خلدون النقيب
خلدون النقيب (و. 16 ديسمبر 1941 - ت. 27 أبريل 2011)، كاتب ومفكر كويتي. كان أول كويتي يتولى عمادة كلية الآداب في جامعة الكويت (1978 ــ 1981) و(1986 ــ 1992) وشغل كذلك منصب رئيس قسم الاجتماع سنة 1991 ــ 1992.
كان خلدون النقيب أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الكويت ورئيس مجلس ادارة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة]. [1] وهو حاصل على الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة تكساس الأمريكية عام 1976. وعمل النقيب رئيساً لقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت بين عامي 1991 و1992، وشغل خلال الفترة ما بين 1986 و1988 منصب عميد كلية الآداب بالجامعة، وترأس بين عامي 1983 و1986 نشرة العلوم الاجتماعية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
ولد الدكتور خلدون النقيب في 16 ديسمبر 1941 في الكويت، ويعتبر من أبرز المثقفين وعلماء الاجتماع العرب، وله عدد من الإصدارات الفكرية ذات البعد الاجتماعي والسياسي، كما كتب مقالات أسبوعية في عدد من الصحف الخليجية والعربية. وقد حصل النقيب على البكالوريوس في علم الاجتماع من جامعة القاهرة في عام 1963، والماجستير في علم النفس الاجتماعي من جامعة لويفيل الأميركية عام 1969، ثم الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة تكساس في عام 1976.
شغل منصب مساعد عميد، ثم عُين عميداً لكلية الآداب في جامعة الكويت مرتين: في سنوات 1978 - 1981 و1986 - 1992، ليكون بذلك أول كويتي يشغل هذا المنصب، وشغل منصب رئيس قسم الاجتماع في سنتي 1991 و1992، وأسس ثم ترأس بين عامي 1983 و1986 نشرة العلوم الاجتماعية (النشرة الإنجليزية). وأسس مجلة "حوليات كلية الآداب" عندما تولى عمادة كلية الآداب، وانضم إلى أسرة كُتّاب جريدة "القبس" منذ عام 1985 حتى نهاية التسعينات.
أدخل خلال عمله الإداري برامج الإرشاد والتوجيه الطالبي إلى جامعة الكويت، وشارك في عدد من اللجان الأكاديمية، كاللجنة الاستشارية لمدير جامعة الكويت (1986)، ولجنة توحيد معاهد إعداد المعلمين (1987)، واللجنة التنفيذية لإنشاء كلية التربية (1980)، فضلاً عن عضويته الدائمة في اللجنة التي تعد لإنشاء برامج للدراسات العليا في العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت. وكان عضواً في المجلس التنفيذي للجمعية الدولية لعلم الاجتماع (إسبانيا) منذ سنة 1988، وعضو الجمعية العربية لعلم الاجتماع منذ سنة 1985، وعضو أكاديمية نيويورك للعلوم، وشارك في لجنة التحكيم لجائزة سعاد الصباح في سنة 1991، ولجنة تحكيم جائزة السلطان عويس في العلوم والدراسات الاجتماعية في سنة 1992، كما شغل عضوية مجالس تحرير "المجلة الدولية لعلم النفس الاجتماعي التطبيقي" (جون وايلي) التي تصدر باللغة الإنجليزية. ونال في سنة 1992 جائزة «كونا» للإبداع الصحافي عن دراسته: "تحليل المؤشرات الإحصائية والسياسية لانتخابات أكتوبر في الكويت" وهي من جزئين.
مؤلفاته الأكاديمية وإسهاماته المعرفية
للفقيد عدد من البحوث والدراسات المنشورة في الدوريات العلمية، وله كتب عدة منشورة هي: "دراسات أولية في التدرج الطبقي الاجتماعي في بعض الأقطار العربية" (1980)؛ ثم "تساؤلات حول بعض الملامح الخاصة بالمجتمع العربي وتاريخه" (1981)؛ "المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية (1987)؛ "ثورة التسعينات: العالم العربي وحسابات نهاية القرن" (1991)؛ "الدولة التسلطية في المشرق العربي المعاصر" (1991)؛ "الأزمة الدستورية في العالم العربي: العلمانية والأصولية وقضية الحرية" (1994)؛ "صراع القبيلة والديمقراطية: حالة الكويت" (1996)؛ "في البدء كان الصراع: جدل الدين والأثنية، الأمّة والطبقة عند العرب" (1997)؛ "آراء في فقه التخلف: العرب والغرب في عصر العولمة" (2002).
