يحيى بن معين
يحيى بن معين بن المرى الغطفاني أبو زكريا البغدادي (158 هـ-233 هـ) إمام الجرح والتعديل سيد الحفاظ وأمير المؤمنين في الحديث.
كان أبوه من نبلاء الكتاب وكان على خراج الري وترك لابنه يحيى ألف ألف وخمسين ألف درهم أنفقها كلها يحيى على الحديث. رفض الدنيا و أقبل على جمع السنن والعناية بها فكتب وحفظ وأملى وانتقد حتى أصبح مرجع المحدثين في عصره وشهد له الأعلام بالتقدم والسبق في ذلك.
ولد في خلافة أبي جعفر، أصله من الأنبار، ونشأ ببغداد، وهو أسن الجماعة الكبار، الذين هم: علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، وإسحق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو خيثمة، فكانوا يتأدبون معه، ويعترفون له.
قال ابن المديني ما أعلم أحداً كتب ما كتب يحيى وجدت عنده كذا و كذا سفطا(1) وسمعته يقول كل حديث لا يوجد في هذه ـ وأشار بيديه إلى الأسفاط ـ فهو كذب. وسمعته يقول كتبت بيدي ألف ألف حديث. وقال القاسم بن سلام: انتهى العلم إلى أربعة: أبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له. وأحمد أفقههم فيه. وعلي بن المديني أعلمهم به، ويحيى بن معين أكتبهم له ـ وقال أحمد: يحيى بن معين أعلمنا بالرجال ـ وقال أبو سعيد الحداد: الناس كلهم عيال علي ابن معين ـ وقال محمد بن رافع سمعت أحمد يقول: كل حديث لا يعرفه يحيى فليس بحديث. وروى عن أحمد أيضاً أنه قال: السماع من ابن معين شفاء لما في الصدور ـ وقال أيضاً هنا رجل خلقه الله تعالى لهذا الشأن يظهر الله به كذب الكاذبين وقال العجلي: "ما خلق الله لهذا الشأن إلا ابن معين ولقد كان يجتمع مع أحمد وابن المديني ونظرائهم فكان هو الذي ينتخب لهم الأحاديث لا يتقدمه أحد. ولقد كان يؤتى بالأحاديث قد خلطت وقلبت فيقول هذا الحديث كذا وكذا فيكون كما قال" اهـ.
ولد سنة (158) ثمان وخمسين ومائة وتوفي سنة (233) ثلاث وثلاثين ومائتين بمدينة الرسول، ودفن بالبقيع من الطبقة العاشرة.
روى عن
عبد الله بن المبارك، وحفص بن غياث، وجرير بن عبد الحميد وهشام بن يوسف الأنباري، وابن عيينة، ووكيع بن أبي عدي السلمي وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.
روى عنه
البخاري، ومسلم،و أبو داوود وأحمد بن حنبل وابن سعد ،وأبو حاتم وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وغيرهم.