خالد بن محفوظ
خالد بن محفوظ (و. 1949 - ت. 16 أغسطس 2009)، رجل أعمال سعودي والمالك السابق للبنك الأهلي التجاري وعضو الجمعية العمومية لمؤسسة عسير للصحافة والنشر.
وكان خالد بن محفوظ واحدا من أشهر رجال المال والبنوك في السعودية، كمــا حصل على المرتبة 24 في قائمة أغنى 50 شخصية عربية في العالم في العام 2008 بثروة تقدر بنحو 3.2 مليارات دولار، متراجعا 3 مراتب عن العام 2007 والــذي حصده بثروة تبلغ 3.35 مليارات دولار بحسب القائمة التي تعدها وتنشرها سنويا مجلة أربيان بيزنس الإلكترونية.
وهو الابن الثاني لسالم بن محفوظ تاجر العملات الشهير الذي طور عمله ليؤسس أكبر وأهم مصرف في المملكة العربية السعودية، البنك الأهلي التجاري سابقا، وكان الوريث لثروة أبيه في البنك خلال 20 عاماً.[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
في عام 1912 قدم والده الشيخ سالم مع إخوته إلى الحجاز من حضرموت ماشياً على الأقدام وكان حينها في السادسة من العمر. وبعد عدة أعوام لاحظ الشيخ سالم أن معظم الأعمال التجارية كانت تتم في مدينة جدة، فانتقل إليها عام 1935م واستقر بها. وأسس بعدها هو وصالح وعبد العزيز كعكي شركتهم التي تعنى بالمعاملات المصرفية، ثم تم تحويلها إلى "البنك الأهلي التجاري" بعد اجتماعه بوزير المالية حينها الشيخ عبد الله سليمان واقتراحه عليه بأنه قد حان الوقت لأن تتحرر المملكة من سيطرة البنوك الأجنبية ليكون لها مصرفها الخاص، ومن وقتها كان تأسيس البنك الأهلي عام 1953.[2]
وفي عام 1949 ولد للشيخ سالم ابناً اسماه خالد، والذي كان ترتيبه الثاني بين إخوته. وكان خالد الابن المفضل عند والدته التي كانت تحبه كثيراً، وقد يرجع ذلك إلى كونه مصاباً بمرض السكري منذ صغره درس خالد بمدارس الفلاح بجدة ثم أكمل دراسته في لبنان وقيل إنه درس بـكلية (فكتوريا) بمصر، ثم أرسله والده إلى المملكة المتحدة ليدرس بمدرسة وهي مدرسة معروفة ببريطانيا كان يدرس بها أبناء زعماء بعض الدول مثل جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية (سابقاً) وغيرهم بالإضافة إلى أبناء الشخصيات الكبرى ببريطانيا فضلا عن أبناء بعض العائلات السعودية المعروفة كأبناء الميرة وبن لادن تحمل المسؤولية في سن مبكرة، حيث تزوج في العشرين من عمره وهو مازال في بريطانيا، ثم انتقل إلي مدينة نيويورك الأمريكية ليتدرب في لمدة سنتين أو ثلاث ليعود بعدها إلى جدة ويعمل متدرباً في قسم العلاقات الدولية بالبنك الأهلي.
الحياة العملية
وتدرج الشيخ خالد بعد ذلك في السلم الوظيفي بالبنك حتى تقلد منصب الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي في الثمانينات. وصعد نجم الشيخ خالد عندما قدمه الشيخ سالم بن لادن إلى الملك فهد شخصياً لتتوسع دائرة علاقاته الشخصية بشكل كبير بعدها، حتى يقال إنه هو الذي صنع البنك الأهلي بعلاقاته الواسعة وكان من رواد الصناعة المصرفية، وكان ذا عقلية متفتحة وصاحب خبرة طويلة كما ذكر البروفيسور عبد الرحيم ساعاتي المتخصص في الصيرفة والتمويل.
ومن أهم القرارات التي اتخذها الشيخ خالد في تاريخ البنك الأهلي التجاري هو قراره الجريء بتحويل إدارته من مؤسسة عائلية ذات مسؤولية محدودة تلعب فيها العلاقات والمصالح الشخصية دورا رئيسياً إلى شركة مساهمة تدار بشكل مؤسساتي منظم بحيث إن لمجلس الإدارة كامل الصلاحيات في اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة البنك.
