برنامج المسيّرات التركي

المسيرة التركية أنكا، في إحدى فعاليات شركة الصناعات الجوية التركية، بالقرب من أنقرة، 16 يوليو 2010.

برنامج المسيرات التركي، يتناول المقال تاريخ صناعة المسيرات في تركيا.[1]

بعد دخولها عصر المسيرات الثاني، تنافس تركيا الآن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة كأثر البلدان استخداماً للمسيرات القاتلة، تبعاً لمراجعة أجرتها الإنترسپت عن الضربات القاتلة للمسيرات في جميع أنحاء العالم. (الدول الأخرى التي قيل إنها قتلت أشخاصاً بأسلحة أطلقتها مسيرات تشمل إسرائيل والعراق وإيران). وقد استخدمت تركيا هذه التكنولوجيا ضد داعش في سوريا وعلى امتداد الحدود التركية مع العراق وإيران، حيث حلقت المسيرات التركية على مدار سنوات القتال المستمر منذ عقود ضد حزب العمال الكردستاني.[2]

بينما كانت الولايات المتحدة من أولى البلدان المشغلة للطائرات بدون طيار في العالم لأكثر من عشر سنوات، وشنت أول هجوم بطائرة بدون طيار عام 2001، تتملك اليوم أكثر من عشر بلدان هذا النوع من التكنولوجيا. منذ عام 2015، استخدمت المملكة المتحدة، إسرائيل، پاكستان، السعودية، الإمارات العربية المتحدة، مصر، نيجريا، وتركيا مسيرات مسلحة لقتل أهداف. فشلت جهود واشنطن للسيطرة على الانتشار المسيرات من خلال القيود المفروضة على صادرات المسيرات في إبطاء السباق العالمي للحصول على التكنولوجيا. وفي الوقت نفسه، وضعت الولايات المتحدة سابقة للإفلات من العقاب من خلال تنفيذ المئات من الضربات التي قتلت المدنيين خلال العقد الماضي.

وقال كريس وودز، الصحفي الذي تابع استخدام المسيرات لأكثر من عقد من الزمان ومدير إيروارز لمقرابة النزاعات: "لقد تجاوزنا الوقت الذي يمكن فيه السيطرة على انتشار الطائرات المسلحة بدون طيار". "لدى الكثير من الدول وحتى الجهات الفاعلة غير الحكومية إمكانية الوصول إلى قدرات الطائرات المسلحة بدون طيار - وهي تُستخدم عبر الحدود وداخل الحدود - بحيث أصبحنا الآن بوضوح في عصر الطائرات بدون طيار الثاني ، أي عصر الانتشار".

تخضع صادرات الولايات المتحدة للطائرات المسلحة من طراز پريديتر وريپر للإشراف العسكري والكونگرس، وبالتالي فإن عملية الحصول عليها لا تزال طويلة ومعقدة. بدلاً من ذلك اختار بعض المشترين شراء طائرات بدون طيار مسلحة من الصين، التي باعت إلى ما يقرب من 12 دولة مسيرتها CH-4، وهي طائرة بدون طيار تتمتع بقدرات مماثلة للپريديتر (رغم أنها أقل تطوراً من الريپر). ومع ذلك، حتى إذا قرر المطورون الرئيسيون مثل الولايات المتحدة أو الصين تقييد بيع الطائرات المسلحة بلا طيار، فإن الأمر لم يعد مجدياً فيمكن الآن تكرار التكنولوجيا نفسها، وهذا ما قامت به تركيا.

الأمر اللافت ليس فقط أن تركيا هي المطور الجديد الأكثر تقدماً للمسيرات، لكنها أيضاً البلد الوحيد الذي يستخدم المسيرات بانتظام على أراضيه، ضد مواطنيه.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

بيرقدار: الأب الروحي للدرونات التركية

سلجوق بيرقدار في مؤتمر صحفي أثناء مهرجان تكنوفست للفضاء وتكنولوجيا الطيران في متحف الطيران، إسطنبول، 12 سبتمبر 2018.

يقال أن سلجوق بيرقدار هو الأب الروحي لبرنامج المسيرات القاتلة التركية. عام 2005، أقنع بيرقدار مجموعة مسئولين أتراك بحضور استعراض صغير لدرون محلية الصنع كان يعمل عليها. بيرقدار، الذي كان في ذلك الوقت في السادسة والعشرين من عمره، درس الهندسة الكهربائية في أرفع الجامعات التركية، وحصل على الماجستير من جامعة پنسلڤانيا، وكان طالب دكتوراه في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا.

