موسوعة
الموسوعة encyclopedia، كتاب أو مجموعة من الكتب تشتمل على معلومات عن أشخاص وأماكن وأحداث وأشياء مرتبة ترتيبًا ألفبائيًا أو موضوعيًا. ويمكن أن تتطرّق الموسوعة إلى كل مجالات المعرفة، أو تختص بمجال معرفي واحد. ومن هنا، فإن الموسوعة العامة مثل الموسوعة العربية العالمية التي بين يدي القارئ، تتضمن معلومات في كل مجال من مجالات المعرفة. أما الموسوعة المتخصّصة، فتقدم معلومات تفصيلية وفنية متعمقة في مجال معرفي معين مثل الأدب أو الطب أو العلوم الاجتماعية.[1]
وجد الدارسون قديمًا أن المعلومات التي يحتاجونها متفرقة وموزعة في المخطوطات والرقاع واللفائف في أماكن مختلفة من العالم. فقام بعض هؤلاء الدارسين بتأليف مراجعهم الخاصة عن طريق نقل ونسخ أجزاء طويلة من أعمال المؤلفين الآخرين، بينما قام بعضهم بنقل نبذ من المعلومات من المصادر المختلفة. تختلف تلك المراجع القديمة عن الموسوعات، كما نعرفها اليوم، في أكثر من ناحية.
على سبيل المثال، قام العلماء الأوائل بعرض المعلومات عرضًا سهلاً في مراجع خاصة. يضاف إلى ذلك أنهم وضعوا تلك المراجع لأنفسهم، أو لزملائهم من العلماء، وليس لغالبية الناس. أما محررو الموسوعات هذه الأيام فينظّمون مواد الموسوعات بعناية حسب طريقة أو نظام معين، ويسعون إلى جمع معلومات صحيحة ودقيقة، كما أنهم يقدمون المعلومات إلى قطاعات كبيرة ومتنوعة من الناس.
وكلمة موسوعة من الكلمات المحدثة في اللغة العربية، وهي مشتقة من الفعل وسع الذي يدل على الشمول والكثرة. ويقال فلان موسوعي المعرفة: إذا كان واسع العلم متنوع الثقافة، ومن معنى الشمول والكثرة والتنوع جاءت كلمة موسوعة، لتعني الكتاب الذي يسع معلومات في كل ميادين المعرفة. أما كلمة Encyclopedia الإنجليزية، وهي المقابل الإنجليزي لكلمة موسوعة، فقد جاءت من اللغة اليونانية وتعني في الأصل التعليم العام، أو التعليم المتنوع الجيد. ولم يشع استخدام الكلمة في الغرب إلا في القرن الثامن عشر الميلادي.
تقوم الموسوعة العامة الجيدة على خطط علميَّة محكمة، وتقدم معلومات وحقائق عن الإنسانية والمعتقدات والأفكار والإنجازات، وعن العالم الذي يعيش فيه البشر، وعن الكون الذي يشكلون جزءا منه، دون تحيّز أو تعصُّب، مستخدمة لغة سهلة مفهومة.
وتُعنى أيُّ موسوعة جيدة بمحاولة الإجابة عن أسئلة مثل: مَن؟ وما؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا وجدت هذه الأشياء؟ فعلى سبيل المثال؛ يفترض في مقالة عن الرادار أن تخبرنا عن: ما الرادار؟ ومن اخترعه ومن طوّره؟ ومتى وأين حدث هذا التطوير؟ كذلك نتوقع أن تصف لنا المقالة كيف يعمل الرادار، ولماذا كان مهمًا في حياة الإنسان.
ليس باستطاعة شخص واحد أن يكتب ويوضّح بالرسوم والخرائط والأشكال موسوعة عامة. إن إنجاز مثل هذا المشروع يحتاج مجهودًا مشتركًا يعتمد على جهود العلماء والمتخصصين الفنيين والباحثين وخبراء المكتبات والمحررين والتربويين والفنانين ورسّامي الخرائط. كما يتطلَّب مثل هذا المشروع استثمار الناشرين أموالاً طائلة. ولكي يحافظ الناشر على تجديد الموسوعة ومواكبتها لما يستجد من معلومات وأحداث، فإنه يحتاج جهازًا دائمًا من الخبراء والموظفين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
پليني الأكبر
العصور الوسطى
العربية
العصر القديم
كانت كتابات علماء العرب والمسلمين في كل فروع العلم تأخذ شكلاً موسوعيًا، وإن كان منهجها في الترتيب ـ غالبًا ـ غير ألفبائي. فلقد شهدت الحضارة الإسلامية في القرون الهجرية: الثالث والرابع والخامس وما بعدها حركة في التأليف الشامل عكست نبوغ المؤلف العربي، وأظهرت محاولاته المبكرة نحو تأليف الموسوعات.
كان ابن قتيبة الذي نشأ وعاش في بغداد في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) أول من وضع مرجعًا موسوعيًا عربيًا كبيرًا هو كتاب عيون الأخبار، جمع فيه شتى المعارف وقسمه إلى كتب مثل كتاب الحرب، وكتاب الحوائج، وكتاب النساء، وغيرها. كما وضع أيضًا كتابه الشعر والشعراء، وهو من أهم المراجع التي صنفت في تراجم الشعراء. وقد عاصره الجاحظ الذي صنف كتابه الحيوان، وهو أحد أوائل الكتب الموسوعية المتخصصة، تناول فيه الحيوان ومزج فيه بين الأدب واللغة وحياة الحيوان. ومن علماء القرن الثالث الهجري أيضًا محمد بن سعد بن منيع الزهري الذي صنف كتابه الجامع الطبقات الكبرى في تراجم الصحابة. وفي القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وضع الفيلسوف العربي الفارابي موسوعة سماها إحصاء العلوم توجد منه نسخة الآن في مكتبة الإسكوريال في مدريد بأسبانيا. وإحصاء العلوم محاولة جيدة لجمع المعلومات في شتى أنواع المعارف. وفي البصرة، وضع إخوان الصفا، وهم مجموعة من طلاب العلم في القرن الرابع الهجري، موسوعة حاولت التوفيق بين المعرفة العربية الإسلامية والمعرفة الإغريقية، سميت رسائل إخوان الصفا. ومن أهم الكتب الموسوعية في القرن الرابع الهجري مفاتيح العلوم لمحمد بن أحمد الخوارزمي، صنف فيه المعارف العربية الإسلامية كالنحو والشعر، والمعارف الأعجمية الوافدة مثل الكيمياء والمنطق، ويعد من أقدم ما صنَّفه العرب على الطريقة الموسوعية؛ والأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وتقوم مادته على جمع الأغاني (ما غُنِّي به من شعر الشعراء) المتميزة في عصره والعصور السابقة له وهو يُعدُّ مرجعًا أساسيًا للشعر العربي وللحياة العربية في الجاهلية وصدر الإسلام وصدر الدولة العباسية؛ والأمالي لأبي علي القالي، وهو مرجع ضخم يشتمل على علوم اللغة والأدب والنحو والصرف. وفي القرن الرابع أيضًا، الذي كان يمثل العصر الذهبي في تاريخ الفكر والأدب في الأندلس، ظهر كتاب العقد الفريد لابن عبدربه، وهو مرجع موسوعي أدبي يجمع بين المختارات الشعرية والنثرية، ولمحات من التاريخ والأخبار، وإشارات للأخلاق والعادات. كذلك صنف ابن بسام، وهو من أعلام النقاد الأندلسيين، كتابه الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة استمد مادته فيها من الحياة الأدبية والفكرية بالأندلس، وذلك في القرن السادس الهجري (الثاني عشر الميلادي). وفي القرن السابع الهجري، ظهرت مصنفات موسوعية عديدة منها نهاية الأرب في فنون الأدب في ثلاثين مجلدًا لمؤلفه النويري؛ ووفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خِلـِّكان، وهو من أشهر كتب التراجم وأوفاها؛ ومعجم الأدباء لياقوت الحموي، وهو كتاب شامل عن سير الأدباء والشعراء؛ ومعجم البلدان لياقوت الحموي كذلك، وهو مرجع موسوعي يحتوي على معلومات قيمة عن المدن والقرى والأمصار في ذلك العهد. وفي القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، صنف الإمام شمس الدين الذهبي موسوعته سِيَر أعلام النبلاء، وهو من أهم موسوعات التراجم، أما أحمد بن علي القلقشندي المصري فقد صنف موسوعته الأدبية صبح الأعشى في صناعة الإنشا في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي).
العصر الحديث
كان الأديب أديب إسحاق، أول من فكر بانشاء أدب عربي ذي طابع موسوعي، وان لم يكن على نمط الموسوعات الأوربية، فكان حقا أول من سار على هذا الدرب الوعر يوم قام بترجمة كتب موسوعية عن الفرنسية نحم: "معجم المعاصرين" و" العادات والتقاليد" وأخرى في "الصحة".[2]
فيما يخص مسألة الأسبقية في ميدان تأليف دائرة معارف عربية ، ننبه الى أن المؤرخ والجغرافي الشهير سليم شحادة (1848-1907) المتضلع في اللغات الفرنسية والانكليزية والروسية كان قد سبق المعلم بطرس البستاني الذي يعد "أبا الموسوعة العربية الحديثة" بسنتين، حين باشر في تأليف موسوعة "آثار الأدهار" في اطار "جمعية زهرة الآداب". وقد شاركه في اعدادها كل من أديب اسحاق وسليم جبرائيل الخوري (1834-1875) وهي موسوعة مفقودة لم يهتد ناجي علوش الى أي من أجزائها في جميع المكتبات العربية والعالمية. ولكن "معجم المطبوعات العربية والمعربة" لسركيس يؤكد ذلك بقوله: "كتاب أثار الأدهار أول معلمة (موسوعة) تاريخية وجغرافية في اللغة العربية" . وعن هذا الموضوع قال فيليب الطرزي مفصلا: "صدر الجزء الأول من كتاب آثار الأدهار سنة 1875 وهو أول معجم من نوعه في لسان العرب وسائر الألسنة الشرقية. وقد اقتدى به المعلم بطرس البستاني في كتابه "دائرة المعارف الشهيرة".
