تللي

أقمشة متنوعة مطرزة بفن التللي.

التللي أو التلي هو فن التطريز على القماش باستخدام خيوط مطلية بمعدن الفضة أو الذهب، وههو غالي الثمن لما يتطلبه من جهد وحرفية، ظهرت تلك الصناعة في عدة مناطق في صعيد مصر، وخاصة في سوهاج وأسيوط.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

التاريخ

ظهر فن التللي في القرن التاسع عشر الميلادي في الوجه القبلي في مصر، وتحديدًا في أسيوط، استخدمت الصعيديات خيوطا معدنية من النحاس المطلي بالنيكل، يصل عرضها إلى حوالي 3 مللم، ذهبية أو فضية اللون.

في بداية ظهور هذا النوع من الفن كانت السيدات يطرزن على قماش الحرير، ثم عُرف فيما بعد باسم التللي نسبة إلى قماش التل الشفاف الذي كن يستخدمنه أيضًا.

الطريقة

رموز فن التللي ومعانيها.

يتميز التللي باستخدام خيوط معدنية ثقيلة معدنية متراصة جنبًا إلى جنبًا، مصنوعة من النحاس ومطلية بالنيكل، يصل عرضها إلى حوالي 3 مللم، ويمكن الاختيار بين اللونين الفضي أو الذهبي.

الرموز الذي يتم تطريزها هي أهم ما يميز هذا الفن، والتي تعتمد على وحدات للنقش معروفة وتتكرر على حسب المساحة والشكل، وكانت هذه الرموز مستمدة من التراث القبطي والمصري القديم، تسمى هذه الرموز بـالموتيفات وكل رمز له معنى، فالخط المائل على سبيل المثال يدل على نهر النيل، والمثلث يدل على الجبال، وتتضمن الموتيفات رموزا لحيوانات أيضا فيتم نقش الجمل للإشارة إلى تحرك موكب العروس.

لعمل شغل الموتيفات؛ يتم تمرير الشريط المعدني الذي يبلغ في النسيج الشبكي، بأي إتجاه طولي أو عرضي أو في شكل خطو مائلة، بهدف تكوين أشكال ورموز وفي كل مرة يتم إدخال الشريط في النسيج يتم ضغطه بطرف الإصبع ليصبح مستويًا، ثم يُطرق النسيج بعد الانتهاء من تطريزه، أو تُدحرج كرة صلبة فوقه.

كل غرزة هي وحدة مستقلة بذاتها وتحتاج إلى ستة خطوات لتنفیذها. في البداية يُوضع جزء صغير من الشبك على سبابة الإصبع الیسرى ويُضغط علیه بإبهام ذات اليد لتثبیت المكان الذى سیتم تطریزه. أما الإبرة التي أُدخل بها شريط معدني لا يتراوح طوله بين 40سم و50سم؛ فيتم الامساك بها بأصابع اليد اليمنى، وتُغرز الإبرة في أحد ثقوب قماش التلّ بالورب، ثم نخرحها من الثقب التالي، بعدها یُثنى طرف شریط التلي. ويُعاد إنزال الإبرة في نفس الثقب الذي بدأ التطريز منه لتكوين طبقتين من الشريط، ثم تُخرج الإبرة مرة أخرى من الثقب الذي يقع یسار الثقب الذى أدخلت منه الإبرة في المرة الأولى، بعدها يتم إدخال الإبرة في الثقب المقابل لهذا الثقب، أي في الجهة الیمنى، ثم تخرج الإبرة من الثقب الثاني.

في المرحلة السادسة والأخيرة تمرر الإبرة في الشریط المعدني بین طبقتي الغرزة ویضغط علیها بالید، لیُقطع شریط التلي بالإصبع وینفصل عن الغرزة المكونة، وهو ما يجعل بداية ونهاية كل غرزة غير مرئيتاين.[2]

الانتشار

تحية كاريوكا مرتدية زي مطرز بالتللي.

اكتسب التللي شهرة عالمية وليست داخلية فقط وذلك من خلال تعرف السياح الوافدين إلى مصر عليه، كانت السيدات الأجانب يذهبن إلى السيدات في الصعيد لكي يطرزن لهن ملابسهن بالتللي.

فبعد أن كانت العروسة في الصعيد فقط هي من ترتدي الوشاح المطرز بالرموز المتراصةالتي تحكي حكايتها أصبحت سيدات المجتمع من الطبقات العليا والأميرات يطلبن ملابس مطرزة بالتللي.

من أشهر من أرتدين الأقمشة المطرزة بالتللي في مصر والملكة نازلي، وزينات صدقي وتحية كاريوكا وسامية جمال، وملكة جمال الكون شارلوت واصف التي في المسابقة عام 1934 التللي وذلك لإبراز الهوية المصرية الأصيلة.

وصلت الأزياء المطرزة بالتللي إلى هوليوود، فارتدت الممثلة هيدي لامار في فيلم شمشمون ودليلة الذي عرض عام 1949 التللي، وكذلك إليزابيث تايلور، وروك شيلدز، حتى وصلت شهرته إلى الرجال أيضا فارتدى توم كروز وشاحا يحمل ذلك الطراز في أحد أفلامه عام 2012.[3]

إحياء التراث

بيت التلي

لافتة بيت التلي.

في عام 1994، أسس الفنان التشكيلي سعد زغلول ما يعرف ببيت التلي ليكون مركزًا لحماية التراث، بهدف إعادة الروح للحرفة تطريز التلي أو التللي التي أوشكت على الاختفاء.

قبل سنة التأسيس بعامين، في عام 1992، قدم زغلول دراسة للصندوقي الاجتماعي للتنمية لإحياء فن التللي ومن ثم تم عمل بحث ميداني كان بمثابة البحث عن مستحيل، فعثر من خلاله على سيدتين بغرب مدينة أسيوط يتقن الحرفة وكلفهن ببعض الأعمال وكانتا الأساس لتعليم الفتيات الحرفة، وتم توفير فتيات بمركز تدريب.

قام زغلول ببناء منزل على نفقته الخاصة مكون من طابقين على شكل بيوت المناطق الشعبية في القرن العشرين، وهناك تدربت 500 فتاة من خلال منحة الصندوق الاجتماعي.[4]

المصادر

  1. ^ "«التللي»..خيوط من الفضة والذهب تنسج العبايات والإيشاربات فقط في جزيرة شندويل". المصري اليوم. 2022-10-13. Retrieved 2023-02-22.
  2. ^ https://thezay.org/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%8A-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%AA%D9%86%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/?lang=ar. {{cite web}}: Missing or empty |title= (help)
  3. ^ "فاتنات هوليوود يرتدين أزياء من أسيوط.. رحلة فن التللي من الصعيد للعالمية". صدى البلد. 2018-09-24. Retrieved 2023-02-22.
  4. ^ ""التلي".. رموز وحكايات". باب مصر. 2016-05-10. Retrieved 2023-02-22.