وفي عام 1997 باع أكثر من 20 % تقريبا من حصته في البنك بقيمة 1.8 مليار دولار أمريكي لمستثمرين سعوديين، وبعدها قام ببيع 50 % من حصة العائلة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. وفي عام 2002م باعت العائلة مجدداً ما تبقى من حصتها لنفس الصندوق. وكان الشيخ خالد رغم هذه الخطوة لا يزال يعتبر أحد كبار المستثمرين السعوديين داخل وخارج المملكة، حيث كانت له –رحمه الله- استثمارات في إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وغيرها وكان جريئاً في اتخاذ قراراته، رافق والده وبذل زهرة شبابه في العمل. كما كان محاوراً جيداً، صبوراً لأقصى حد، يحب النكتة ويعشق الفروسية, وقد كان دائما – بحسب أحد زملائه المقربين رفض ذكر اسمه - يكرر قول: الحمد لله على كل حال الكرم والخير كما عرف عنه كرمه وحبه للخير، ويذكر الأستاذ فاروق عيد -خبير مصرفي ومسؤول سابق بالبنك الأهلي- أن أحد المسؤولين في الشؤون الصحية طلب مقابلة الشيخ خالد ليسأله التبرع بمبلغ لإنشاء مركز للسرطان بجدة، فسأله الشيخ عن تكلفة المركز، فأجاب المسؤول أن المشروع سيكلف 70 مليون ريال سعودي، فأمر الشيخ خالد بشيك وصرف له المبلغ كاملا. ويذكر أنه سأل مرة عن والد أحد موظفيه كان مريضا, فأجابوه أنه يحتاج إلى العلاج في الخارج، فأمر بنقله في طائرته الخاصة وتكفل بدفع نفقات علاجه كاملة من حسابه الخاص. هذا فضلا عن أعمال الخير الأخرى كإرساله الطلبة للدراسة في الخارج على نفقته دون مقابل، ومساهماته الاجتماعية والرياضية ودعمه الكبير للجمعيات الخيرية عامة.
أنشطة أخرى
وبعيدا عن خبراته البنكية الواسعة وتجاربه الثرية في مجال المال والأعمال كان خالد بن محفوظ شاعرا غنائيا يكتب تحت اسم مستعار (الناصر) وتغنى بقصائده عدد كبير من المطربين السعوديين والعرب. كما كان رجلا محبا للرياضة وخصوصا كرة القدم، ويعد عضوا شرفيا فاعلا وداعما في نادي الاتحاد السعودي أحد أكبر الأندية العربية جماهيرية. كما يملك الراحل حصصا مقدرة في شركات ومؤسسات صحفية بينها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، الذي يعد ابنه عبدالرحمن عضوا في مجلس إدارتها، كما يملك حصة من أسهم مؤسسة عسير للصحافة والنشر، وهو عضو في جمعيتها العمومية.
نقد
كان اسم الشيخ خالد من بين أكثر الأسماء جدلاً في العالم المصرفي وخاصة في نظر الأمريكان بسبب ارتباطه بالعديد من القضايا الجدلية مثل قضية بنك الائتمان والتجارة الدولي الذي واجه اتهامات كثيرة متعلقة بتمويل المنظمات المشبوهة وغسيل الأموال وتجارة السلاح وكان الشيخ من بين كبار الملاك له.
ورغم النجاحات التي حققها الشيخ خالد إلا أن القضايا المالية بدأت تطارده. واجهه في حياته الكثير من الشائعات التي تتهمه بدعم الإرهاب, وكانت صحيفة "ميل أون صنداي" قد نشرت مقالة صحفية في أكتوبر عام 2002 م بعنوان «مصرفي من تكساس تابع لابن لادن يطارد بوش» في ملحق "فايننشال ميل أون صنداي"، زعمت فيه وجود علاقة مصاهرة بين خالد بن محفوظ وأسامة بن لادن، وأنه –رحمه الله - شارك في تمويل أنشطة بن لادن الإرهابية. فرفع عدة دعاوى على متهميه وكسب عام 2004م واحدة من القضايا المرفوعة في المحاكم البريطانية والبلجيكية ضد صحفيين وكتاب اتهموا بالقذف والتشهير بحقه.
وأعلنت المحكمة العليا في لندن عن التعويض المالي والاعتذار الكامل المقدمين من ناشر صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية ومسؤول التحرير بيتر رايت، والصحفي جيرمي بيتون، وذلك كتسوية نهائية للدعوى القضائية المرفوعة ضد الصحيفة بالقذف والتشهير بحقه، إضافة إلى نشر اعتذار رسمي في الصحيفة.
ورفعت ضده العديد من القضايا التي تتهمه بتمويل الإرهاب لارتباطه بمؤسسات مالية وتجارية وضعتها الولايات المتحدة على القائمة السوداء مثل صندوق "الموفق" الخيري الذي كان يديره المليونير ياسين القاضي ومصنع الشفاء في السودان الذي يمتلكه رجل الأعمال صلاح إدريس والذي بدأ مسيرته التجارية من البنك الأهلي التجاري.
وقد نفى الشيخ خالد مراراً ما تردد بأن له أي اتصال مع تنظيم القاعدة أو أن يكون البنك الأهلي التجاري يقوم بتمويل القاعدة. وقد كسب العام الماضي قضية في المحكمة البريطانية العليا برأ فيها اسمه وأثبت فيها أنه لا علاقة له بالإرهاب على الإطلاق، وذلك بعد أن اكتشفت المحكمة أن الكتب التي كتبتها الكاتبة راشيل اثيرنفلد قد لفقت له ولأبنائه قصصاً غير صحيحة.
وفاته
توفى الشيخ خالد بن محفوظ في 16 أغسطس 2009، إثر أزمة قلبية مفائة في قصره بحي الأندلس بجدة بالسعودية.