بلندا بور (شعب)
بلندا بور Belanda Bor هي جماعة عرقية تتواجد في ولايتي غرب الاستوائية وغرب بحر الغزال، جنوب السودان. ويتكلمون لغة بلندا بور، إلا أن معظمهم يتكلمون أيضاً بلندا ڤيري. يبلغ عدد أبناء هذه الجماعة نحو 33,000 نسمة ويعتقدون في أديان تقليدية.
للبلندا العديد من الثقافات والمعتقدات مثل أي قبيلة بجنوب السودان، ويمتاز أفرادها بالذكاء وابتكار الأشياء. وقد تناولت “تنوع” أطراف الحديث عن القبيلة مع أحد سلاطين قبيلة البلندا وأحد أفراد القبيلة، خيث جاء في حديثهم عدة نقاط منها.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
ابتدر السلطان بيتر اوكو ديمو حديثه عن نشأة وانحدار قبيلة البلندا، فقال أن البلندا من القبائل الأصيلة ليس لها جذور في الدول الافريقية المجاروة، وأن موطنهم الحقيقي كان في غرب الاستوائية بمنطقة (دوكورة) ثم انتشرت القبيلة واتسع وجودها حتى وصلت غرب بحر الغزال واستقرت هناك.
اللغة والعشائر
حسب السلطان بيتر، هناك لغتين لقبيلة بلندا بور وهي لغة بلندا بور وقامبا، واللهجة الأكثر استخدامآ هي لهجة قامبا. أيضآ توجد عدة عشائر في القبيلة، منها سونقو، سان، كنزري سامقو وسافال، وتتميز هذه العشائر بالتداخل والزواج فيما بينها.
الحياة الاقتصادية
تطرق السلطان إلى طريقة الحياة المعيشية والاقتصادية التي كانت تعيش بها مجتمعات القبيلة، حيث كانت هنالك ابتكارات محلية للمنتجات الأساسية، إذ يتم استخراج الصابون من شجرة “أب لايوق”، ففي ذلك الوقت لم يكن هناك مصانع ولا صابون يصل المجتع، فكان أن الناس لجؤوا إلى النعم الطبيعية واستطاعوا تصنيع واستخراج ماهو أكثر من ذلك. مثلآ الحجر الجبلي كان يتم كسره ويستخرج منه النار وينتج به أهم الأدوات مثل الفأس والساطور والهربي التي كانت تستخدم في صيد الحيوانات التي بواسطتها يتم استخراج الجلد من أجل استخدامه كغطاء وللملبس. الزراعة أيضآ هي واحدة من سمات مجتمع لببلندا، ويتميزوا بزراعة الفول والذرة والسمسم، كما هناك قش الغابة الذي يتم استخدامه في صناعة البرش، بالإضافة إلى البرمة التي تصنع من الطين والقرع أيضا، والصحن الذي يتم صناعته من الخشب. في الماضي لم يكن هناك ملح، كان الناس يستخدمون الكمبو بدلا منه. هكذا كانت بساطة العيش في مجتمعنا وكان هناك إكتفاء ذاتي بالموجود….
الزواج لدى البلندا
يعتبر الزواج عند قبيلة البلندا من أهم الأشياء، ولابد من أن يكون الشاب الذي ينوي الزواج مسؤولآ وقادرا على تحمل متطلبات أسرته، وأن يكون قادرا على الزراعة والصيد. وأوضح السلطان أن الشباب عند بلوغهم مرحلة الزواج وانشاءه بيتا خاصا به (القمطية) وامتلاكه مزرعة خاصة به تبدأ أسرته في البحث عن عروس له، خاصة من بين نساءهم.
شارحا أن هناك فترة تضع أسرته العروس لاختبار مسؤولية العريس وهي تقارب السنتين، يزرع فيا لأهل العروس ويلبي طلباتهم ويقوم بخدمتهم. بعدها يتم الزواج. وقال أيضآ أن الزواج لم يكن كثير التكلفة آنذاك لعدم تواجد المال، وقد لجأت القبيلة في هذة الفترة إلى الزواج المتبادل. هناك أشياء رمزية يقدمها العريس مثل (الملودة– فانوس– طاقية– كرسي- التمباك). ومن أكثر الهدايا فخرا لأهل العروس سن الفيل، ويعتبر رمزآ لشجاعة العريس وقدرته البارعة في الصيد…
العادات والتقاليد
وأدلى السلطان بيتر بإفادات حول العادات والتقاليد التي تمارسها قبيلة البلندا، ققال أن للبلندا عادة تمارس منذ ولادة المولود الجديد، حيث تعد الأسرة وجبة محلية للقبيلة وهي (العصيدة بالسمسم) ويدور به شخص يمتاز بصفات حسنة حول غرفة الأم او حيث يوجد المولود وذلك اعتقادآ منهم أن هذه العادة تنقل الصفات الحميدة من ذلك الشخص إلى المولود وتتم عملية التشابه مستقبلا.
وأضاف أن في حالة الزواج هناك عادة للبلندا، حيث يقوم العريس بكسر عود “النشاب” في حالة عدم عزرية العروس، أما إذا كانت عذراء فيقوم العريس بوضع “النشاب” كما هو فوق القطية رمزآ لعذريتها..
المعتقد الديني سابقاً
وذكر السلطان أن قبيلة البلندا كانت تعتقد في السابق أن للأشجار قوة آلهية، لذلك كانت القبيلة تعبدها، فكل أسرة تتخذ نوعا معينا إلها وربا للأسرة مثل شجرة “فيلي”. وأضاف أن هناك بعض المعتقدات التي كانت سائدة في قبيلة البلندا، ففي موسم الحصاد يجب أخذ عينة من المحصول وتقديمه ذبيحة للشجرة التي تتخذها الأسرة مصدر خير لها، وإذا تناول من المحصول قبل تقديم الذبيحة يؤثر ذلك على صحته ويصاب بتشوهات في اليد أو الفم.
وبين السلطان أن انتهاء فترة الجهل ودخول الديانة المسيحية اعتنق البلندا الدين المسيحي تاركآ عبادة الأشجار.
الرقص الشعبي
البلندا مثل القبائل الجنوبية لها العديد من الرقصات والأغنيات المحلية، وأشار السلطان إلى أن البلندا يقسمون الرقص حسب المناسبات، فكل مناسبة لها رقصة معينة، فمثلا الأحزان لها نقارة معينة تستمر لثلاثة أيام في حالة وفاة المرأة، بينما في حالة الرجل تستغرق أربعة أيام. أما في حالة الأفراح فغالبا يكون لها إيقاع خاص بها يعرف الناس أن هناك مناسبة تقام في أحد البيوت. وأيضاً هناك نقارة تُدق في حالات الطوارئ، وهي ذات إيقاع منفرد.