جيمس بالدوين

(تم التحويل من جيمس بلدوِن)
جيمس بالدوِن
James Baldwin
بالدوِن، 1969
بالدوِن، 1969
وُلِد(1924-08-02)أغسطس 2, 1924
مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة
توفينوفمبر 30, 1987(1987-11-30) (aged 63)
سان-پول دى ڤنس، فرنسا
الوظيفةكاتب, روائي, كاتب مقالات, شاعر, كاتب مسرحي,
الجنسيةأمريكي
الأصنافFiction, non-fiction
أهم الأعمالGo Tell It on the Mountain
Giovanni's Room
Notes of a Native Son


جيمس بالدوِن، تصوير كارل ڤان ڤكتن، 1955

جيمس أرثر بلدوين James Arthur Baldwin (و.2 أغسطس, 192430 نوفمبر 1987) كان روائياً وكاتباً وكاتباً مسرحياً وشاعراً وكاتب مقالات وناشط حقوق إنسان أمريكياً أشهر ما كتب كانت روايته اذهب وأعلنها فوق الجبل.

معظم أعمال بلدوين تتعامل مع قضايا العنصرية و الجنوسة في أمريكا منصف القرن العشرين. رواياته تتميز بالأسلوب الشخصي في بحث أسئلة الهوية وكذلك الطريقة التي تنـَقـِّب في الضغوط الاجتماعية والنفسية المعقدة المرتبطة بكونه أسوداً ومثلياً وقد سبق ذلك بكثير حصول تلك الجماعات على المساواة الاجتماعية والثقافية والسياسية.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

النشأة

الكاتب جيمس بولدوين ولد في 2 أغسطس 1924 . منعه الفقر من متابعة دراسته الجامعية فاكتفى بالتخرج في المدرسة الثانوية في حي هارلم بنيويورك. من رواياته المهمة : "اذهب واعــلنها فوق الجبل" و "غرفة جيوفاني" و "بـلد آخر " و "النار في المرة القادمة" و "قل لي كم مضى على رحيل القطار" و "مجازر في اطلانطا" . كما اصدر بولدوين كتابين يضمان مجموعة من المقـالات اللامعة همــا "ملاحظات ابن البلد " و " لا احد يعرف اسمي" . فضلاً عن مجاميع قصصية عديدة منـها "ذاهب للقاء الرجل" وعدداً من المسرحيات. في أواخر سنة 1987 مات جيمس بولدوين ، وبوفاته خسرت امريكا والعالم واحداً من ابرز ادباء هذا العصر.

احتل جيمس بولدوين - ومايزال - مكان الصدارة بين روائيي امريكا المعاصرين. وهو من ذلك الطراز من الكتاب الذين لا يكفون عن تشريح النفس البشرية والتوغل في داخل احراشها. فهو يتخذ من الرواية اداة "حاسمة" لمواجهة الواقع بكل بشاعته وقسوته. فالجنس والموت والشذوذ والتفرقة العنصرية والفقر والجريمة والبؤس، كلها نغمات رئيسة تتردد في جنبات الرواية ، وهو لا يخجل من معالجة أي مضمون طالما ان هدفه هو اكتشاف الانسان بكل صراعاته وتناقضاته.


نبذة عنة من مقدمة رواية لو كان لشارع بيل أن يتكلم بقلم رفيدا فوزي الخباز

ولد جيمس بالدوين في هارليم بمدينة نيويورك عام ١٩٢٤ ، ونشأ في بيئة شديدة الفقر. ولأنه كان ابناً غير شرعي، فهو لم يعرف والده الحقيقي قط.

حين كان في الثالثة من عمره تزوجت والدته من رجل قاس كان عاملاً في معمل، إضافة إلى كونه كاهن اً. وتعود كنية بالدوين إلى زوج أمه الذي قضى آخر أيامه في مشفى للأم ا رض العقلية حيث مات هناك عام ١٩٤٣ . ولم يعرف جيمس بالدوين والده الحقيقي قط. كان بالدوين في طفولته قارئاً نهم اً. في الثانية عش رة من عم ره ظهر عمله الأول في صحيفة تعود لإحدى الكنائس. وفي السابعة عشرة، استقل بالدوين عن عائلته. وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، اشتغل في عدة

أعمال بأجور زهيدة، وبدأ م ا رنه الأدبي. اشتهر جيمس بالدوين برواياته التي تبحث في مواضيع الجنس وهواجس الهوية الضائعة أو المحاصرة أو

