جيش

(تم التحويل من جيش (وحدة عسكرية))

Ramses II at Kadesh.jpgGustavus Adolphus at the Battle at Breitenfeld.jpgM1A1 abrams front.jpg

الحرب
التاريخ العسكري
العصور

قبل التاريخ • القديمة • الوسيطة
المعاصرة المبكرة • الصناعية • الحديثة

مجالات المعارك

جوية • معلوماتية • برية • بحرية • فضائية

أسلحة

مدرعات • مدفعية • بيولوجية • سلاح الفرسان
كيماوية • إلكترونية • مشاة
نووية • نفسية

تكتيكات

استنزاف • فدائيون • مناورة
حصار • حرب شاملة • خنادق

استراتيجية

اقتصادية • كبرى • عملياتية

التنظيم

التشكيلات • الرتب • الوحدات

الإمداد

المعدات • الذخيرة • خطوط الامداد

القوائم

المعارك • القادة • العمليات
الحصارات • المنظرون • الحروب
جرائم الحرب • الأسلحة • الكتاب

Disambig RTL.svg هذه المقالة عن جيش كقوة عسكرية. لرؤية صفحة توضيحية بمقالات ذات عناوين مشابهة، انظر جيش (توضيح).


الجيش هو القوات المسلحة لدولة ما، ويتكون من القوات البرية بشكل أساسي. والجيش هو أحد فروع القوات المسلحة للدولة، وهو مدرَّب خصيصًا للقتال على الأرض. ويتكون الجيش من القوات البرية، ومن أسلحتها ومعداتها وقواعدها العسكرية. وفي بعض الدول، تسمى وحدات الجيش الكبيرة جيوشًا، إذ إنها تتكون من مشاة ودبابات مدرعة ومدفعية، بالإضافة إلى قوات مساندة تضطلع بوظائف النقل، والعناية الطبية، ومسؤوليات أخرى.

يوجد في الغالب لدى كل دولة في العالم جيش. غير أن الجيوش تختلف فيما بينها اختلافًا كبيرًا في البنية والقوة القتالية التي تعتمد بدورها على تقنية الدولة. تملك جميع الدول الصناعية تقريبًا جيوشًا تضمّ قوات مشاة جيدة التجهيز وأحدث أنواع الدبابات والمدفعية. وهذه الجيوش تملك مئات الطائرات المروحية وحاملات الأفراد، والقذائف الموجهة قصيرة المدى. وتجمع هذه الجيوش بين خفة الحركة العالية والقوة النارية الضاربة. ومن الناحية الأخرى تعتمد الدول الصناعية على قوات مشاة ذات تدريب خاص وعلى حرب العصابات والأساليب المشابهة من قبيل اضرب واهرب. وتملك معظم هذه الدول قاعدة صناعية محدودة لصناعة الأسلحة والمعدات العسكرية الأخرى، لذلك تضطر إلى استيراد الأسلحة. [1]

ومنذ آلاف السنين لا تكاد الحرب، تخرج برمتها عن معارك بين الجيوش. وقد دار الكثير من المعارك البرية الكبرى التي غيرت مجرى التاريخ. وظل الحال على ما هو عليه إلى أن جاء وقت استطاعت فيه البحرية ـ وفيما بعد الطائرات والصواريخ الموجهة ـ إنهاء هيمنة الجيوش. وبذلك لم يعد باستطاعة الجيش القتال بفعالية، إذا ما سيطر العدو على البحر والجو. كما كان من شأن تطوير الأسلحة النووية في أواسط القرن العشرين الميلادي إحداث مزيد من التغيير على دور الجيوش، وفي يومنا هذا تتكون القوة الضاربة الرئيسية لمعظم الدول القوية من طائرات قاذفة بعيدة المدى، وصواريخ موجهة. وتملك هذه الطائرات والصواريخ القدرة على حمل الأسلحة النووية. ومهما يكن من أمر، فإن الجيوش ستظل تؤدي دورًا فعالاً في كل من الحرب والسِّلم.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

تقسيمات الجيش

تقسم معظم الدول جيشها إلى جيش نظامي واحتياطي الجيش. ويتكون الجيش النظامي من جنود محترفين، يتلقون تدريبهم باستمرار ويكونون دائمًا في الخدمة الفعـلية وعلى أهْبة الاستعداد للقتال. أما احتياطي الجيش، المسمى الحرس الوطني أو الميليشيا في بعض الدول، فيتكون من مدنيين يتلقون تدريبهم بصفة دورية. وعادة ما ينصرف أفراد احتياطي الجيش عن الخدمة إلا أثناء التدريب، ويتم استدعاؤهم إلى الخدمة في الحالات الطارئة.

