكثر من يستعملها الشعراء المداحون خصوصاً في صعيد مصر. و تصنع الربابة من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية كخشب الأشجار وجلد الماعز أو الغزال وسبيب الفرس.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الاسم
الربابة بفتح الراء أي (رَبابة) وتعني السحابة البيضاء أو السوداء وجمعها (رباب) أي قطع السحاب غير المتجمع دون السحاب أو تحت السحاب المتجمع ومن أحسن ما قيل في وصف السحاب الرباب (السحاب غير المتجمع) قول عبد الرحمن بن حسان: كأن الرباب دُوَيْن السحاب.[1]
وكذلك تعني كلمة (ربَابة) الآلة الموسيقية الوترية التي نحن بصدد الكلام عنها. والربابة: الجلدة التي تجمع فيها السهام: وقيل سلفه يعصب بها على يد الرجل المريضة، واسم الربابة مشتق من هذا المعنى اللغوي. والعوام يقولون أن الجلد شد بالسبيب ـ شعر ذيل الخيل ـ من اجل ربطه على خشب الدف وكان ما تطاير منه واحد اطرافه مشدود عبثاً على وجه الجلد وهو مشدود فأحدث نغمة وأعادوا الكرة وقالوا ربا الصوت وسميت ربابة، ورأى آخر مفاده أن الجلد شد عليه الجلد، وربا صوته وشد عليه (السبيب) وقالوا ربا، أي النغم به، لتنطق (ربابة).
الهيكل
وصف الآلة
في كل وطن تأخذ الربابة شكلاً خاصاً فالربابة في الجزيرة العربية غير الربابة المغربية والمصرية والهندية والعراقية والتركية لأن شكل الربابة يختلف من بلد إلى بلد، إلا أن أجزاءها ومكوناتها ومقاييسها متفق عليها، ولكن المقياس المتفق عليه تقريباً أن يكون طول الربابة 70 سم وعرضها بين 25 ـ 30 سم وتأخذ اشكالاً متعددة منها الدائري ومنها المستطيل ومنها الحلزوني ومنها المقوس من الجانبين من أجل ضغط الصوت وحفظه ومنها البيضوي ومنها ما يأخذ اشكالاً هندسية متعددة، وأصغر هذه الآلات دائرة الربابة المصرية إلا أنها أطول ذراعاً من غيرها، والربابة السعودية تأخذ الشكل المستطيل في الغالب ومن شروط عمل هذه الآلة أن يكون الذراع 70 سم منه 35 سم للصندوق الخشبي ومنها 3 سم تبرز من الأسفل من اجل إتكاء الربابة عليها ويسمى عرش الربابة، والثقب يكون في راس الذراع يترك بينه وبين الرأس 2 سم والبقية 30 سم طول الذراع من الثقب إلى ضلع عرض الصندوق الخشبي المثقوب من منتصفه مع الجانبين، وهكذا يتم صنع الربابة على هذا التصور فان طال الذراع أو قصر فنصفه للصندوق الخشبي.
