دفيئة

الدفيئات الملكية في لايكن، بروكسل، بلجيكا. مثال على عمارة الدفيئة في القرن التاسع عشر.

الدفيئة greenhouse (أو الصوبة الزراعية أو البيت الزجاجي أو الزراعة المحمية)، هي مبنى أو مجمع تنمو فيه النباتات. تتراوح مساحة هذه المنئأت من حظائر صغيرة إلى مباني على نطاق صناعي. الدفيئة المصغرة تعرف باسم الإطار البارد. تزرع النباتات في الدفيئات لحمايتها من تأثير العوامل البيئية الخارجية غير المستقرة، وتأمين الشروط الضرورية لنموها وتطورها بغية الحصول على إنتاج مبكر جيد النوعية في غير موسمه المعتاد (الطبيعي)، وزيادة إنتاجية وحدة المساحة والتوفير في كميات المياه اللازمة للري وتنظيم عمليات التسويق.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأنواع

تكون الدفيئات إما مفردة، أو متصلة، مؤلفة من عدة دفيئات متلاصقة من دون وجود فواصل أو جدران فيما بينها. تأخذ الدفيئات المفردة أشكالاً مختلفة منها القبة الكروية، ونصف الدائري، والسندي، والجمالوني المنحدر الجوانب، والجمالوني المتناظر بالانحدار الجانبي، والمثبت على المباني، وتأخذ الدفيئات المتصلة شكل الأنفاق المتعددة أو المضلعات أو شكل أسنان المنشار.


الأغطية اللدائنية واستعمالاتها المختلفة

الأشكال الهندسية للدفيئات المحمية المفردة.

تستعمل الأغطية اللدائنية في تغطية جميع أشكال الدفيئات المحمية بما فيها المنفوخة (المدعومة بالهواء)، والأنفاق المنخفضة منها والمتنقلة، وفي التغطية الأرضية وعمل القبعات اللدائنية الواقية، وفي إقامة مصدات للرياح وتظليل الخضراوات وتعبئة المنتجات الزراعية، وخزن البذور وتبطين قنوات الري، كما تستعمل اللدائن في صناعة أنابيب الري وأوعية إنتاج الشتول وخزانات المياه، وخيوط تربية النباتات المتسلقة عليها، وشرائط لتغطية أماكن تطعيم الغراس.


تقسم الأغطية اللدائنية المستعملة في الأغراض الزراعية إلى مجموعتين:

- أغطية مرنة، وتشمل الأنواع الآتية:

  • پولي إثيلين
  • كوپوليمر
  • پولي فينايل كلوريد
  • پولي إثيلين تيريفتالات
  • پولي فينايل فلوريد
  • پولي پروپيلين
  • إثيلين فينايل أسيتات
  • أغطية صلبة، وتشمل:
  • فايبرگلاس: يستعمل بديلاً للزجاج في تغطية الدفيئات على اختلاف أشكالها بسبب مرونته.
  • پولي فينايل كلوريد الصلب: بلاستيك مقوى بألياف زجاجية على شكل شبكة. يستعمل فقط في تغطية الجزء العلوي من الواجهات الأمامية والخلفية للدفيئات لزيادة مقاومتها للرياح.

الاستخدامات

تتجلى الأهمية الاقتصادية للدفيئات في تكثيف الإنتاج، زيادة استثمار الأرض، والمنتجات الغذائية وتحقيق عائد اقتصادي جيد للمزارع. أما الأهمية الزراعية فتبدو في النمو السريع للنباتات، النضج المبكر، والإنتاج المرتفع، إضافة إلى إمكانية الزراعة في المناطق التي لا يتوافر فيها المناخ المناسب أو التربة الصالحة.


دفيئة الألپ

التاريخ

Cucumbers reached to the ceiling in a greenhouse in Richfield, Minnesota, where market gardeners grew a wide variety of produce for sale in Minneapolis, circa 1910
دفيئة من القرن التاسع عشر في ڤايلبورگ، ألمانيا.

هولندا


طماطم صغيرة في دفيئة على النطاق الصناعي في هولندا.


التحكم بالشروط البيئية داخل الدفيئات

التحكم في درجة الحرارة

  • بالتدفئة: تتعدد الطرائق المستخدمة في التدفئة باختلاف مصادر طاقتها:

- التدفئة الطبيعية (بالطاقة الشمسية): تعتمد على الطاقة الحرارية الناتجة من الأشعة الشمسية النافذة من خلال الغطاء إلى داخل الدفيئة. ويميز نظامان لها:

- نظام التدفئة بالماء: يعتمد على امتصاص الحرارة الفائضة عن حاجة الدفيئة في ساعات السطوع الشمسي بوساطة مجمعات شمسية، ثم تخزينها للاستفادة منها في ساعات الليل أو في الفترات الحرجة.