تتكون القوات المسلحة (الجيش) من عدة أفرع:


العديد من الدول في العصر الحديث تفصل فصلاً واضحاً بين القوات المسلحة العاملة على البر والبحر والجو، وبذلك تستقل التقسيمات إلى:


مهام الجيوش

الجيش الفدرالي النمساوي

حماية الدولة من الاعتداء الخارجي والمحافظة على الحدود البرية والمياة الإقليمية والمجال الجوي للدولة. كما يتدخل الجيش أحياناً في حالة فشل أجهزة الأمن المدنية في السيطرة على الأوضاع الأمنية بداخل الدولة. و في أغلب جيوش العالم يتلقى الجيش دعماً من أجهزة عسكرية أخرى فمثلاً الجيش الأمريكي في العراق يتلقى دعماً من البحرية الأمريكية (مشاة البحرية) ومن سلاح الجو ( الطيران الحربي).......ألخ. كما يتدخل الجيش أيضاً في حالة وقوع كوارث طبيعية (زلازل.فيضانات...)كالمساعدة على إخلاء السكان في حالة توقع نشاط بركاني. مهام الجيوش

في الحرب، تستخدم الدولة جيشها لغزو أرض العدو وللدفاع عن نفسها ضد الهجوم. أما في السلم فيساعد الجيش في منع وقوع الحرب، كما يمد يد العون للسكان المدنيين في الحالات الطارئة.


الغزو

ربما تحاول الدولة استرداد أرض من قبضة العدو، وفي هذه الحالة تقوم دبابات الطرف المهاجم وعرباته المدرعة الأخرى بغزو أرض العدو، تسندها في ذلك الطائرات والمدفعية، بينما تعمل الطائرات الأخرى على إسقاط القوات المحمولة جوًّا خلف العدو، وتأتي الطائرات المروحية بالكوماندوز للاستيلاء على مواقع رئيسية معينة. وفيما بعد تندفع قوات المشاة الآلية لإحكام قبضتها على الأرض المستردة.


الدفاع

يدرَّب الجيش على كل من العمليات الاعتراضية والدفاعية على السواء. غير أنه قد تناط ببعض الوحدات مهمة القتال فقط في حالة التعرض لهجوم معاد. وفي حالات من هذا القبيل، تمثل التحصينات على امتداد الحدود الخط الرئيسي للدفاع، وتتولى مهمة الدفاع عن تلك التحصينات بصفة رئيسية المشاة والمدفعية. وعادة ما يتم الاحتفاظ بوحدات متنقلة كاحتياط للقيام بهجوم مضاد.


منع وقوع الحرب

تحتفظ الدولة القوية في بعض الأحيان بقوات في مناطق الاضطرابات السياسية، أو في المناطق المهددة بهجوم محتمل، مما يمثل عرضًا للقوة يساعد في الحيلولة دون وقوع الحرب. ففي عام 1965م على سبيل المثال، أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى جمهورية الدومينيكان، لحفظ النظام بعد أن حاول المتمردون الاستيلاء على السلطة في تلك الدولة.

وقد أدى تطوير الأسلحة النووية التكتيكية في الستينيات من القرن العشرين الميلادي إلى قيام الجيوش بوظيفة أخرى مهمة، هي حفظ السلام. وتشير كلمة تكتيكية إلى أسلحة نووية معينة تستخدم في المعارك فقط، بدلاً من المناطق البعيدة خلف خطوط العدو. وقد تشن الدولة المتعرضة للهجوم هجومًا مضادًّا بالأسلحة النووية التكتيكية، فيؤدي هجومها المضاد إلى توسيع نطاق استخدام تلك الأسلحة، بل حتى إلى حرب نووية شاملة. ولذلك فإن الخوف من وقوع كارثة مدمرة، قد يردع الدول عن غزو بعضها بعضًا.


مساعدة المدنيين. قد يوفر الجيش عونًا للمدنيين في مختلف الحالات الطارئة. فعلى سبيل المثال، قد يُرْسَل أطباء الجيش والاختصاصيون الآخرون في الجيش للعناية بضحايا كوارث معينة، مثل الزلازل والفيضانات. كما تساعد وحدات الجيش أيضًا الشرطة المحلية في السيطرة على القلاقل والاضطرابات الأخرى.

القمع. قد يُستخدم الجيش في إخماد العصيان المدني أو إطفاء جذوة المظاهرات الشعبية.