كان بيرقدار في طليعة التكنولوجيا التي كان يعرف أنها سيكون لها دوراً كبيراً في الحروب. لكنه كان قلقاً بشأن ما سيفعله بمجرد إنهاء دراسته، وحان وقت عودته لتركيا.

أثناء دراساته العليا في الولايات المتحدة، كانت أطروحة رسالته للماجستير في معهد مساتشوستس للتكنولوجيا عن الخوارزمية التي تمكن المروحية الغير مأهولة وسط التضاريس شديدة الوعورة، ولو حتى بشكل رأسي على الجدار. بدأ البحث بتوجيه الشكر لله، ثم لمشرفه، وأخيراً لمجموعة من أصدقائه المقربين ورابطة الطلبة المسلمين بالجامعة.

في تركيا، كانت عائلته تملك شركة بيرقدار ماكينة، التي أسسها والده المهندس عام 1984، لإنتاج مكونات السيارات كجزء من جهود تركيا لتصنيع السيارات محلياً. بحلول عقد 2000، كانت الشركة قد بدأت التركيز المركبات الجوية الغير مأهولة.

بحلول 2007، كان بيرقدار قد حصل لتوه على شهادة الدكتوراه من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا وعاد للعمل على المسيرات في تركيا. استغرق الأمر بضع سنوات أخرى، وبعض التحولات غير المتوقعة في العلاقات الدولية، ليشق بيرقدار طريقه إلى صدارة برنامج المسيرات التركي.

عندما كان بيرقدار يستعرض مسيرته المحلية، كان لدى تركيا بالفعل برنامجاً للمسيرات، طورته شركة الصناعات الجوية التركية (تاي). لكن البيروقراطية في تركيا، لا سيما داخل المؤسسة العسكرية المتنفذة آنذاك- قالوا إن من الأعقل شراء تلك الطائرات من الولايات المتحدة وإسرائيل بدلاً من الاستمرار في تطويرها محلياً، على الرغم من خيبات الأمل التي لاقتها تركيا لعقود من هذين الحليفين.

منذ عام 1975، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على صادرات الأسلحة بعد غزو تركيا لقبرص، كانت العلاقات التركية مع واشنطن مضطربة وسعدت تركيا لتطوير صناعتها الدفاعية.

على مدار العقد التالي، تم إنشاء عدد كبير من مصانع الدفاع المحلية مثل تاي، يركز معظمهم على أساسيات مثل الذخيرة والأسلحة الصغيرة مع بعض المشروعات الأكبر مثل الصواريخ الموجهة والطائرات.

دخلت تركيا عصر المسيرات الأول على الطريقة القديمة حيث اشترت ست طائرات غير مسلحة من شركة جنرال أتوميكس الأمريكية عام 1996، واستخدمتها ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوبي شرقي البلاد. ويلفت التقرير إلى أن تركيا اشترت في 2006 عشر طائرات درون طراز هيرون من إسرائيل. لكن الأمر استغرق من إسرائيل خمس سنوات لكي تسلم تركيا تلك الطائرات. واتهمت أنقرة حينها الإسرائيليين بتعمد تخريب آلات وأجهزة تصوير تلك الدرونات، فأعادتها إلى إسرائيل لإصلاحها، ومرة أخرى أخذ الأمر سنوات عدة لتقوم تل أبيب بالمهمة.

على أن طائرات هيرون التي تسلمتها تركيا كان يوجهها في بادئ الأمر أفراد إسرائيليون، مما دفع المسؤولين الأتراك إلى الارتياب من أن الصور التي تلتقطها تُرسل سرا إلى المخابرات الإسرائيلية. وعلى هذا الأساس لم تكن طائرات هيرون المسيرة الحل الذي تنشده تركيا.