المخنوقة لإنسان بذاته وبالتالي لأي إنسان. كما عرف بمقالاته الحادة اللهجة حول الص ا رع المتعلق بحقوق الإنسان. إضافة إلى ذلك صدر لبالدوين ثلاث مسرحيات، وقصة للأطفال، ومجموعة قصصية واحدة. وقد نال شهرته عقب إصدار روايته الأولى "اصعد الجبل وتحدث عن ذلك" ( ١٩٥٣ )، والتي تتحدث عن معاص خفية، وآثام وعذابات دينية. يتضح في أعمال بالدوين امت ا زج السيرة الذاتية بسيرة الظلم الاجتماعي وتحليل كنه هذا الظلم وبالتالي البحث

عن العدالة فوق هذه الأرض. ففي روايته اصعد الجبل وتحدث عن ذلك" يتحدث بالدوين عن تجربته كقس وواعظ للناشئة في كنيسة صغيرة عندما كان في ال ا ربعة عشرة، حيث شكل له ذلك مهرباً من الفقر. وتتشابه حياة الكاتب مع حياة شخصية جون في الرواية إذ أن حياة أمه مليئة بالأس ا رر، وهو ابن غير شرعي تربى في كنف غابرييل الذي يعمل كاهن اً!

إن علاقة بالدوين المهتزة والقاسية ب زوج أمه، وانتحار صديق له إضافة إلى العنصرية، كل ذلك قاده إلى باريس ولندن عام ١٩٤٨ ، حيث عاش عشر سنوات في أوروبا، وعلى الأخص في باريس وإسطنبول ،لكنه عاد في عام ١٩٥٧ إلى الولايات المتحدة للمشاركة في نضال المدرسة الجنوبية ضد التمييز العنصري.

أقلقت مشاعر الغربة والحنق بالدوين خلال السنين التي قضاها في أوروبا. ففي مقالة له تحمل عنوان "غريب

في قرية" ( ١٩٥٣ )، يصف زيارته لقرية سويسرية صغيرة. أدرك في هذه الزيارة أن سكان تلك القرية ، أقوياء إلى

حد أنهم لن يشعروا يوماً بالغربة في أية بقعة من بقاع العالم. أما الأطفال فقد اعتبروه دخيلاً غريباً طريفاً وكانوا

يصيحون في الطرقات زنجي! زنجي! .

كان بالدوين يرى في أعين جي ا رنه نظ ا رت مليئة بحقد مريب رغم كل ما كان يتبادله معهم من عبا ا رت تحية وسلام. فالأوربيون "لا يتصفون بالب ا رءة"، وما يتبناه الأمريكيون من معتقدات، إنما تعود في أساسها إلى أوروبا. "لقد ذكرتني هذه القرية بحقيقة أن الأمريكيين، ومنذ فترة ليست بالبعيدة، لم يكونوا أمريكيين بالمطلق، وإنما أوربيين منبوذين، وجدوا أنفسهم في مواجهة ق ارة عظيمة لا تهزم، يتجولون في أسواقها، مثلاً، ويرون الرجال السود للمرة الأولى."

وفاته

The house where James Baldwin lived and died in Saint Paul de Vence, France
Tombstone of James Baldwin and his mother Berdis, Ferncliff Cemetery and Mausoleum Hartsdale, Westchester County, New York, USA

Early on December 1, 1987,[2][3] (some sources say late on November 30[4][5]) Baldwin died from stomach cancer in Saint-Paul-de-Vence, France.[6][7][8] He was buried at the Ferncliff Cemetery in Hartsdale, near New York City.[9]

Nall took care of James Baldwin on his deathbed. Nall had been friends with Baldwin from the early 1970s because Baldwin would buy him drinks at the Café de Flore. Nall recalled talking to Baldwin about racism in Alabama with the author shortly before his death. In one conversation, Nall told Baldwin that "Through your books you liberated me from my guilt about being so bigoted coming from Alabama and because of my homosexuality." Baldwin insisted that "No, you liberated me in revealing this to me."[10]

At the time of Baldwin's death, he had an unfinished manuscript called Remember This House, a memoir of his personal recollections of civil rights leaders Medgar Evers, Malcolm X and Martin Luther King, Jr.[11] Following his death, publishing company McGraw-Hill took the unprecedented step of suing his estate to recover the $200,000 advance they had paid him for the book, although the lawsuit was dropped by 1990.[11] The manuscript forms the basis for Raoul Peck's 2016 documentary film I Am Not Your Negro.[12]

أعماله

Baldwin (right of center) with Hollywood actors Charlton Heston and Marlon Brando at the 1963 March on Washington for Jobs and Freedom. Sidney Poitier (rear) and Harry Belafonte (right of Brando) can also be seen in the crowd.