التشكيلات

جيش التحرير الشعبي in dress uniform. This is currently the largest army in the world by number of active soldiers.
جنود الجيش الألماني في البوسنة
Standard map symbol for a numbered Army, the 'X's are not substituting the army's number

الجيوش الكبرى في العالم

يُعَدُّ الجيش واحدًا من جيوش العالم الكبرى بناء على مجمل قدرته القتالية. وبصفة عامة تعتمد القدرة القتالية على عدد الجنود الموجودين في الخدمة الفعلية. غير أن حجم الجيش لا يعكس بالضرورة قدرته الفعلية؛ على سبيل المثال، يمكن أن يكون لجيش صغير ذي أسلحة نووية تكتيكية قوة ضاربة أكبر من تلك التي يملكها جيش كبير ذو أسلحة عفى عليها الزمن. وفيما يلي وصف لبعض أقوى جيوش العالم.

الجيش الصيني

يتكون من مليون ونصف المليون جندي في الخدمة الفعلية. وللجيش الصيني مليون مجند في احتياطيه وجماعاته المسلحة (الميلشيات) للطوارئ. وتستخدم الصين نظام التجنيد الإجباري. وتتواجد معظم وحدات الجيش الصيني في مواقع دفاعية على امتداد حدود الصين مع روسيا في شمال شرقي البلاد.


الجيش الهندي

يتكون من 1,100,000 جندي، ونحو 300,000 مجند في الاحتياطي وحوالي 33,000 مجند في الوحدات العسكرية الإقليمية. ولا يعمل في الجيش الهندي سوى بضع مئات من المجندات معظمهن طبيبات وممرضات. وكل مجندي الجيش الهندي من المتطوعين.


جيش كوريا الشمالية. به نحو 950,000 مجند، بالإضافة إلى حوالي 600,000 مجند في الاحتياطي. يؤدي الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 سنة الخدمة العسكرية لفترة 5 - 8 سنوات. ويلتحق المجند، فور أدائه لهذه الخدمة، بالمليشيات المحلية بصفة متعاون إلى أن يبلغ الأربعين من عمره، ثم ينخرط في الحرس الأحمر إلى عمر الستين. وللنساء الالتحاق بالجيش الكوري على أسس طوعية.

الجيش الروسي

يطلق عليه اسم قوات الاتحاد الروسي البرية، ويضم نحو 320,000 مقاتل يتواجد معظمهم على حدود البلاد مع الصين. بدأت روسيا في تنظيم جيشها عام 1992م، أي بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق عام 1991م. وتحتفظ روسيا بوحدات من قواتها في جورجيا ومولدوفا وطاجكستان. يعمل المجندون الروس على أسس طوعية وإلزامية. وبعد أداء 18 شهرًا في الجيش يلتحق المجند بالجيش الاحتياطي إلى سن الخمسين.

الجيش الأمريكي

به حوالي 480,000 جندي في الخدمة الفعلية، وحوالي 560,000 مجند في الاحتياطي والحرس الوطني. وينتشر الجيش الأمريكي في قواعده في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان وكوريا الجنوبية وأجزاء من أمريكا اللاتينية. وكل أعضاء الجيش الأمريكي من المتطوعين.

الجيش الفرنسي

به حوالي 150,000 جندي في الخدمة الفعلية، وحوالي 240,000 في الاحتياطي ويتمركز الجيش الفرنسي في أوروبا الغربية وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى والمناطق التابعة لفرنسا في ما وراء البحار. ويضم الجيش الفرنسي متطوعين ومجندين إجباريًّا.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجيش البريطاني

به حوالي 115,000 جندي في الخدمة الفعلية، و 175,000 في الاحتياطي، وحوالي 60,000 في الجيش الإقليمي. وينتشر الجيش البريطاني في ألمانيا وأيرلندا الشمالية ومناطق أخرى من العالم. ويتألف كل جنود الجيش البريطاني من المتطوعين.


جيوش كبرى أخرى

تشمل جيوش مصر وإيران والعراق وباكستان وكوريا الجنوبية وتركيا وإسرائيل وفيتنام. ويملك كل من هذه الجيوش أكثر من 300,000 جندي في الخدمة الفعلية. وتشتري هذه الجيوش أسلحتها ومعداتها من الدول الكبرى في العالم، علمًا بأنها تفتقر جميعًا، عدا باكستان، إلى الأسلحة النووية التكتيكية. وبعض هذه الدول تقوم بتصنيع المعدات والمدرعات والأسلحة مثل مصر وإسرائيل. ويتألف جيش جنوب إفريقيا من 75,000 جندي، 55,000 منهم مجندون إجباريًّا. أما الجيش الأسترالي فصغير الحجم، به حوالي 32,000 رجل، مع 27,000 جندي احتياطي. والجيش النيوزيلندي هو الآخر صغير الحجم ويتكون من 6,000 جندي كلهم من المتطوعين.