- نظام التدفئة بالهواء: يعتمد على امتصاص الطاقة الإشعاعية بوساطة مجمعات شمسية هوائية. وذلك بسحب الهواء المحصور في داخلها بعد تسخينه بوساطة مضخة هوائية، ثم دفعه في أنابيب خاصة إلى الخزان المعزول.[3]

  • التدفئة الاصطناعية: تستخدم طرائق عدة تختلف في مبدأ عملها. ويعتمد بعضها على تدفئة الهواء، أو تدفئة التربة، أو تدفئة التربة والهواء معاً. ومن أهمها:

- التدفئة بالماء الساحن: تعتمد على تسخين الماء في مراجل خاصة إلى درجة حرارة 70ـ80 ْم، ثم دفعه بوساطة مضخة دورانية في شبكة من الأنابيب تمتد إما تحت سطح التربة وبين خطوط الزراعة لتدفئة التربة، أو تكون مثبتة على أعمدة هيكل الدفيئة فوق سطح التربة لتدفئة الهواء.

- التدفئة بالبخار: تعتمد على غلي الماء في مرجل خاص، وحين يصل ضغط البخار الناتج إلى حد معين (0.35كغ/سم2) يندفع موزعاً في شبكة الأنابيب الممتدة داخل الدفيئة.

- التدفئة بوساطة الموزع الحراري: باستخدام جهاز التدفئة بالهواء الساخن لكن من دون عمل الحراق.

التحكم في الإضاءة

يكون التحكم في الإضاءة من خلال شدة الإضاءة ومدتها سواء بالزيادة أو النقصان.

  • خفض شدة الإضاءة: بتغطية الدفيئات بشباك تظليل لدائني تسمح بنفاذ ما بين 50ـ60% من الأشعة الشمسية، أو بأغطية بعثرة الأشعة الشمسية مثل ألواح الفايبرغلاس الملونة أو بطلي أغطية الدفيئة من الخارج بالكلس.
  • زيادة شدة الإضاءة باستخدام الإضاءة الاصطناعية بوساطة مصابيح الزئبق أو الصوديوم ذات الضغط العالي، أو مصابيح الصوديوم ذات الضغط المنخفض، أو بالاختيار الأمثل لشكل الدفيئة واتجاهها والعناية بنظافة غطائها.
  • تقصير الفترة الضوئية باستخدام أغطية سوداء من القماش أو البلاستيك، أو باستعمال ستائر عاكسة للضوء.
  • زيادة طول الفترة الضوئية بتعريض النباتات لإضاءة اصطناعية عدة ساعات يومياً (2ـ3 ساعات) بعد غياب الشمس.

التحكم في نسبة ثاني أكسيد الكربون

يغنى الهواء داخل الدفيئات المحمية بغاز ثاني أكسيد الكربون بإحدى الوسائل الآتية: بفتح النوافذ والأبواب (تهوية الدفيئة)، بإضافة مواد عضوية متخمرة وتهيئة الشروط المساعدة على تحللها، بعزق التربة. كما يمكن حرق بعض المواد الهدروكربونية مثل البارافين والكيروسين، أو غاز البروبان، أو البوتان، والميتان، أو بتبخير ثاني أكسيد الكربون السائل المضغوط في أنابيب ممتدة بجانب النباتات، أو باستخدام ثاني أوكسيد الكربون الصلب (الثلج الجاف) بوضعه في أوعية معلقة في أماكن متفرقة من الدفيئة.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التحكم في رطوبة الهواء النسبية

وذلك بالإقلال من كمية الأشعة النافذة إلى داخل الدفيئة، أو بري النباتات على فترات متقاربة، أو بترطيب الهواء بين الريات برش ممرات الخدمة والجدران الجانبية للدفيئة، أو بالتهوية المترافقة مع التبريد.

طبيعة الأوساط المغذية

تجرى الزراعة داخل الدفيئات إما في تربة زراعية، أو في أوساط بديلة.

  • التربة الزراعية: تحضر وفق المراحل الآتية:

بداية يجرى التخلص من بقايا المحصول السابق، ثم تروى التربة بالماء وتترك لتجف قليلاً حتى تنخفض رطوبتها إلى 50-60% من السعة الحقلية، تحرث بعدها لعمق 30-35سم وتمشط. يضاف بعد ذلك السماد العضوي المتخمر بمعدل يختلف بحسب نوع السماد (1م³ سماد بقري، أو 1/2م³ سماد أغنام أو خيول، أو 1/5م³ زرق دواجن لكل100م² من مساحة الدفيئة). يخلط السماد مع التربة ثم تعقم الأرض للقضاء على الآفات المرضية والحشرية وبذور الأعشاب، إما حرارياً بالبخار، أو كيمياوياً باستخدام معقمات التربة، أو طبيعياً بالإشعاع الشمسي، أو بيولوجياً بزراعة بذور الفجل الزيتي ثم قلب نباتاتها في التربة وتغطيتها بشرائح من اللدائن لمنع تسرب الغاز الناتج من عملية التخمر.