عام 2010، قطعت تركيا وإسرائيلي علاقاتهما الدبلوماسية بعد الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل عشرة أتراك أثناء محاولتهم دخول قطاع غزة المحاصر على متن سفينة. في العام التالي، كشفت تركيا ما زعمت أنه سيكون طائرة بدون طيار محلية لتحل محل طائرات هيرون. أنكا، أو العنقاء، هي مسيرة طورتها تاي، ويبلغ طول جناحها 56 قدماً وهي قادرة على الطيران بارتفاع عشرة آلاف كيلومتر والتحليق لمدة 24 ساعة بشكل متواصل، لكنها مثل هيرون غير مسلحة، مما يعني أن هناك حلقة رئيسية مفقودة، برأي تقرير إنترسپت.

عام 2011، على سبيل المثال، شن مئات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني هجمات متزامنة على قواعد تركية في محافظة هكاري الجنوبية. التقطت مسيرات هيرون لقطات حية من الجو، للهجمات الأكثر دموية التي شنها حزب العمال الكردستاني منذ عقود. وخلال تلك الهجمات وفرت طائرات الهيرون لتركيا لقطات مصورة، لكن لم تكن هناك استجابة أو قدرات رد سريعة مدمجة مع أنظمة طائرات هيرون، واستمرت تركيا في إسرائيل آلاف الجنود للرد على تلك الهجمات، حيث شنت عمليات عبر الحدود التركية-العراقية.

في ذلك الوقت، كانت تركيا تحصل على لقطات وإشارات استخبارية من الولايات المتحدة، بما في ذلك مجموعة المسيرات الأمريكية من طراز پريديتر. لكن واشنطن، بحجة الخوف من أن تشكل تركية مشكلة أمنية لإسرائيل، رفضت بيع مسرات مسلحة لتركيا. بحلول عام 2016، كانت تركيا قد توقفت عن الاعتماد على حليفتها القديمة الغير موثوق بها، الولايات المتحدة، وفكرت في خوض سباق التسلح مع واشنطن وبلدان الناتو الآخرين. أصبح تطوير مسيرة مسلحة من أولياتها القصوى - مما أتاح الفرصة لبيرقدار.

قبل بضع سنوات، لم يكن بيرقدار قادراً على مجرد الحصول على تصريح من الجيش لاختبار مسيراته باستخدام الذخيرة الحية. كان كبار العسكريين في تركيا - الذين يتم الترويج لهم في كثير من الأحيان ليس على أساس الجدار، لكن على أساس ما يظهرونه من ازدراء للشعائر الإسلامية - يشتهرون بعدم الثقة عندما يتعلق الأمر بعائلات مثل آل بيرقدار، المشهورين بكونهم مسلمين متدينين.

لكن انتقاد المهندس الشاب لاعتماد تركيا على إسرائيل جعله مشهوراً، وأصبح محل اهتمام اليمينيين. عام 2006، فاز بيرقدار في مسابقة عقدها الجيش التركي لتصنيع مسيرة صغيرة، وطلبت أنقرة 19 مسيرة من هذا التصميم لنشرها في جنوب شرق البلاد.

عمل بيرقدار على الرتب الصغرى في الجيش، حيث أقنع الجنود بتضمين تلك المسيرات معهم في الميدان، حيث يمكن لهم تدوين ملاحظات مفصلة عن نوع التكنولوجيا المطلوبة هناك. مضى العمل قدماً عام 2015، عندما أقام بيرقدار عرضاً رائعاً للمسيرة الأكثر تطوراً، بيرقدار-2 TB2، التي جذبت انتباه الجيش التركي.

من على ارتفاع 4 كيلومتر، يمكن للمسيرة TB2 ضرب أ÷داف على بعد 8 كم باستخدام صاروخ موجه تركي. في العام نفسه، تزوج بيرقدار من سمية أردوغان، الابنة الصغرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. منذ ذلك الحين، أصبحت شركته المفضلة من بين مصنعي المسيرات في تركيا.

سمية أردوغان (يسار)، وسلجوق بيرقدار أثناء حفل زفافهما في إسطنبول، 14 مايو 2016.

وباتت طائرة "بيرقدار تي بي 2" المسيرة المسلحة تشكل اليوم العمود الفقري للعمليات الجوية التركية، فهي تحلق على ارتفاع 26 ألف قدم لمدة تصل إلى 24 ساعة، لكنها تعتمد في اتصالاتها على محطات تحكم أرضية.

