حصار نومانثيا (مسرحية)
هذا الموضوع مبني على مقالة لابراهيم العريس. |
حصار نومانثيا The Siege of Numantia | |
---|---|
كتبها | ميگل ده سرڤانتس |
الشخصيات | الرومان: Scipio, Jugurtha, Caius Marius, Quintus Fabius Numantines: Theogenes, Caravino, Marquino, Marandro, Leonicio, Lira الرموز: إسپانيا، نهر دويرو والروافد الثلاثة، الحرب، Pestilence، الجائع، المجاعة |
اللغة الأصلية | الإسپانية |
الموضوع | سقود مدينة نومانثيا الإسپانية في أيدي الرومان |
الصنف | تراجيديا تاريخية |
المشهد | نومانثيا، 133 ق.م. |
حصار نومانثيا The Siege of Numantia (إسپانية: El cerco de Numancia)، هي تراجيديا تأليف ميگل ده سرڤانتس تدور حول حصار نومانثيا. تنقسم المسرحية إلى أربع فصول (أيام). وتعد حصار نومانثيا من أشهر أعمال سرڤانتس المسرحية، الذي تم نشره عام 1585 في مدريد.[1] واستلهم الكاتب هذه التراجيديا التي كتبت في عصر النهضة من هزيمة مدينة نومانثيا التاريخية في حروب كلت شبه جزيرة أيبيريا على يد الإمبراطورية الرومانية في القرن الثاني قبل الميلاد. وقد قام سكان المدينة، بعد التأكد من أنه لا مفر من الهزيمة، بحرقها ثم الانتحار؛ وقد نجا منهم 50 شخصًا، قام القائد الروماني كورنيليو الأفريقي بالسير بهم إلى روما للاحتفال بالنصر. وتشتمل المسرحية على بعض التأثيرات من التراجيديا الكلاسيكية. ويظهر الوطن والتضحية الجماعية في مواجهة حصار الجنرال إسيبيون كموضوعًا رئيسيًا في العمل،[2] إضافة إلى الجوع الذي يقدم جزءًا من المعاناة الوجودية للإنسان الذي يبرز في صورة شخصيات رمزية والتي تتنبأ بدوره في مستقبل مجيد لإسپانيا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحبكة
كتبها سرڤانتس في مدريد بين 1581 و1583، لكنها لم تطبع في المرة الأولى إلا في عام 1784.
مسرحية حصار نومانثيا التي يقارنها كثر من مؤرخي الأدب ونقاده، بأهم أعمال شكسبير ومارلو بل حتى اسخيلوس، قائلين أنها بالنسبة إلى الأدب المسرحي الإسپاني تحتل مكانة تحتلها مسرحيات هؤلاء في آداب بلادهم، اقتبسها سرڤانتس من حادثة تاريخية حقيقية وقعت في عام 133 ق.م. وتتعلق بتدمير مدينة نومانسيا، التي كانت «مدينة حرة» على يد القائد شيبيون اميليان، بعد حصارها فترة طويلة من الزمن ومقاومة سكانها للغزاة المحتلين في شكل نادر في تاريخ المدن. لقد دام حصار نومانسيا في الواقع التاريخي زمناً، لكن سرڤانتس عرف للضرورات المسرحية كيف يحصر الحصار في أربعة ايام، بل إنه كتب تحت عنوانه المسرحية أنها مأساة فجائعية تقع في أربعة «أيام» بدلاً من أن تقع في أربعة فصول كالمعتاد.[3]
في الواقع التاريخي، كما في المسرحية، تجرى الأحداث بعد أن يقرر مجلس الشيوخ الروماني، إذ حاول سكان مدينة نومانسيا، الواقعة في ما يعرف لاحقاً بإسپانيا، كما حاول مسؤولو المدينة أن يتمردوا على إرادة السلطة الرومانية، يقرر مجلس الشيوخ هذا ارسال القائد شيبيون لتحضير حصار المدينة. ويرافق شيبيون في زحفه، منذ البداية أخوه كونتوس فابيوس والعسكريان الكبيران گايوس ماريوس وگورگورنا. في البداية وفيما يكون شيبيون منهمكاً في تقريع جنوده بسبب تقاعسهم في إبداء القسوة تجاه المدينة، يصل وفد من سكان هذه الأخيرة، محاولاً ان يفاوضه للوصول الى استسلام مشرف. ولكن يبدو واضحاً في تلك اللحظة أن شيبيون قد يكون راغباً في أن يستسلم أهل نومانسيا إليه، لكنه يريد لذلك الاستسلام ألا يكون مشرفاً على الإطلاق. ومن هنا يردّ أعضاء الوفد على أعقابهم معلناً بكل صراحة (أو وقاحة بالأحرى) بأنه لا يريد أن يدخل المدينة المفاوضون، بل المنتصرون. هنا يبذل المحاصرون محاولة جديدة، إذ يجدون أن انتصار شيبيون على الطريقة التي يريد سيكلف الجانبين كثيراً من الدماء، والضحايا، فيسألونه عما اذا لم يكن من الافضل ان تخاض مبارزات فردية بين الغزاة وسكان المدينة، تقرر من المنتصر، مقترحين للمعركة الحاسمة واحداً من أكبر أبطالهم وهم واثقون انه سيُهزم أمام شيبيون وبالتالي سيمكن هذا الأخير ان يعلن لنفسه انتصاراً كبيراً. لكن شيبيون يرفض هذا الحل ايضاً، بالنسبة اليه إما الانتصار التام أو لا شيء.