Together with others:

أعمالة المترجمة الي العربية

  • اصعد الجبل وتحدث عن ذلك، ١٩٥٣
  • ناصية الحق، ١٩٥٥
  • غرفة جيوفاني، ١٩٥٦
Collections
Music/spoken word recordings
  • A Lover's Question (CD, Les Disques Du Crépuscule – TWI 928-2, 1990)

قل لي كم مضى على رحيل القطار؟

صدرت عن المجلس الاعلى للثقافة - مصر / المشروع القومي للترجمة رواية "قل لي كم مضى على رحيل القطار" Tell Me How Long the Train's Been Gone للكاتب الزنجي الامريكي جيمس بولدوين بترجمة الدكتور علي عبد الأمير صالح والتي قام بمراجعتها الناقد والاكاديمي والمترجم ماهر شفيق فريد. وقال مترجم الرواية الدكتور علي عبد الامير صالح لصحيفة (المدى) ان الرواية صورة صادقة للطبيعة البشرية في سياقها التاريخي والحضاري مع واقعية في التصوير وتنقلات في السرد ورسم محكم للشخصيات وحوار نابض بالحياة وابتعاث للمكان والزمان. تدور احداث الرواية في زمن القاء امريكا قنابلها الذرية على مدينتي هيروشيما وناجازاكي باليابان والارهاب الكارثي وتمتزج فيها خيوط السياسة والجنس والفن. تقع الرواية في (440) صفحة من القطع الكبير.


آراء عن أهم رواياته

"قل لي كم مضى على رحيل القطار؟" .. فضحٌ لخطايا التمييز العنصري

يبرز التمييز العنصري، مع ما يتصل به من ظلم وقسوة وألم، موضوعةً رئيسة في الروايات التي يكتبها الكتاب الملونون في أميركا. ومنذ ( كوخ العم توم ): الرواية التي لقيت رواجاً منقطع النظير في القرن التاسع عشر، ونبهت إلى حقيقة التمييز الواقع ضد مكوّن من المجتمع الأميركي، والأميركيون المتحدرون من أصول أفريقية يأخذون أدوارهم في بنية النصوص الروائية الكبرى بعدّهم بشراً أيضاً، لهم حاجاتهم وآمالهم ومشاعرهم وكرامتهم وحقوقهم مثل أي كائن إنساني آخر. في الوقت الذي راح كتّاب سود يساهمون بالكتابة في هذا الصدد عاكسين وجهة نظرهم كضحايا للتمييز، من حقهم أن يقولوا لا أن يُقوَّلوا. ولعل أشهرهم ريتشارد رايت وجيمس بولدوين وتوني موريسون. يقدم لنا جيمس بولدوين في روايته ( قل لي كم مضى على رحيل القطار ) الصادرة عن مجلس الاعلى للثقافة في مصر، ضمن المشروع القومي سنة 2003 بترجمة علي عبد الامير صالح سرداً ثرياً لا بثيمته المركزية وحسب وإنما بخوضه في خبايا النفس البشرية وملامستها لأعمق غرائز الإنسان وعواطفه..

ما يعلن عنه، وما يخفي ويكبت.. ينتزع القناع ليفضح الطبيعة التي وراءه بنواياها وأشواقها وإحباطاتها وخطاياها.. إنها رواية صريحة حد الوقاحة في الكشف عن اللغز البشري، فهي تتكلم عن تلك المناطق المعتمة والمحتجبة من نفوس البشر المائجة بالرغبات المحرمة وغير المحرمة، بالنوايا السيئة والطيبة، بموجهات السلوك القويم والمنحرف. وذلك الصراع المحتدم الضاري في الأعماق بين الخير والشر.. هناك حيث تنبثق الأفكار والتصورات والأحلام والأوهام والكوابيس.

من العسير فصل الأحداث الجارية في الرواية عن خلفيتها المتمثلة بسياق التاريخ الأميركي، منذ تأسيس الكيان الأميركي دولة ومجتمعاً، بتعقيداته ومظالمه وبطولاته وإخفاقاته. والرواية تحكي عن الوجه الآخر للحلم الأميركي.. الوجه الكالح والمأساوي.. عن ضحايا تحقق ذلك الحلم، وعن الجانب الوهمي منه والكاذب. يستعير بولدوين في روايته هذه لغة حادة، ناتئة أحياناً، مكشوفة لا تتوانى عن انتزاع الغلاف الهش عن الوجه الإنساني بروعته ودناءته وجماله وقبحه.. لغة تقترب من الواقعية المكشوفة، وأكاد أقول القذرة. فبولدوين يسترسل في السرد وينغمس في التفاصيل، عبر صوت الراوي الوحيد ( ليو برودهامر ).. تفاصيل قد تكون مملة، في بعض الأحيان، لكنها ضرورية لنكأ الجرح والوصول إلى العظم، إلى موضع الغنغرينا في الجسد الاجتماعي. وقد برع المترجم الدكتور علي عبد الأمير صالح في الاحتفاظ بالطاقة الشعرية السلسة والأخاذة للغة الرواية، حيث تتدفق لغة الراوي في جمل قصيرة رشيقة موحية غالباً، مطنبة أحياناً غير أنها تؤدي وظيفتها بقوة في تعريفنا على حياة الشخصيات وسبر أغوار نفوسهم.

تشغل الراوي ( ليو ) منذ طفولته هذه القضية الشائكة؛ الفارق المأساوي بين البيض والسود، كما لو أن لا أمل في إقامة أية جسور بين الطرفين. كما لو أن الهوّة قدرية وأزلية ولا سبيل قط لردمها.. إن ما يهم وما يعنينا هنا هو عقابيل القضية من سوء فهم وسوء نية وكراهية وحقد وعلاقات عداء وسلوكيات وإجراءات وسياسات. والأخطر؛ صورة عن الآخر تستحوذ على الذهن هي مموهة وباطلة.

إن ممارسة التمييز ضد فئة من البشر تخلق لدى تلك الفئة نفسها،تحت وطأة الشعور بالقهر والذل رد فعل مؤداه كراهية الآخر واحتقاره وتحين الفرص للنيل منه، وربما ممارسة التمييز والقهر ضده إذا ما انقلبت الموازيين. بعد أن توقف الشرطة ليو الصغير مع شقيقه الأكبر كاليب في الشارع وتستجوبهما وهما عائدان في ساعة متأخرة من الليل إلى البيت، يقول كاليب: "لأنني أسود. هو ذا السبب. لأنني أسود وبما أن الحكومة تدفع لهم الأجور كي يضربوا المؤخرات السود... هم يعتبرون السود جميعاً مجرد براز. تذكر ذلك دوماً. أنت أسود مثلي وهم سيكرهونك ما دمت حياً لمجرد كونك أسوداً هم غير طبيعيين. هم مصابون بمرض معين. أتمنى أن يهلكهم الله جميعاً" ص66. ثمة خداع في عملية التمييز على أساس اللون، وثمة أفكار وتساؤلات تشغل الراوي وبعض الشخصيات الأخرى في الرواية: فحين نقول ( الملونون )؛ أليس الأبيض نفسه لوناً؟ في مقابل أن الأبيض ليس أبيض تماماً، ولا الأسود أسود، والزنوجة يمكن أن تكون فكرة في الذهن وحالة نفسية وموقفاً وجودياً كما أراد فرانز فانون أن يبين في كتابه ( معذبو الأرض ). وفي النهاية سيؤذي التمييز كلا الطرفين؛ الذي يميز، والذي يقع عليه وضده التمييز. والأخير سيجد نفسه أسير نظرة الآخر له، يُصنّف ذاته على أنه مختلف، وينظر إلى الآخر مختلفاً كذلك. ولمّا يسأل ليو أخاه كاليب إن كان البيض بشراً يجيبه: "كل ما أود أن أخبرك به يا ليو هو.. حسن، هم لا يظنون أنهم بشر مثلنا" ص67. ألا يعني هذا خللاً ما في تكوين العالم؟، ألن يكون على المرء أن يناضل في سبيل "إن لم يكن تغيير العالم، فعلى الأقل، تغيير حالة بعض الناس في العالم" ص108. وجعل العالم مسكناً آدمياً يتسع للجميع، ويضمن للجميع الحرية والكرامة وفرص العيش وتحقيق الذات؟

يتعايش ليو في دخيلته مع تلك العقدة المستعصية؛ كونه مصنفاً كائناً أسوداً، أي من درجة أدنى، معرَّضاً في كل حين للإهانة والاحتقار.. يغذي هذه العقدة فيه أبوه وشقيقه، ولا سيما شقيقه كاليب. وكاليب شخصية ذات تأثير هائل على ليو، على تفكيره ومزاجه وحياته عموماً.