ويمكن للطائرة بيرقدار تي بي 2 حمل أوزان تصل إلى 120 رطلاً، كما تتمتع بميزة الاستطلاع الليلي وإمكانية إجراء مهام المراقبة والاستكشاف والتدمير الآني للأهداف. وأضحى لهذه الطائرة حضور دائم تقريباً في سماوات جنوبي شرقي تركيا، إذ لا يمر يوم دون أن تطلق طائرة مسيرة -وعادة ما تكون من طراز تي بي 2- نيران أسلحتها على هدف ما، أو الكشف عن موقع أحد الأهداف لتتولى طائرة أف 16 أو طائرة مروحية قصفه.

ووفقاً لمصادر رسمية -لم يسمها التقرير- فإن طائرات "تي بي 2" المزودة بقنابل موجهة تركية الصنع قتلت 449 شخصا في شمالي غربي سوريا في الفترة ما بين يناير وأبريل 2018.

كما قتلت عشرات آخرين في شمالي العراق، من بينهم قادة لحزب العمال الكردستاني ظلت أنقرة تتعقبهم لعقود مضت. وفي جنوبي شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، قُتل ما لا يقل عن 400 شخص في غارات جوية شاركت فيها طائرات مسيرة منذ عام 2016.

لقد أثبتت هذه الهجمات شعبية كبيرة داخل البلاد، حيث تحولت هذه المسيرات إلى نوع غريب من الأيقونات الثقافية. وقد قام الرئيس أردوغان بنفسه بالتوقيع على مجموعة من مسيرات TB2، ذات الذيل المقلوب خلف المحرك. يقوم محافظو جنوب شرق تركيا الذي يسوده التمرد بزيارات منتظمة إلى حظائر الطائرات التي تضم مسيرات للإشادة بها والصلاة من أجل رفاهية الوحدات التي تشغلها.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوقع على إحدى المسيرات في قاعدة عسكرية في بطمان، تركيا، 3 فبراير 2018.

لكن تبني تركيا لعمليات القتل عن بعد أثار انتقادات حول ما يحمله من آثار ضد حقوق الإنسان، حيث توجد أدلة على أن بعض الضحايا الذين قتلتهم المسيرات التركية هم من المدنيين. ولكن مع الحماسة القومية التي استعرت في البلاد، مُنحت الحكومة التركية تفويضاً فضفاضاً حول من الذي يجب أن تستهدفه ضربات المسيرات التركية والقيام بما يلزم للقضاء على الجماعات الإرهابية - مع القليل من الاهتمام الواضح بالأخطاء المميتة يبدو أنها قد اقترفت.

ومن أكثر الهجمات وحشية تلك التي وقعت في 15 أغسطس 2018. في ذلك اليوم، قام إسماعيل أوزدن، تركي متهم بالتورط في عمليات حزب العمال الكردستاني في سنجار، شمال الغراق، كان يحضر مراسم تذكارية بالقرب من قرية كوتشو (كما ظهر أوزدن على "القائمة الحمراء" للأشخاص الأكثر طلباً في تركيا). بمجرد مغادرته للمراسم التذكارية، حيث كانت المخابرات التركية تراقب هاتفه الساتلي وعرفت أنه كان يسافر مستقلاً شاحنة بيضاء كجزء من قافلة تابعة لحزب العمال الكردستاني.

عرضت الحكومة التركية تسجيلاً للهجوم، حيث ظاهرات مسيرة طراز TB2 أثناء تتبعها للقافلة، ثم أطلقت قنبلة موجهة بالليزر على شاحنة أوزدن الصغيرة. ظلت المسيرة تراقب بينما تدفق عشرات من زملاء أوزدن على الطريق ونقلوه إلى سيارة أخرى. في الوقت الذي كانت فيه مسيرة أخرى تشق طريقها نحو قاعدة حزب العمال الكردستاني المحصنة، قاتلت المسيرة الأولى أوزن و10 آخرين. بعد عدة أيام، كانت القنوات الإخبارية والصحف التركية تشيد بتلك العملية.