التاريخ

الجيوش القديمة

نشأت تلك الجيوش مع نمو الحضارات في أودية نهري دجلة والفرات في آسيا وفي وادي النيل بإفريقيا. ففي عام 3200 ق.م كوّن البابليون جيشًا من حملة الرماح ورماة القوس والسهم. وفي حوالي عام 2500 ق.م، استخدم السومريون الذين استوطنوا الأراضي الواقعة جنوب بابل أول مركبة حربية ذات عجلات. في البداية كانت تلك المركبة تجرُّها حُمُر وحشية صغيرة الحجم، ثم استبدلت الخيول بها فيما بعد، عندما استخدمها أحمس الأول قائد الجيش المصري الذي طرد الهكسوس، وهو مؤسس الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة وحكم من (1560 إلى 1542ق.م). ثم تطورت هذه العربات في عهد رمسيس الثاني الذي حكم من (1301 إلى 1235ق.م) أثناء حربه ضد الحيثيين. وبحلول القرن الثامن قبل الميلاد، نظم الأشوريون جيوشًا مسلحة بالحراب والكباش (آلة حربية لدك أسوار المدن المحاصرة).

في القرن السابع قبل الميلاد، أدخل قدماء الإغريق الكردوسة التي قد تكون أول تشكيل تكتيكي مهم في التاريخ. وفي هذا التشكيل كان حملة الرماح الذين يرتدون الدروع الواقية يقفون في أربعة صفوف، طول الصف 50 رجلاً، مكونين بذلك مستطيلاً مترابطًا. وعلى الرغم من إمكان استخدامها في الهجوم، إلا أن الكردوسة ابتكرت في الأساس كتشكيل دفاعي.

كان أقوى الفاتحين في تلك الفترة قورش الكبير، ملك فارس. وفي القرن الرابع قبل الميلاد قام الإسكندر الأكبر، ملك مقدونيا وثاني الفاتحين في العالم، بابتكار أول نظام تموين عسكري عرفه العالم.

وقد قام الرومان بتطوير ثاني أعظم تشكيل تكتيكي. ففي بدايات القرن الرابع قبل الميلاد، ابتكر الرومان الفيلق. انظر: الفيلق الروماني. وقد كان هذا التشكيل المستطيل الشكل أكثر مرونة من الكردوسة، إذ كان يتكون من ثلاثة خطوط من الكراديس الصغيرة المسماة قطعًا أو فيما بعد كتائب. وقد غزا الرومان قرطاج عام 146ق.م وشيدوا إمبراطورية كبرى. وكان الرومان أيضًا مهندسين عسكريين بارعين، حيث قامت جيوش يوليوس قيصر بتعبيد الطرق وبناء الجسور والحصون في أماكن مختلفة من أوروبا.

وفي الصين نشأت حضارة أخرى بمعزل عن إمبراطوريات أوروبا وغرب آسيا. فقد اخترع الصينيون البارود عام 900م، أي قبل مئات السنين من اكتشافه في أوروبا. غير أن البارود لم يصبح للصينيين سلاحًا حربيًا ذا شأن، لأنهم لم يستخدموه في المدفعية، وإن كان محتملاً أنهم استخدموه في الأسهم النارية.

الجيوش في العصور الوسطى

بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية في حوالي عام 476م، لم تكن لأوروبا جيوش نظامية كبيرة لعدة مئات من السنين. فقد كان المحاربون هم أولئك الذين اكتسحوا الإمبراطورية من رجال القبائل الأحرار الأقوياء البنية. وفي هذه الفترة بدأ تقليد الميليشيا في الظهور.

وبدءًا من القرن الأول الهجري، السابع الميلادي، انطلقت الجيوش الإسلامية لتفتح البلدان شرقًا وغربًا مطورة أساليب الهجوم بالمشاة والجنود والخيَّالة (الفرسان)، ثم أصبحت أغلب القوات من الخيّالة، ويستخدم المحاربون السيوف والرماح والسهام. وابتكر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إبان فترة حكمه فكرة القوات الاحتياطية الراكبة، التي يدفع بها في المواقف الصعبة لحسم المعارك. وفي العصر الأموي استخدم العرب المنجنيق، وهي ذراع طويلة تلقي بلفافات اللهب على المناطق الحصينة، كما كانت لهم أساليب حربية متميزة تقوم على عناصر الخداع والمباغتة والدوران حول الخصم والاستدراج.