لكالب سطوته في الشارع، له جماعته المتمردة وعشيقته.. يتعاطى الممنوعات وله أسراره التي يخفيها عن أهله، ويكتشف شقيقه الصغير ليو بعضها.. يُتهم بجريمة قتل من غير أن يكون مرتكبها، ويُسجن. وحين يخرج من السجن يساق للالتحاق بالجيش الأميركي الذي يحارب في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد تجربة قاسية ومرّة يطرأ عليه تغير هائل، فهناك سيكتشف الرب وآثاره على أقدار البشر، وعلى قدره خصوصاً، فينتهي كاهناً في الكنيسة، يرى العالم من منظور الكتاب المقدس.. يقول: "ليو، حين تكون في ذلك الوادي، حين تتصارع مع الملاك، تتغير. الجميع يصلون ذلك الوادي، لكن ليس جميعهم يصعدون. محبة الله رفعتني. وأخيراً تحررت" ص369. غير أن لليو دربه المختلف، هذا ما يدركه بوضوح "لن يفعل الله لي ما فعله لكاليب أبداً. لن يفعل لي" ص371. يخرج ليو برودهامر من حي هارلم الذي يسكنه الزنوج في نيويورك.. انتماؤه إلى عائلة زنجية فقيرة لا يضمن له أفقاً مفتوحاً لمستقبل زاهر، لكن إصراره ودأبه، وبعض الحظ الذي يرافقه في مسيرته ينتهي به فناناً مسرحياً وسينمائياً مشهوراً. تبدأ الرواية مع إصابة ليو بنوبة قلبية وهو في غرفة تبديل الملابس في المسرح.. يُنقل إلى المستشفى فيكون موضع اهتمام وعناية وقلق زملائه وأصدقائه عليه والأطباء، وكذلك الجمهور والصحافة.. هنا يشرع ليو بالسرد كما لو أنه يحاول إعادة ترتيب فوضى ذاكرته.. الرجوع إلى اللحظات الأكثر حميمية والأكثر إيلاماً في حياته.. إلى عائلته ( أبوه وأمه وشقيقه كاليب )، إلى الرجال والنساء الذين التقاهم وأقام علاقات من أنماط مختلفة معهم.. إلى المطبات التي اعترضت طريقة والفرص التي ضيعها.. إلى ذكريات الصداقة والحب، والجنس بشقيه الطبيعي والشاذ.. إلى أحزانه وإنجازاته وحماقاته والبؤس الذي عرفه والطرق التي سلكها.

منذ أيام فقره وتسكعه ارتبط بعلاقة حب مع بربارة، وهي علاقة كانت عفوية لكنها راسخة، انبنت على تفاهم عميق على الرغم من فواصل فتور وخلاف وتباعد تخللتها. وبربارة بيضاء، ممثلة موهوبة، متمردة تركت بيت أبويها البرجوازيين متخلية عن امتيازات كثيرة مقابل أن تحوز على مغامرتها الخاصة، وحريتها في أن تصوغ كينونتها مثلما تشاء، على الرغم من أن الحياة لن تكون يسيرة معها على الدوام. في علاقتها بليو شيء من الالتباس.. تتخلى عن صديقها الأبيض جيري وترتبط بليو الأسود.. يعترف لها ليو بأنه ثنائي الجنس بيد أنها لا تتفاجأ. وكلاهما سيدهش الجمهور ويصنع مجده الفني. وبحسب بيراندللو: سيحيان مسرحيتهما وسيمثلان حياتهما.