هنا أمام هذا التعنت الذي يبديه الغازي الروماني يقرر أهل نومانسيا حفظاً لكرامتهم أمام التاريخ على الأقل، أن ينظموا طلعة مباغتة تفاجئ العدو وتأخذه على حين غرة. ولكن لما كان من الواضح أن هذا الهجوم سيكون انتحارياً لا أكثر، تقف نساء النومانسيين رادعات أزواجهن أو أولادهن عن خوض تلك المخاطرة. وعند ذلك يبدو واضحاً ان الحصار سينتهي بزوال أهل نومانسيا. لذا يسارعون الى احراق كل ما يملكون. فيما يقوم الرجال بقتل جماعي للنساء والاطفال، قبل أن ينتحروا جماعياً بدورهم. وكان من الواضح من هذا انهم طالما ان القدر اختار لهم الفناء والهزيمة، فلن يسمحوا لقائد الأعداء أن يدخل الى المدينة مظفّراً امام أبنائها وقد أذلهم ذلك الانتصار. سيدخل شيبيون المدينة، أجل، ولكن على جثثهم. لن يجد سوى الحرائق والجثث. فأي انتصار له سيكون هذا؟ وبالفعل يفنى كل أهل المدينة بحيث إن القائد الروماني حين يدخلها «مظفراً» لن يجد سوى الموت في انتظاره. لكنه سيجد ايضاً طفلاً يدعى فيريات، نفذ بجلده من المقتلة الجماعية الانتحارية. ولكن حتى فيريات هذا، ما إن يرى شيبيون وجنوده يتقدمون من حصن كان التجأ اليه، حتى يرمي بنفسه من أعلى البرج: هو الآخر لا يريد أن يقع في أيدي العدو. وهذا الجزء الأخير المتعلق بالطفل فيريات، ليس موجوداً في التاريخ الرسمي المكتوب لحصار نومانسيا ودمارها، والذي استخدمه تسربانتس للحصول على المعلومات التي شكلت عصب المسرحية، بل هو استقاه من أغنية شعبية كانت متداولة في اسبانيا في ذلك الحين وعنوانها: «هكذا دمر شيبيون نومانسيا»، وقيل دائماً انها، أي حادثة الطفل، تنتمي في الحقيقة، الى تقاليد حكائية أخرى لكن الحس الشعبي الاسباني اراد أن يضيفها الى حكاية الحصار بغية إضفاء مزيد من الحس التراجيدي والتطوعي عليه.
مهما يكن من أمر، من الواضح أن تسربانتس، حين انكب على كتابة هذه التي ستعتبر منذ ذلك الحين أقوى مسرحية فجائعية تاريخية انتجها الأدب المسرحي الإسپاني في كل الازمنة، قرأ بعمق تاريخ المدينة وحصارها، لكنه قرأ بعمق أيضاً مسرحية اسخيلوس الكبيرة «الفرس»، إذ ثمة الكثير من التشابه في المواقف، وحتى في الأحداث التاريخية بين المسرحيتين، لا سيما أن المسألة في الحالين تتعلق بمحاصرة مدينة من جانب أعدائها، وانتحار سكانها بدلاً من الاستسلام المهين. لكن الفارق الأساس يكمن في أن تسربانتس عقد البطولة في مسرحيته للجموع التي عبّر الكورس وأناشيده، عنها بكل قوة، بحيث إن البطولات الفردية راحت تمر عرضاً، وحتى تشكل في مجموعها تلك البطولة الجمعية التي اراد تسربانتس التركيز عليها، في معرض رغبة مزدوجة: من ناحية تمجيد تاريخ اسبانيا وشعبها في شكل جماعي، ومن ناحية ثانية، اعلان موقف واضح من الحرب، كل حرب، على اعتبار انها ليست في نهاية الأمر سوى مجزرة، ودمار للمهاجم وللمدافع، للظالم والمظلوم.
المصادر
- ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
- ^ خطأ في استخدام قالب template:cite web: Parameters url and title must be specified
- ^ "«حصار نومانسيا» لتسربانتس: لا ينتصر الديكتاتور إلا على جثث الشعب!". جريدة الحياة اللبنانية. 2014-02-01. Retrieved 2014-02-06.