بئر الأرواح
بئر الأرواح (Well of Souls)، هو كهف جزء منه طبيعي وجزء مصنوع، يقع داخل داخل الصخرة المشرفة تحت قبة الصخرة على جبل الهيكل بالقدس.[1] خلال الحملات الصليبية، كان المسيحيون يطلقون عليه "قدس الأقداس"،[2] في إشارة إلى الحرم الداخلي للمعبد اليهودي السابق، والذي من المحتمل أنه، وفقًا للدراسات الحديثة، بني على قمة الصخرة المشرفة.[3]
جاء اسم "بئر الأرواح" من الأسطورة الإسلامية، التي تعود إلى العصور الوسطى، القائلة بأنه يمكن سماع أرواح الموتى الذين ينتظرون يوم القيامة،[4] على الرغم من أن هذه ليست وجهة نظر سائدة يين أهل السنة والجماعة. أُطلق نفس الاسم أيضًا على منخفض في أرضية هذا الكهف وغرفة يعتقد أنها تقع تحته.[5]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ والسياق
اليهودية والإسلام
يقع بئر الأرواح تحت الصخرة المشرفة، وهو حجر أساس مكشوف يقع مباشرة تحت قبة الصخرة. بٌني مسجد قبة الصخرة على موقع الهيكل اليهودي الثاني (بُني حوالي عام 516 قبل الميلاد ليحل محل هيكل سليمان)، والذي كان الرومان قد دمروه عام 70 م. في المصادر اليهودية التقليدية، يعتبر حجر الأساس المكان الذي بدأ منه خلق العالم،[6] وحيث استعد إبراهيم للتضحية بابنه إسحاق.
في الإسلام، يعرف حجر الأساس بالصخرة المشرفة، يقول الطبري، كاتب مسلم من القرن التاسع الميلادي، أن الصخرة تقع في المكان الذي "دفن فيه الرومان المعبد (بيت المقدس) في زمن بني إسرائيل"."[7] يعتقد المسلمون أن النبي محمد صعد من هذا المكان إلى السماء خلال رحلة الإسراء والمعراج. وفقًا للتقاليد الإسلامية في العصور الوسطى، حاولت الصخرة المشرفة اللحاق بمحمد أثناء عروجه إلى السماء، وخلال ذلك ترك بصمة قدمه فوقها بينما كان يسحب الكهف أدناه ويفرغه. ترك جبريل بصمة يده في مكان قريب أثناء منعه الصخرة من الصعود.[8]
تتفق كل من التقاليد اليهودية والإسلامية على ما يكمن تحت حجر الأساس أو الصخرة المشرفة، وقد وجد أقدمها في التلمود في البداية وتم تفسيره في القرنين الثاني عشر والثالث عشر في الإسلام.[9] يشير التلمود إلى أن الحجر يمثل مركز العالم ويعمل كغطاء للهاوية (أبزو) التي تحتوي على المياه الطوفان الهائجة.[بحاجة لمصدر]
كتب گولدهيل أنه لا يوجد ذكر واحد للصخرة في المصادر اليهودية، مما أدى إلى محاولة الأدب بأكمله إلى شرح الحقيقة. ربما يكون ذكر شرح التلمود بدون مصدر (!) تحريف بلاغي للحقائق. هذا في حالة وجوده أصلًا، فمن المحتمل أنه يشير إلى جبل الهيكل، وليس الصخرة على وجه التحديد.[محل شك] وحسب ما يذكره ابن الفقيه، أصبح ينظر إلى الكهف على أنه مكان مقدس عام 902. .[10] وكذلك ينظر إليه بعض المسلمين على أنه مركز العالم وفوق حفرة لا قاع لها تتدفق مياه الجنة تحتها. يقال إن شجرة نخيل تنمو من نهر الجنة هنا لدعم الحجر. ويقال إن نوح هبط هنا بعد الطوفان. ويذكر إن أرواح الموتى تُسمع في المكان وهي منتظرة يوم القيامة،[4] ولكن هذا ليس رأي أهل السنة والجماعة.