كما عرف العرب مبكرًا تقسيم الجيوش النظامية إلى مقدمة وميمنة وقلب وميسرة وظهر، ونفذوا عمليات التموين والإسعاف. وفي الوقت ذاته يؤدون الصلاة أثناء الحرب، فتقوم جماعة بالصلاة وجماعة تحرسهم حتى ينتهوا ويصلوا هم، وقد نص على ذلك القرآن الكريم وهي التي تسمى صلاة الخوف. انظر: الصلاة (صلاة الخوف). وكانت للخلفاء وصايا حكيمة لقواد الجيوش، تعلمهم أساليب الحرب الشريفة وترشدهم إلى طرق معاملة الجنود والأسرى وسكان البلاد المفتوحة.

وفي القرون الوسطى، في الغرب نشأ المجتمع على قاعدة من العلاقات العسكرية، حيث نظم ملاك الأراضي جيوشهم الشخصية الخاصة من عمالهم. وكان هؤلاء العمال غير المتفرغين يقاتلون في وقت الحرب لفترات محدودة، في مهام محدودة، في الدفاع الداخلي. غير أن الحكام وجدوا أنه من الصعوبة بمكان تنظيم الجيوش الإقطاعية على نحو فعال، فبدأوا يستأجرون المرتزقة من خلال بذل الوعود لهم بالغنائم أو الأجور. وكان هؤلاء الجنود المرتزقة يستخدمون القوس والنشاب والأسلحة الأخرى التي تدربوا عليها في ديارهم. وكانوا أحيانًا يهجرون مستخدميهم في ذروة المعركة، إذا ما عرض عليهم العدو أجرًا أفضل.

وفي أواخر العصور الوسطى كان الرماحون السويسريون، ورماة القوس والنشاب الجنويون هم أشهر المرتزقة. وفي تشكيل الكردوسة كان الرماحون يصدون هجمات الفرسان، بينما يقوم رماة الرمح والنشاب بإطلاق السهام على خطوط العدو. وفي القرن الرابع عشر الميلادي، جرى تشكيل المرتزقة في ألمانيا وإيطاليا وسويسرا في أول سرايا عسكرية. وفيما بعد أصبحت السرية الوحدة الأساسية في العديد من الجيوش.

وفي القرن الرابع عشر الميلادي أصبح الأتراك العثمانيون أول شعب بعد الرومان ينشئ جيشًا من قوات محترفة ومتفرغة للعمل العسكري. وكانت القوات العثمانية المسماة الانكشارية تعمل في وقت السلم والحرب على السواء. وفي عام 1445م، استأجر الملك شارل السابع ملك فرنسا سرايا من المرتزقة للعمل بصفة دائمة. وأنشأ فيما بعد أول جيش نظامي تعرفه أوروبا منذ العهد الروماني.

إن الكثير من التنظيمات العسكرية الحديثة يرجع أصلها إلى المشاة والفرسان الألمانية في القرن الخامس عشر الميلادي. وقد بنى الألمان تنظيمهم على غرار الجيوش الإنجليزية المرتزقة المعروفة باسم السرايا الحرة والمرتزقة السويسرية. كما نظم الألمان أيضًا أول وحدات تموين لقواتهم القتالية. لقد كانت الجيوش البدائية تقتات من الأرض التي تقاتل فيها، ولم تكن تملك أية تنظيمات تموين منفصلة. وفي القرن السادس عشر الميلادي أنشأت الفرسان الألمانية مكتبًا للإمدادات والتموين لتأمين السكن والطعام.

ولقد عجل اختراع البارود بتطوير تنظيم الجيوش وتكتيكها. وقد بدأ استخدامه في المدافع في أوروبا أثناء القرن الرابع عشر الميلادي، حيث استخدم الجنود الإنجليز أول مدافع في معركة كريسي عام 1346م، وهي مدافع كانت ترمي بالحجارة، مما جعلها غير فعالة في الرماية وبطيئة الحركة. ومع اتساع نطاق استخدام البارود طورت الجيوش مدافع، لها من الفعالية ما يهد جدران الحصون السميكة.


ظهور الجيوش الحديثة

في أواخر القرن السابع عشر الميلادي، كان المشاة المسلحون بحراب (السنكي) الحُق والمسكيت (بندقية قديمة) يدافعون عن أنفسهم ضد هجمات الفرسان، دون الاعتماد على الرمَّاحين. وكان الجنود يقفون في ثلاثة صفوف، حسب الصنف، في تشكيل يسمى الخط. وكان جنود المشاة يطلقون في آن واحد نيران بنادقهم ذات الجوف الأملس على مدى قصير.

