حامد ندا
حامد ندا (19 نوفمبر 1924) ، هو رائد السيريالية الشعبية المصرية طاف بنا من خلال فنه شطآن الأسطورة فانتزعنا من واقعنا لنعيش معه ذلك الإحساس الغامض الساحر لديه بالذكرى والسحر القديم ليس بالشكل فقط بل باللون ذى الاهتزازات السحرية الخفيفة وعالمه الأسطورى المتمرد. [1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
ولد الفنان حامد ندا بشارع (التلول) بحى القلعة أعرق أحياء القاهرة في يوم 19 نوفمبر عام 1924. انتقل ليمضى صباه في قصر يملكه جده (بالبغالة) وفى الحى القديم عاش حامد ندا طفولته الأولى في عالم ساحر خاص يسيطر على أبنائه الفقر والخرافات والدجل والشعوذة ومن ثم جاءت رسوماته معبرة عن الإنسان المثقل بملامح الإحباط والاستسلام للخرافات والمجهول.. ذلك الإنسان االمأساوى الذى نراه في كل أعمال حامد ندا في فترة الأربعينات. ثم شكلت قراءات ندا الخاصة في مرحلة الدراسة الثانوية الوجه الآخر في رحلة استكشافه لعالمه المحسوس.
المراحل الفنية
فنه في الأربعينيات
في هذه المرحلة وجه ثقله الفنى والفلسفى تجاه نقد المجتمع بسلبياته وشخوصه المستغرقين في أحلام اليقظة لذلك جاءت رؤيته الأولى رؤية نقدية لاذاعة سوداوية ولكن فيها بصيص من الأمل. وقد انعكس هذا الأمل من خلال رسومات الخلفيات في لوحات المرحلة الأولى، فرغم ملامح شخوص مرحلته الأولى بصمودها الاستاتيكى كأنها تماثيل حجرية تتألم في صمت مهيب تغلفها نزعة تشاؤمية إلا أنه كان هناك أمل ما فقد كان يعمل على تجسيم شخوصه بقوة ليؤكد وجودها. ومن أبرز أعمال هذه المرحلة لوحة (داخل المقهى عام1948) و لوحة (رقاد القط عام1948) و (المتعبد والسحلية 1947) و(القبقاب 1947) و(الدراويش 1947) و (العصافير 1948)
فنه في الخمسينات
كانت بداية هذه المرحلة بعد تخرجه من الكلية الملكية للفنون الجميلة 1951، ومع انضمامه للجمعية الأدبية المصرية التى كانت تضم بين محرريها د.طه حسين، د. سهير القلماوى، د. عزالدين اسماعيل والشاعر صلاح عبدالصبور، وفى هذه المرحلة حدث لشخوص (ندا) نوع من التسطيح بعيد إلى حد ما عن التجسيم النحتى الذي التزم به في الأربعينات كما تأكد لديه أن الفراغ يجب أن يكون على نفس الأهمية كالشكل تماما وفى هذا كان يتحتم عليه أحيانا أن يميز الفراغ بلون أكثر تباينا من الخلفية. وفى هذه المرحلة خرج (ندا)إلى اتجاه أكثر حرية وأكثر مبالغة في التعبير عن جسم الإنسان مع التركيز على استطالة بعض الأعضاء عن الأخرى وكانت هذه المرحلة بمثابة رؤية أكثر تحررا من سالفتها في إبداع الشكل وفى إدماج العناصر الزخرفية معه بطريقة متوازية في الكيف.. وفى هذه المرحلة ظهر بوضوح مدى تأثره بالتراث المصرى القديم كشكل ولون، فرسوماته أصبحت وكأنها إمتداد طبيعى للرسوم الحائطية الفرعونية بألوانها وحركاتها الجانيية المسطحة . ومن أبرز أعمال تلك الفترة لوحات (الحصان الأزرق 1958) و(الجزيرة القائمة)و(الحزن والفرح 1955) والفتاة والسمك 1955)و(حديث المحبين 1955)و(انشودة الصباح 56)و(الفجر 1958) و(الليل والنهار 60).
فنه في الستينات
تنوعت العناصر في هذه المرحلة عموما فكانت هناك اهتمامات أخرى للحيوان كالقط والسلحفاة وأيضا المراكب والشموس والأقمار وأخذ الشكل الرمزى الذى يحتوى كماً من المعانى يتجه للمعانى المبهمة، وفى نفس الوقت أطلق أفكارا سياسية، ولكن اللون الرمادى كان ملازما في غالبية أعمال الفنان وقد يكون نتيجة تأثره بالثورة الصناعية أو الجو الرمادى العام الذى سيطر على العالم من حولنا فكانت لوحات (إفريقيا والاستعمار 1963) و(كينيا والاستعمار) ثم هيروشيما. ومن أعمال تلك المرحلة (التوأمتان)و (أيوب المصرى)و(حسن ونعيمة ) ورغم اختفاء أطراف شخوصه إلا أنهم يبدون لنا وكأنهم في منتهى الحيوية لما تحتويه اللوحة من تنغيمات لعناصر تشكيلية شعبية وكتابات وحروف ظهرت بشكل واضح وكأنها عنصر أساسى يدعم اللوحة وجزء هام له مقوماته.. وقد كانت الكتابة كعنصر تشكيلى هام تحتوى داخل حروفها الإنسان والحيوان.
فنه في بداية السبعينات
مع بداية 72 بدأت مرحلة أخرى اعتمدت على المساحات الصغيرة 20سم ×20سم رسم فيها ما لا يقل عن مائة وثمانين لوحة من الحجم الصغير وما بعد 1973 عادت الموضوعات العامة إلى لوحاته بعيدا عن لوحات للاستعمار والسياسة وقد يرجع ذلك إلى إحساسه بالاستقرار فأنجز لوحة (صندوق الدنيا 76) وعادت الألوان أكثر مرحا وصفاء. وظهرت لوحات (الحصان والقمر 1974) و(المبروك74)و(الريف 74) و(المباراة 75) و(الحديث75)و(أمونة 75)و( مسيرة التعمير 76) .
فنه في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات
وفى هذه الفترة يعود (ندا) مرة أخرى إلى الأسلوب التراجيدى الواضح وأحيانا التهكمى لمظاهر الحياة معتمدا على رؤيته السريالية التي تميز بها منذ البداية.. وظهرت في أعماله استعارات تشبيهية كالإنسان في صورة حيوان مصوغا صياغة سيريالية أقرب إلى الحلم منه إلى الواقع، وكذلك بالألوان الغريبة عن نظائرها بالطبيعة ولاتمت بأية صلة بحياتنا اليومية.. وهذه المرحلة مميزة تهبنا المدلول التهكمى أحيانا والمأساوى أحيانا أخرى، وفى خلفيات اللوحة وفراغاتها تنتشر أشكال تجريدية مبهمة زرقاوية أحيانا رمادية أو درجات مخففة من الأبيض المشوب بالأحمر القرمزى أو البنى أحيانا أخرى، تنم عن انفعالات وأحاسيس غير مدركة ولاملموسة. وأبرز أعمال هذه المرحلة (خيول برية 81) و(البلاج 81) و(ورقصة شعبية 81) و(أسطورة شعبية 81) والديك والقمر 82) و(نعى حافظ إبراهيم لمصطفى كامل 83) و(القاهرة 83) و(فى الليل لما خلى 83) و(من الجمالية 83) و(امرأة وقط 84).