كان الهدف الاساسي من معجم "آثار الأدهار" المزج التركيبي بين مواد دوائر المعارف الأوربية والأخبار الواردة في بطون المصادر العربية لما تزل يومئذ مخطوطة في معظمها. ومن ثم اعداد موسوعة علمية عربية. طبع الجزء الأول من القسم التاريخي سنة 1874 في 387 صفحة. والجزء الأول من القسم الجغرافي سنة 1875 في 192 صفحة. وفي ترجمته لسليم شحاده رأى فيليب الطرزي من واجبه التنبيه الى "أن أديب اسحاق الكاتب الشهير ساعدهما في بعض أبوابه"ز وبعد أن هصرت المنية سليم الخوري، وغادر أديب اسحاق بيروت، بقى سليم شحادة مثابرا وحده على العمل، فنشر الأجزاء الخمسة من القسم التاريخي (الى كلمة "ابن القطار") حتى سنة 1877 (وصفحاتها بلغت 980 من القطع الكبير في عمودين وأجزاء من القسم الجغرافي إلى كلمة "بلج" بلغت صفحاته 788). ولما رأى أن بضاعة العلم كاسدة انقطع عنه "على حد تعبير سركيس". وبعد سنوات عدة فسر سليم شحادة في حديث له مع كريمسكي أسباب انقطاعه عن هذا الجهد العلمي العظيم بالمصاعب المالية التي اعترضته. وهذا تأويل غير مقنع البتة، ولاسيما أن شحادة تولى الترجمة ومنصب ادارة الأعمال زهاء عشرين عاما في القنصلية الروسية وكانت أوضاعه المالية حسنة. وأكثر من ذلك، فقد ذكر الطرزي أن السلطان عبد العزيز كافأهما على الجزء الأول من القسم الجغرافي بمئتين وخمسين ليرة عثمانية.
أضف الى ذلك أن أجزاء معجم "آثار الأدهار" كانت قد نزلت الميدان الأدبي عام 1876، حين باشر المعلم بطرس البستاني بمساعدة كريميه سليم ونجيب، وشاكر شقير (1850-1896) العمل في اعداد معجم موسوعي من طراز "لاروس" الفرنسية، وعرف ب"دائرة المعارف" التي لاقت قبولا عظيما لدى الناس، ولما توفي وأتم ابنه اسحاق المجلد السابع ووضع الثامن، وتفرغ نجيب بمساعدة أخوية أمين ونسيب وابن عمهم سليمان لاصدار المجلد التاسع. وشارك سليمان البستاني، العلامة اللبناني ورجل السياسي والعلم والأدب – في اعداد الجزأين العاشر والحادي عشر من دائرة المعارف البستاني، التي ظلت – وا آسفاه – غير مكتملة.
تجدر الاشارة هنا الى أن شاكر شقير المولود في الشويفات كان من نوابغ حملة القلم، الذي أحكم معرفة اللغتين الفرنسية واليونانية،درس في العديد من المدارس ومنها "المدرسة الوطنية" البستانية. استغل في تأليف "دائرة المعارف" عشر سنين متوالية، فكان الساعد الأيمن للمعلم بطرس البستاني، فأنشأ لها الفصول المفيدة ونشر على صفحاتها كثيرا من المواد التي كان يترجمها عن الموسوعات الأوربية، فضلا عن القيام بحرير وتهذيب عبارة جميع المواد الواردة اليه، لأنه كان حجة في معرفة لغة العرب وأحوالهم وتواريتخهم وعلومهم. كما كان من نوابغ شعراء عصره، ترك لنا ديوان "المحبوكات" أي من الشعر المحبوك الطرفين جريا على طريقة لاصفي الحلي في "أرتقياته" وسماها "الذهب الإبريز في مدح السلطان عبد العزيز". وترك تاليف كثيرة تشهد بطول باعه في المعارف وتفننه بالكتابة ، وألف وعرب روايات كثيرة، منها تمثيليها وقصيية تاريخية لا ينقص عددها عن الثلاثين .
ومهما يكن من أمر، فان دائرتي المعارف العربيتين، ولا نتمالك أنفسنا هنا عن ابداء الأسى لعدم انجاز هذين الأثرين العظيمين، بل قل الكنزين النفيسين- شهادة قاطعة ساطعة ليس فقط للتدليل على سعة الأفق المعرفي – العلمي والثقافة العالية التي تمتع بها رواد النهضة الحديثة. بل ولاثبات الحجة البالغة على نمو ونضوج الوعي القومي الذاتي لدى الرواد العرب النصارى. وللعلم نقول ان الموسوعتين كانتا من أعظم المشروعات الثقافية التي اضطلع بها رواد النهضة في بيروت، ولكنهما الأخيرتان فالعهد الحميدي على الأبواب.
الفارسية
الصينية
عصر النهضة
القرن 17 و18
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التطور العالمي
القرن 20
الموسوعات الحرة
القرن 21
الموسوعات العربية الحديثة
على الرغم من المحاولات الموسوعية التي قام بها الأقدمون عبر أزمان الحضارة الإسلامية، إلا أن المكتبة العربية الحديثة لم تعرف الكثير من الموسوعات العامة، بمعناها المنهجي الحديث. وقد بُذِلت محاولات لإصدار موسوعات شاملة، ظهرت في القرن العشرين، سدت هذا النَّقص إلى حدٍّ ما.
أديب اسحاق كان أول من فكر بانشاء أدب عربي ذي طابع موسوعي، وإن لم يكن على نمط الموسوعات الأوربية، فكان حقا أول من سار على هذا الدرب الوعر يوم قام بترجمة كتب موسوعية عن الفرنسية نحم: "معجم المعاصرين" و"العادات والتقاليد" وأخرى في "الصحة".
فيما يخص مسألة الأسبقية في ميدان تأليف دائرة معارف عربية ، ننبه الى أن المؤرخ والجغرافي الشهير سليم شحادة (1848-1907) المتضلع في اللغات الفرنسية والانكليزية والروسية كان قد سبق المعلم بطرس البستاني الذي يعد "أبا الموسوعة العربية الحديثة" بسنتين، حين باشر في تأليف موسوعة "آثار الأدهار" في اطار "جمعية زهرة الآداب". وقد شاركه في اعدادها كل من أديب اسحاق وسليم جبرائيل الخوري (1834-1875) وهي موسوعة مفقودة لم يهتد ناجي علوش الى أي من أجزائها في جميع المكتبات العربية والعالمية. ولكن "معجم المطبوعات العربية والمعربة" لسركيس يؤكد ذلك بقوله: "كتاب أثار الأدهار أول معلمة (موسوعة) تاريخية وجغرافية في اللغة العربية" . وعن هذا الموضوع قال فيليب الطرزي مفصلا: "صدر الجزء الأول من كتاب آثار الأدهار سنة 1875 وهو أول معجم من نوعه في لسان العرب وسائر الألسنة الشرقية. وقد اقتدى به المعلم بطرس البستاني في كتابه "دائرة المعارف الشهيرة".
كان الهدف الاساسي من معجم "آثار الأدهار" المزج التركيبي بين مواد دوائر المعارف الأوربية والأخبار الواردة في بطون المصادر العربية لما تزل يومئذ مخطوطة في معظمها. ومن ثم اعداد موسوعة علمية عربية. طبع الجزء الأول من القسم التاريخي سنة 1874 في 387 صفحة. والجزء الأول من القسم الجغرافي سنة 1875 في 192 صفحة. وفي ترجمته لسليم شحاده رأى فيليب الطرزي من واجبه التنبيه الى "أن أديب اسحاق الكاتب الشهير ساعدهما في بعض أبوابه"ز وبعد أن هصرت المنية سليم الخوري، وغادر أديب اسحاق بيروت، بقى سليم شحادة مثابرا وحده على العمل، فنشر الأجزاء الخمسة من القسم التاريخي (الى كلمة "ابن القطار") حتى سنة 1877 (وصفحاتها بلغت 980 من القطع الكبير في عمودين وأجزاء من القسم الجغرافي إلى كلمة "بلج" بلغت صفحاته 788). ولما رأى أن بضاعة العلم كاسدة انقطع عنه "على حد تعبير سركيس". وبعد سنوات عدة فسر سليم شحادة في حديث له مع كريمسكي أسباب انقطاعه عن هذا الجهد العلمي العظيم بالمصاعب المالية التي اعترضته. وهذا تأويل غير مقنع البتة، ولاسيما أن شحادة تولى الترجمة ومنصب ادارة الأعمال زهاء عشرين عاما في القنصلية الروسية وكانت أوضاعه المالية حسنة. وأكثر من ذلك، فقد ذكر الطرزي أن السلطان عبد العزيز كافأهما على الجزء الأول من القسم الجغرافي بمئتين وخمسين ليرة عثمانية.
أضف الى ذلك أن أجزاء معجم "آثار الأدهار" كانت قد نزلت الميدان الأدبي عام 1876، حين باشر المعلم بطرس البستاني بمساعدة كريميه سليم ونجيب، وشاكر شقير (1850-1896) العمل في اعداد معجم موسوعي من طراز "لاروس" الفرنسية، وعرف ب"دائرة المعارف" التي لاقت قبولا عظيما لدى الناس، ولما توفي وأتم ابنه اسحاق المجلد السابع ووضع الثامن، وتفرغ نجيب بمساعدة أخوية أمين ونسيب وابن عمهم سليمان لاصدار المجلد التاسع. وشارك سليمان البستاني، العلامة اللبناني ورجل السياسي والعلم والأدب – في اعداد الجزأين العاشر والحادي عشر من دائرة المعارف البستاني، التي ظلت – وا آسفاه – غير مكتملة.
تجدر الاشارة هنا الى أن شاكر شقير المولود في الشويفات كان من نوابغ حملة القلم، الذي أحكم معرفة اللغتين الفرنسية واليونانية،درس في العديد من المدارس ومنها "المدرسة الوطنية" البستانية. استغل في تأليف "دائرة المعارف" عشر سنين متوالية، فكان الساعد الأيمن للمعلم بطرس البستاني، فأنشأ لها الفصول المفيدة ونشر على صفحاتها كثيرا من المواد التي كان يترجمها عن الموسوعات الأوربية، فضلا عن القيام بحرير وتهذيب عبارة جميع المواد الواردة اليه، لأنه كان حجة في معرفة لغة العرب وأحوالهم وتواريتخهم وعلومهم. كما كان من نوابغ شعراء عصره، ترك لنا ديوان "المحبوكات" أي من الشعر المحبوك الطرفين جريا على طريقة لاصفي الحلي في "أرتقياته" وسماها "الذهب الإبريز في مدح السلطان عبد العزيز". وترك تاليف كثيرة تشهد بطول باعه في المعارف وتفننه بالكتابة ، وألف وعرب روايات كثيرة، منها تمثيليها وقصيية تاريخية لا ينقص عددها عن الثلاثين .
ومهما يكن من أمر، فان دائرتي المعارف العربيتين، ولا نتمالك أنفسنا هنا عن ابداء الأسى لعدم انجاز هذين الأثرين العظيمين، بل قل الكنزين النفيسين- شهادة قاطعة ساطعة ليس فقط للتدليل على سعة الأفق المعرفي – العلمي والثقافة العالية التي تمتع بها رواد النهضة الحديثة. بل ولاثبات الحجة البالغة على نمو ونضوج الوعي القومي الذاتي لدى الرواد العرب النصارى. وللعلم نقول ان الموسوعتين كانتا من أعظم المشروعات الثقافية التي اضطلع بها رواد النهضة في بيروت، ولكنهما الأخيرتان فالعهد الحميدي على الأبواب.
ومن أهم الموسوعات العربية العامة والمتخصصة التي ظهرت في القرن العشرين الميلادي:
دائرة المعارف:
قاموس عام لكل فن ومطلب. وهذه أول محاولة حديثة في اللغة العربية لإخراج دائرة معارف كبرى. أما اليوم فقد أصبح أهم ما فيها هو قيمتها التاريخية، وهي من تأليف بطرس البستاني (لبنان)، وتقع في 11 جزءًا، ولا يزيد مجموع صفحاتها عن 8,800 صفحة. وقد صدرت عن دار المعرفة ببيروت عام 1900م. وهي مرتبة حسب الألفبائية لكنها غير كاملة، فهي تقف عند حرف العين وآخر مادة في جزئها الحادي عشر هي مادة عثمان باشا الغازي. وطبيعي أن تكون مخرجة على الطريقة القديمة حيث إنها قليلة الرسوم والوسائل الإيضاحية، كما أن معلوماتها قديمة.
دائرة معارف القرن العشرين
من إعداد محمد فريد وجدي. صدرت عن دار المعرفة (بيروت) بلا تاريخ. وتقع في عشرة أجزاء، ويصل مجموع صفحاتها إلى 9,000 صفحة، مرتبة ترتيبًا ألفبائيًا. ومثلها مثل الموسوعة السابقة، تخلو من الرسومات والوسائل الإيضاحية والخرائط ومعلوماتها قديمة.
المنجد في اللغة والأعلام
تطور لمعجم لويس معلوف الذي ظهرت طبعته الأولى عام 1907م تحت عنوان المنجد، وأعيد النظر فيه عند طبعته الخامسة (1927م) التي ازدانت بالصور، وزيّنت بفرائد الأدب والأقوال السائرة عند العرب. كما ظهر في طبعته الخامسة عشرة (1956م) بعنوان المنجد في اللغة والأعلام، ثم ظهر بعد ذلك تحت العنوان نفسه محتويًا على قسمين، المنجد في اللغة والمنجد في الأعلام. والثاني من تأليف الأب فرديناند توتل، حيث تحول المعجم بذلك إلى موسوعة ضمت شتى أنواع المعارف بجانب الصور والأشكال والخرائط والوسائل المختلفة.
الأعلام:
قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، وهو من إعداد خير الدين الزِركلي، صدر عام 1927م، ويضم بين دفتيه مجموعة كبيرة من الأعلام في كل علم وفن موثقة بتواريخها الهجرية والميلادية، وهو في الحقيقة مرجع مهم وموجز. وجاءت طبعته التاسعة (1990م) الصادرة عن دار العلم للملايين (بيروت) في 8 مجلدات و2,741 صفحة.
دائرة المعارف الإسلامية
وهي موسوعة مترجمة إلى اللغة العربية من دائرة المعارف الإسلامية التي أصدرها فريق من المستشرقين باللغات الألمانية والإنجليزية والفرنسية. وقام بترجمتها عن النسخة الإنجليزية والفرنسية أساتذة من مصر هم أحمد الشنتناوي، وإبراهيم زكي خورشيد، وعبدالحميد يونس، وراجعها من دائرة المعارف الدكتور محمد مهدي علام. ومقدمة الموسوعة بقلم المترجمين مؤرخة في 20 يوليو 1933م. والموسوعة تُعنى بالثقافة الإسلامية من دين وأعلام ومواقع وبلدان وتاريخ وأفكار. وتتوقف مادتها عند مادة عارفي باشا في حرف العين، وبالتالي فهي غير مكتملة الترجمة. والطبعة الصادرة من دار المعرفة في بيروت (بلا تاريخ) تشغل 15 مجلدًا ومجموع صفحاتها نحو 8,000 صفحة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الموسوعة العربية الميسرة
صدرت تحت إشراف محمد شفيق غربال، وتقع في حوالي 2,000 صفحة. صدرت في القاهرة عام 1965م عن مؤسسة دار الشعب ومؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، بدعم مالي من مؤسسة فورد الأمريكية. وهي مرتبة حسب الألفبائية العربية وطريقتها في الطباعة والإخراج قديمة وتخلو من الصور والرسوم والإيضاحات والخرائط.
المعرفة من الأهرام
مترجمة بتصرف من إنتاج شركة ترادكسيم في جنيف بسويسرا. تقع في 3,679 صفحة موزعة على 20 جزءًا، مع فهرس إضافي لموضوعات الموسوعة. وهذا المرجع مرتب حسب الموضوعات، إلا أن مجلد الفهرس قد رُتِّب ترتيبًا ألفبائيًا. وتشتمل الموسوعة على صور وخرائط ملونة، وأغلب الظن أن هذه الموسوعة صدرت في سبعينيات القرن العشرين.
بهجة المعرفة
صدرت عن دار المختار للطباعة والنشر والتوزيع في جنيف بسويسرا، وتقع في 10 مجلدات، ويصل مجموع صفحاتها إلى 5,000 صفحة، وهي مرتبة حسب الموضوعات، كل موضوع يقع في مجلد كامل مثل العلم، الكون، الأرض، الحياة. وربما يجعل هذا منها كتب قراءة عامة.
موسوعة الغد
وتقع في مجلدين، كل مجلد حوالي 300 صفحة، صدرت عام 1979م عن مؤسسة الأهرام بالقاهرة. وهي مرتبة حسب الموضوعات وتضمُّ موضوعات جغرافية وموضوعات عن عالم الحيوان، وترتيبها حسب الألفبائية الإنجليزية، وموسوعة الغد مترجمة أساسًا من اللغة الفرنسية.
موسوعة المورد
وصاحبها منير البعلبكي، صدرت عن دار العلم للملايين عام 1980م وتقع في 11 جزءًا ولا يزيد مجموع صفحاتها عن 2,400 صفحة، وهي مرتبة حسب الألفبائية الإنجليزية، الأمر الذي يجعل منها قاموسًا يستخدمه غالبًا من له معرفة بالإنجليزية. وقد أعادت طباعتها دار العلم للملايين كذلك على طريقة الترتيب العربي الألفبائي عام 1990م، وفي مجلدين كبيرين يقعان في 1,337 صفحة.
عالم المعرفة
أنتجتها شركة إنماء للنشر والتسويق في جنيف بسويسرا عام 1987م، وتقع في 23 جزءًا، في كل جزء حوالي 160 صفحة. ولا يزيد مجموع كل صفحات المرجع عن 3,680 صفحة، وهو مثل بهجة المعرفة مرتب حسب الموضوعات، كل موضوع يقع في جزء كامل.
أطلس تاريخ الإسلام
موسوعة للدكتور حسين مؤنس، وتشتمل على حقائق عن تاريخ الإسلام مدعمة بخرائط للدولة الإسلامية عبر تاريخها الطويل، وقد اتَّبع مؤلفه في ترتيبه التسلسل التاريخي. وقد امتاز بجودة الإخراج والألوان الزاهية. صدرت طبعته الأولى 1407هـ، 1987م.
الموسوعة العربية العالمية
مترجمة بتصرف عن دائرة المعارف العالمية مع التنقيح والمواءمة للثقافة العربية الإسلامية، صدرت عن مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع بالرياض عام 1416هـ، 1996م، بتمويل وتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام بالمملكة العربية السعودية، وتقع في 30 مجلدًا ومرتبة حسب الألفبائية العربية، ومزودة بأحدث الوسائل الإيضاحية الملونة والرسوم والخرائط والأشكال التاريخية قديمها وحديثها، واضطلعت لأول مرة في تاريخ الموسوعات العربية، بتعريب عدد كبير من المصطلحات العلمية. كما تحتوي بالإضافة إلى الموادّ المترجمة، على موادّ ثقافية وعلميّة تغطِّي كثيرًا من جوانب الثقافة العربية الإسلامية كما رُوعي في الموادّ المترجمة ألا تخرج عن البعد العربي الإسلامي. وقد صدرت الطبعنة الثانية من الموسوعة العربية العالمية عام 1419هـ، 1999م، منقحة ومزيدة ومحدثة. ومنذ عام 1999م جرى العمل على النشر الإلكتروني للموسوعة العربية العالمية التي صدرت الطبعة الإلكترونية منها في عام 2009م.
تاريخ الموسوعات في الغرب
الأعمال المرجعية الأولى
يطلق الكثير من العلماء على الفيلسوف الإغريقي القديم أرسطو أبا الموسوعيين. ففي القرن الرابع قبل الميلاد، قام أرسطو بمحاولة تُعدُّ من أولى المحاولات في التاريخ، حيث جمع معظم المعرفة البشرية الموجودة في زمانه ووضعها في سلسلة من الكتب مع أفكاره الخاصة عن كثير من الموضوعات. وقام بعده بمحاولة أخرى الكاتب الروماني ماركوس ترينيتس فارو (116 - 27ق.م) الذي وضع تسعة مجلدات في الفنون والعلوم وأسماها فروع العلم. ولا توجد اليوم نسخة حقيقية من عمل أرسطو ولا من عمل فارو. وإنما عرف العلماء عن هذين العملين من خلال كُتب نُقلت لاحقا عن الموسوعتين. جاء بعد ذلك كاتب روماني آخر اسمه بليني الأكبر (23 - 79م) الذي قام بكتابة مجموعة من المراجع سمَّاها التاريخ الطبيعي. وهذه أقدم مجموعة مرجعية موجودة فعلا اليوم. وتحتوي هذه المجموعة على آلاف الحقائق عن المعادن والحيوانات والنباتات.
وضع الصينيون أول موسوعة لهم في بدايات القرن الثالث الميلادي، لكن لم يبق أثر لهذه الموسوعة اليوم. كما قاموا في بدايات القرن السابع عشر الميلادي بتنقيح موسوعة أخرى قديمة وضعوها مبكرًا في أواخر القرن الثالث الميلادي. وأهم موسوعة صينية قديمة هي من عمل العالم دو يو (ويُكتبُ اسمه أحيانًا تو يو) حوالي عام 800م. وتركز هذه الموسوعة على الأشياء التي يجب على الفرد أن يتعلمها ليحصل على وظيفة أو عمل دائم في الخدمة المدنية في المجتمع الصيني آنذاك.
وفي أسبانيا، أكمل إسيدوري الأشبيلي عام 623م عملاً موسوعيًا أطلق عليه اسم 20 مجلدًا في أصل الكلمات. وكانت هذه المجلدات مرجعا للعلماء الأوروبيين قرابة ألف عام. ومن النادر أن يعتمد العلماء اليوم على هذا المرجع؛ لأن التحقق والتأكد من صحة المعلومات الواردة فيه صعب، فهذا المرجع قلّما يشير إلى مصدر المعلومات.
جهود من القرن الثالث عشر إلى القرن السابع عشر الميلاديين. ظهرت في هذه الفترة بعض الأعمال المرجعية الأصيلة الجيدة، لكن معظمها كان مكتوبًا بخط اليد، مما تطلب وقتًا وجهدًا كبيرين في إعداده. ففي عام 1244م، كتب الراهب الدومينيكاني فانسان أوف بوفي، مرجع المرآة الكبرى، وظل ينقحه عددًا من المرات حتى توفي عام 1264م. وجاء ترتيب هذا المرجع في ثلاثة عناوين رئيسية هي: التاريخ السياسي، والتاريخ الطبيعي، والموضوعات الأكاديمية. وقد اختار واضع المرجع كلمة المرآة في العنوان للتعبير عن الرغبة في أن يكون مرجعه مرآة تعكس كل المعرفة البشرية. وقد استمر العلماء بعده يستخدمون كلمة المرآة في عناوين موسوعاتهم للتعبير عن نفس الفكرة والرغبة.
أما بارثولوميو دي جلانفيل، وهو مدرس دين نصرانيّ في باريس خلال القرن الثالث عشر الميلادي، فقد وضع خصائص الأشياء. ويركز هذا المرجع على النواحي الدينية النَّصرانيّة والأخلاقية في كل موضوع. كتب بارثولوميو مرجعه باللغة اللاتينية، لكن المرجع سرعان ما تُرجم إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أخرى.
وفي الصين قام العالم ما دوانلين، في عام 1273م، بإنجاز موسوعة ضخمة في 348 مجلدا، اسمها الدراسة العامة للآثار الأدبية. وقد نُشر هذا المرجع في عام 1319م. وأقل منه قليلا من حيث الحجم مرجع آخر قام بوضعه في عام 1267م عالم صيني هو وانج ينجلين، واسم هذا المرجع بَحْرُ جَيْد، وقد نشر عام 1351م.
وخلال أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، أصبح إنتاج عدد من النُسخ أسهل، كما بات نشر الترجمات أقل صعوبة، بسبب اختراع الطباعة. ففي حوالي عام 1481م، قام الطابع وليم كاكستون بنشر مرآة العالم، وهو أحد المراجع الأولى باللغة الإنجليزية. انظر : كاكستون، وليم. وكان هذا العمل ترجمة لمرجع فرنسي عنوانه صورة العالم.
نشر العالم الألماني البروتستانتي يوهان هينريتش ألستد، واحدا من أواخر الأعمال المرجعية المكتوبة باللغة اللاتينية، بعنوان موسوعة في سبعة مجلدات. وقد صدرت هذه الموسوعة في عام 1630م، وهي تركز على النواحي الجغرافية.
عصر التجريب
بدأ عصر تجريب وضع الموسوعات في عام 1704م حينما نُشر المرجع الألماني المسمى قاموس الحكومات والأخبار. وقد وضع هذا المرجع المؤلف الألماني سنولد فون شوتز، مسترشدا بمقدمة كتبها العالم يوهان هوبنر. وفيما بعد، وسّع المؤلف العنوان ليتضمن عبارة قاموس المحادثات. وقد استُخدمت هذه العبارة في معظم عناوين الموسوعات الألمانية التي صدرت بعد هذه الموسوعة. وقد أرسى هذا العمل المعروف عادة باسمه المختصر هوبنر ـ نسبة إلى كاتب المقدمة ـ الأسس والأنماط للعديد من الموسوعات التي أتت لاحقا، من حيث موضوعاتها التي كانت كلها قصيرة نسبيًا، وكلها من وضع كثير من المشاركين، ومزودة بإحالات مرجعية عديدة.
نشر جون هاريس، وهو عالم لاهوت إنجليزي، عام 1704 مرجعًا اسمه المفردات الفنية، أو قاموس إنجليزي عالمي للفنون والعلوم. وقد كان هذا أول مرجع يعرض كل الموضوعات حسب الترتيب الألفبائي في اللغة الإنجليزية، كما أنّ موضوعاته كانت من إسهامات المتخصصين، وقد تضمّن أسماء وقوائم بالمراجع لمزيد من القراءة والاطلاع.
وأصدر افرام تشيمبرز، وهو رسّام خرائط إنجليزي، الموسوعة، أو القاموس العالمي للفنون والعلوم في عام 1728م. وقد أسس عمله على مرجع هاريس، ولكنه أضاف إليه إحالات مرجعية إضافية لتسهيل البحث عن المعلومات.
أثّر عمل تشيمبرز كثيرًا في عمل مؤلفَيْن فرنسيين اثنين، هما: دني ديدرو، وجان دالمبير حيث قاما بإعداد الموسوعة أو القاموس المنهجي للفنون والعلوم والمهن في عام 1751م. وقد نُشر هذا العمل في 28 مجلدًا بين عامي 1751 و1772م.
يُطلق لقب الموسوعيّون على ديدرو وكتّاب فرنسيين آخرين في عصره؛ لأنهم اتجهوا في أعمالهم الفكرية إلى وضع الموسوعات أو نشر المعلومات الموسوعية. وتحتوي موسوعة ديدرو ودالمبير على بعض الأفكار الاجتماعية التي تحث على التغيير والإصلاح. ويعتقد عدد من المؤرخين أن هذه الموسوعة وأفكارها، أسهمت في الحركة التي قادت إلى الثورة الفرنسية (1789-1799م).
وشجعت هذه الموسوعة الفرنسية مجموعة من العلماء البريطانيين الذين بدأوا في نشر دائرة المعارف البريطانية (إنسايكلوبيديا بريتانيكا) في عام 1768م. وقد تم إكمال الطبعة الأولى من هذه الموسوعة في 100 حلقة أو نشرة متسلسلة بحلول عام 1771م. وصدرت الطبعة الثانية التي احتوت على سير وتراجم الأشخاص، بين عامي 1778 و1783م. وقد وضعت الموسوعة البريطانية بريتانيكا شكلا احتذاه وسار على غراره عدد من الموسوعات، من حيث الموضوعات المطوّلة الموسّعة الغزيرة المعلومات (بعضها أكثر من 100 صفحة)، ومن حيث المدى الواسع لتنوع الموضوعات وكثرة عددها.
كان تحديد حجم الموسوعة، دائما، مشكلة في تاريخ الموسوعات وصناعتها. فعلى سبيل المثال، خطط يوهان هينريتش زدلر، وهو بائع كتب في ليبزج في ألمانيا، لوضع مرجع اسمه المفردات العالمية في 12 مجلدا. وبدأ زدلر يصدر بضع مجلدات كل عام ابتداء من عام 1732م إلى 1750م، وأصبحت الموسوعة في النهاية 64 مجلدًا، بدلاً من 12 مجلدا. ومثال آخر هو قصة العالمين الألمانيين يوهان صمويل إريخ ويوهان گوتفريد گروبر، اللذين بدآ في إصدار مجلدات موسوعية عام 1818م حتى صدر المجلد رقم 167 عام 1889م، ولم تنته الموسوعة بعد. فقد استغرقت مواد الحروف من A إلى G 99 مجلدًا.
الموسوعات الغربية اليوم
تتضمن الموسوعات الغربية التي تصدر في وقتنا الراهن موضوعات يمكن أن تكون كلها طويلة، أو كلها قصيرة، أو يكون بعضها طويلا، والآخر قصيرًا. وتقع هذه الموضوعات في مجلد واحد أو في أكثر من مجلد. ومعظم الموسوعات الآن مُرتّبة حسب الترتيب الألفبائي.
في فرنسا
بدأ بيير لاروس في عام 1865م في باريس بنشر قاموس القرن التاسع عشر العالمي. ثم قامت مؤسسة لاروس بإصدار لاروس القرن العشرين في عام 1928م. كما تقوم هذه المؤسسة بإصدار سلسلة من المجلدات مرتبة حسب الموضوعات. أما الموسوعة الفرنسية المسماة الموسوعة الكبرى فقد صدرت في 31 مجلدًا في الفترة من 1886م إلى 1902م. وتوقف صدورها زمنًا ثم عادت إلى الصدور في سبعينيات القرن العشرين.
في ألمانيا
أكمل فريدريك أرنولد بروكهوس، وهو بائع كتب، موسوعة معجم المحادثات في عام 1809م. وقد ظهرت هذه الموسوعة في عدة طبعات، وتُرجمت إلى لغات عديدة. أما جوزيف ماير، فقد نشر في أربعينيات القرن التاسع عشر الميلادي موسوعة كبيرة أخرى بنفس عنوان موسوعة بروكهوس. وقد نُقّح هذا العمل مرارا، لكنه توقف عن الإصدار الآن بسبب الدعاية النازية التي حفلت بها موضوعاته أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م). وتحت عنوان الموسوعتين السابقتين، قام هردر بنشر موسوعته في عام 1853م، وهي مستمرة في التجدد والإصدار حتى الآن، ومعروفة باسم موسوعة هردر الكبرى.
موسوعات أوروبية أخرى
ظهرت جملة من الموسوعات الأوروبية المشهورة في بلدانها مكتوبة باللغات القومية لشعوبها مثل الموسوعة الإيطالية والموسوعة الروسية الكبرى والموسوعة الأسبانية أسباسا، وغيرها من الموسوعات في السويد وسويسرا.
في كندا
صدرت موسوعة كندا أولا في ستة مجلدات بين عامي 1935 و 1938م، وتلتها موسوعة أخرى بالعنوان نفسه (لكنها مكتوبة باللاتينية) في عام 1958م. وتقع هذه في 10 مجلدات، وتركز على الموضوعات التي يهتم بها القارئ الكندي. وقد أعيد ترتيب هذه الموسوعة ووضعت في ثلاثة مجلدات صدرت عام 1985م، ثم صدرت طبعة أخرى منها عام 1988م في أربعة مجلدات.
في الولايات المتحدة الأمريكية
قامت بعض دور الطباعة في عام 1798م بإنتاج وتوزيع نُسخ من الموسوعة البريطانية بريتانيكا بطريقة غير قانونية، أي بدون موافقة الناشر الأصلي. أما الطبعة الأولى من الموسوعة الأمريكية أمريكانا، فظهرت في 13 مجلدًا في الفترة ما بين عامي 1829 و1833م، بعد أن قام محرر ألماني أمريكي هو فرانسيس ليبر، بإعداد معظم موادها مترجمة عن الألمانية، وبالتحديد عن موسوعة بروكهوس في طبعتها السابعة. وفي عشرينيات القرن العشرين، قامت مؤسسة أمريكية بشراء حقوق تملّك وطباعة وتوزيع الموسوعة البريطانية بريتانيكا.
وفي عام 1911م، قام الأمريكيون بنشر أول موسوعة أمريكية في مجلد واحد وهي موسوعة مكتبة المجلد. وتلا ذلك في عام 1924م مرجع آخر في مجلد واحد هو مكتبة لنكولن للمعلومات الأساسية. ثم صدرت الطبعة الأولى من موسوعة كولومبيا (في مجلد واحد أيضًا) في عام 1935م، والطبعة الثانية في عام 1950م، والثالثة في عام 1963م. أما موسوعة كولومبيا الجديدة، فظهرت عام 1975م. وهناك موسوعة أخرى في مجلد واحد كذلك هي موسوعة كل بيت، وقد نُشرت في عام 1977م. وفي عام 1980م، ظهرت الطبعة الأولى من الموسوعة الأكاديمية الأمريكية.
دائرة المعارف العالمية
صدرت الطبعة الأولى من دائرة المعارف العالمية عام 1917م في ثمانية مجلدات، وزاد عدد المجلدات إلى عشرة في عام 1918م. وفي العام نفسه، بدأ محررو دائرة المعارف العالمية يُطبقون نظام التنقيحات المستمرة، كما اتبعوا برنامج مراجعة سنوية منذ عام 1925م. وفي عام 1936م، بدأوا في استخدام تحليل محتويات المقررات الدراسية لكي تكون الموسوعة مفيدة لجميع المستويات الدراسية، كما بدأوا في عام 1955م البحث الميداني حول استخدام المراجع في قاعات الفصول. وقد زاد عدد مجلداتها إلى 13 مجلدًا في عام 1929م، وإلى 19 مجلدا في عام 1933م، ثم إلى 20 مجلداً في عام 1960م. وفي عام 1971م، وصل عدد مجلداتها إلى 22 مجلدًا، مع فهرس تم إعداده بمساعدة نظام استرجاع المعلومات من الحاسوب. كما أن دائرة المعارف العالمية أول موسوعة نُشرت بطريقة بْرَيْل (القراءة باللمس للمكفوفين)، وذلك في عام 1961م. وفي عام 1964م، ظهرت في طبعة أخرى مُكبرة لمن يعانون من مشاكل بصرية أيضًا. ودائرة المعارف العالمية أول موسوعة أيضًا يتم إنتاجها مُسجلة على أشرطة صوتية، توضع في أجهزة خاصة (شبيهة بالمسجلات) من أجل الاستماع إليها، ومرفقة بفهارس بلغة بْرَيْل أو فهارس مُكبرة الحروف والطباعة، وذلك في عام 1980م. وتُعدُّ دائرة المعارف العالمية، اليوم من أكثر الموسوعات رواجًا وانتشارًا ومبيعات في العالم. وزاد من رواجها وانتشارها صدور الطبعة الدولية من الموسوعة في عام 1992م.
ترجم الكثير من مواد الطبعة الدولية إلى العربية لتشكل القسم الأكبر من مواد الموسوعة العربية العالمية التي صدرت عام 1416هـ ، 1996م في ثلاثين مجلدًا، قامت بنشرها مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع بالرياض، بتمويل ورعاية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ابن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، رئيس مجلس إدارة الموسوعة العربية العالمية. وقد أدخلت عليها تعديلات وأضيفت إليها موضوعات جديدة وأجريت عليها مواءمات وتنقيحات. وروعي فيها أن تتناسب موادُّها مع تراث العرب والمسلمين، وأن تبرز مجدهم وأصالتهم المعرفية والعقائدية، وزُودت بأحدث وسائل الإيضاح والأشكال الحديثة، وقد اتبُّع في إخراجها أفضل أساليب التقنية المعاصرة. كما صدرت الطبعة الثانية من الموسوعة العربية العالمية عام 1419هـ، 1999م، (وهي التي بين يديك) وقد أضيف إليها الكثير من المقالات والمعلومات غير المترجمة، إضافة إلى مراجعة موادها بإدخال مزيد من التنقيح والتحديث والمواءمة إليها. لمزيد من المعلومات انظر: المقدمة والتمهيد ومقدمة الطبعة الثانية في صدر المجلد الأول من الموسوعة العربية العالمية.
تواريخ مهمة في صناعة الموسوعات
تواريخ مهمة في صناعة الموسوعات العربية
- القرن 3هـ (9م) صنـف ابن قتيــبة كتابيه عيــون الأخــبار ؛ الشــعر والشعراء.
- كتاب الحيوان للجاحظ من أقدم المراجع العربية الموسوعية المتخصصة. - صنف ابن سعد كتاب الطبقات الكبرى.
- القرن 4هـ ،10م وضع الفارابي موسوعة إحصاء العلوم.
- ألَّف إخوان الصفا موسوعة رسائل إخوان الصفا. - موسوعة مفاتيح العلوم للخوارزمي من أقدم ما صنفه العرب على الطريقة الموسوعية. - كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني من أهم المراجع الموسوعية في مواضيع الأدب والشعر. - صنف أبوعلي القالي كتاب الأمالي. - العقد الفريد لابن عبدربه من أوائل الكتب المرجعية العربية في الأندلس.
- القرن 6هـ ،12م الذخيرة في محاسن أهل الجــزيرة لابن بسام مرجع موسوعي متخصص في الحياة الفكرية والأدبية في الأندلس.
القرن 7هـ ، 13م نهاية الأرب في فنـون الأدب مصـنف موســوعي في ثلاثين مجلدًا للنويري.
- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خِلـِّكان وهو من أشهر كتب التراجم.
- صنف ياقوت الحموي كتابيه معجم الأدباء؛ معجم البلدان.
- القرن 8هـ ، 14م صنف شمـس الدين الذهبي موســوعة سِيَر أعـلام النبلاء.
- القرن 9هـ ،15م وضع أحمد بن علي القلقشندي موسوعته الأدبية - صبح الأعشى في صناعة الإنشا.
- 1900م - دائرة المعارف : قاموس عام لكل فن ومطلب.
- بدون تاريخ - دائرة معارف القرن العشرين
- 1907م - المنجد في اللغة. أضيف إليه الأعلام سنة 1956م
- 1927م - الأعلام للزركلي
- 1933م - دائرة المعارف الإسلامية
- 1965م - الموسوعة العربية الميسرة
- السبعينيات - الموسوعة العالمية
- 1979م - بهجة المعرفة
- 1979م - موسوعة الغد
- 1980م - موسوعة المورد
- 1987م - عالم المعرفة
- 1987م - أطلس التاريخ الإسلامي
- 1996م - الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الأولى)
- 1999م - الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)
تواريخ مهمة في صناعة الموسوعات في الغرب
- 1244م رتب فانسان أوف بوفي المعلومات في كتابه المرآة الكبرى حسب الموضوعات.
- 1410م استخدم دومينيكو بانديني كثيرا من الإحالات المرجعية فـي مصدر المعلومات الأساسية عن العالم.
- 1506م أدخـل رافائيل مافي سيـرًا ذاتية أو تراجم في التعليقات الحضرية.
- 1541م رينجلبرج من بازل أول من استخدم كلمة موسوعة عنوانًا لمرجع.
- 1704م - جون هاريس في معجمه المفردات الفنية، أول من رتب المواد حسب الألفبائية وأدخل في مرجعه تراجم الأشخاص، وأول من استكتب المتخصصين لإعداد الموسوعات.
- 1704م - قاموس الحكومات والأخبار الألماني، أول مرجع يقوم بإعداد كل موضوعاته كُتّاب مشاركون متخصصون.
- 1732م - يوهان زدلر في مرجعه المفردات العالمية، أول من أدخل سير وتراجم الأشخاص الأحياء في زمانه.
- 1751م - صدر أول جزء من موسوعة دينيس ديدرو وجين دالمبير الفرنسية.
- 1768م - صدر أول جزء من الموسوعة البريطانية بريتانيكا.
- 1829م - صدر أول جزء من الموسوعة الأمريكية أمريكانا.
- 1865م - بدأ الفرنسي بيير لاروس إصدار القاموس الكبير.
- 1908م - صدرت موسوعة الأطفال البريطانية.
- 1910م - صدرت نسخة أمريكية مبنية على موسوعة الأطفال البريطانية تحت عنوان كتاب المعرفة.
- 1917م - نُشرت الطبعة الأولى من دائرة المعارف العالمية.
- 1922م - صدرت الطبعة الأولى من موسوعة كمبتون المصوّرة.
- 1924م صدرت موسوعة لنكولن للمعلومات الأساسية في مجلد واحد.
- 1935م - صدرت موسوعة كولومبيا في مجلد واحد.
- 1948م نُشرت موسوعة أكسفورد الصغرى.
- 1949م صدرت الطبعة الأولى من موسوعة كُولير.
- 1966م نُشر كتاب المعرفة الجديد.
- 1967م - صدرت موسوعة الطلاب الممتازين.
- 1974م أعيد تنظيم الموسوعة البريطانية، وصدرت في ثوبها الجديد.
- 1977م نشرت موسوعة كل بيت.
- 1980م صدرت الطبعة الأولى من الموسوعة الأكاديمية الأمريكية.
- 1992م صدرت الطبعة الأولى من دائرة المعارف العالمية (النسخة الدولية).
الأغراض والأهداف
لابد أن يعرف القائمون على الموسوعة الهدف العام منها، قبل أن يحددوا الموضوعات التي ستشتمل عليها. وتعتمد كتابة الموضوعات من حيث الحجم والشمول، أو العمق المتخصص، على نوع الموسوعة، وكونها متخصصة أو عامة، وعلى تحديد حجم التغطية المعرفية المنشودة.
إعداد الموسوعة
يتطلب إعداد موسوعة جديدة، أو مراجعة وتحديث موسوعة قديمة كثيرًا من العمل. فلا بد أولا من أن يكون لدى الناشر فكرة واضحة عن أغراض الموسوعة وأهدافها. وعلى الناشر قبل الشروع في العمل أن يجيب عن عدد من الأسئلة مثل : أي الموضوعات ستشملها الموسوعة؟ ماحجم التركيز والعمق الذي ستحظى به هذه الموضوعات؟ من جمهور الموسوعة؟ ما أفضل طريقة لترتيب المواد والموضوعات بحيث يستفيد منها الناس أفضل استفادة؟ ما عدد مجلدات الموسوعة؟ ما مجمل عدد الصفحات؟ ما نوع وسائل الإيضاح (الرسوم، الخرائط، الأشكال، الصور)، وما عددها؟ ما أفضل الطرق لمساعدة القارئ في الاهتداء إلى موقع المعلومات التي يريدها بسهولة؟
جمهور الموسوعة
يؤدي جمهور الموسوعة دورًا مهمًا في تخطيط الموسوعة. فبعض الموسوعات موجّهة إلى الأطفال أساسًا، وبعضها موضوعة للباحثين والمتخصصين. وهناك موسوعات موجهة إلى العائلة. وتهدف موسوعات العائلة إلى تلبية الاحتياجات المرجعيّة والدراسية للطلاب في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي وما بعده. كما أن موسوعات العائلة هذه مُصمّمة لتكون مرجعًا يوميا عامًا لأفراد العائلة، وللمدرسين والمتخصصين في المكتبات، ولقطاعات عريضة من الناس، أصحاب المهن والأعمال المختلفة.
في هذا الإطار، تكون وظيفة جهاز تحرير الموسوعة تزويد القارئ بالمعلومات الصحيحة والموضوعية. وعليه، فدور المحررين يكمُن في إقامة روابط وجسور بين هذا الكمّ من المعارف وبين أولئك القرّاء الذين يريدون الاطلاع عليها. ويقوم المحررون هنا بدور المفسّرين والمترجمين الذين يُقدمون ويَعْرضون معلومات يمكن للقارئ أن يفهمها بسهولة ويُسر. ولتحقيق هذه الوظيفة، يعمل المحررون على اختيار النصوص وتنقيحها، كما يعملون على اختيار الرسوم والصور وغيرها من وسائل الإيضاح، وفي ضوء تصوّر واضح لجمهور الموسوعة.
الخصائص العامة للموسوعة
حجم الموسوعة
يعتمد عدد صفحات الموسوعة وعدد مجلداتها على حجم المعلومات المراد عرضها، ومَنْ سيستخدم الموسوعة، كما يعتمد أيضًا على سعرها الذي ستُعرض به للبيع. وبغض النظر عن عدد الصفحات وعدد المجلدات، فليس هناك موسوعة يمكن أن تشمل كل المعلومات المتوفرة عن كل موضوع. ومن أجل ذلك، تتضمن معظم الموسوعات قوائم بأسماء كتب للقراءة الإضافية، أو تتضمن مواد أخرى لتقديم معلومات إضافية.
ترتيب موادّ الموسوعة
تستخدم معظم الموسوعات أحد أسلوبين رئيسيين في ترتيب الموضوعات. هذان الأسلوبان هما: الترتيب حسب الألفبائية، أو الترتيب حسب الموضوعات.
معظم الموسوعات، سواء أكانت تقع في مجلد واحد أو أكثر، مُرتبة حسب الألفبائية. ومثل هذه الموسوعات قد يكون لها ترتيب ألفبائي واحد مستقل من الألف إلى الياء، أو قد يكون لها فهرس ألفبائي ثانِ على هيئة فهرس ملحق. والفهرس: إما أن يكون في مجلد، أو صفحات مستقلة أو منفصلة، أو يُوزع على المجلدات؛ فيوضع في نهاية كل مجلد ما يتعلق به، في شكل فهرس ملحق بالمجلد.
أما الموسوعة التي تُرتّب حسب الموضوعات، فتقدم محتوياتها حسب الاهتمام بالموضوع نفسه. فعلى سبيل المثال، قد يكون هناك مجلد مستقل للنباتات، وآخر للحيوانات، وثالث للتاريخ، ورابع للفنون، وهكذا.
أمّا كيفية تحديد الناشر لحجم ما ينبغي وضعه في كل مجلد من مواد، في حالة الترتيب الألفبائي مثلاً، فإنه : إمّا أن يخصص مجلدًا لكل حرف، مثلاً مجلد لحرف أ. وهنا قد تكون المجلدات متفاوتة الحجم، وهو ما يُطلق عليه نظام مجلدات وحدة الحرف. وإمّا أن يقرر الناشر إنجاز مجلدات متساوية، من حيث عدد الصفحات، حتى لو استدعى ذلك إكمال الحرف في مجلد لاحق، كأن يغطي المجلد الأول مثلاً المواد والموضوعات التي تبدأ من الحرف أ حتى أع مثلاً، ثم يبدأ المجلد الثاني فيغطي المواد من أغ إلى مادة ب ج وهكذا، وهذا ما يطلق عليه نظام مجلدات توزيع الحرف.
وسائل الإيضاح في الموسوعة
تشمل وسائل الإيضاح في الموسوعة الرسوم والخرائط والأشكال والصور، وهي وسائل ضروريّة في عملية التعليم وإيصال المعلومات. وتعتمد القيمة المعلومية والتربوية والتعليمية للوسائل البصرية المتنوعة على الأصالة والقدرة الإبداعية للمحررين والفنانين الذين يعملون معًا على اختيار وإنتاج المناسب من هذه الوسائل الإيضاحية. ومثل هذه الوسائل ينبغي أن تكون تعزيزًا وتكملة وتوضيحًا للمعلومات المكتوبة.
فالخرائط مثلاً، كغيرها من وسائل الإيضاح، ملمح أساسي من ملامح الموسوعة العامة الجيدة. وتقدِّم الخرائط المضبوطة والسهلة الاستخدام معلومات مرجعية ومهمة لا يمكن تقديمها إلا بهذا الشكل، وهي بهذا تكمل وتوضح النص. وكأي وسيلة من وسائل الإيضاح الأخرى، ينبغي أن توضع الخرائط في مكانها قريبًا من النص الذي توضحُه وتشرحه.
تزايدت أهمية استخدام الألوان في توضيح نصوص ومواد الموسوعات. وساعدت تقنيات المطابع الحديثة المحررين على وضع وسائل الإيضاح الملونة عبر مواد الموسوعة حيثما كان اللون مرغوبًا فيه.
سهولة الاستخدام
تُعدُّ سهولة الاستخدام عنصرًا مهمًا لكل من يريد البحث عن المعلومات والاطلاع عليها. وربما يفضل الناشئون ذوو الخبرات المحدودة عند البحث عن معلوماتهم استخدام دليل سهل وواضح، مثل الترتيب الألفبائي ذي الموضوع المفرد في كل مجلد على حدة. لكن هؤلاء الناشئين سرعان ما يدركون قيمة وجود فهرس مستقل وموسّع. وعلى المحررين، من ناحية أخرى، أن يختاروا عناوين المواد والموضوعات بعناية فائقة، بحيث يأتي العنوان مختصرًا جذَّابًا شائعًا وذا دلالة لغوية واضحة، يسهل على القارئ البحث عنه؛ لأن العنوان هو دليل المعلومات بالنسبة للقارئ. فمثلاً بشارة الخوري والأخطل الصغير، اسمان مختلفان لشخص واحد. ونظرًا لحرص أي موسوعة على الاستفادة من المساحة، فليس من المعقول كتابة موضوعين أو مقالتين في مكانين مختلفين في الموسوعة عن شخص واحد. وعلى المحررين هنا أن يختاروا مكانًا واحدًا للموضوع، ويحيلوا أو يشيروا في المكان الآخر إلى هذا الموضوع، أو العكس لإعانة القارئ على تحديد موضع المعلومات. وهذا نوع من أساليب الإحالة المرجعية. والأمثلة كثيرة، فهناك مَلَك حفني ناصف (باحثة البادية) وعائشة عبدالرحمن (بنت الشاطئ) وغيرهما.
تستخدم معظم الموسوعات نوعين من أنواع الإحالة المرجعية: الأول هو أن تشير في النص إلى أن هذا الموضوع وارد ومتناول تحت عنوان آخر في الموسوعة. أما النوع الثاني فهو أن تشير في نهاية الموضوع إلى الموضوعات الأخرى في الموسوعة ذات الصلة بالموضوع المطروح.
أما الفهرسة فدليل وطريق إلى المعلومات المفصّلة تضع بين يدي القارئ كل الموضوعات ذات العلاقة بعضها ببعض. لكنَّ الفهارس والإحالات المرجعية لن تفيد القارئ كثيرًا إذا كانت مداخل الموضوعات والمقالات الأصلية غير منظمة تنظيمًا جيدًا. إذ ينبغي أن يقوم المحررون بإعطاء القارئ تعليمات كافية حول تنظيم كل موضوع، باستخدام عناوين رئيسية وعناوين فرعية واضحة. ويجب أن تشكل هذه العناوين مجتمعة تخطيطًا منطقيًا للموضوع.
شكل الصفحة
يجعل شكل الصفحة الموسوعة تبدو جذابة وممتعة تغري بالاستعمال، كما قد يجعلها ثقيلة ومُنفّرة. وعلى الفنانين والمصمّمين أن يحدِّدوا المساحة المناسبة للصفحة، وحجم الحروف، وطول السطر والمسافات بين السطور، وعدد الأعمدة.
كيفية إعداد موضوع في موسوعة
تفاوت الموضوعات حسب الأهمية
فهناك موضوعات تقع في بضعة أسطر أو فقرات قليلة العدد، وهناك موضوعات أخرى تُعرض في أكثر من 30 صفحة، كموضوع المسجد أو الشِّعر أو الطيور في الموسوعة العربية العالمية. ومقالة العلوم عند العرب والمسلمين هي أطول مقالة في الموسوعة العربية العالمية، وتقع في حدود 126 صفحة. وتختلف الأساليب المستخدمة في إعداد هذه الموضوعات القصيرة والطويلة من أسلوب إلى آخر، طبقًا لطول المقالة، أو قصرها، وطبقًا لخطَّة الناشر.
بعد أن يتم نشر الموسوعة، يبقى التنقيح المستمر ضروريًا. ومنذ الفراغ من طباعة الموسوعة حتى موعد الطبعة التالية، لابد أن يقوم المحررون بإضافة موضوعات جديدة، أو تنقيح ومواءمة موضوعات قديمة، لجعل الموسوعة مواكبة لما يستجدُّ باستمرار من أحداث أو إنجازات أو تطور في مجال العلوم والمعرفة.
عند إعداد موضوعات جديدة، أو تنقيح موضوعات سابقة، يقوم المحررون في الموسوعة العربية العالمية باتباع إجراءات متأنية ـ خطوة خطوة، للتأكد من أن المواد العلمية الجديدة تتطابق وأهداف الموسوعة وأغراضها العلمية. ويقرر جهاز التحرير التنقيحات التي يجب إجراؤها في كل طبعة بناءً على معلومات تُستقَى عن تغيّر الاحتياجات المرجعية لدى جمهور الموسوعة. وتأتي هذه المعلومات من توصيات المستشارين والخبراء، ومن البحث العلمي وتقويم ردود الفعل المختلفة الخاصة بالموسوعة العربية العالمية. وعند إعداد موضوع رئيسي جديد، أو تنقيح موضوع سابق، يُلتزم بالخطوات التالية:
وضع المواصفات
يُعدُّ محررو الموسوعة العربية العالمية مواصفات (خطة مفصلة) كل موضوع من الموضوعات التي تشكِّل أهمية قصوى لكاتب الموضوع بوصفها دليلاً له؛ فهي تحدد له المعلومات التي ينبغي إدراجها في الموضوع، كما ترشده بوجه عام إلى كيفية تسلسل فقرات الموضوع. وقبل إعداد المواصفات، يقوم أحد المحررين بدراسة الموضوع العلمي دراسة وافية حتى يتمكن من معرفة المعلومات ذات الفائدة القصوى للجمهور. كما يقوم المحرر أيضا بتحديد المستوى، أو المستويات التعليمية المدرسية التي يمكن أن تستفيد من معلومات الموضوع.
كل هذه المعلومات ضرورية، ليس فيما يتعلق بمسألة اختيار محتوى الموضوع فحسب، بل وفي اختيار مفردات لغته وتركيب جُمله.
وعلى صعيد إعداد المواصفات وعلاقتها باستخدام الموسوعة في المدارس، يقوم محررو الموسوعة العربية العالمية بالاستفادة من: 1- التحليل المستمر لمقررات المناهج الدراسية. 2- المعلومات التي يتم الحصول عليها من برنامج بحث موسّع في الفصول الدراسية. ويعمل المحررون جنبا إلى جنب مع المرشدين والاستشاريين من أجل تطوير وتحديد المواصفات.