مواد صنع الربابة
تمر الربابة بمراحل عديدة من اجل أن تكتمل ويطرب صوتها وذلك يعتمد في الدرجة الأولى على مهارة صانعها واختيار النوعيات الجيدة من المواد التي تتناسب مع بعضها وتتلاءم، وذلك يعتمد على نوعية خشب الصندوق ونوعية الجلد ونوعية الذراع ونوعية السبيب وعود القوس ونوعية المواد اللاصقة أو المسامير لتثبيت الجلد على صندوق الخشب أو خياطة الجلد بجلد. ولو أخذنا على سبيل المثال صناعة الربابة في نجد فالصندوق كان يصنع من خشب الأثل، وليس كل خشب أثل لأن الأثل في نجد له قطعتان فقط وهما: مربعانية الشتاء، ومربعانية القيظ. من أجل أن يجف العود في أمه ويكون أكثر صلابة ورنيناً وحفظاً للصوت وغير ذلك لا يستحسن عمل الصندوق منه، أما الذراع فيكون من خشب الزان أو عسيب النخيل والقوس من عسيب النخيل أفضل من الخيرزان بكثير. والجلد أفضله جلد الماعز، لأن جلد الضأن يكون أكثر رقة ولا يحفظ النغمة بل يخرجها مشوشة، أما جلد الذئب يقول عنه العازفون: أنه يستحي كالذئب وياكل الصوت ولذلك لا يستحب، و«حمار» الربابة أو كما يقال ملاطفة: الفرس فهو عودان لا يتجاوز طول العود منهما 5 سم يربط الرأسين على شكل زاوية حادة بخيط من الحرير من اجل أن يرفع بها وتر السبيب عن الجلد، والقوس عند العزف كلما قرب من (الحمار) كلما كان الصوت أَحَدَّ نغمة، ومسامير صغيرة، ويفضل القمْر، تدق على أطراف الجلد، وميزان الوتر يقال له (المزوي) ويستحب أن يكون من خشب الأثل، ولذلك نوجزها في الآتي: خشب الأثل أو لوح السحار من اجل عمل الصندوق ويسمى في العارض المحمل وهو شبيه جداً بالملبن لأنه في السابق لا يسمر بمسامير، ويقال له أيضاً (القب). والشبيب من شعر ذيل الخيل أو سلك معدني، والجلد ويستحب أن يكون جلد ماعز، والذراع أو عود القب وكان في الماضي من عسيب النخيل أو الأثل، والقوس من عسيب النخيل أو الخيزران، و(الحمار) من عود العسيب أفضل، والمزوي أو ميزان الوتر من الخشب، والجاونية عطر الربابة نوع من أنواع العطور التقليدية وتساعد على شد الوتر وتوحيد النغم الذي يطرب سامعه.
أشكال الربابة ومكوناتها
تأخذ هذه الآلة الوترية اشكالاً متعددة منها الصندوق الخشبي المستطيل وهذه هي الربابة السعودية، السائدة في جزيرة العرب ومنها ما هو على شكل بيضوي وهذا الشكل السائد في المغرب العربي ومنها ما هو على شكل دائري وهذا هو الشكل السائد في العراق ومصر ومنها ما هو على شكل الكمنجة وأشكال هندسية عدة. وهناك رباب يصنع من التنك وخاصة جالون الزيت، ورباب يصنع في القديم من شن الجلدة، شن القربة. وكما هو معروف وفي المصطلح العامي الآلة مكونة من القب والذراع والقوس، فالذراع طوله في الغالب 70 سم يأخذ الصندوق «القب» 35 سم والبقية مقسمة على ذراع الوتر والمزوا والعرش، في السابق يعمل من عسيب النخيل أو خشب الأثل أو الخيزران، يحز في رأسه ويثقب ايضاًَ من أجل عود الميزان «المزوا» الذي يلف عليه خيط السبيب. أما الوتر فهو مصنوع من السلك المعدني والوتر الطبيعي من سبيب الخيل، أي ذيل الفرس أو الحصان يستحب أن يكون طويلاً تربط إطرافه بخيط حرير من اجل أن يكون الأعلى في طرف الذراع يلف على عود الميزان «المزوي» والطرف السفلي يربط في قاعدة العود عرش الربابة ولابد أن يلامس السبيب الجلد من الأسفل. أما القوس فيستحب أن يكون قطره يساوي الذراع أو يقصر عنه قليلاً والعازف المتمكن من فنه يزيد من طول قطر القوس الذي يعمل من عسيب النخيل ويربط فيه وتر على شكل قطر دائرة ويكون أكثر جمالاً إذا شد الوتر وكان قريباً من القوس بمسافة قدرها 12 سم، وتر السبيب تربط إطرافه بخيط من الحرير تربط في أطراف القوس وتشد، وكلما كان مشدوداً كلما كان أكثر عطاء للصوت الحزين. أما المزوي فهو عود من الخشب يثقب له في طرف الذراع العلوي ويحز العود من اجل أن يشد الخيط فيه ويقال له ميزان الوتر طوله لا يتعدى 10 سم. أما الحمار الذي يلطف ويقال له حصان وفرس فارتفاعه عن الجلد لا يتعدى 2 سم يعمل من عودين مستقيمين يربط رأساهما على شكل زاوية حادة من الأعلى، ويربط بخيط صغير خشية أن يقع في عرش الربابة قاعدة الذراع. أما الجلد الذي تصنع منه الربابة فافضله الماعز ويأخذ شكل القب أي الصندوق الخشبي وفي القديم يربط بسير منه على القب.