في هجوم واحد فقط - ضد أهداف كردية في مدينة عفرين السورية عام 2018 - تورطت المسيرات في ما يقرب من خُمس إجمالي عدد القتلى الذين قتلتهم تركيا، مما أسفر عن مقتل 449 شخصاً بطريقة مباشرة واستهداف 680 آخرين على مدار ثلاثة أشهر. استخدمت مسيرة طراز TB2 لتدمير صورة ضخمة لعبد الله أوجلان، على سفح أحد جبال سوريا. (كما نشرت الحكومة التركية ڤيديو لهذا الهجوم). بعد أن زعمت جماعات حقوق الإنسان أن الغارات التركية قد ضربت مستشفى في عفرين، أصدرت تركيا لقطات لمسيرة تُظهِر أنها لم تُلحق سوى أضرار جزئية بالمستشفى.

اشتهرت هجمات عفرين بشكل كبير حتى أن مجموعة من الطلاب الجامعيين الأتراك صنعو لعبة على الهواتف المحمولة حيث يمكن لللاعب قيادة مسيرة مسلحة في تفرين. وقال بن علي يلدرم، رئيس الوزراء في ذلك الوقت: "هذه المركبات القتالية وغير القتالية غيرت من مصير عملية عفرين وأعطت تركيا اليد العليا".


في سبتمبر 2024، حذر سلجوق بيرقدار، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة الطيران التركية بايكار، من نقاط الضعف في أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، ودعا تركيا إلى تطوير تقنية GPS المحلية الخاصة بها.

مشيراً بانه "يمكن لأنظمة تحديد المواقع العالمية اختراق كل شيء بدءًا من الساعات وحتى المركبات والهواتف".

وأضافف "إن تطوير نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) المستقل الخاص بنا أمر بالغ الأهمية لحماية سيادتنا ومصالحنا الاستراتيجية.

سلجوق بيرقدار نظام GPS به عيوب ويجب انتاج بديل وطني

وكان سلجوق بيرقدار قد شركة فرگاني لتقنيات الفضاء في عام 2022. ويركز هذا المشروع على تطوير الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض ومركبات النقل المدارية. كما تهدف الشركة إلى إطلاق أول قمر صناعي لها هذا العام وتشارك في إنشاء تقنيات دفع مبتكرة للتطبيقات الفضائية. والهدف الأساسي للشركة هو بناء مجموعات من الأقمار الصناعية ذات المدار المنخفض وإرسال 120 قمرا صناعيا إلى الفضاء بحلول عام 2030.[3]


التاريخ العملياتي

معركة إدلب

في مارس 2020، نشر موقع بلومبرگ تقريراً أعده مراسلها سيلجان حاج‌وغلو، يتحدث فيه عن أثر الطائرات المسيرة التركية القاتلة التي نشرتها أنقرة في المواجهة الحالية في سوريا، وتمثل تهديدا للرئيس الروسي ڤلاديمير پوتن.[4]

ولفت التقرير، إلى أن تركيا نشرت مسيراتها القاتلة لضرب قوات النظام السوري المدعومة من روسيا، فيما قال مسؤول بارز إن الطيران المسير يعد إبداعاً عسكرياً يظهر القوة التكنولوجية التركية في ساحة المعركة.[5]

وينقل حاج‌وغلو عن مسؤول تركي بارز، قوله إن انتقام تركيا لمقتل 33 من جنودها في أواخر فبراير 2020 جاء على شكل فعل منسق من العمليات بالطائرات المسيرة، وأضاف هذا المسؤول المطلع على سياسة أردوغان في سوريا، أن هذه هي المرة الأولى التي سيطرت فيها تركيا على المجال الجوي السوري من خلال نشر أسراب من الطائرات المسيرة.

ويفيد الموقع بأن سلسلة الغارات التي شنتها تركيا من خلال طائرات موجهة منذ 27 فبراير، ضربت قواعد عسكرية ومراكز للحرب الكيماوية، بحسب ما قال الجيش التركي، مشيراً إلى أن تركيا حددت ودمرت دفاعات جوية صاروخية، ما أثار أسئلة حول فاعلية الأجهزة الروسية التي نشرتها موسكو لحماية النظام الروسي لمنع الغارات الجوية.

ويورد التقرير نقلاً عن مدير برنامج التطرف ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، تشارلي ليستر، قوله في تغريدة نشرها على تويتر إن "هذا أمر لم تستطع عمله سوى إسرائيل حتى الآن"، في إشارة إلى لقطات ڤيديو التقطتها الطائرات التركية المسيرة، وتظهر الدمار الذي حل بالدفاعات الجوية، وأضاف أن تركيا تقوم "بشن حملة جوية من خلال طائرات مسيرة" مدعومة بغارات صاروخية.