فترة الصليبيين
أصبح حجر الأساس وكهفه بالكامل جزءا من التقاليد المسيحية بعد الغزو الصليبي للقدس عام 1099. حوّل هؤلاء الأوروبيون قبة الصخرة إلى كنيسة، وأطلقوا عليها اسم هيكل الرب (تمبلوم دوميني باللاتينية). قاموا بالعديد من التغييرات المادية الجذرية على الموقع في هذا الوقت، بما في ذلك قطع الكثير من الصخور لعمل سلالم ورصف الحجر بألواح من الرخام. لقد قاموا بالفعل بتوسيع المدخل الرئيسي للكهف وربما يكونوا قد قاموا ببناء العمود الصاعد من وسط الغرفة. أطلق الصليبيون على الكهف اسم "قدس الأقداس" وقدسوه باعتبار موقع بشارة ولادة يوحنا المعمدان.[2] تشير الدراسات الحديثة إلى أن قدس أقداس المعبد اليهودي ربما كان أعلى حجر الأساس، وليس بداخله.[3]
الأساطير والتفاسير القديمة
في عام 1871، زار المكتشف والمستعرب سير ريتشارد فرانسيس بورتون القدس، فيما بعد وصفت زوجته إليزابيث اكتشافهم لبئر الأرواح كسياح كالآتي:
رحلة من خمس عشرة درجة تأخذنا إلى الكهف تحت هذه الصخرة. تمت الكتابة عن هذا الأمر بشكل كبير. سأكتفي بالقول إن الكابتن بيرتون يعتبرها مخزن الحبوب الأصلي لدرس الذرة، يحطيه السهل من كلا الجانبين، ومذرته من الصخرة. إذا ثبت أن الكهف هو مذبح الأضحية، فإن الكهف سيكون صهريجًا للدم الذي سرب من بئر الأرواح إلى وادي هنوم. بذل زوجي قصارى جهده لفتح اللوح ذي السبر المجوف في الوسط، لكن الوقت لم يحن بعد. يعتقد المسلمون الجهلاء أن الصخرة معلقة في الهواء، والشئ الوحيد الذي يدعمها هو نخلة، تحملها أمهات النبيين العظيمين، محمد وإبراهيم. يُطلق على النقطة الأكثر بروزًا اسم "اللسان"، لأنه عندما اعتقد عمر أنه اكتشف الحجر الذي كان عمود يعقوب في رؤيته في بيت إيل، قال: "السلام عليكم"، ورد الحجر: "عليكم السلام ورحمة الله". شرح لنا شيوخ المسجد كل شيء، حتى أدق التفاصيل، وأرونا الأماكن التي صلى فيها سليمان، وكذلك داود، والمكان الذي التقى إبراهيم وإلياس ومحمد فيه خلال رحلة الإسراء والمعراج فوق حائط البراق. وقاموا بإحداث صدى لنا، وأخبرونا أن هناك مكانًا فارغًا تحت بئر الأرواح المذكور سابقًا، حيث تأتي الأرواح الراحلة كل يوم جمعة لتعبد الله.[11]
الوصف
المدخل
يقع مدخل الكهف في الزاوية الجنوبية الشرقية من الصخرة المشرفة، بجانب الرصيف الجنوبي الشرقي لمسجد قبة الصخرة. هناك 16 درجة رخامية جديدة تنزل عبر ممر مقطوع يعتقد أنه يعود إلى أيام الحروب الصليبية. في الطريق إلى أسفل، تتجه كتل الصخرة المشرفة نحو السلم؛ الواقع على اليمين يسمى اللسان. (حسب الأسطورة، أجاب الحجر عمر بن الخطاب عندما تحدث إليه.)[12]
الغرفة
حجرة الكهف مربعة تقريبًا، يبلغ عرضها ستة أمتار، ويتراوح ارتفاعها بين 1.5 إلى 2.5 متر.[12]
يوجد داخل الغرفة أربعة محاريب للصلاة.[13] عندما ينزل المرء، يجد بجانب الدرج محرابين:[13] إلى اليسار (جنوباً) يوجد محراب النبي داود، مع قوس ثلاثي الفصيلة مدعوم بأعمدة رخامية مصغرة من حبال ملتوية. إلى اليمين (الجنوب الشرقي) محراب مسطح قليلًا، لكنه مزخرف، ويعود للنبي سليمان.[12] هذا المحراب هو بالتأكيد واحد من أقدم المحاريب في العالم، ويُعتقد أنه يعود على الأقل إلى أواخر القرن التاسع، بل إن البعض يعتقد أنه يعود إلى القرن السابع وإلى زمن عبد الملك بن مروان، باني قبة الصخرة - مما يجعلها الأقدم في العالم - لكن هذا الأمر محل جدل.[14] إلى الشمال يوجد مزار صغير خاص بالنبي إبراهيم وإلى الشمال الغربي يقع مزار خاص بالخضر / إلياس.[12][13]
يُحدث انخفاض في أرضية الكهف، قد يشير إلى وجود غرفة تحته.[5]
الغرفة مزودة بإضاءة كهربائية ومراوح.[15]
البئر
يوجد في منتصف السقف بئر قطره 0.46 متر، يصل ارتفاعه 1.7 متر حتى سطح الحجر أعلاه. يُعتقد أن هذه هي بقايا مقبرة على شكل بئر يبلغ عمره 4000 عام.[12] ترى نظرية أخرى أنها تمثل "مدخنة" صليبية مقطوعة للتهوية لاستيعاب شموع الضريح المضاءة.[16] لا يزال البعض الآخر يحاول إثبات أنه كان جزءًا من نظام تصريف لدم القرابين من مذبح الهيكل.[17] لا توجد علامات حبال داخل البئر، لذلك تم الاستنتاج أنه لم يتم استخدامه كبئر أبدًا، مع اعتبار الكهف خزان. يبدو سقف الكهف طبيعيًا، في حين أن الأرضية كانت منذ فترة طويلة مرصوفة بالرخام ومغطاة بالسجاد.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأدبيات
- قد تكون أقدم إشارة إلى "صخرة مثقوبة" (البئر الموجود في سقف الكهف) هي تلك الموجودة في ""خط سير بوردو" ("Itinerarium Burdigalense") من قبل "حاج بوردو" المجهول الذي زار القدس عام 333 م.[18]
- تعود الإشارات إلى "بئر الأرواح" تحت الصخرة المشرفة إلى القرن العاشر على الأقل؛ حيث ذكر الكاتب الفارسي ابن الفقيه بئر الأرواح بعتباره موقع إسلامي مقدس.[19]
- روى الكاتب والرحالة الفارسي من القرن الحادي عشر ناصر خسرو القصة التقليدية لأصل الكهف في رحلته الكلاسيكية سفرنامة:
يقولون أنه في ليلة صعوده إلى السماء، صلى النبي أولاً في قبة الصخرة، ووضع يده على الصخرة. أثناء خروجه، قامت الصخرة، لتبجيله، لكنه وضع يده عليها لإبقائها في مكانها وثبتها هناك. ولكن بسبب هذا الارتفاع، فهي حتى يومنا هذا منفصلة جزئيًا عن الأرض تحتها.[20]
- شهد حاخام القرن السادس عشر داڤيد بن سليمان بن أبي زمرا على وجود كهف عُثر عليه تحت قبة الصخرة ويُعرف باسم "بئر الأرواح".[21]
المراجع
- ^ Ritmeyer, Leen (1998), "The Ark of the Covenant: Where It Stood in Solomon's Temple"; In: Ritmeyer, Leen and Kathleen Ritmeyer, Secrets of Jerusalem's Temple Mount, Washington, DC: Biblical Archaeology Society, pp. 91-110.
- ^ أ ب Ritmeyer, Kathleen (1 January 2006). Secrets of Jerusalem's Temple Mount (in الإنجليزية). Biblical Archaeology Society. p. 104. ISBN 9781880317860.
- ^ أ ب Ritmeyer, Op. cit., pp. 101-103.
- ^ أ ب Prag, Kay (2002), Israel & the Palestinian Territories (Series: Blue Guides); London: A&C Black, p. 125.
- ^ أ ب "The Mysterious Well of Souls, the Holy of Holies". Tourists in Israel. September 4, 2016. Retrieved December 6, 2018.
- ^ t. Yoma 2:12; y. Yoma 5:3; b. Yoma 54b; PdRK 26:4; Lev. R. 20:4.
- ^ The History of al-Tabari, vol. XII, Albany: State University of New York Press 2007, pp. 194-195
- ^ Prag, Op. cit.[صفحة مطلوبة]
- ^ Prag, Op. cit., p. 125.
- ^ Goldhill, Simon (2008), Jerusalem: City of Longing, Cambridge, Massachusetts: Harvard University Press, p. 118.
- ^ Burton, Lady Isabel (1884, 3rd edition), The Inner Life of Syria, Palestine, and the Holy Land: From My Private Journal; London: Kegan Paul, Trench and Company, pp. 376-377.
- ^ أ ب ت ث ج Prag, Op. cit., p. 124.
- ^ أ ب ت Well of Souls, Madain Project, accessed 2 September 2020.
- ^ Goldhill, Op. cit. , p. 118
- ^ Maraini, Fosco (1969), Jerusalem: Rock of Ages; Photography by Alfred Bernheim and Ricarda Schwerin; Translated by Judith Landry; New York City: Harcourt, Brace and World, Inc, p. 104.
- ^ Ritmeyer, Op. cit., p. 103.
- ^ Chisholm, Hugh, ed. (1911). . دائرة المعارف البريطانية. Vol. 1 (eleventh ed.). Cambridge University Press.
{{cite encyclopedia}}
: Cite has empty unknown parameter:|coauthors=
(help) - ^ Murphy-O'Connor, Jerome (2008), The Holy Land: An Oxford Archaeological Guide from Earliest Times to 1700, (5th edition), Oxford University Press, p. 97.
- ^ Goldhill, Op. cit., p. 118.
- ^ Nasir-I Khusraw (11th century), Diary of a Journey through Syria and Palestine, pp. 49-50; translated (1888) by Guy le Strange.
- ^ Radbaz, Sheeloth Ve-Teshuboth cited in Zev Vilnay, Legends of Jerusalem (Philadelphia: Jewish Publication Society of America, 1973), 26f.
وصلات خارجية
- Cave inside the Dome of the Rock at IslamicLandmarks.com
- مقالات بالمعرفة بحاجة لذكر رقم الصفحة بالمصدر from April 2021
- مقالات المعرفة المحتوية على معلومات من دائرة المعارف البريطانية طبعة 1911
- Short description is different from Wikidata
- Articles with unsourced statements from August 2018
- مقالات ذات عبارات محل شك
- أساطير إسلامية
- جبل الهيكل
- مواقع قديمة في القدس
- كهوف حجر جيري
- Show caves in Israel
- المسيحية في القدس
- أماكن صليبية
- كهوف مقدسة