وهناك الجاونيه وهو عطر الربابة تؤخذ منه قطعة على حجم رأس الحمامة وتربط بخيط صغير في الذراع غالباً لحين الحاجة لها لدعك السبيب والوتر بها.
العربية، الفارسية، العثمانية
يقال أن نيرون بعد إحراق روما عزف على الرباب وذلك في عام 64 م، وكذلك استعملها العبرانيون والمماليك والسومريون والكنعانيون والفراعنة إلا أن المصادر الفنية المصرية تؤكد أن الطنبور هو الشائع والطنبور المصري له وتران أما الربابة فقد شاع استعمالها في مصر مع عرب الجنوب بني هلال. والتغريبة الأولى بعد القرن الثاني الهجري التي دخلت حضارة النيل ومعها بطن من سليم ولم يفترقوا إلا في برقة. المهم أن المصادر المصرية تؤكد أن الربابة لعرب الجنوب قراطمة اليمن وإذا صح ذلك فالربابة عرفها العرب في اليمن قبل العود، (المزهر)، أو (البربط) لأن أشعارهم في الجاهلية جاءت خالية من الإشارة إلى العود. ومن الباحثين من يقول أن الربابة فرعونية، وهذا يؤكد أن حضارة النيل الفرعونية سبقت حضارة اليمن الفنية. ولعل الربابة هذبت عن الطنبور الفرعوني الذي يعمل بوترين، وأخذت عنه الربابة بحيث يصبح الوتر الثاني القوس، ولكن الربابة عرفت مع عرب الجزيرة العربية بعد الإسلام لأن الشعراء في الجاهلية الذين هم اشد بني البشر في حب النغم لم ترد في أشعارهم البتة ولم نعثر على ما يبطل هذا الرأي في المصادر العلمية. أما بالنسبة لما بعد القرن الثاني الهجري فقد أوردنا رأي الحسين بن زيد الذي عاش آخر القرن الثالث الهجري والثلث الأول من الرابع الهجري، والرأي مفاده: «أن الفن بلغ في عهد خلافة المأمون والمتوكل ذروته، وكان للمغنين مكانه رفيعة يأتي بعدها الضاربون على العود، أما الجارون على الربابة فقد كانوا أدنى مرتبة». وهذه أدلة قطعية تفيد بوجود الربابة بعد عصر صدر الإسلام، ومن ذلك نستنتج أن الجذور التاريخية قديمة جداً كقدم الطنبور والشبابة، ولكن عرب الجزيرة عرفوا الربابة بدءاً من القرن الثاني الهجري بشكلها الحالي ذات الوتر الواحد، ولعل بداية القرن الثالث الهجري تعتبر البداية الحقيقية لانتشار الربابة الحالية.