وفي بدايات القرن السابع عشر، كان التزام كل الرجال بالعمل في الجيش أثناء الحرب، قد تلاشى في كل مكان تقريبًا. غير أن السويد احتفظت بهذا التقليد طوال العصور الوسطى، حيث استخدم الملك جستافس أدولفس التجنيد الإجباري لتجنيد قوات لحرب الثلاثين عامًا (1618 - 1648م). وقد منح جيشه قدرًا أعلى من خفة الحركة، إذ جهزه بأسلحة أخف وزنًا وأكثر فعالية في الرمي. ويشار إلى قواته بين حين وآخر باعتبار أنها أول جيش حديث. انظر: جستافس أدولفس؛ حرب الثلاثين عاما.

وفي القرن الثامن عشر الميلادي، استمرت معظم الدول في بناء جيوشها بالتجنيد التطوعي، لاسيما في أوساط الفقراء والمتعطلين عن العمل، فأصبحت الجيوش جماعات محترفة، قوامها جنود مشاة جيدو التدريب تسندهم المدفعية والفرسان. وقد اتبعت معظم الدول نظمًا معينة في الحرب، فلم تجرد الحملات إلا عندما يكون الطقس لطيفًا. وكان الجنود يأوون إلى سكنهم في الشتاء ولا يخرجون للقتال إلا في الربيع. وكانوا يحاولون الحصول على موقع مناسب قبل مهاجمة عدوهم، كما كان القادة الذين يفاجأون في مواقع غير مواتية كثيرًا ما يختارون الانسحاب بدلاً من القتال حتى النهاية.

وفي أوائل القرن الثامن عشر الميلادي (الثاني عشر الهجري) أنشأ محمد علي في مصر جيشًا زوده بالأعداد الغفيرة من المصريين والشركس وأمده بالأسلحة وجهزه بالأسطول ووفر له كل وسائل القوة، وبلغ بعد عدة سنوات درجة استطاع معها أن يحارب أكبر الدول، حتى انزعجت إنجلترا وروسيا من كثرة فتوحاته، فعقدوا معاهدة لندن سنة 1841م لوقف هذا التقدم وتحجيم حركته العسكرية.

وفي أواسط القرن الثامن عشر أدخل فريدريك الكبير البروسي مزيدًا من خفة الحركة على فن الحرب. فكان عندما يفوقه أعداؤه عددًا، ينقض عليهم بسرعة وعلى نحو غير متوقع. وقد وجد فريدريك نفسه مضطرًّا لخوض حروب على عدة جبهات في آن واحد، مما حمله على التحرك بسرعة لمهاجمة جيش واحد، قبل أن يتمكن هذا الجيش من الاتحاد مع جيوش أخرى لمهاجمته.

وقد تبنت الحكومة الفرنسية نوعًا من التجنيد الإجباري عام 1792م. انظر: التجنيد الإجباري. فقد جند نابليون بونابرت جيوشًا جرارة بصورة إلزامية لغزواته. وقد قسم نابليون جيوشه إلى فرق تتحرك كل منها بمعزل عن الأخرى، لكنها تتحد جميعًا للقتال. وكثيرًا ما كان نابليون يحشد كل مدافعه الثقيلة في بطارية ضخمة، ليصب حممًا من النيران على نقطة واحدة من خطوط العدو، ثم يدفع إلى الأمام بتشكيلاته الثقيلة من الفرسان والمشاة الموجودة عند تلك النقطة. وقد اضطر أعداء نابليون إلى أن يتبنوا أنظمة التجنيد الإجباري لتطوير جيوش وطنية لإلحاق الهزيمة به.

وكان من شأن نمو حجم الجيوش، أن جعل التنظيم ضروريًّا للسيطرة على القوات عن بعد. ولم يكن من السهل توجيه ذلك العدد من الوحدات العسكرية في الميدان بصورة شخصية إلا لعبقرية عسكرية كنابليون. ومن عام 1840م فصاعدًا، أخذت السكك الحديدية في الانتشار في مختلف أرجاء أوروبا، وأيقن البروسيون أنهم يستطيعون نقل الجيوش بسرعة أكبر بالسكك الحديدية، مما جعل من الممكن إجراء تخطيط أكثر دقة في المدى البعيد. وقد تمكن جيرهارد فون شارنهورست في الجيش البروسي من تطوير أركان عامة حديثة اضطلعت بواجبات التخطيط للعمليات العسكرية في المستقبل.

وفي القرن التاسع عشر، أدت الثورة الفرنسية إلى إنتاج الأسلحة والذخائر على نطاق واسع، ثم جاءت فيما بعد باختراع الطائرة والعربات المزودة بالمحركات. وقد استطاع القادة توجيه جيوشهم في مناطق متباعدة من جبهات المعركة بأجهزة اللاسلكي ووسائل الاتصالات الأخرى.

