حادثة نطنز
حادثة نطنز، في 2 يوليو 2020، حيث اندلع حريق وانفجار حوالي الساعة الثانية صباحاً بحسب التوقيت المحلي في مصنع إنتاج أجهزة طرد مركزية في مرفق التخصيص النووي بمدينة نطنز الإيرانية.[1][2] أعلنت مجموعة تسمى "فهود الوطن" مسئوليتها عن الحادث.[3]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحادث
صباح 1 يوليو حمل تصريحاً مقتضباً ولافتاً من المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي: "حادثة في احدى المستودعات قيد الانشاء خارج مبنى مفاعل نطنز النووي دون خسائر بشرية أو خطر أو تأثير على نشاط المنشأة، والجهات ذات الصلة من الخبراء تتحقق من أسباب وقوع الحادثة". أعلنت مجموعة تدعى "فهود الوطن" مسئوليتها عن الهجوم.[4]
إسرائيل
نقلت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية نقلت عن مصدر عسكري إسرائيلي إن التفجير في مفاعل نطنز النووي الإيراني "جزء من مساعي إحباط البرنامج النووي الإيراني"، وأن الحديث يدور عن "تأخير في البرنامج النووي الإيراني، لكن ليس لفترة طويلة، فلدى إيران 1700 كيلوجرام من اليورانيوم المخصّب، وهي كمية تجعلها على بعد أشهر من عتبة إمتلاك مستلزمات القنبلة".
بدوره، علّق ألون بن داڤيد، المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية على الأمر، مشيراً إلى حذر في إسرائيل من الرد الإيراني، مؤكداً في الوقت عينه أن التفجير "استهدف مختبرًا جرت فيها اختبارات على أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً وتسرّع من وتيرة تخصيب اليورانيوم، وكانت ستُنصب في المنشأة تحت الأرض". وقال بن داڤيد إن التفجير "أدّى إلى ضرر كبير للبرنامج النووي الإيراني"، شارحاً أن الانتقال إلى مرحلة متطورة من أجهزة الطرد المركزي هو المرحلة المقبلة لإيران. وحذّر من أن الاستعداد لا يجب أن يكون لرد إيراني ميداني أو عسكري عبر إطلاق الصواريخ ، "إنما لردّ إيراني سيبراني"، وهو الأمر الذي وضعه رئيس معهد الأمن القومي الإسرائيلي عاموس يدلين على رأس سيناريوهات الرد الإيراني المُتوقع في حال اتهام إسرائيل بالمسؤولية عن هذه الأحداث، لكن يدلين في الوقت نفسه وسّع مروحة توقعاته، مضيفًا إمكانية الرد الإيراني عن طريق ضربة صاروخية من سوريا أو هجوم من وراء البحار.
حوادث متزامنة
في منتصف ليل 25-26 يونيو 2020، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية صورة لضوء برتقالي يضيء منطقة شمالي شرق طهران. الڤيديو الأول ظهر فيه شخص يتحدث عن وقوع انفجار في منطقة بارديس، ثم ڤيديو ثان وثالث، وبدأت الأخبار تتواتر.
ونشرت فرناز فصيحي، الصحفية الإيرانية-الأمريكية في نيويورك تايمز على تويتر في وقت لاحق من تلك الليلة مشيرة إلى أن بعض التقارير تشير إلى أن الموقع الذي حصل فيه الانفجار هو بارشين، وهذا موقع عسكري توجه اتهامات لطهران بأنها قامت فيه بنشاطات نووية. بارشين نفسه كان نقطة كبيرة خلال المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1، اذ كانت المطالبات بشكل دائم لإيران بالسماح بدخول المفتشين إليه في ظل رفض إيراني مستمر.
كانت التقارير تتناقل عبر وسائل التواصل دون أي تأكيد رسمي حتى ظهر خبر على وكالة فارس المقربة من الحرس الثوري يتحدث عن مشاهدة المواطنين الإيرانيين لضوء برتقالي دون تحديده. القناة الإخبارية التابعة للإذاعة والتلفزيون في إيران نشرت الخبر، وخلال دقائق قليلة كانت المواقع الإيرانية تقدم تدريجياً سردية إيرانية رسمية للحدث مفادها أن انفجارا وقع في خزان للغاز، فيما حسمت وكالة أنباء إيسنا شبه الرسمية أن الانفجار في شرق طهران ناجم عن انفجار خزان غاز صناعي في إحدى منشآت وزارة الدفاع، ليخرج المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية في تصريح للتلفزيون الإيراني ويؤكد أن الانفجار وقع في مخزن للغاز الصناعي في أحد مواقع الوزارة في منطقة بارجين شرقي العاصمة.