ويلفت الكاتب إلى أن هذا التكتيك يهدد بوضع تركيا، عضو الناتو، في مواجهة مباشرة مع روسيا، ما يزيد من حالة التوتر في العلاقات التركية الروسية، في وقت يحضر فيه أردوغان للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جهد لتخفيف التوتر في سوريا.

وأشار إلى أن الزعيمين عملا معا لإنهاء الحرب الأهلية السورية المشتعلة منذ تسعة أعوام، رغم وقوفهما على الجانب المضاد فيها، لكنهما اختلفا حول من سيسطر على محافظة إدلب، في شمال- غرب سوريا والقريبة من الحدود التركية.

ونوه الموقع إلى أن روسيا تسيطر على الأجواء السورية، كجزء من العملية العسكرية التي شنها بوتين لحماية بشار الأسد، ونشر نظام إس-400 الصاروخي لتأمين المجال الجوي، في وقت تقوم فيه المقاتلات الروسية بتوفير الغطاء الجوي للقوات التابعة للأسد، لافتا إلى أن القوات التركية تدعم المقاتلين المعارضين للأسد، في الوقت الذي عبرت فيه أنقرة عن مخاوفها من موجة رحيل جماعي جديدة باتجاه حدودها.

ويذكر التقرير أن سوريا ردت على حملة الطائرات المسيرة التركية بالإعلان عن إغلاق المجال الجوي فوق إدلب، وقالت وكالة الأنباء السورية، نقلا عن مسؤول عسكري سوري لم تسمه، إن "أي طائرة تخرق المجال الجوي السوري سيتم التعامل معها على أنها مقاتلة معادية يجب إسقاطها".

ويقول حاج‌وغلو إن تركيا أعلنت في 1 مارس عن إسقاطها مقاتلتين تابعيتين للنظام في دمشق، من نوع سو-24، بالإضافة إلى أنها دمرت ثلاثة دفاعات جوية سورية، وأكدت سقوط طائرة دون طيار.

ويفيد الموقع بأن تركيا ترغب برسم منطقة في شمال سوريا كجزء من محاولاتها إعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين الذين يعيشون حالياً في تركيا، فيما يناقش بوتين أن سيطرة النظام السوري على المناطق كلها في البلاد هو الضامن الوحيد لأمن تركيا وحدودها.

ويشير التقرير إلى أن روسيا نفت أي مشاركة لها في الهجوم الذي قتل 33 جندياً تركياً في 27 فبراير، الذي يعد أكبر خسارة للجيش التركي منذ عقود، مع أن وزير الخارجية الروسي سيرگي لاڤروڤ علق قائلاً إن روسيا لا تستطيع السيطرة على القوات السورية التي تقوم بضرب "الإرهابيين" في إدلب، فيما اتهم المسؤولون الأتراك موسكو بعدم عمل ما يجب للحد من عدوان النظام.

ويلفت الكاتب إلى أن تركيا استقبلت منذ فترة طويلة مناورات عسكرية للناتو، باسم مناورة نسر الأناضول، التي يتم فيها التدرب على ضرب أنظمة الدفاع الروسية، وشاركت إسرائيل ذات مرة في إحدى هذه المناورات، مشيراً إلى أن تركيا وصفت عمليتها العسكرية الرابعة في سوريا بأنها جزء من عملية درع الربيع.

وتختم بلومبرگ تقريرها بالإشارة إلى أنه بدا بشكل واضح حرص تركيا على إظهار قدرتها الجوية، فنشرت وزارة الدفاع سلسلة من لقطات الڤيديو على تويتر التي تظهر تدمير الدبابات والمدافع السورية نتيجة لهجمات الطائرات المسيرة.

التصدير لبلدان أخرى

مسيرات من طراز بيرقدار تي بي 2، قبل قيامها برحلة تجريبية في قاعدة Hmelnitski العسكرية، 20 مارس 2019.

حزب العمال الكردستاني

في 10 نوفمبر 2018، احتفل الشعب في جميع أنحاء تركيا بذكرى وفاة مؤسس البلاد، مصطفى كمال أتاتورك. في ساعة وفاته، 9:05 صباحاً، يلتزم المحتفون الصمت، ويتجو سائقو السيارات على الطرقات، ويقف المشاة دون حراك، كما لو أن الوقت نفسه قد توقف. في مدينة سيرناك، في جنوب شرق البلاد، تميزت تلك الوقفة التذكارية بهجوم مسيرة دبر له حزب العمال الكردستاني.