كان ليو سعيداً في علاقته ببربارة، لكنه لم يكن يرى أي مستقبل لتلك العلاقة وهما يمضيان الوقت معاً في مواجهة عداء العالم لهما، لعلاقتهما، بسببها قطعاً. كان يرى فيها فتاة يافعة، موهوبة وجميلة، ومتفانية، في انتظار أن تتألق وهي تصعد القمة. ويبدو أنه كان يثق بقدرتها وموهبتها أكثر من ثقته وإيمانه بقدراته وموهبته. وإذ ذاك ماذا سيحصل، يفكر ليو: "ماذا ستفعل بحبيبها الحزين؟ داكن البشرة، وهو مجرد فتى اُصطيد في الوقت الخاطئ، في المكان الخاطئ، ذو الطموحات الخاطئة في الجلد الخاطئ" ص327. كان هذا قبل أن ينال هو أيضاً الشهرة والمجد، وأن يكون، معها، تحت الأضواء. صارت بربارة موضع كراهية عائلة ليو، لأن لهذه الأخيرة نظرتها الخاصة إلى البيض، وهي نظرة مشوهة، تفتقر إلى الصفاء، لا ترى الصورة أمامها بل تلك التي كونتها وابتدعتها تحت عبء دراما التاريخ.. صورة مسبقة تفضي حتماً إلى أحكام مضللة. ففي سبيل المثال فإن بربارة من وجهة نظر كاليب عزلاء في سجن للبغايا العنيدات اللاتي لا يمكن إصلاحهن "عنيدة لأنها بيضاء، بغي لأنها امرأة، سجينة لأنها بغي وبيضاء معاً" ص312. وتنتهي الرواية وبطلها/ راويها الممثل ليو برودهامر واقف في الكواليس يستعد لدخول المسرح.. وهذه كناية عن استئنافه لحياته، مرة أخرى، على مسرح الواقع.

ليست رواية ( قل لي كم مضى على رحيل القطار ) معنية فقط بمشكلة التمييز العنصري فمن الممكن قراءتها على أنها رواية عن الحب، والجنس والشذوذ.. أو هي رواية عن شخصية عصامية موهوبة تشق طريقها، على الرغم من الظروف والشروط المعيقة، لتحقق ذاتها. وفي الأحوال كلها فإن تجربة كاتبها جيمس بولدوين انعكست في الرواية كما لو أن الرواية ظل لسيرته الذاتية، فجيمس بولدوين هو الابن الأول لعائلة فقيرة من السود، لم يكمل دراسته الجامعية. وتنقّل بين مهن عديدة وكان أبوه كاهناً بروتستانتياً. وقد تعرض لأزمة قلبية في العام 1967 وهو في لندن. وبدأبه وكفاحه استطاع أن يرسّخ اسمه واحداً من أهم كتّاب الرواية الأميـــــركية في القرن العشرين.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

المصادر

هذا الخبر من موقع جريدة المدى http://almadapaper.net/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=22472 http://www.almadapaper.com

انظر أيضاً

الهامش

  1. ^ Gournardoo (1992) p 158 p 148-200
  2. ^ James Baldwin Biography, accessed December 2, 2010.
  3. ^ "James Baldwin: His Voice Remembered", The New York Times, December 20, 1987.
  4. ^ Liukkonen, Petri. "James Baldwin". Books and Writers. Finland: Kuusankoski Public Library. Archived from the original on November 24, 2010. {{cite web}}: Unknown parameter |dead-url= ignored (|url-status= suggested) (help)
  5. ^ "James Baldwin, the Writer, Dies in France at 63", The New York Times, December 1, 1987.
  6. ^ W. J. Weatherby, James Baldwin: Artist on Fire, pp. 367–372.
  7. ^ Out, 14, Here Publishing, February 2006, p. 32, ISSN 1062-7928, https://books.google.com/books?id=WGIEAAAAMBAJ&pg=PA32, "Baldwin died of stomach cancer in St. Paul de Vence, France, on December 1, 1987." 
  8. ^ Lee A. Daniels, "James Baldwin, Eloquent Writer In Behalf of Civil Rights, Is Dead", The New York Times, December 2, 1987.
  9. ^ Wilson, Scott. Resting Places: The Burial Sites of More Than 14,000 Famous Persons, 3d ed.: 2 (Kindle Location 2290). McFarland & Company, Inc., Publishers. Kindle Edition.
  10. ^ Farber, Jules B. (2016). James Baldwin: Escape from America, Exile in Provence. Pelican Publishing.
  11. ^ أ ب "McGraw-Hill Drops Baldwin Suit". The New York Times, May 19, 1990.
  12. ^ "‘I Am Not Your Negro’: Film Review | TIFF 2016". The Hollywood Reporter, September 20, 2016.

للاستزادة

المصادر الأرشيفية

وصلات خارجية

قالب:James Baldwin قالب:VH1 Trailblazer Honors