قلب آسيا
اوروپا
لم تدخل الربابة عالمها الذي بدأ الاهتمام به في ألمانيا على يد العالم الألماني فيلهلم مانهارت في أول محاولة لجمع التراث الشعبي الألماني من اجل أن تتضح الصورة أكثر لعلم فن هذه الآلة الوترية البدائية، التي لم نقف على تاريخ يحدد اختراعها، هذه الآلة التي فتحت آفاقاً أمام مخترعي الآلات الوترية، الآلة التي هذبت عنها الكمنجة المقتبسة من آلة الرباب بعد انتقالها إلى أسبانيا كحضارة فنية تبعت الفتح الإسلامي بالأندلس وقد هذب عنها الغربيون أسرة لأربع آلات وترية هي: الكمان، والفيولا، والشيلو، والكونتر باص. وقد صنعوها بمقاييس هندسية لتصبح المنهج الموسيقي الجديد لعزف السمفونيات، والكونشرتو وذلك بعدما عرف الايطاليون الرباب وهذبها الفنان الإيطالي كاسباري بيرتولوي. وورد في ص 479 من الموسوعة الثقافية إشراف د. حسين سعيد (مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر 1972 ): ان الربابة آلة قديمة وترية انتقلت إلى أوروبا من عرب الأندلس وتطورت إلى الكمان.
أرخبيل الملايو
اشهر العازفين
يعتبر محمد بن صافي الذي عاش بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري اشهر عازف عرفته الجزيرة العربية على الإطلاق وقد أسس مدرسة لهذا الفن ومن تلاميذ هذه المدرسة مشعان بن مجول ونادر العواد وفهد العزيز ومحبس بن ناصر ورشيد بن مطلق وكل هذه الأسماء بلغت من الشهرة مبلغاً عظيماً حيث تربعوا على عرش صدارة الشهرة إلا أن مشعان كان أوفرهم حظاً وكذلك نادر ومحبس وفهد وبنيدر الخالد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
كيفية العزف وألحانه
إذا كان العازف أيمن أي يعزف باليد اليمنى ويمسك القوس بها، يأخذ العازف جلسته الطبيعية (التربع على طريقة أهل نجد) ويبرز احد قدميه من اجل أن يكون الضلع الأسفل من القب ـ القفص الخشبي على طرف القدم، وعادة يكون في الأسفل بروز قصير للذراع يسمى مشد الشبيب أو عرش الربابة تتكئ عليه ويده اليسرى تلامس السبيب المحاذي للذراع من أعلى وكلما جر القوس حرك أصابع اليد الأربع من الإمام والإبهام من الخلف وعادة العازفون يستخدمون ثلاثة أصابع من اجل أن تساير الجمل الموسيقية صوت المؤدي. أما أوقات العزف فليس هناك وقت محدد إلا أن الحاجة كلما تبدو ملحة لهذه الآلة يعزف عليها ولكن في الغالب أنشد الرواة ليلاً في مجالس السمر، لأن الصوت يسري مع هدوء الليل ويطرب جميل أهل المضارب، ويجب أن يكون المؤدي قد علق بحب نغمة هذه الآلة بصوتها اللطيف الذي يختلج في النفس وايضاً يجب أن يكون ماهراً في العزف عليها ويمتلك إحساساً مرهفاً وذاكرة قوية ولا بد أن يلفظ النصوص من اجل أن يؤدي الشعر بلحن يناسبه ولعازفي الربابة فلسفة خاصة في معرفة نوعية الخشب والسبيب والجلد، وكل عازف ربابة يبدأ بالهجيني وبعدما يتقن هذا اللون ينتقل إلى الصخري والهلالي والمسحوب وهذه هي الألحان الرئيسية والهجيني أكثر من نوع، والعازف الماهر يجيد السامري والمنكوس والخمشي والجنوبي والزوبعي.
انظر أيضا
- Byzantine lyra, the medieval bowed instrument of the Byzantine Empire
- Gadulka
- Gudok
- Gusle
- Kamancheh
- Kemenche
- Kobyz
- Lijerica
- Lyra of Crete
- Rebec
- Rubab (instrument)
الهوامش
المصادر
- Margaret J. Kartomi: On Concepts and Classifications of Musical Instruments. Chicago Studies in Ethnomusicology, University of Chicago Press, 1990
وصلات خارجية
| ربابة
]].- Turkish Rebab Master Ibrahim Metin Ugur
- Rebab
- The Rebab
- Arabic rababa photo
- nuke.liuteriaetnica.it
- FERNWOOD, an American music group that uses a Rebab.
- Matthaios Tsahouridis