كان هناك عشر مسيرات جاهزة، محملة بالمتفجرات، تتعرف على هدفها عن طريق نظام التموقع العالمي الذي تم تحميله مسبقاً، وشنت هجوماً متزامناً على أهداف حكومية وعسكرية في المنطقة. صورت كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة وسط المدينة مسيرة وهي تشق طريقها فوق رؤوس المشاة، متجهةً إلى مدخل مقر حكومة المحافظة. ارتبطت سبع مسيرات أخرى في خمسة أهداف عسكرية مختلفة في مكان قريب. أسقطت قنبلتان محليتان بالقرب من المواقع الحدودية قبل تحطمها على الجانب العراقي من الحدود.

على الرغم من أن مسيرات حزب العمال الكردستاني لم تتسبب بعد في أي إصابات بشرية، فإن وسائل الإعلام التركية تقدم تقارير منتظمة عن قيام قوات الأمن بإسقاطها، داخل البلاد وكذلك بالقرب من الحدود مع العراق وسوريا.

وقال نيك ووترز، المحلل في مجموعة بيلينگ‌كات للتحقيق الذي يتعقب استخدام المسيرات من قبل الجماعات غير الحكومية في المنطقة "حزب العمال الكردستاني يستخدم مسيرات لفترة من الوقت، وأصبح أكثر تواتراً، في الواقع فإن الأمر ليس مفاجئاً". لقد أصبحت المسيرات سلاحاً مؤثراً. ... [استخدام]هم له يشبه استخدام الدول. مثلما كانت الولايات المتحدة تشن ضربات بواسطة المسيرات المسلحة، كان ذلك بمثابة استعراض للقوة، وبالمثل، فإن القدرة على الوصول إلى هذه القوة، كما يقول حزب العمال الكردستاني، يضيف إلى مكانتك".

كان من السهل شراء الطائرة التي استخدمها حزب العمال الكردستاني في هجوم نوفمبر 2018؛ يمكنك حتى شرائها عبر الإنترنت من أمازون. تبلغ تكلفة المسيرة سكاي‌واكر إكس 8، والتي يصل مداها إلى 100 كم، أقل من 300 دولار ويمكن برمجتها مسبقاً لتوجيه مسار عبر نظام التموقع العلامي. جهاز Talon X-UAV أصغر وأرخص، ويبدو أن المهاجمين قاموا بتعديله ليتم تشغيله أيضاً على مسار مبرمج مسبقاً..

في الواقع، لقد تأخر حزب العمال الكردستاني في اعتماد المسيرات للقتال.

داعش

في 2016، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ هجمات باستخدام مسيرات تجارية معدلة، ووفقاً لإحصاء أجرته شركة بيلينگ‌كات، فقد نفذت داعش أكثر من 200 هجوم بمسيرات في عام 2017 وحده. تم إسقاط القنابل اليدوية ذات الزعانف بواسطة المسيرات المتوافرة تجارياً، في العمليات التي تم تسجيلها في بعض الأحيان على مقاطع ڤيديو دعائية.

بلدان أخرى

في يناير 2020، أعلن الرئيس الأوكراني پترو پوروشنكو أن بلاده ستشتري 12 مسيرة تي بي 2، في صفقة تقدر بـ69 مليون دولار. كما هناك بلدان أخرى، منها پاكستان وقطر في انتظار شراء مسيرات تركية.

المصادر

  1. ^ "turkey-second-drone-age". إنترسپت. 2019-05-14. Retrieved 2020-03-01.
  2. ^ "turkey-second-drone-age". إنترسپت. 2019-05-14. Retrieved 2020-03-01.
  3. ^ "Clash Report". X.
  4. ^ Selcan Hacaoglu (2020-03-01). "Turkey's Killer Drone Swarm Poses Syria Air Challenge to Putin". بلومبرگ.
  5. ^ "تقرير لـ "بلومبيرغ" يكشف أثر المسيرات التركية بمعركة إدلب وموقف روسيا". شبكة شام. 2020-03-02. Retrieved 2020-03-04.