يتبع ذلك حراثة عميقة للتربة ثم تخطيط التربة ونثر كمية السماد الأساسي والمكونة من 75-100 جرام من سوبر الفوسفات الثلاثي و50-60 جرام من سلفات البوتاسيوم لكل متر مربع من مساحة الدفيئة. ويفضل إضافة سلفات المغنيزيوم بمعدل 40-50 جرام ونترات الأمونيوم بمعدل 20-30 جرام للمتر المربع إذا كان السماد العضوي المضاف فقيراً بهما. وتخلط الأسمدة مع التربة بفلاحة سطحية، ثم يعاد تخطيط الدفيئة تمهيداً لزراعتها.

الأوساط البديلة من دون تربة: سواء احتوت على وسط صلب مثل الرمل، أو الحصى، أو القش، أو الصوف الصخري وغيرها، أم لم تحتو عليه كما هي الحال في تقنية الغشاء المغذي والمزارع الهوائية.

أهم النباتات المستزرعة وخدماتها

تعد الطماطم أهم محاصيل الدفيئات المحمية على الصعيدين المحلي والعالمي، يليها الخيار ثم الفلفل والباذنجان والكوسا والفاصولياء والبطيخ الأصفر، علاوة على بعض الخضراوات الورقية كالملوخية والخس والبقدونس.

تنحصر خدمات هذه المحاصيل في الترقيع لتحقيق التجانس في سرعة النمو، والتسليق لتأمين المجال المناسب للنباتات، فضلاً عن توفير الحاجات الضرورية للنمو، ولاسيما في الفترات الحرجة من ري وتسميد وتهوية ومكافحة. إضافة إلى عمليتي التربية والتقليم.

تقطف الثمار عندما تصل إلى الحجم المناسب بحسب النوع المزروع. وتختلف المدة بين القطفة والأخرى بحسب الصنف والشروط الجوية السائدة، ولاسيما شدة الإضاءة ودرجة الحرارة.

أهم الآفات

تتعرض الخضراوات داخل الدفيئات المحمية للإصابة بعدة أمراض أهمها: أمراض الذبول، البياض الزغبي، تبقع الأوراق، العفن الأبيض (العفن الاسكليروتيني)، العفن الرمادي (البوتريتس)، البياض الدقيقي، اللفحة المتأخرة، واللفحة المبكرة. كما تصاب بعدد من الڤيروسات منها ڤيروس موزاييك التبغ (البندورة)، وڤيروس موزاييك الخيار، وڤيروس إصفرار أوراق الطماطم وتجعدها.

كما تصاب بالحشرات وأهمها: التربس والمن، الذبابة البيضاء، الديدان القارضة، ديدان الأوراق، وديدان الثمار ونيماتودا تعقد الجذور، والعناكب الحمراء.

الآفاق المستقبلية

كي تكون هذه الزراعة مربحة، ومخففة لتلوث البيئة، يجب التوسع باستخدام مصادر الطاقة الشمسية البديلة، والاستفادة من حركة الرياح، والتقليل من المبيدات والملوثات ذات الأثر المتبقي وذلك باعتماد الزراعة العضوية، والمكافحة المتكاملة، مع الحفاظ على أعلى محصول من وحدة المساحة، وفي حدود الإنتاج الاقتصادي للمحاصيل المزروعة.

انظر أيضاً

المصادر

الهوامش

  1. ^ ICONS of England | Culture24
  2. ^ Beard, Matthew (18 December 2001). "The Eden Project". London: The Independent. Retrieved 2009-10-06. The commercial success of the lottery-funded Eden Project, the world's largest greenhouse, was confirmed yesterday by a report which showed it had generated £111m for the local economy since it opened eight months ago. {{cite news}}: Italic or bold markup not allowed in: |publisher= (help)
  3. ^ متيادي بوراس. "الزراعة المحمية". الموسوعة العربية. Retrieved 2015-04-05.

المراجع

قراءات إضافية

  • صالح العبيد، الزراعة المحمية ـ البيوت الزجاجية والبلاستيكية (دار الشرق العربي، بيروت 1993).
  • متيادي بوراس ونبيل البطل وسليم حداد، الزراعة المحمية (الجزء النظري) (منشورات جامعة دمشق 1992).
  • أحمد عبد المنعم حسن، تكنولوجيا الزراعة المحمية (المكتبة الأكاديمية، القاهرة 1999).
  • المنظمة العربية للتنمية الزراعية، دراسة حول الزراعة المحمية في الوطن العربي والمشروعات اللازمة لتطويرها ووقايتها (الخرطوم 1995).
  • P.BORDES, Greenhouse and Cultural Techniques. Standards for Greenhouse in France. (Plasticulture 1986).
  • J.W.MASTALERZ, The Greenhouse Environment (John Wiley and N.Y. Sons 1997).
  • Bakker, J.C. "Model Applications for Energy Efficient Greenhouses in the Netherlands: Greenhouse Design, Operational Control and Decision Support Systems". International Society for Horticultural Science. Retrieved October 8, 2012. (يتطلب اشتراك)
  • Campen, J.B. "Greenhouse Design: Applying CFD for Indonesian Conditions". International Society for Horticultural Science. Retrieved October 8, 2012. (يتطلب اشتراك)


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية