ذوقان الهنداوي
ذوقان الهنداوي (23 يونيو 1927 - 2 يوليو 2005) رئيس الديوان الملكي الأردني, ونائب رئيس الوزراء ووزير التعليم.
ولد معالي الأستاذ ذوقان الهنداوي بتاريخ 23/6/1927 في منزل والده الشيخ سالم باشا الهنداوي الكائن في مضافة آل الهنداوي والمتفرعة عن عشيرة الخصاونة العريقة والتي تقطن شمال الأردن منذ أواسط القرن الثامن عشر.
وقد درس في الكلية العربية في القدس وحصل على الثانوية الانجليزية من جامعة لندن ودرجة البكالوريوس من جامعة القاهرة في التاريخ والماجستير من جامعة ميريلاند الأمريكية في التعليم المتطور.
تولى مناصب وزارية عديدة على مدار ثلاثين عام من 1965 إلى 1995 ومنها نائب لرئيس الوزراء ووزير دولة ووزير للتربية والتعليم ورئيس الديوان الملكي الهاشمي والإعلام وسفير فوق العادة للأردن في الخارج ونائب منتخب من الشعب، كما عين عضو مجلس أعيان ونائب أول للرئيس ورئيس عدد من لجانها ومنها الخارجية والتربية عدة مرات إلى عام 2004.
من أهم وابرز مؤلفاته كتاب القضية الفلسطينية والذي تم يدرس في الصف الثالث الثانوي في الأردن إلي عام 1996 وقد كتب مذكراته والتي تحتوي، كما صرح بعض المؤرخين الذين اطلعوا على بعض أجزائها، على الكثير من المواقف التاريخية والإسرار الحساسة ولكن لم يتم نشرها لليوم لأسباب سياسية.
يحمل الهنداوي العديد من الأوسمة العالمية رفيعة المستوى من عدد كبير من الدول والمؤسسات الدولية.
توفي المرحوم ذوقان الهنداوي في 2/7/2005 ودفن في المقابر الملكية الهاشمية تكريما له قرب ضريح الملك حسين بن طلال وزملائة الامير زيد بن شاكر والشريف عبد الحميد شرف.
وهو ذوقان بن سالم بن هنداوي بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين بن علي بن ابراهيم بن حمد بن عيسى بن صالح بن موسى بن حمد بن عبد الله بن علي بن محمد ابو الفيض بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
ولد المرحوم ذوقان الهنداوي في منزل والده سالم باشا الهنداوي الكائن في مضافة آل الهنداوي في قرية النعيمة في عام م1927 فقد بنى جده الهنداوي مضافة آل الهنداوي ، لتشكل الأراضي الزراعية التي حولها مع مضافة أبو جابر في ذلك الوقت في منطقة الوسط الإقطاعيتين الزراعتين الأوائل في المملكة ، قرية النعيمة جغرافياً تعد حلقة الوصل مابين سلسلة جبال عجلون وسهول حوران ولذلك فقد عرف عن أهلها أنهم جمعوا بين صفات أهل الجبل من الشجاعة والجسارة والجرأة والإقدام والثبات على المبدأ وقول الحق مهما كان مع صفات أهل السهل من البساطة والطيبة والانفتاح وتقبل الرأي الآخر.
والده سالم باشا الهنداوي عرف عنه حبه لوطنه وعروبته الأصيلة ، كان أحد زعماء الشمال المعروفين ، ومن أقرانه سليمان باشا السودي ، وراشد باشا الخزاعي ، كان عضواً في المؤتمر الوطني الأول والمجلس التشريعي الأول في المملكة ، قاوم الانتداب البريطاني بشدة سجن على أثرها هو وأقرانه الزعماء ونفوا لفترة من الزمن ، بعد عودته استمر في مقارعة الانتداب وفي دعم الثورة الفلسطينية بإمدادها بالسلاح والمؤن والرجال في الأربعينيات ، بالإضافة إلى بعده القومي والوطني والعروبي فقد عرف سالم الهنداوي بتواضعه الجّم ومساعدته المتواصلة للمحتاجين فقد قام بفتح مضافة الهنداوي لكل سائل وعابر سبيل ومحتاج فكان يأوي المحتاجين ويطعمهم ويلبسهم ويقضي حوائجهم كافة قبل أن يتركهم يعودوا إلى مقاصدهم. في هذه البيئة بحب الوطن والأمة والمشبعة بالخير وحب الناس ، ولد ذوقان الهنداوي ، أكمل سنواته الابتدائي الثلاث الأولى في مدارس النعيمة ، انتقل بعدها إلى مدينة اربد لينهي دراسته حتى الصف الثامن ، وتحدث معالي الدكتور أحمد الهنداوي قائلاً وكان يروي لنا المرحوم كيف أنه كان يمشي يومياً بالسير على أقدامه مسافة عشرين كيلومتر ما بين النعيمة واربد صباح مساءاً يحمل معه كتبه وغموسه ، كان يستغل فترة السير ليذاكر دروسه التي لا تحتاج إلى كتابة مثل اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والدين ، ويؤجل الدروس التي تحتاج إلى حل ليدرسها على ضوء القناديل في المساء في المضافة ، وبعد أن أنهى الصف الثامن كان في المملكة في ذلك الوقت تختار اثنين من أوائل لكل منطقة في المملكة لابتعاثهم إلى الكلية العربية في القدس. فكانت تختار اثنين من اربد واثنين من عمان واثنين من السلط واثنين من الكرك ليتم امتحانهم شفهياً وتحريرياً ومقابلتهم لابتعاثهم فقد ذكر ذوقان الهنداوي عن تلك الفترة قصة أن وزير المعارف في تلك الفترة هو المرحوم سمير الرفاعي ، ووالده سالم باشا كان منفياً في ذلك الوقت ، فنصحه أهله وعائلته بان لا يذهب للمقابلة بحكم الوضع السياسي لوالده في ذلك الوقت ولكنه صمم على أن يذهب وكان يقول إذا كان لي نصيب في هذه البعثة فإن شاء الله فستكتب لي ، وبالفعل تتم المقابلة الأولى مع المرحوم سمير الرفاعي ، وسأله عن نفسه ودراسته وطموحاته المستقبلية ، ومن ثم اجر الامتحانات الكتابية والشفهية ، ثم قابله المرحوم سمير الرفاعي بعدها ليخبره أنه بالرغم أن والده في ذلك الوقت في الأربعينيات كان من المعارضين السياسيين وبالرغم من أنه منفي في ذلك الوقت إلا أن ذوقان الهنداوي الطالب في الصف الثامن بتفوقه استحق الابتعاث إلى القدس ، وبالتالي تم ابتعاثه إلى الكلية العربية التي كانت تعتبر المدرسة الاميز في ذلك الوقت ، أنهى دراسته في الكلية العربية بتفوق ليتم ابتعاثه إلى جامعة لندن في بريطانيا ليحصل على شهادة الثانوية (الماتريك) الفلسطينية بتفوق.
ابتعث مرَّة أخرى إلى جامعة فؤاد الأول بما يعرف الآن بجامعة القاهرة وحصل على البكالوريوس في التاريخ بامتياز في عام 1950 بدأ حياته المهنية بعدها معلماً في وزارة المعارف حيث بدأ التدريس في مدرسة الكرك في 1951 وكان له أجمل الذكريات حول تلك الفترة ، والكرك في الخمسينات كانت تنبض بالبعد العروبي والبعد القومي وكان ذوقان الهنداوي في ذلك الوقت شاباً قيادياً مؤمناً بهذا التوجه وقد تتلمذ في تلك الفترة على يديه العديد من رجالات الأردن الحبيب الذين تبوأوا مواقع قيادية في مراحل لاحقة ومنهم دولة الأستاذ مضر بدران ودولة الدكتور عدنان بدران ومعالي الدكتور سعيد التل والمهندس علي السحيمات بعدها عمل المرحوم في مدرسة اربد الثانوية ليتم ابتعاثه في أواخر الخمسينيات إلى جامعة ميرلاند في الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على رسالة الماجستير.
بعد حصوله على رسالة الماجستير من جامعة ميرلاند ، عمل مدير لدار المعلمين في القدس في بيت حنينا لمدة خمسة سنوات ، ومدير لدائرة الشؤون الاجتماعية في وكالة الغوث عام م1962 ، مما ساهم في توحيد علاقاتهم مع الأهل في فلسطين وتشبعه بقضيتهم العادلة ، فسنوات الدراسة وسنوات العمل في فلسطين كلها ، بالإضافة إلى الخلفية العائلية القومية والعروبية ساهمت في صقل شخصية ذوقان الهنداوي وتكوين منظومة من المبادئ والأخلاقيات التي التزم بها طوال حياته.
وأضافت على البعد القومي والعروبي والتشبع بالقضية الفلسطينية التي تجلت في بعض أوجهها في مؤلفاته ومن أبرزها كتاب القضية الفلسطينية الذي كان يدرس في المرحلة الثانوية لسنوات طويلة ، تلاها عمله كملحق ثقافي في القاهرة عام 1964 ومن ثم وكيل وزارة الإعلام ، إلا أن طلب المرحوم وصفي التل عام 1965 لينضم إلى وزارته وزيراً للإعلام ويقول معالي الدكتور أحمد الهنداوي واذكر أن المرحوم قد قص علينا الطريقة التي دعاه فيها وصفي التل للانضمام إلى الحكومة بالرغم من المعرفة العامة لوصفي التل إلا أنه لم يكن هناك معرفة شخصية بينهما بشكل مباشر فعندما دعاه وصفي التل قال له بالحرف أنا لا أعرفك أبا محمد ولكن اعرف عنك الشيء الكثير وأنا كرئيس للحكومة قمت بوضع الأسس التي أريد أن اختار وزارتي في الحكومة على أساسها فالمعيار الأول هو حب هذا الوطن والانتماء إليه والتفاني في خدمته ، والمعيار الثاني هو الاستقامة والنزاهة والبعد الثالث هو العمل الصادق والدؤوب في خدمة الناس دون مطمع أو مطمح فكان المرحوم وصفي التل قد اعد هذه الأسس واحضر من عرف عنهم الكثير واستمر في الحكومات التي بعدها لمدة ثلاثين عام إلى أن استقال من حكومة عبد السلام المجالي عام 1994.
وأضاف دولة طاهر المصري عن الحس العروبي عند ذوقان الهنداوي قائلاً :"كان واضح هذا الشعور لكن في بعض الأحيان لأنه كان وزير في وزارات متعددة كان هناك ظروف معينة في تركيبة سياسية معينة فقد كان نائباً وظروف معينة للنيابة تتعلق بمنطقته النيابية وتكتلات نيابية كان ربما يضطر في بعض الأحيان إلى المسايرة لكن الخط العريض لفكر ذوقان بتصرفاته وسياسته فكر عروبي بالدرجة الأولى لا يتنازل عنه إطلاقاً.
المصادر
- جريدة الدستور الاردنية, عدد: 26/07/2007, رقم العدد :15528 اوراق اردنية * من الرعيل الاول * معالي الأستاذ ذوقان الهنداوي
- القرار العربي