من أهم بحوثه "التنبؤية لآراء ابن خلدون"؛ "الخليج بعد الأزمة: رؤية مستقبلية" (1991)؛ "التركيب السكاني وسياسة القوى العاملة" (1991)؛ "نموذج الدول النفطية: تجارب الدول الخليجية وليبيا في تحقيق الرفاهية الاجتماعية وأهم التحولات المعاصرة وأثرها على هذا التوجه" (2005). كما كانت له مساهماته الصحافية التي نشر عبرها مقالاته ودراساته مثل دراسته عن "الثقافة العربية أمام تحديات القرن المقبل"، و"المشكل التربوي والثورة الصامتة: دراسة في سوسيولوجيا الثقافة" و"اطار استراتيجي مقترح للتنمية العربية" و"الرعاية الاجتماعية في الميزان"، علاوة على دراسات نشرها في جريدة "القبس" الكويتية بعنوان "قضايا القبس الملتهبة".
رائد عربي في علم الاجتماع
يعتبر خلدون النقيب أحد أهم العلماء العرب في علم الاجتماع، وكانت له مواقفه الفكرية اللصيقة بأحوال المجتمع العربي وقضاياه. وتميز النقيب باستعراضه العديد من الأحوال السياسية في العالم العربي، فكتب عن التقهقر والتأزم السياسي العربي، وشيوع عقلية "البازار" في السياسة العربية التي تجعل من كل شيء قابلاً للبيع والتفاوض، وكتب عن بنية الدولة التسلطية في المشرق العربي، وإضعافها التنمية والحياة الإنسانية في المجتمع العربي.
كما ناضل ونافح كثيراً عن فلسطين، وكان له موقف فكري لا يهادن أمام الصهيونية واسرائيل، فضلاً عن آرائه السياسية الجريئة، فكتب في القبس في سنة 1992 موضحاً أن دخول القوات الغربية إلى المنطقة لا يهدف إلى دعم المؤسسات الشرعية والدستورية الديمقراطية في بلدان الخليج، بل إلى السيطرة المصلحية للغرب على ثروات المنطقة.
بالإضافة إلى تنبهه وتحليله الواعي للنظام العالمي الجديد، كتب بطريقة علمية تجريبية تبين ملامح الاستغلال والغزو الرأسمالي والعولمي الجديد لبقية العالم، كما في كتابه "آراء في فقه التخلف: العرب والغرب في عصر العولمة" وغيرها من كتاباته.
أسس النقيب "سوسيولوجيا خليجية" تتبنى معالجة المشاكل البنيوية العميقة في هذه المنطقة. فكتب عن العقلية الصراعية، وعقلية القبيلة "المحدّثة"، وعقلية الاستبداد الأبوي التي تورث التسلط في مؤسسات المجتمع وأرجائه، والعلل التي تضعف المواطنة، والممارسة المدنية في الدولة العربية الحديثة، كما بحث بعمق المشكلات الخليجية المتعلقة بمفاهيم مثل "القبيلة" و"الديمقراطية" و"الدولة الريعية"، كما جاء في كتابي "الديمقراطية والقبيلة: حالة الكويت"، و"المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية من منظور مختلف". وتعرض النقيب إثر الكتاب الأخير للتوقيف والمحاكمة بتهمة "قلب نظام الحكم" ولكن أطلق سراحه فيما بعد بكفالة.
كان النقيب على الدوام ذلك المفكر الحر الذي صرف حياته في العمل والإنتاج والبحث الدؤوب والتعليم الأكاديمي حتى يوم وفاته.
وفاته
توفي في 27 أبريل 2011 بعد إصابته بأزمة قلبية.
مرئيات
حوار لخلدون النقيب. |