تاريخ علم الحديث
- كانت رواية الحديث موجودة منذ عصر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، لكن بداية علم الحديث تعود إلى زمن الفتن حيث بدأ الاهتمام بالبحث عن السند. فبدأ علم الحديث كمجموعة من العلوم العقلية التي بدأت تتطور لتصبح ملكة، فكانت تسمى بداية "التمييز".
وقد قال ابن سيرين رحمه الله: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قيل لهم سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ منهم وينظر إلى أهل البدعة فلا يؤخذ منهم".
ذكر عبد الرحمن بن مهدي: "علمنا عند الجهّال كهانة".
- أقدم ما كتب في علم الحديث كان ما كتبه الإمام الشافعي في الرسالة في معرض حديثه عن سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومنه يؤخذ تعريف الحديث الصحيح المشهور.
- بعد ذلك جاءت مصنفات علي بن المديني والإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين (انظر كتاب التاريخ والعلل رواية الدوري عن يحيى بن معين'، وفيها سؤالات ليحيى بن معين في كثير من المسائل ومنها قواعد ومسائل في تمييز صحيح الحديث).
- ثم كانت جهود الأئمة الستة:
- تراجم الإمام البخاري في صحيحه، مثل كتاب العلم.
- مقدمة الإمام مسلم
- رسالة أبو داوود رداً على سؤال بعض علماء مكة عن سننه.
- فصل "العلل" من سنن الترمذي.
بالإضافة إلى تصانيف ابن حبان والدارقطني والطبراني وأبو نعيم الأصفهاني.
- ألف الرامهرمزي كتاب "المحدث الفاصل بين الراوي والواعي" الذي يعد من أول الكتب الجامعة في علم الحديث، والذي ألفه ليستحث حملة الحديث النبي الشريف على أن لا يكتفوا بمرتبة الراوي، إذ انتشرت في تلك الفترة سمعة سيئة عن الرواة في أنهم "حملة أسفار"
- كتاب أبو عبد الله الحاكم وكتابه "معرفة علوم الحديث"
- الخطيب البغدادي، محدث المشرق، له مؤلفات كثيرة في علم الحديث، وقد قال المحدث ابن نقطة: "كل من أنصف علم أن المحدثين بعده عيال على كتبه". من كتبه: الكفاية في علم الرواية، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع.
- إسهامات ابن عبد البر والذي كان محدث المغرب.
- القاضي عياض وله كتاب الإلماع إلى أصول الرواية وتقييد السماع.
- ثم جاءت مرحلة إنشاء دور الحديث (دار الحديث الأشرفية)، وبرز ابن الصلاح، حيث كتب مقدمته المشهورة والمعروفة بـ "مقدمة ابن الصلاح"، وقد تجمعت حولها جهود كثيرة، كألفية السيوطي وألفية الحافظ العراقي، وألفت الكثير من النكت (نقاشات ومسائل علمية دقيقة) من قبل العديد من العلماء، كالزركشي وابن حجر والحافظ العراقي والبلقيني، كما اختصرت من قبل العديد من العلماء كابن كثير وابن دقيق العيد وابن جماعة والإمام النووي في كتابه "الإرشاد" الذي اختصره فيما بعد في كتابه "التقريب". وقد شرح كتاب التقريب الإمام السيوطي في كتابه تدريب الراوي، وتناوله الإمام السخاوي كذلك بالشرح.
وقد تجمعت جهود علمية كبيرة حول مقدمة ابن الصلاح وقد وصف ابن حجر ذلك بقوله: "فلا يحصى كم ناظم له ومختصر ومعارض له ومنتصر"
الكلمات الدالة: