اورطة العرب الشرقية
القيادة الشرقية اورطة العرب الشرقية بكرى سوركناب
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
لمحة تاريخية
عندما مارس عبد الله التعايشي خليفة المهدي حربه ضد السادة الأشراف وسياسة تجنيد الشعب في حروبه مما أدى لقلة الإنتاج الزراعي وهذا بدوره أدى لمجاعة سنة 6 الشهيرة في التاريخ السوداني وهذه السياسات و التي كان لها دور مؤثر في نفوس الناس وخاصة مريدي ومحبي الطريقة الختمية وما رأوه من إهانة لمشايخهم وحبسهم وإضطهادهم فقد قرر أبناء البني عامر الإنضمام للجيش الإيطالي الذي كان متواجداً بمدينة كسلا في ذلك العهد، وقد كانوا من أكفاء الجنود في تطبيقهم للأوامر وشجاعة مدهشه في المعارك فأعتمد عليهم الجيش الإيطالي كثيراً في صد الغزو الإنجليزي أيام الحرب العالمية ولهم مواقف مشهودة في ذلك وتوالت الايام والسنين حتى تمت أتفاقية كسلا الشهير بين الإنجليز والطليان وتنص على :
- وقف الحرب بين الطرفين
- انسحاب الجيش الايطالى من مدينة كسلا الى ارتريا
- وضع الخيار أمام الجنود المحليين في الإنضمام للجيش الإيطالي أو الإنجليزي أو المصري
وقد أختار أبناء البني عامر الجيش المصري لأنهم مسلمون مثلهم ، وبذا تكونت أورطه العرب الشرقية كأول جيش نظامي سوداني
بعدها قررت الحكومة الايطالية ان تعرض التخلي عن كسلا للقوات المصرية، وقد قُبل العرض وتمت الترتيبات اللازمة . كان تقدم قوات الخديوي لاحتلال دنقلا اثره على حملات الدراويش، كما جاء ذكره فقد احتل العرب بعض النقاط حول نهر عطبرة وبالقرب من المدينة، واكتفت قواتهم بالاغارة فقط دون المواجهة، وصمد الطليان في موقف المدافع فقط ينتظرون بلهفة الفرصة لتسليم القلعة للقوات المصرية .
لم يجد السردار ( المقصود هو كتشنر قائد جيش الغزو) اي صعوبة في الاتفاق مع القائد الجنرال كانبفا لكي تحتل القوات المصرية الحامية، ويتم شراء الاسلحة والمعدات الموجودة بعد تثمينها وينضم أفراد القوة العربية غير النظامية المحاربة مع الطليان الى الخدمة في صفوف الجيش المصري .
رجع السردار للنيل، حيث أصبحت الحالة فجأة حرجة. خلال شهر نوفمبر وترك العقيد بارسونز والفرقة 16 المصرية وبعض المدفعجية من الأهالي ووصلوا إلى كسلا يوم 20 ديسمبر.
إن الضباط الايطاليين رغم مرارة اشمئزازهم من مجريات الأحداث، عاملوا ممثلي مصر بكل احترام وتمت اجراءات التسليم والتسلم على أن تنتهى في يوم عيد الميلاد" الكريسماس".
احتفالية التسليم والتسلم تمت بمراسيم تستحق الذكر، كانت الطابية على شكل مستطيل جدرانها من الطين جوانبها سور كساتر وبه فتحات للبنادق. بالداخل الخيام والمخازن وفي الوسط تماما مصنع النسيج، كل الماكينات تحطمت ولكن شكّل المبني الرئيسي رئاسة للطابية واستعملت المدخنة الطويلة كنقطة للمراقبة وعمود الإضاءة لرفع العلم. كانت بيوت الطين المهدمة علي جنوب الطابية ترقد في حيرة، خلفها سلسلة جبال الحبشة السوداء. رفع العلمان الايطالي والمصري}لاحظ إنه المصري فقط فلم تكن اتفاقية الحكم الثنائي قد وقعت بعد{ واصطف الجنود في طابور كبير تبادلا التحية العسكرية الواجبة وسار الحرس المصري لتسلم مواقع الجنود الايطاليين، عزفت موسيقي النحاس التابعة للكتيبة 16 بعض المارشات، أنزل العلم الايطالي وباطلاق 21 طلقة تمت استعادة كسلا بالكامل .
قوة الأعراب غير النظامية ، التي سوف نطلق عليها من الآن فصاعدا اسم " الكتيبة العربية" والتي أرسلت على الفور لمهاجمة الدراويش في منطقتي الفاشر واصبري، تمت مفاجأة الدراويش واحتلت القوة هذه النقاط بدون أي خسائر.
أورطة العرب الشرقية تعتبر أول جيش نظامي سوداني يتم تأسيسه وهي تعتبر نواة للقوات المسلحة السودانية الحالية، سبقت قوات دفاع السودان وسبقت الجيش السوداني وسبقت القوات المسلحة في تأسيسها وهي نتاج لصراع نشأ بين قوات الدول الكبرى فكانت بريطانيا ومصر من الشمال + ايطاليا من الشرق + فرنسا من الجنوب بلجيكا من الجنوب الغربي وفي غمرة هذه الهجمة يحتد الخلاف بين بريطانيا وإيطاليا هنا في { كسلا } ويدعي كل طرف أن كسلا تتبع له إذ بالانجليز والطليان يفاجأوا بقرار حاسم شجاع اتخذه الضباط من قبيلة البني عامر {بالتحديد} وهم الضباط وهم اليوزباش : احمد إبراهيم {حاج آغا } وعلي محقر و ادم حاج محمد سعيد وادم محمد و محمد عبد الله حريراي و محمد سلطان و ابراهيم عبدالله و عبد الله عاكيلاي و قد إنضم اليهم : حسين بك طاهر و سيد بيك عبدالله و وعبدالله كافي و النور خميس فأعلنو ان كسلا لا بريطانية ولا إيطالية كسلا سودانية وأعلنو خروجهم من الجيش البريطاني والجيش الايطالي هم وجنودهم وانضمامهم الي الجيش المصري لإعتبارين أنه مسلم وعربي وجار وانهم علي اتم الاستعداد لحماية كسلا بدمائهم وارواحهم هز هذا القرارالقيادة البريطانية وماكان للإنجليز لإمتصاص هذه القضية غير القرار الذي إتخذوه يتكوين قوة سودانية مستقلة أسموها أورطة العرب وكان شعارها (الشوتال) وذلك في عام 1902م تحتفظ القوات المسلحة السودانية في متحفها العسكري بوثائق أورطة العرب الشرقية وتضع بقربها صوراً لقادة هذه الأورطة.
تكونت القوات الشرقية فى يوم 25/12/1897 م بعد اتفاقية الحدود والتى تنازلت بموجبها ايطاليا عن مديرية التاكا ( كسلا حاليا ) الى حكومة السودان وكانت تقدر قواتها آنذاك بكتيبة مشاة ) اورطة ) تم نقل رئاستها من كسلا للقضارف في 1909 م وتم توزيعها في عام 1921 على المناطق التالية :
- كسلا
- سنجة
- القلابات
- الحجار الزرق «على نهر عطبرة
- أبو جلود «ما بين دوكة والقريشة
4 / نظرًا لظروف الحرب العالمية الثانية في عام 1940م توسعت القيادة الشرقية وبلغت قوتها ثلاث كتائب مشاة هي:
- اثنينجي أورطة.
- ثمانجي أورطة.
- أربعتا شرجي أورطة.
وبعد الحرب العالمية الثانية خُفضت هذه القوات إلى كتيبة مشاة واحدة وكانت رئاستها بالقضارف وتوسعت مرة أخرى عام 1956م بعد نيل الاستقلال وتطورت حتى أصبحت محطاتها حتى عام 1960م تغطي كل المنطقة والحدود الشرقية.
مرت القيادة الشرقية خلال تأريخها الطويل المجيد بتطورات عديدة جاء ذكرها في الفقرة «4» أعلاه وحملت العديد من الأسماء كما يلي:
- فرقة العرب الشرقية بعد فتح السودان 1897/1898م
- في 4نوفمبر 19016 م سميت بأورطة العرب الشرقية تمييزًا لها عن أورطة العرب الغربية التي أنشأت بعد فتح دارفور وهي حالياً تعرف بالفرقة الثانية ولهذا فقد اختارت القيادة هذا التاريخ للعيد السنوي للواء الرابع لهذا التمييز الفريد.
- تم تسميتها بالقيادة الشرقية في أول الستينيات.
- وهكذا تعددت الأسماء للشرقية في الفترة من 1897م حتى 1965م.
الشعار : الشوتال رمز قبائل الشرق البجا والتي أول من انخرط شبابها في التجنيد لهذه القيادة.
الهتاف شرقية فوق
العلم : اخضر يتوسطه الشوتال هدية موروثة من حاكم عام السودان السير ونگت، والواقع أن الهدية عبارة عن شوتالين مخلوفين.
أهم المعارك
بعض المعارك الهامة التي خاضتها الشرقية :
- معركة القضارف عام 1897م
- معركة أبو جلود التي استلمت من الأمير تيه شقيق الناظر عبد الله بكر
- معركة دارفور 1917 ضمن الوحدات التي حاربت ضد السلطان علي دينار.
- الدفاع عن السودان في الحرب العالمية الثانية في معركة كسلا ومعركة القلابات والتي تم إعادة احتلالها من إيطاليا عام 1941.
- معارك الحبشة وإرتريا ضد العدو الإيطالي الحبشي حيث خاضت الشرقية معركة كرن ضمن قوات دفاع السودان.
- الاشتراك في معارك شمال إفريقيا في الفترة 1941-1943 في ليبيا.
- الاشتراك ضمن قوات الأمم المتحدة عام 1958 بالكونغو عقب اغتيال المناضل لومومبا وهي سرية من الكتيبة الأولى سابقاً الكتية 106 حالياً.