الجيوش في الحربين العالميتين

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، أصبح المدفع الرشاش السلاح المهيمن على ميدان المعركة. وقد جعل استخدام المدافع الرشاشة من حرية الحركة أمرًا مستحيلاً على الجبهة الغربية، مما اضطر كلا الطرفين إلى حرب الخنادق. فعندما تجد قوات المشاة التقدم نحو العدو مستحيلاً، كانت تتخندق للتمسك بمواقعها. وكانت السكك الحديدية تنقل ملايين الجنود إلى جبهات القتال، كما تحمل الشاحنات المؤن من نقاط التفريغ على السكك الحديدية إلى الخطوط الأمامية. انظر: الحرب العالمية الأولى.

حاول القادة الميدانيون وضع نهاية لحرب الخنادق، وتحقيق خفة الحركة التكتيكية. فكانوا يرجمون ويقصفون خطوط العدو، ويتبعون ذلك بهجمات مكثفة بالحراب. غير أن هذه الهجمات التي استمرت لثلاث سنوات باءت بالفشل في النهاية، إذ بقيت خنادق الجبهة الغربية صامدة تمامًا. ولم يمض وقت طويل حتى عثر قادة الجيش على حل، وإن كانوا قد استخدموه على نحو خاطئ وفي وقت متأخر، فلقد طور الإنجليز عربة مدرعة مجنزرة ذات محرك يعمل بالبنزين، كما صنعوا أول دبابة عسكرية. انظر: الدبابة. حلت الدبابات في النهاية محل فرسان الخيالة. وفي تلك الحرب استخدمت الطائرات لأول مرة لمساندة القتال على الأرض. انظر: القوات الجوية.

وفي الحرب العالمية الثانية استطاعت الدبابات والطائرات أن تعيد خفة الحركة إلى الحرب. وقد طور الألمان الحرب الخاطفة. كانت الدبابات والقاذفات تبدأ بقصف دفاعات العدو لتصـنع بـذلك ثغرات كبيرة، ومن ثم يتدفق المشاة من خلال الفجوات لتنقـل الحرب إلى عمق أرض العدو. انظر: الحرب العالمية الثانية.

وقد شهدت الحرب أيضًا أول استخدام للجيوش المحمولة جوًّا في عمليات واسعة النطاق، فقد نفذ الألمان أول غزو مظلي في مايو عام 1941م، عندما استولوا على جزيرة كريت. وقد حدثت أكبر عملية محمولة جوًّا في سبتمبر عام 1944م عندما قامت ثلاث فرق من مظليي الحلفاء بالهبوط خلف الخطوط الألمانية في محاولة ناجحة جزئيًّا للاستيلاء على جسور نهر الراين. أما أكبر هجوم برمائي في التاريخ فقد حدث في 6 يونيو من عام 1944م عندما نزلت جيوش الحلفاء على أرض نورمنديا في شمال فرنسا.

وفي الحرب العالمية الثانية طورت الجيوش فن التجهيزات العسكرية (المؤن والخدمات) العسكرية إلى مستوى رفيع. فقد تمكنت من تنظيم قيادات ضخمة مهمتها توفير الأطعمة والألبسة والأسلحة والمؤن والنقل للقوات المقاتلة. انظر: التجهيزات العسكرية. ويعزى نصر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية جزئيًا إلى تفوقهم في التجهيزات العسكرية وفي الإنتاج الصناعي المدني.


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الجيوش في العصر النووي

وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها بعد وقت وجيز من إسقاط الطائرات الحربية الأمريكية قنابل نووية على المدينتين اليابانيتين هيروشيما وناجازاكي. ولم يؤد ذلك القصف إلى استسلام اليابان فحسب، بل شكل خط البدء للعصر النووي.

لقد أحدثت الأسلحة النووية تغيرات كاسحة في الحرب. ومع ذلك شك بعض الخبراء العسكريين في البداية في أهمية تلك الأسلحة في ميدان المعركة. فقد كانت الأنواع البدائية من الرؤوس الحربية النووية تُرمى فقط من قاذفات تطير على ارتفاعات عالية. وهذا النوع من الرمي لم يكن من السهل استخدامه في ميدان المعركة، بل اعتبر وقفًا على الأهداف الاستراتيجية فحسب. وفي بدايات الستينيات من القرن العشرين، طورت الجيوش مدافع نووية وصواريخ موجهة قصيرة المدى وصواريخ بالستية. وقد غيرت هذه الأسلحة من تفكير العديد من الخبراء حول الاستخدام التكتيكي للأسلحة النووية. وكان باستطاعة مدافع وصواريخ من هذا القبيل إطلاق رؤوس حربية نووية على حشود كبيرة من القوات أو مستودعات التموين أو أي هدف آخر يقع ضمن مداها.