وفي الوقت الذي يجري فيه تحديث النص، يقوم الفنانون بتطوير خطط الوسائل الإيضاحية. ومن أهداف هذه الخطط التأكد من أن الصور والأشكال الإيضاحية والخرائط والأعمال الفنية الأخرى ملائمة للذي توضحه.
اختيار الكاتب المشارك
يُعدُّ اختيار الكاتب المشارك أمرًا حيويًا في عملية إنتاج الموسوعة. ويقع على المحررين عبء اختيار الكتّاب المشاركين والخبراء في مجالات تخصصاتهم. وقد يقوم أكثر من كاتب مشارك بكتابة الموضوعات الطويلة والمعقدة التفاصيل. وفي مثل هذه الحالات، يقوم كل خبير مشارك بكتابة الجزء المتعلق بمجال اختصاصه. والمتبَع هو أن يُعطى كل خبير نسخة من المواصفات (ويستحسن تزويده بعناصر الموضوع) وبإمكانه أن يقترح تعديلات بالحذف، أو الإضافة، لتحسين الموضوع.
تحرير المخطوطة أو المسوّدة الأولى
يتطلب تحرير المخطوطة، أو المسوّدة الأولى التي تأتي من الكاتب المشارك، مهارة وخبرة لابد من توافرها لدى محرري الموسوعة. ففي البداية يقوم أحد محرري الموسوعة بقراءة المخطوطة أو المسوّدة للتعرف على المعلومات الواردة في المقالة. ثم يقوم المحرر بإحداث بعض التغييرات، إذا لزم الأمر، لكي تنسجم الموضوعات وخطط الموسوعة من حيث المحتوى والأسلوب وعلامات الترقيم والمستوى اللغوي، بينما يقوم باحث مساعد للمحرر بالتأكد من صحة المعلومات والحقائق. ومن مسؤولية المحرر أن يوضّح المفاهيم الصعبة الواردة في الموضوع، كما يضيف أية حقائق أو معلومات أخرى يراها ضرورية. وقد تحال المقالة إلى قسم المواءمة والتنقيح لتُجرَى عليها أي عملية من عمليات المواءمة. بعد ذلك، تُعرض المسوّدة على محرري النسخ، والتربويين المتخصصين في مجال الموضوع. وعلى المستشارين التأكد من تحقُّق المقروئيّة (وضوح النص وسهولة القراءة...). وبعد التأكد من هذه النواحي، يُخزّن النص في الحاسوب بحيث يمكن استرجاعه وإجراء أية تنقيحات عليه بسهولة تمهيدًا لقراءته قراءة شاملة.
وضع الوسائل الإيضاحية في الموضوع
يتطلب تصميم وإنتاج الوسائل الإيضاحية، من رسوم أو خرائط أو صور أو أشكال، جهدًا مشتركًا من خبراء التصميم والفنانين معا. ويعمل هؤلاء عن كثب مع المحرر في عملية اختيار الوسائل الإيضاحية المناسبة والتخطيط الفني للموضوع، بحيث تتعاضد الوسائل الإيضاحية مع النص في عرض الموضوع وتوضيحه. ويتطلب هذا أن يعمل خبراء التصميم والإخراج الفني على وضع الوسيلة الإيضاحية بمحاذاة الجزء المُراد توضيحه من النَّص، أو قريبًا منه.
توفير الإحالات المرجعية
تزويد النصوص والوسائل الإيضاحية بالإحالات المرجعية، هو عمل المحررين المُدَرّبين تدريبًا خاصًا، لإرشاد القرّاء إلى حقائق وموضوعات معينة، بحيث يتمكن القارئ من تحديد موقع كل المعلومات المهمة المبثوثة في أماكن متفرقة في الموسوعة، والمتعلقة بالموضوع الماثل بين يديه. وكذلك يقوم محررو هذه الإحالات بمراجعة وضبط قوائم أسماء الموضوعات ذات الصلة بالموضوع المطروح والمثبتة في نهاية النص، سواء أكان هذا النص جديدًا أم منقحًا.
الفهرسة
تتطلب الفهرسة مهارة مُفهرسين مُدرّبين ومتخصصين في الحاسوب. ويقوم المفهرسون باختيار عناصر (عناوين وكلمات إرشادية) لإضافتها في الفهرس ونظام الحاسوب. ويكون لنظام الحاسوب هذا ملفان اثنان: أحدهما يستخدم ترتيب الصفحات التي ترد فيها المادة، صفحة تلو الأخرى، والآخر يستخدم ترتيب المواد حسب الألفبائية، كما هي في الفهرس النهائي الألفبائي. وبعد إكمال جميع الأعمال التحريرية في الموسوعة، يتم إنتاج مجلد الفهرس إنتاجًا أخيرًا، باستخدام تقنية التصفيف الضوئي، أو الفوتوغرافي ذي السرعة العالية.
الإعداد للمطبعة
تُستخدم أجهزة الحاسوب في إعداد النص وما يتضمنه من رسوم أو صور أو أشكال أو خرائط. وتتضمن هذه العمليات إعداد بروفات أو نُسخ أولية.وتُستخدم في هذه الأعمال أيضًا أجهزة فرز الألوان والتصفيف الضوئي.
لابد من قراءة ومراجعة البروفات قبل الإعداد للمطبعة وبعده للتأكد من سلامة المواد، مما يتطلب تركيزًا ودقة لتلافي الأخطاء.
بعد قراءة ومراجعة البروفات النهائية، تُجهّز أفلام الطباعة، ويبدأ العمل في تصوير النُسخ والتجليد. وللاطلاع على مزيد من النواحي الآلية والفنية في صناعة الموسوعات والكتب.
التسمية
انظر أيضا
- قائمة الموسوعات العربية
- قائمة الموسوعات
- قاموس مرجعي
- قاموس موسوعي
- Fictitious entry
- تاريخ العلوم والتكنولوجيا
- Lexicography
- Lexicon
- علم المكتبات
- قاموس المترادفات
ملاحظات
- ^ [الموسوعة المعرفية الشاملة
- ^ نجاريان, يغيا (2005). النهضة القومية-الثقافية العربية. دمشق، سوريا: أكاديمية العلوم الأرمنية - الدار الوطنية الجديدة.
المصادر
- EtymologyOnline
- Bergenholtz, H., Nielsen, S., Tarp, S. (eds.): Lexicography at a Crossroads: Dictionaries and Encyclopedias Today, Lexicographical Tools Tomorrow. Peter Lang 2009. ISBN 978-3-03911-799-4
- Blom Phillip, Enlightening the World: Encyclopaedie, the Book that Changed the Course of History, (New York: Palgrave Macmillan, 2005)
- Collison, Robert, Encyclopaedias: Their History Throughout the Ages, 2nd ed. (New York, London: Hafner, 1966)
- Darnton, Robert, The business of enlightenment : a publishing history of the Encyclopédie, 1775–1800 (Cambridge: Belknap Press, 1979) ISBN 0-674-08785-2
- Kafker, Frank A. (ed.), Notable encyclopedias of the seventeenth and eighteenth centuries: nine predecessors of the Encyclopédie (Oxford: Voltaire Foundation, 1981) ISBN
- Kafker, Frank A. (ed.), Notable encyclopedias of the late eighteenth century: eleven successors of the Encyclopédie (Oxford: Voltaire Foundation, 1994) ISBN
- Needham, Joseph (1986). Science and Civilization in China: Volume 5, Chemistry and Chemical Technology, Part 7, Military Technology; the Gunpowder Epic. Taipei: Caves Books Ltd.
- Rozenzweig, Roy. "Can History Be Open Source? Wikipedia and the Future of the Past." Journal of American History Volume 93, Number 1 (June, 2006): 117–46. Also available online here from the Center for History and New Media.
- Walsh, S. Padraig, Anglo-American general encyclopedias: a historical bibliography, 1703–1967 (New York: Bowker, 1968, 270 pp.) Includes a historical bibliography, arranged alphabetically, with brief notes on the history of many encyclopedias; a chronology; indexes by editor and publisher; bibliography; and 18 pages of notes from a 1965 American Library Association symposium on encyclopedias.
- Yeo, Richard R., Encyclopaedic visions : scientific dictionaries and enlightenment culture (Cambridge, New York: Cambridge University Press, 2001) ISBN 0-521-65191-3
وصلات خارجية
| Encyclopedias
]].- CNET's encyclopedia meta-search (includes Wikipedia)
- Encyclopaedia and Hypertext
- Internet Accuracy Project - Biographical errors in encyclopedias and almanacs
- Encyclopedia - Diderot's article on the Encyclopedia from the original Encyclopédie.
- What makes a scholarly encyclopedia?
- Science Dictionary - Online Comprehensive Science Encyclopedia
- Digital encyclopedias put the world at your fingertips - CNET article
- Librarians' Internet Index - a list of encyclopedias online
- Encyclopedias online University of Wisconsin - Stout listing by category
- Chambers' Cyclopaedia, 1728, with the 1753 supplement
- Encarta Encyclopedia
- Encyclopædia Americana, 1851, Francis Lieber ed. (Boston: Mussey & Co.) at the University of Michigan Making of America site
- Encyclopædia Britannica, articles and illustrations from 9th ed., 1875–89, and 10th ed., 1902–03.
- Encyclopædia Britannica, 11th ed., 1911, at the LoveToKnow site.
- Encyclopedia Sites list