كان لافتاً للإنتباه مسارعة السلطة الإيرانية للتعامل وتقديم سرديتها للحدث وبالتالي الحد من عملية التكهن والتوقع والشائعات، ولكن السؤال الذي كان يُطرح في غير مكان، ما الذي تسبب حقاً في الانفجار؟ هل كان حقاً تسرباً للغاز أم أن المعركة انطلقت رحاها كما فوق الحزام تحته. أمر إضافي تحدثت عنه بعض الأوساط في طهران: هل شهدت تلك الليلة انفجاراً واحداً أم انفجارين؟ فناحية بارديس التي قيل بداية إن الانفجار وقع فيها تبعد عن بارشين ما يقارب ال50 كيلومتراً. هذا التساؤل عززه تقرير لنيويورك تايمز تقول فيه إن الانفجار وقع في منشأة خجير للتصنيع الصاروخي شمالي بارشين، وقد نشرت الصحيفة صورة أقمار اصطناعية عن موقع Planetlabs تشير فيه إلى وجود آثار انفجار على الموقع المذكور. لا يستطع أحد تأكيد أو نفي هذه المعلومة.
وبينما كان الانشغال في تحديد مكان ونوعية الانفجار، كانت الصحافة الإسرائيلية تلمح إلى إمكانية ان يكون الهجوم سيبرانياً لكنها رمت المسؤولية فيه على الغرب، على حد ما كتب أليكس فيشمان في يديعوت أحرونوت.[5]
خلال أيام كانت سماء طهران تشتغل مجدداً بلهيب انفجار في منطقة تجريش شمالي طهران. تسرب في خزانات الاوكسجين في مركز سينا أطهر الصحي ليلة 30 يونيو أدى للانفجار، جاءت الرواية الإيرانية سريعاً قبل حتى أن تبدأ التكهنات، وقبل حتى الإعلان عن عدد الضحايا الذين وصل إلى 19. لكن هذا لم يمنع التكهنات ربطاً بالحادثة السابقة، مع ذلك لم يكن هناك من فرضيات قوية وصلبة في ظل حقيقة أن المنطقة مفتوحة للعامة والمركز الطبي هناك معروف ومن غير الممكن أن تكون في المنطقة منشآت لأغراض عسكرية أو نووية.[6]
في 4 يوليو، وقع انفجار جديد في منشأة للإنتاج الكهرباء في زرقان بالأحواز. الرواية الرسمية تحدثت عن ارتفاع في حرارة الماكينات أدى إلى نشوب الحريق. تبع هذا الانفجار تسربا لغاز الكلور من أحد المصانع البتروكيمياوية. مجدداً لا ربط جغرافياً بين الأحداث، إلا أن السياق يبدو من ضمن المواجهة أو الحرب الصامتة بين إيران من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى.
من المفيد هنا الإشارة إلى أن منشأة زرقان جرى اختيارها في عام 2013 لتكون موقعاً لبناء مفاعل إيراني جديد، وبحسب المعلومات المتوفرة فإن المنشأة الجديدة ستعمل على انتاج المواد الطبية والزراعية.
المصادر
- ^ "Analysts: Fire at Iran nuclear site hit centrifuge facility". Associated Press. 2 July 2020.
- ^ David E. Sanger; William J. Broad; Ronen Bergman; Farnaz Fassihi (2 July 2020). "Mysterious Explosion and Fire Damage Iranian Nuclear Enrichment Facility". The New York Times.
- ^ "Report: Israeli cyberattack caused Iran nuclear site fire, F35s hit missile base". The Times of Israel. 3 July 2020.
- ^ "Report: Israeli cyberattack caused Iran nuclear site fire, F35s hit missile base". The Times of Israel. 3 July 2020.
- ^ "يديعوت احرونوت: انفجارات جبال البرز تؤكد أن الغرب فقد الصبر في الصراع مع إيران". جادة إيران. 2020-06-26. Retrieved 2020-07-05.
- ^ "تفجيرات إيران الغامضة.. معارك في قلب الأنفاق؟". پوست 180. 2020-07-04. Retrieved 2020-07-05.