وقد تعرضت الجيوش الكبرى في العالم إلى الكثير من التغيرات التي تجعلها أقل تعرضًا لهجمات بالأسلحة النووية، فعلى سبيل المثال، جرى إعادة تنظيم التشكيلات القتالية الكبيرة في وحدات صغيرة ذات قابلية عالية للتنقل، بحيث يمكن توزيع هذه الوحدات على مواقع مخفية جيدًا بالقرب من موقع العدو في حالة اندلاع حرب نووية، وبهذه الطريقة يمكن أن تتحد في وقت وجيز للاستيلاء على الهدف ثم تتفرق مرة أخرى. كما تعرضت إمدادات الجيش إلى التغيرات نفسها. ففي حالة اندلاع حرب نووية تخزن المؤن بعيدًا عن مناطق القتال، ليتم نقلها إلى الجبهة بوساطة طائرات الشحن والمروحيات الضخمة.

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية ظل الخوف من انفجار حرب نووية حائلاً، يمنع الجيوش الكبرى من استخدام الأسلحة النووية. ونتيجة لذلك لم تخرج الحرب عن طبيعتها التقليدية في العصر النووي. وكانت الحرب الكورية التي اندلعت عام 1950م أول صراع رئيسي. وكان معظم القتال في هذه الحرب من نصيب الجيوش الكبرى. انظر: الحرب الكورية.

وفي الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ازداد عدد الأسلحة النووية وأنواعها وقدرتها ازديادًا لافتًا للأنظار، ومع ذلك استمرت الجيوش في استخدام التكتيكات والأسلحة التقليدية في الحرب. على سبيل المثال، اعتمد جيش الولايات المتحدة اعتمادًا كبيرًا على تكتيك الحرب التقليدية، أثناء تورطه في حرب فيتنام من 1965م وحتى 1973م. وقد كان هذا التكتيك أكثر الطرق فعالية في مواجهة حرب العصابات في أحراش فيتنام. انظر: حرب فيتنام.

خاض العرب والصهاينة حروبًا تقليدية في الأعوام 1956، 1967 و1973م. كما خاضت الجيوش الإيرانية والعراقية حربًا تقليدية طويلة، استمرت بين عامي 1980 و1988م، وشهدت في بعض مراحلها استخدام الغاز السام. وكانت التكتيكات المستخدمة من قبل الطرفين شبيهة بتكتيكات الحرب العالمية الثانية، حيث كانت الطائرات والدبابات تتقدم الهجوم، ثم تتبعها المشاة في المعركة، إلا في حرب أكتوبر 1973م بين مصر وإسرائيل، حيث تقدم المشاة المصريون أولاً، فعبروا قناة السويس واجتاحوا خط بارليف الحصين وانتشروا على طول الجبهة التي تزيد على 200كم، إلى أن مُدت الجسور عبر القناة وعبرت الدبابات والمدرعات.

بدأت جيوش الدول الكبرى بمنتصف سبعينيات القرن العشرين في حسم الصراعات بوساطة حروب قصيرة الأمد كثيفة العمليات. وكان للتطور الكبير في صناعة الحواسيب وغيرها من الأجهزة الإلكترونية أثر كبير على الجيوش الحديثة. ونجد الآن أن كثيرًا من الجيوش تستعين لإنجاز مهامها بصور الأقمار الصناعية، والأجهزة التي تلتقط الصور حية من ميادين المعارك، كما أنها تستعين بوسائل الاتصالات المتطورة التي تعينها على تلقي الأوامر من الزعماء السياسيين والعسكريين. واهتمت الجيوش كذلك بالتعبئة الاستراتيجية أي القدرة على نقل الجنود والعدد والعتاد إلى أي بقعة وفي وقت قصير مستخدمة السفن السريعة وطائرات النقل العملاقة. ففي عام 1990م، استطاعت الولايات المتحدة نقل 200,000 جندي أمريكي بكامل عتادهم إلى منطقة الخليج العربي للمشاركة في معارك عاصفة الصحراء التي حررت الكويت من قوات النظام العراقي في ما عرف بحرب الخليج الثانية.

المصادر

انظر أيضاً


      {{{{{3}}}}}
{{{{{3}}}}} {{{{{4}}}}}
Cannon1.png هذه بذرة مقالة عن موضوع له علاقة بالعسكرية تحتاج للنمو والتحسين، فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.